Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الحكم الذاتي وهم وفخ نعم يا سادتي الكرام

من يقرأ ردود افعال بعض المطبلين والمزمرين للحكم الذاتي على نيافة المطران لويس ساكو سيصل الى قناعة كاملة. عن مدى ضعف هؤلاء أمام الواقع المرير الذي يؤكد غير ما يذهبون إليه. وسيجد ان هؤلاء المطبلين والمزمرين أصابتهم هستيريا جنونية، وكأن مطراننا الجليل نسف أساس برجهم الوهمي الذي يحاولون خداع أنسفهم قبل غيرهم به.
نعم يا سادتي الكرام الحكم الذاتي بصورته المطروحة. وهم وفخ ومضيعة للجهود والأموال والوقت.

1- لحد اليوم لم نرى ورقة واحدة من قياس "فلسكوب" تختصر لنا هذا المشروع وتوضح ما المقصود بيه، وكيف يمكن تحقيقه على ارض الواقع. ما هي حدوده الإدارية والجغرافية. وما هي أسسه القانونية. ومن هي الجهات السياسية الوطنية ذات الثقل البرلماني التي يمكن أن تدعم هذا المشروع ليتحول الى مشورع وطني عراقي. لأننا أولا وأخيرا نعيش في عراق فدرالي (تأكيد للأستاذ حكمت حكيم) إتحادي موحد. وهذا دليل أن ما يطرح من الكلام في منابر الهواء هو مجرد وهم.
2- لحد اليوم لم نرى من المطبلين والمزمرين للحكم الذاتي للمسيحيين. تأكيد (للمسيحيين) كما وردت في التعديل الأخير في دستور أقليم كوردستان. وكما ورد في قانون مجالس المحافظات. يحدد لنا الصيغة الإدارية التي سيعتمدها هذا المشروع، كيف ستكون إرتباطاته الإدارية، وما علاقته بالمركز (بغداد) وما علاقته بأقليم كوردستان.؟؟؟؟
3- لحد اليوم لم يوضح لنا أحد من المطبلين والمزمرين. كيف ستكون هيئاته التشريعية والتنفيذية. وكيف سيتم التنسيف مع كل من الأخوة الشبك واليزيدية والكورد والعرب والتركمان، من الذين يشتركون في المناطق التي يعيش فيها شعبنا.
4- لحد الآن لم نرى اي إنسجام أو فهم مشترك بين أثنين من (الأشخاص) لا الكيانات من المطبلين والمزمرين للحكم الذاتي. حتى نتأكد بأن هناك رؤية واضحة لهذا المشروع وليستحق إعادة التفكير وتغيير المواقف والقناعات. فكل شخص يشرح المشروع على هواه بل البعض لا يعرف ما المقصود. فقط يعرف كلمة واحدة الحكم الذاتي احسن من الإدارة الذاتية.
5- لحد اليوم لم نقرأ ورقة (فلسكوب) واحدة كدراسة ميدانية للإحصائيات الديموغرافية والإقتصادية والإجتماعية وحتى العلمية. "رغم أني على قناعة كاملة بأن شعبنا يمتلك من الكفاءات العلمية ما لا يملكه غيرنا". ولكن أين نحن من الإمكانيات السياسية، الكل يشهد بأن إمكانياتنا السياسية هي أضعف ما تكون. ولا حاجة لأن نخدع أنفسنا.
6- لحد اليوم لم نرى أي تنسيق بين المطبلين والمزمرين من أجل خلق مجموعات الضغط وطنية ودولية لكسب التأيد. بل وحتى كسب أصدقاء ضمن الهيئات والمنظمات الإنسانية الدولية والوطنية لدعم مثل هذا المشروع. بل ولم نرى حتى نقاش على مستوى أبناء شعبنا بين االمؤيدين والمتحفظين على مشروع الحكم الذاتي. ومن واجب صاحب الدعوة أن يطرق أبواب الآخرين للإقناعهم.

نعم أنه فخ. فذاكرتنا ليست من القش. ففي الأسبوع الذي تم تنظيم المظاهرات ضد إلغاء المادة 50 من قانون إنتخابات مجالس المحافظات، وجدنا كثافة مفرطة في طرح مشروع حكم الذاتي من على فظائية عشتار. وبالمقابل بدأت التهديدات تنهال علينا في الموصل كزخات المطر في شباط، وبدأ القتل العشوائي حيث وصل العدد الى أكثر من 12 شهيدا خلال أسبوع، وتم نسف أكثر من بيت. وكل الحوادث كانت في الساحل الأيسر حصرا. و هنا كان لا بد من أن يتحرك بعض المتألمين مما يجري للوصول الى بعض الأشخاص ذات العلاقة بالمقاومة وتحديدا، دولة العراق الإسلامية لمعرفة سبب الإستهداف الهجمي للمسيحيين. فكان من هذا التنظيم أن أصدر بيانا أستنكر أستهداف المسيحيين، واتهم المليشيات الكوردية. وأدعى انه يملك الأدلة وسيكشفها في الوقت المناسب. ولا ندري متى سيكون الوقت المناسب؟؟. كما أتهم النائب إسامة النجيفي الميليشيات الكوردية بالتورط في هذه الأعمال. وبالمقابل أتهمت القوى والأحزاب الكوردية المتطرفين الإسلاميين، والبعثيين السابقين والقوميين العرب بالقيام بمثل هذه الجرائم.
كائن من يكون المجرم شعبنا كان الضحية، وهذا الملف تحول الى ورقة سياسة للضغط على المواقف بين الأحزاب العربية والكودية. ولم يتم الإعلان عن الجهة التي أرتكبت هذه الجرائم. وبتصريح النائب إسامة النجيفي، والنائب الرئيس طارق الهاشمي.
وتم إغلاق الملف بتسويات سياسية، وشعبنا هو الضحية. ومن المفروض أن لا يغلق هذا الملف قبل كشف الجنات.

نعم أنه فخ ومضيعة للوقت والجهد. أنظروا أين تنصب جهود تياراتنا السياسية. أليست في صراع داخلي على فهم المصطلحات والمرادفات، وعدم قبول وحتى محاولة فهم الآخر، والعراق مقبل على تغيير جذري. لقد تم إلهائنا بصراع ثانوي وشعبنا ينزف دما. ويحطم روحيا ليدفع للهجرة وبأعداد مخيفة.

نعم أنه فخ بعد نشر مئات الصحف تقرير موقع (وين مادسن) الأميركي الذي يؤكد تورط جهات كوردية مع الموسات الإسرائيلية لتهجير أبناء شعبنا بشتى الوسائل. والتقرير يمكن البحث عنه من خلال "جوجل" لمن يرغب. سواء كان التقرير صحيحا أم مدسوسا ففي كلا الحالتين هناك مآمرة تحاك ضد شعبنا ونحن غافلون عنها.

نعم أنه مضيعة للجهود والوقت. ففي الوقت الذي يتفق العرب مع بعضهم والكورد مع بعضهم على تذليل خلافاتهم وتناسي الصراعاتهم الداخلية التي زهقت فيها آلاف الآرواح. لمواجهة تحديات المرحلة.
أين نحن. همنا الوحيد هو إزاحة الحركة الديمقراطية الآشورية، والتشيك بشرعية تمثيلها لأبناء شعبنا.
نعم انه مضيعة للوقت. فالحركة اليمقراطية الآشورية على الأقل قدمت مشروعا كاملا، وورقة للعمل المشترك، لرؤيتها لمفهوم الإدارة الذاتية، ووزعته على كل القوى والحزاب السياسية لأبناء شعبنا وطلبت الرد. تطالب بتحديث محافظة بأسم سهل نينوى، وبعد ذلك يكون لكل حادث حديث. أما ما نجده اليوم هو ضرب هذا المشرع الذي يمكن أن يحقق لنا مكاسب مرحلية، لصعود بها الى مستوى أكبر في المرحلة القادمة بعد تفهم الاخرين لما نطرحهه كمشروع ضمن الشرعية الدستورية المصادق عليها من قبل غالبية أبناء الشعب العراقي. أما ما هو خارج الدستور يمكن رفضه بكل سهولة بل يمكن محاربته وفق الشرعية الدستورية. وعلى شخص قانوني مثل الأستاذ حكمت حكيم أن لا تفوته هذه النقطة. فيمكن تحريك الجيش وفق صلاحيات الممنوحة للحومة بحسب الدستور.
وأخيرا نقول كان الأخوة في الحزب الديمقراطي الكوردستاني حتى قبل سقوط النظام السابق بأشهر رافعين لواء الحكم الذاتي الحقيقي. وهذا يعني أنه يمكن أن يكون هناك حكم ذاتي حبر على ورق كما كان بالنسبة للأخوة الكورد. المهم هو آلية تطبيق أما التسميات فيمكن أن تتغير والإدارة الذاتية بالشكل الذي طرحته الحركة الديمقراطية الآشورية والذي لم يطلع عليه ولم يقرأه غالبية المطبلين والمزمرين للحكم الذاتي، لا يختلف عن أي حكم ذاتي لطالما هناك هيئة تشريعية وهيئة تنفيذية، وآمانات عامة على هيئة الوزارات. والمشروع كان بأشراك القاطنين في سهل نينوى. ولكن من عمى الحقد قلبه قبل عقله لا يرى هذه الأمور. ومن يركض خلف السراب لن يرى الواحة الخضراء.


Opinions