الحكومة بين معصرة الموت وديمقراطية الأحزاب
في مقال سابق تحت عنوان (لتعلن الوحدة النخبة المثقفة) را/ الرابط ادناه، اكدنا فيها على ضرورة قيام النخبة المثقفة باعلان الوحدة الحقيقية! بسبب فشل رجال الدين والاحزاب الدينية وبعض سياسيينا في قيادة المجتمع والدولة والشعب، بدليل عدم وجود ملف واحد على الصعيد السياسي او الاقتصادي او الثقافي او الامني قد انجز بالرغم على مرور اكثر من ست سنوات على التغيير الذي يسمى "التغيير الديمقراطي" كنا نتمنى من النخبة التي تقود الدولة ان تقول لنا: اية ديمقراطية يتكلمون عنها ان كانت على ارض الواقع "التطبيق" او من خلال "النظرية" التي كفلها الدستور في الفقرة الاولى منه! وبَلعها في الفقرة الثانية!! والدليل واضح جداً لا يحتاج الى عناء كبير لكشف حال المواطن والشعب وحتى الحكومة المنتخبة اليوم محرجة اكثر من اي وقت مضى كون مصداقيتها وضعت مرغمة امام امتحان كبير، هذا الامتحان كانت نتائجه الواقعية هو عدم النجاح (لا نقول الرسوب) اي انها مكملة في جميع المواضيع! وهذه الحالة نادرة حقاً في حسابات البلدان والشعوب، عليه وجوب اعادة النظر في كل شيئ ووضع برنامج خاص وواضح للخروج من عنق الزجاجة، هذا البرنامج ليس بسهل مطلقاً، ولا يطبق على ارض الواقع الا بتضحيات عالية وتنازلات تصل الى حد الكرامة "الخاصة" من اجل الاعلى والاسمى وهو الوطن والشعبالحل والتضحيات
1- التخلص من المسبقات القومية! نعني بالتخلص – ابقائها في مكانها، اي عدم تحريكها في الوقت الحاضر على الاقل، ان تكون من ضمن الخاص فقط، والمطلوب اليوم العمل على عدم تأثيرها على العام (الاخرين)- بمعنى آخر عندما نضع خطة لاكتشاف الفروقات المذهبية والطائفية بين السنة والشيعة مثلاً وجب علينا ان نكون مثقفين بدلاً من ان نكون مكلفين بمهة او واجب الدفاع عن مذهبنا وطائفتنا ولغتنا وعاداتنا وقومنا وامتنا كونها الوحيدة الأحسن في المجتمع والعالم!! بل ان نكون مثقفين لكل ما للكلمة من معنى! اي اكتشاف خصوصيات الاخر وقبولها، وهذا نصف العمل
2- عند اكتشاف خصوصيات وافكار الاخر وضعها على طاولة الحوار، عندها وجوب الانتقال من الخاص (شيعي – سني – كلداني – اشوري – سرياني – وووو) الى العام (عراقي) لان العام يشكل نقطة في افق التفاهم بين خاصين او اكثر، اذن الحل الثاني يكمن في ارجاء او وضع المذهب والطائفة على الرف مع الاحتفاظ بالخصوصيات طبعاً، وهذه الخصوصيات تخرج الى السطح مرة اخرى عندما توفرون لشعبكم الامان والخبز والماء والكهرباء والخدمات الصحية وتعاد كرامته المسلوبة، اذن اكمال العمل هو الانتقال من الخاص الى العام عبر تضحيات وتنازلات (يعتقد البعض انها خطوط حمراء) ولكن نقول: لا خط احمر امام مصلحة الوطن والشعب
3- اذن أَكان سقراط العظيم مجنوناً عندما قال: "أرى كل الناس مواطني" لا والله نحن المجانين حقاً وخاصة عندما ندعو الموتى يُقررون عنا! وخاصة نحن نعيش عصر الانترنيت والاتصالات والعلوم، نعم هناك اختلافات وتباينات ولكن ليس من المعقول ان افكر ولو مجرد تفكير بان عائلتي واقربائي وعشيرتي ومذهبي هم الأفضل والباقي درجة ثانية او ليذهبوا الى الجحيم! اين العدالة والمساواة والحقوق التي ندعو لها؟ اليس هو نفس الهواء الذي نتفسه جميعاً؟ ام هواء الكلداني فيه اوكسجين اكثر من الاشوري والسرياني؟ ام هواء ونفخة الله في السنة اكبر من الشيعة؟ اذن الحل يكمن في قبول الاخر وتساوي الكرامات
النتيجة
الحل يكمن في
1- انهاء المحاصصة الطائفية والمذهبية والسياسية، ووضع الانسان المناسب في المكان المناسب! وان قلتم هذا غير ممكن الان، نجاوب ونؤكد انتظروا 10 سنوات عجاف اخرى او اكثر من الموت ودماء الابرياء
2- هناك شر مُغلف بخير، اي ان الاحزاب الدينية/السياسية لها برنامج براقة، ولكنها عند التطبيق يظهر ان هناك "خير مزيف" ودعوة الى حق "مبطن" يصعب كشفه وتبيانه الا عندما يكون هناك الامن والامان والاستقرار، وهذا ما لا يريدونه لانه في هذا الجو يفضحون، لذا نجد ان بعض من الاسلام السياسي يُروج ويُغلف شعاراته بآيات قرآنية ويدعو الى الديمقراطية التي هي بعيدة كل البعد عن افكارهم وتطبيقاتها العملية، عليه نرى ان هناك تناغم بين هذه الاحزاب والشخصيات وبين مصالح الدول المجاورة للعراق، الذي لا يهمهم كم من الابرياء سقطوا لحد اليوم! يقولون: مو مشكلة ان كان عدد العراقيين الذين سقطوا لحد الان هو مليون و800 ألف، ليصل الى مليونين ونصل الى تحقيق مصالحنا الاقليمية والدولية، وكان يوم الاربعاء الاسود مع 700 شهيد وجريح وقبله تفجير تازة 300وقبل ذلك سوق الشورجة 800،،، وهلم جرا!! ومشكلتنا كما قلنا ان الخلل فينا، لا يمكن ان يعبر احد الحدود "المفتوحة طبعاً" الا ونكون نحن اهل البلد قد قدمنا له كل الامكانيات ووفرنا لهذه الوجوه الكالحة البعد والعمق الاستراتيجي لا بل شاركناهم بقتل اولاد عمومتنا واخواننا وانساننا العراقي بالجملة من اجل مصالحنا الحزبية والدينية والمذهبية
اذن الحل يكمن في فصل وفضح كل مذهب ودين وجهة تعمل وتساهم في زعزعة استقرار امن وسيادة العراق وشعبه، لا ان نعطيهم حصة في الحكومة
3- المشكلة الرئيسية الاخرى اننا كما ندعي قضينا على الدكتاتورية والنظام الشمولي! طيب عندما قضينا على الدكتاتورية ونظام الحزب الواحد، الى اين ذهبنا؟اليس من المفروض ان نذهب الى التعددية والتنوع وقبول الاخر؟ كيف نقرأ واقعنا اليوم؟ ما نوع حكومتنا؟ اهي حكومة ديمقراطية بالتجاور؟ ام هي خليطة بين الديمقراطية ومجموعة من الدكتاتوريات؟ را/ بحثنا الى المؤتمر الخامس لحقوق الانسان في امريكا – الرابط الثاني، لا يمكن ان يستمر الحال على ما هو عليه الان! وجوب القيام بشيئ ما، نعم عمل كبير، وهو في انهاء سيطرة الاحزاب الدينية/السياسية على السلطة، عليه يكمن الحل في حكومة وحدة وطنية، يكون فيها دور كامل للنخبة المثقفة المستقلة ورجال ونساء حقوق الانسان، اي دولة القانون والمؤسسات العملية
لا نؤمن بالانقلابات العسكرية، نحن امام حكومة منتخبة شئنا ام ابينا، ولكن امامنا ايضاً شعب مضطهد يعاني من الالم والمرض والجوع واكثر من ذلك من فقدان لهويته ووجوه وكيانه وبشكل اخص ما يسمى بالاقليات والمكونات الاخرى، والجريح الموضوع في قفص لا حول له ولا قوة ليس امامه سوى لبس السواد والنواح لالمه وجراحه وشهدائه، فهل من واجب الدولة ان تتفرج على الاناه والبكاء وترى الفقراء والارامل واليتامى يزداد عددهم يوم بعد يوم؟ ما هو دورنا نحن دعاة الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان، المفروض والمطلوب في هذه المرحلة عمل شيئ ما، وهذا الشيئ باعتقادنا هو وجوب الوحدة والتكاتف والتعاون بين جميع القوى الخيرة والمحبة للسلام، والمؤمنة بالاخر مهما كان دينه ومذهبه وطائفته وفكره، المهم ان يعمل ويسمو فوق مصلحته وقوميته ودينه ومذهبه من اجل العراق
shabasamir@yahoo.com