الحكيم يرشح بغداد للفيدرالية بعد كردستان والجنوب
31/12/2005بغداد ــ السليمانية ــ عبد الحسين غزال وشيرزاد عبد الرحمن ــ واشنطن ــ ا.ف.ب
أدرج عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الاعلي للثورة الاسلامية في العراق العاصمة بغداد ضمن المناطق المرشحة للحصول علي حكم فيدرالي للمرة الاولي بعد كردستان والجنوب والوسط. وقال الحكيم الذي يترأس قائمة الائتلاف الشيعي في حفل استقبال جماهيري بالسليمانية التي وصلها امس الاول لاجراء مشاورات مع الرئيس العراقي جلال الطالباني حول تشكيل حكومة عراقية جديدة ان الفيدرالية خيار صحيح في كردستان العراق وخيار صحيح في وسط وجنوب العراق وفي بغداد وفي اي من مدن العراق. ورفضت قائمة التوافق حسب ظافرالعاني المتحدث باسمها أمس ان تتلقي اتفاق الحكيم الطالباني كأمر واقع من دون اشتراكهم في المفاوضات. واعلن اياد علاوي رئيس القائمة العراقية انه لم يدع الي السليمانية أصلاً. كما دافع الحكيم عن التحالف الاستراتيجي بين الشيعة والاكراد. علي صعيد اخر رحب اياد علاوي رئيس القائمة العراقية الوطنية وجبهة التوافق العراقي بارسال مراقبين دوليين للتحقيق في التزوير خلال الانتخابات التي جرت في الخامس عشر من الشهر الماضي في وقت اشادت وزير الخارجية الامريكية كوندوليسا رايس بــ (الدور المهم للامم المتحدة في العملية الانتخابية). وقالت ان (الولايات المتحدة تؤيد بقوة عملية تقويم الانتخابات).
واضافت (ننتظر باهتمام النتائج النهائية للانتخابات التي ستمثل ارادة العراقيين وتكون مقبولة منهم). ورفضت قوائم التوافق العراقية وجبهة الحوار انتقاء صناديق محدودة لاعادة فرزها حيث لا يتجاوز عدد اصواتها ستة عشر ألفا بما لا يؤثر علي اية نتيجة. وطالبت القائمة العراقية الوطنية لأياد علاوي التحقيق في تزوير انتخابات بغداد والبصرة وكركوك علي نحو خاص ووفق التدقيق في منع وكلاء الكتل من المراقبة. من جانبه اشاد الامين العام للامم المتحدة كوفي انان بجهود اللجنة الانتخابية العراقية للتحقق من الشكاوي المتعلقة بالانتخابات. وقال في بيان انه يرحب بالقرار الذي اتخذته المهمة الدولية للانتخابات العراقية بتشكيل فريق من الخبراء يضم مندوبين عن جامعة الدول العربية للتحقق من جميع الشكاوي التي تسلمتها". واضاف انان ان "من المهم ان تتاح للمجموعات العراقية التي رفعت شكاوي حول سير الانتخابات فرصة الاستماع اليها"، معتبرا ان "هذا الفريق من الخبراء الذي لم يشترك في تنظيم الانتخابات، سيقدم تقويما مستقلا عن هذه الشكاوي".
واعلن ممثلون عن التيار الصدري انهم انسحبوا من مفاوضات السليمانية لعدم دعوة جبهة التوافق وجبهة الحوار الوطني في حين كان مصدر في التيار اعلن ان عدم المشاركة سببه دمجهم مع الائتلاف في مفاوضات دوكان. وتتألف المهمة الدولية للانتخابات العراقية التي تشكلت في كانون الاول (ديسمبر) 2004 من اعضاء في لجان انتخابية مستقلة وخبراء انتخابيين، وجميعهم من الاجانب. من جانبه رشح حزب الدعوة الاسلامية رئيسه ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء الحالي لترؤس حكومة عراقية جديدة يعد لتشكيلها. وبعد ان اشار الحكيم في كلمته الي ان "الدستور كفل لاهل العراق هذا الحق"، قال ان "خيار الفدرالية صحيحا لانه عزز وحدة العراق من جهة وحقق العدالة من جهة اخري وخلص البلد والي الابد من ثلاثية الدكتاتورية والعنصرية والطائفية". واستبعد الحكيم ان يؤدي اقامة اقاليم في جنوب العراق الي تقسيم العراق.
وقال ان "فكرة تقسيم العراق فكرة غير واردة تماما لان خيارنا الذي اخترناه هو ان نبقي موحدين في العراق"، مؤكدا ان "العراق الذي يسعي الجميع الي تحقيقه هو عراق الحقوق والمشاركة والفرص المتساوية والمحبة والسلام والحرية". من جهة اخري، دافع الحكيم عن التحالف بين الشيعة والاكراد. وقال ان "محنتنا ومأساتنا واحدة لان ما مررنا به من ظلم واضطهاد يجب ان يكون لنا دافعا لتحقيق الشراكة بين كل مكونات الشعب العراقي".
وشدد علي ان شقيقه آية الله العظمي محمد باقر الحكيم الرئيس المجلس الاعلي السابق للثورة الذي اغتيل "وقف دوما الي جانب الشعب الكردي". واضاف ان باقر الحكيم "وقف وضحي الي جانب كل الشعب العراقي والذي ايضا كان يؤكد دوما علي ضرورة هذا التحالف الاستراتيجي بيننا وبينكم". ودعا الاكراد الي العمل معا من اجل (حماية الدستور من اي عمليات تغيير قد تضر بالمكتسبات التي تحققت للشعب العراقي). والحكيم موجود في كردستان منذ الثلاثاء الماضي.
وحول الترحيب بالتحقيق الدولي في حصول تزوير قالت جبهة التوافق العراقية السنية في بيان انها "تثمن استجابة المجتمع الدولي لندائها بهدف ايجاد حلول منصفة لمطالبها العادلة للخروج من المأزق". واكدت ضرورة ان يتمتع المراقبون الدوليون ب"سلطات وصلاحيات تؤهلهم لمتابعة اجراءات وعمل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وايجاد معايير موضوعية لتقييم النتائج واصدار القرارات المناسبة". واوضحت ان خطوات كهذه "تساعدنا علي قبول النتائج التي تتوصل اليها". من جانبه دعا علاوي الذي شكك بنزاهة الانتخابات "كافة الفرقاء" الي "التعامل الكامل والشفاف مع اللجان الدولية التي ستصل خلال أيام الي العراق وكشف الحقائق من دون خوف بهدف تحقيق مناخ أفضل لانجاح التحولات السياسية في العراق".
كما لاقي الاجراء "وان جاء متاخرا" استحسان صالح المطلك (سني)، رئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني المنضوي ايضا في تجمع "مرام" الرافض لنتائج الانتخابات (42 كيانا سياسيا).
وقال المطلك "الامر جيد وان جاءت الخطوة متاخرة. كنا نريد مجيئهم قبل واثناء الانتخابات" معربا عن اسفه "لاطلاق الامم المتحدة والولايات المتحدة تصريحات مسبقة تشيد بنزاهة الانتخابات قبل مجيء هذا الوفد". ولاقت الخطوة ترحيب خضير الخزاعي عضو اللائحة الشيعية المحافظة رغم اعتباره انها لا تحمل جديدا.
وقال "الاجراء لا يقدم جديدا. اصلا يوجد مراقبون دوليون في المفوضية. خلال الحوارات اقترحنا زيادة العدد اذا كان ذلك يشعر الاطراف الاخري بمزيد من الاطمئنان" مضيفا "نحن ضد كل تزوير ومع كل من يطالب بحقه". واعتبر ان "هذا الفريق من الخبراء الذي لم يشترك في تنظيم الانتخابات، سيقدم تقويما مستقلا عن هذه الشكاوي".