Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الخيانة والغدر.. ليسوا مرضاً مستعصياً !

استاذ جامعي مستقل
قد لا يختلف اثنان من العقلاء في اعتبار هذا الزمان اسوأ زمن تمر به الحياة البشرية في منطقتنا العربية حيث اصبح الغاء الآخر واجتثاثه او قتله واجب يجب تنفيذه من قبل بعض البشر حيث يعتمدونه باعتباره عدل وجهاد ودفاع عن النفس مستندين بذلك الى نصوص عفى عليها الزمن !! كما ان هذا الزمن احتله العملاء والإنتهازيين كما نراهم في غالبية الدول العربية وهم يتفاخرون بعمالتهم وإنتهازيتهم دون خجل او حياء ! في هذا الزمن نرى السارقون والخارجون عن القانون المدني والسماوي على حد سواء يسرحون ويمرحون خارج السجون !
زمن اختلطت فيه العاهرة مع غيرها من ذوات السيرة الحسنة .. زمن ارتدى الباطل ثوب الحق . . زمن قفز فيه من لا يصلح حتى لإدارة نفسه ليصبح وزيرا يدير شؤون الأخرين . . زمن اصبح فيه الغدر والخيانة شهادة يتفاخر بها البعض ويستخدمها كوسيلة للثراء والسيطرة دون وجه حق !
ولا اظن ايضا ان هناك من يختلف معي في ان ما جرى للعراق كان للغدر والخيانة مكان في كل مجريات الأحداث وترتيباتها .. خيانة وغدر هما اللذان اوصلانا لما نحن فيه الأن ! وإلاّ بماذا تفسر اعتبار الحرب على العراق واحتلاله وتدميره على انه " تحرير " واعتبار من تواطئ وتعاون مع المحتل واشترك في زرع الفتنة الطائفية وفسح المجال لمليشيات حزبه للعبث كيفما يشاء وسرق اموال الشعب .. وطنياً ومخلصاً ! وكيف نفسر اعتبار كل من دافع عن وحدة وسيادة العراق ورفض المحاصصة الطائفية شخصا ارهابياً مجرماً , نعم هذا ما يحدث وهكذا هو مقياس الوطنية في العراق الجديد !!
الخيانة والغدر , مرض استمر مع البشرية منذ نشأتها وغذته ايدلوجيات معينة ارادت اجبار الأخرين للألتحاق بها , هذه الأيدلوجيات استمرت في نهجها دون تطوير او تغيير لكي تتماشى مع تطور البشرية الداعي لإحترام حقوق الإنسان في المعتقد والحياة , ولذلك واستنادا لتوجهات هذه الأيدلوجيات احتل سلوك الغدر والخيانة مكانا في نفوس البعض لتحقيق اهداف هذه الأيدلوجيات المتمسكة بنصوصها والرافضة لغيرها !
ويتسائل المرء احيانا .. هل نتواضع ونسامح ونمضي ؟
أم نحقد ونكره ونثأر ؟
هل نحمل آلامنا وجروحنا في نفوسنا ونتركها تتخمر لتصبح بعد ذلك سموماً تقتلنا ؟, هل يطالبنا الضمير في داخلنا بالثأر ؟ أم أن ضميرنا يسعى محاولا إنقاذنا من الغرق في شهوة الانتقام ويطالبنا بالعفو والتسامح والنسيان ؟‏!
كيف نتصرف وماهي ردة فعلنا أمام مشاعرنا الإنسانية حينما تمر امامنا مشاهد مليئة بالخيانة والغدر اصحابها بعض من اهلنا ! كيف نقف امام الغرباء وندعي باننا اصحاب اعرق حضارة وخير امة اخرجت للناس ؟!
تساؤلات طويلة وكثيرة إجاباتها مختلفة ونسبية حسب بيئة وطبيعة وتربية كل فرد , ولكن وفي كل الأحوال فان الخيانة والغدر لها تأثير مباشر علينا خاصة اذا ما كانت صادرة من اقرب الناس لنا ومن الذين كنا نعتبرهم سندا ومعينا لنا في تحريرنا من ظالمينا ؟!
وخلاصة القول وبعد كل ما حدث من غدر وخيانة لوطننا ولشعبنا , فما زال امامنا فرصا كثيرة لتصحيح الحال .. اليس الوطن اسمى واغلى .. ألا يستحق وطننا الحبيب العراق ان نقف معه في مصيبته في محاولة للتسامح والنسيان دون أن نفقد من شخصيتنا وكياننا وسمعتنا اي شئ , ألا نستطيع العفو عن الخونة والغادرين وإعادة جمع الشمل وزرع المحبة والسلام بين ابناء شعبنا من جديد , ام ان الغدر والخيانة بات ماء الحياة الذي يسري في عروق بعضنا واصبح مرضاً مستعصياً لا يمكن القضاء عليه إلاّ باستئصاله !

Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
وكيل وزارة الخارجية يسلم القائم بالاعمال مذكرة احتجاج حول قيام القوات التركية بقصف المناطق الحدودية في محافظتي دهوك واربيل نركال كيت/ أستدعى وكيل وزارة الخارجية الدكتور محمد الحاج حمود القائم بالاعمال التركي في بغداد صباح يوم محافظ نينوى يتهم الفرقة الثانية من الجيش العراقي بعدم التعاون مع السلطات القضائية بخصوص المعتقلين لديها شبكة اخبار نركال/NNN/الموصل/ اتهم محافظ نينوى اثيل النجيفي الفرقة الثانية من الجيش العراقي بعدم التعاون مع جنود الفرقة المتعددة الجنسيات في بغداد يستولون على قنابل خارقة للدروع مزروعة وصاروخ ومخبا للاسلحة شبكة اخبار نركال/NNN/ بغداد / اعلنت القوات المتعددة الجنسيات ان جنودها – بغداد ، عثروا على عبوة ناسفة رئيس الجمهورية: العراق اليوم يتوجه لتوظيف طاقاته وموارده للمضي قدماً في بناء دولة قوية الاقتصاد شبكة اخبار نركال/NNN/ أوضح فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني ان العراق اليوم وهو يعمل من اجل وضع حد
Side Adv2 Side Adv1