Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الدرس الحقيقي للثورة الحسينية

Jafar_yousif@yahoo.com
يزدان تاريخ الأمم والشعوب بمشاهد زاخرة، روت تلك الشعوب أرضها بالدماء، واقفة بوجه الطواغيت، مطالبة بحريتها مرة، ورافعة راية الحق منصورة مرة أخرى، ولكن من الصعب أن نجد في صفحات تاريخ الشعوب ثورة كالثورة الحسينية، وأبطالا شامخين برزوا للمنايا بغبطة وسرور.
فالقضية التي استشهد من أجلها الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه الأبرار (ع) هي قضية جليلة .. إنها قضية التضحية من اجل قداسة الحق الذي ثلم والإنحراف بالمبادئ باتجاه الخطيئة من قبل يزيد بن معاوية.
إن الدرس الذي يجب أن نأخذه من هذه الثورة هو درس القتال بين إثنين وسبعين مقاتلا أو يزيدون، اصطحبهم الإمام الحسين (ع) من أهل بيته وصحبه الأبرار الميامين وبين عشرين ألف فارس وهم جيش يزيد .. وما دار من قتال تجلى بالآلام والبطولات التي سطرها الثوار.
لقد كانت تضحية ومجداً قُرت بها عيون أمة الإسلام فيما بعد الثورة، لأن الحسين (ع) جعل الحق والحرية قيمة ومثوبة، فلم يهمه النصر العسكري، وقد ترجم ذلك شاعر العراق أبو الحب الكبير الشيخ محسن بن الحاج محمد (1810-1887م) (1225-1305هـ)، الكربلائي المولد والمسكن والمدفن، بالبيت المشهور على لسان الإمام الحسين (ع):
إن كان دين محمد لم يستقم ... إلا بقتلي يا سيوف خذيني
وهو من قصيدة يائية في رثاء الإمام الحسي، من بحر الكامل الثاني ومطلعها:
إن كنت مشفقة علي دعيني ... ما زال لومك في الهوى يغريني
لقد وقفت الثلة المؤمنة وراء الحسين (ع) ليس لهم في إحراز النصر على عدوهم أدنى أمل، وليس أمامهم سوى القتل بأسلحة عدوهم الغادر المتوحش، ولقد كانت أمامهم فرص النجاة التي عرضها قائدهم الإمام الحسين (ع) عليهم إذا هم أرادوها، ولكنهم رفضوها طالبين الشهادة والتضحية من أجل نصرة الحق وأصحابه، رفضوا النجاة ما دامت ستكون غمطاً لقداسة الحق وثلماً للشرف، وهكذا راحوا يتهافتون على ذهاب الأنفس يقاتلون حول قائدهم الممجد في يوم العاشر من محرم عام 61هـ، يعانقون المنايا واحداً بعد واحد، وهم يصدحون: المبادئ الجنة .. المبادئ الجنة.
وبعد ظهيرة عاشوراء ارتفع رأس الإمام الحسين (ع) وأهل بيته وصحبه الأبرار الميامين (ع) على أسنة الرماح إلى الكوفة ثم الشام لتكون مشاعل على طريق الحرية ليس للمسلمين فقط، بل للإنسانية كلها، وستبقى تلك المشاعل تنير الدرب لمن يريد أن يستنير بها ويضع أقدامه على طريق الشهادة والسعادة الأبدية، أو الانتصار والإطاحة بالظلمة والطواغيت أينما حلوا.
سيدي ومولاي يا أبا عبد الله، طبت وأهل بيتك وصحبك المستشهدون بين يديك، وطابت الأرض التي فيها دفنتم، وكما قال صادق أهل البيت الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع): (موضع قبر الحسين (ع) من يوم دفن روضة من رياض الجنة..).
فما أروع هذا الدرس من دروس الإنسانية، نأخذ منه العبر، فالدرس الحقيقي أن الحق هو المقدس، والتضحية هي الشرف، وهما ما يجعلان للإنسان والحياة قيمة ومعنى، في كل مكان وزمان.
الرأي الآخر للدراسات – لندن



Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
الكهرباء:انارة الشوارع الفرعية في عموم بغداد واستثناء العمارات السكنية من القطع الليلي شبكة اخبار نركال/NNN/بولس تخوما/ اكدت وزارة الكهرباء ان الشوارع الفرعية في عموم مناطق بغداد ستشهد نصب إختطاف لبنان لم يعد هناك أى شك لدى أى متابع مدقق بأن حزب الله ،المصنف عالميا كمنظمة إرهابية ،ينفذ أجندة غير لبنانية ولا يعنيه هو ومنظمته الخراب والدمار فى الأرواح والممتلكات اللبنانية طالما هو وأفراد مليشياته يتخندقون ويختبئون فى الملأجى المحصنة، فالمقاومة "بالف خير" التاريخ يتكلم الحلقة 105لماذا لم يتوحد الشعب الكلدواشوري سرياني ؟؟ التاريخ يتكلم الحلقة 105لماذا لم يتوحد الشعب الكلدواشوري سرياني ؟؟ متابعتي للوضع في العراق يرشدني الى إلاشكاليات الكثيرة التي تعيق حركة المجتمع وهنا سوف اتوقف عند القوميات الصغيرة غير المسلمة بشكل خاص التي تناظل في سبيل حقوقها, إذ أن الصراعات الدولية والإقليمية تدور اليوم في الساحة العراقية بقوى عراقية وأخرى عربية وأ أين البرلمان العربي .. و ما هو دوره اليوم ؟ في مخاض عسير يعيشه العرب اليوم ، وفي غمرة التردّي ، يتساءل الناس : اين هو البرلمان العربي ؟ اين هو من قضايانا ومشاكلنا ومقاتلنا وصراعاتنا ؟ اين هو من اوضاعنا السياسية في كل من العراق ولبنان وفلسطين والسودان .. ؟ اين هو من كل ما قيل عنه من مزايا وما سيلعب
Side Adv2 Side Adv1