الدشاديش القصيرة : شحة فكر ام شحة قماش؟
ليس غريبا ان يصدراحد المشايخ فتوى بتحريم صورتي راقصة الفجر وان يعتبر مصورها وناشرها وناظرها في النار، فلن تثير مثل هذه الفتوى عندي غير القرف من استخدام الدين بهذه الطريقة الهزيلة. وهذا ينطبق على كثير من الفتاوى التي تنهال علينا كالمطر وتحرم كل ما لا يتوافق مع اذواق او عقول اصحاب اللحى المسرحة والدشاديش القصيرة.ومن المؤسف جدا ان يطغى المظهر على الجوهر في الفكر الديني. وان تصبح العبادة وسيلة للوصل الى الجنة والتمتع بالحور العين بدلا من تكون وسيلة للذوبان في الذات الالهية.
وكيف لخنجر الذي لم يقرأ في حياته كتابا واحدا ما عدا الصفحات الاولى من القراءة الخلدونية في مدرسة محو الامية، كيف له ان يفهم ماهية الذوبان في الذات الالهية.
فمن غير الممكن ان يؤمن ان لاله رؤوف رحيم ذاتا يذوب فيها المؤمنون كما كان يذوب المعارضون في تيزاب صدام حسين. ومن غير الممكن ان يتخيل جنة خالية من حور وسندس واستبرق وحرير وكل ما حُرم منه في حياته البائسة.
ان هذا الوضع المتدني ثقافيا واقتصاديا جعل من الدين وسيلة للهروب ومرتعا خصبا للافكار العثة والمتطرفة واصبح تقليد الرسول يكمن في دشداشته ولحيته وعمامته وحب الحسين يكمن في اللطم والتطبير وراية الاسلام ترفرف على رؤوس الحراب وليس في رؤوس اصحابها.
ومن المحزن ان تصبح هذه الافكار واحزابها هي المحرك الاكبر للجماهير في بلداننا بينما تنحسر الافكار اليسارية والعلمانية. والادهى من ذلك ان تستلم تلك الاحزاب قيادة بلدان عدة وتقضي على انجازات نضال طويل في مجال المساواة والحرية والديمقراطية.