Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الدكتور اياد علاوي في حوار صريح جدا لـ “البينة الجديدة”- الجزء الثاني

18/06/2009

شبكة اخبار نركال/NNN/
جاءني السفير البريطاني في الكويت ليخبرني عن الحملة الاعلامية بين الكويت والعراق ونتائجها الخطيرة
لم نستفد من علاقتنا مع امريكا ولم نمارس ضغوطا على دول الجوار واكتفينا فقط بصراع الكراسي

حاوره / رئيس التحرير
الدكتور اياد علاوي رئيس جبهة الوفاق العراقية سياسي مخضرم .. قارع نظام صدام وظل يعارضه لسنواتٍ طويلة .. امتاز بعلاقات وثيقة مع قوى واحزاب سياسية عراقية .. علاقاته عميقة تمتد لسنوات المعارضة العراقية في الخارج .. ولم تنحصر علاقاته في حدود الوطن بل تعدته الى دول عربية واسلامية وهو عندما يزور سوريا او مصر يستقبل فيها استقبال الرؤساء .. في هذا الحوار لـ (البينة الجديدة) يتصدى الدكتور اياد علاوي لكثير من القضايا الوطنية الشائكة .. ويناقشها بوعي وحكمة ويرسم لها الحلول الصائبة والناضجة المستمدة من خبرته وتجربته الطويلة في العمل السياسي فماذا قال عن العملية السياسية والاتفاقية الامنية ومشكلاتنا مع دول الجوار والموقف من البعث والبعثيين واشياء اخرى.
دكتور هناك في الساحة العراقية عملية خلط للأوراق وهناك صيرورة جديدة للعملية السياسية بعد ست سنوات فالكل يقوم صراحة بإعادة تقييم نفسه وتصحيح مساراته بل وتغيير اسمه وان بعض الاسلاميين يقومون بالفعل بالتخلص من تبعته وهذه قضية مهمة .. بودي ان اسألك اولاً :
*هل ان نتائج انتخابات مجالس المحافظات في العراق والانتخابات مؤخراً في لبنان انعكاس حقيقي لارادة التحرر من التدخلات الايرانية في المنطقة..؟
-اعتقد جازماً ان انتخابات مجالس المحافظات والتي جرت قبل عدة اشهر او الانتخابات التي جرت في لبنان قبل عدة ايام عكست مؤشرات كبيرة ولها دلالات بليغة يجب انه تقرأ بدقة من قبل السياسيين من كلا البلدين وارى ان دول المنطقة بما فيها ايران التي تربطنا واياها وشائج مختلفة بحاجة للتعايش السلمي والتعامل العصري والحضاري القائم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بعيداً عن التدخل في شؤون الغير وعلى كل دول الجوار ان تعي هذه الحقائق .. لقد سعيت انا شخصياً لأقامة علاقات جيدة مع الجارة ايران واكشف لك سراً لأول مرة هو انني قمت بعدة خطوات عملية في هذا الاتجاه.. في مقدمتها انني اتخذت قراراً صريحاً وجريئاً وواضحاً عند كنت اتولى حقيبة رئاسة الوزراء حيث ابلغت مسؤولي منظمة مجاهدي خلق الايرانية التي تتخذ من معسكر اشرف في العراق مقراً لها وابلغتهم بتسليم اسلحتهم الثقيلة كما قلت لهم بالحرف الواحد : انتم مقيمون على ارضنا وفي ضيافة شعبنا ولكن لن نسمح لكم بالقيام بأي عمل مسلح ضد ايران وقد اثنت الحكومة الايرانية على هذا القرار وشكرتني جداً وقلت للأيرانيين عن طريق وزير الخارجية يومذاك ان هذا الاجراء بحق منظمة مجاهدي خلق هو مجرد”عربون” لاقامة علاقات ثنائية بعيداً عن التدخل .. وعندما اتخذت هذا القرار لم استشرامريكا ولاغير امريكا ولكن املته عليّ ضرورات المصلحة الوطنية اما الخطوة الثانية فقد ارسلت اكبر واضخم وفد عراقي يرأسه السيد وزير المالية يومذاك عادل عبد المهدي والذي يشغل الان منصب نائب رئيس الجمهورية الى ايران كما شجعت الوزارات على ارسال وفود ايرانية لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري والثقافي وغيرها من الميادين واكشف لكم لأول مرة انني في حينها طلبت من الأخ ابو عمار “الله يشافيه” السيد عبد العزيز الحكيم وبحضور السيدين ان يذهب الى ايران وان يقول للأيرانيين بأننا نعلن عن الحضور الى مؤتمر شرم الشيخ في مصر مالم يعلنوا عن موافقتهم على حضور المؤتمر ومشاركتهم فيه بفعالية وايجابية لان الامريكان كان لهم موقف اتجاه سوريا وايران ويومها ارسل لي الرئيس الامريكي السابق جورج بوش كولن باول حيث التقيته في احدى العواصم العربية واوضحت له اهمية مشاركتنا في مؤتمر شرم الشيخ وقد ذهب السيد عبد العزيز الحكيم الى طهران وجاء حاملاً موافقة الايرانيين على حضور المؤتمر عندها استدعيت فضائية “العربية” وعملنا مقابلة صحفية اعلنت من خلالها مشاركتنا في قمة شرم الشيخ تحت اشراف الامم المتحدة بحضور منظمة المؤتمر الاسلامي ومجلس التعاون الخليجي ودول الجوار.
وقد انبثقت اليات مهمة اولها تشكيل لجنة مشتركة بين العراق وسوريا والمتعددة الجنسية وكنا في طريقنا لعمل لجنة اخرى مع ايران ولكن لم يسعفنا الوقت لتشكيلها وحتى اللجنة الاولى مع سوريا الغيت بعد خروجي من رئاسة الوزراء .. المهم هناك ظاهرة ملفتة هي ما يقال او يعلن عن التدخلات الايرانية يكاد يكون كلاماً ضبابياً فكل يوم يعلن الناطق باسم الحكومة عن هذه التدخلات وعن تشكيل لجان للتحقيق بصددها ولكن لم نسمع يوماً ان هذه اللجان استطاعت ان تعلن نتائج ما توصلت اليه اذا كانت فعلاً حققت بالموضوع او انها وضعت اصبعها على الحقيقة وكشفت للشعب عن حقيقة التدخل الايراني من عدمه كما ان القوات المتعددة الجنسية هي الاخرى تعلن وبشكل يومي عن تدخل ايراني وتقول ان ايران تتدخل وكذا وكذا ولكن ايران لحد الان تلتزم الصمت ولاتجيب على هذه الاتهامات!!
*ولكن ماذا بشأن الاتفاق الضمني بين الولايات المتحدة الامريكية وايران..؟
-لحد الان ما عاد واضحاً ان ايران تتدخل ام لا لكن هناك مشاعر عند الناس واحاسيس ومعلومات بأن ايران تتدخل ولكن لا الحكومة العراقية توضح هذه المسألة ولا الحكومة الايرانية تنفي ومما يزيد الطين بلة ان اللقاءات الايرانية -الامريكية التي جرت على الارض العراقية بقيت خارج علم الشعب العراقي وخارج علم القوى السياسية العراقية على وجه التحديد ..نحن قوة سياسية وموجودين في العملية السياسية كان علينا ان نعرف ماذا يدور بالضبط من حولنا ونتفاجأ انه بالرغم من التصعيد بين طهران وواشنطن والخطابات الرنانة وغيرها من كلام ان الرئيس الامريكي باراك اوباما في خطابه في القاهرة مؤخراً يدعو وبشكل رسمي الى حوار وتفاوض مع ايران اذاً فان القصة ماعادت واضحة للعراقيين وحتى للقوى السياسية لهذا قلت وبشكل علني وصريح للايرانيين اننا يجب ان نوفر الاجواء الاقليمية السليمة والمبنية على علاقات واضحة من دون تدخل في شؤون الغير . وكان كلامي اكثر وضوحاً عندما التقيت السفير الايراني في بغداد قبل خمسة او ستة اشهر على مااظن وقلت له ان هناك كثير من الامور يجب الا تبقى غامضة وانه لا يجوز ان تحصل هذه الامور بمعزل عن منظمة المؤتمر الاسلامي او مجلس التعاون الخليجي او الامم المتحدة او الجامعة العربية ولا بد ان تكون هذه المؤسسات المذكورة رقيبة او حكماً على تطبيع العلاقات الى مستويات مقبولة بل والعمل على اقامة اوثق العلاقات الثنائية بين العراق وايران من جهة وبين العراق وباقي دول الجوار من جهة اخرى وخلق معطيات جديدة لاقامة نوع من التوازن الاقليمي المبني على اسس ثابتة والحق يقال اننا اليوم في حيرة لا نعرف اين الكذب واين الصدق ولانعرف بالضبط ماذا يجري..
وخير مثال على ذلك ان الاخوان في الحكومة يصدرون بياناً يعلنون فيه ان ايران تتدخل في الشأن العراقي وتارة اخرى ينفون ذلك ومرة ثالثة يصرّح وزير النفط حسين الشهرستاني بان الايرانيين يستحوذون على نفوط الحقول المشتركة مع ايران عن طريق الحفر المائل وهكذا ضاعت علينا السالفة والطامة الكبرى ان الحكومة العراقية عندما تجري مفاوضات او مباحثات سواء مع الامريكان او مع الايرانيين او غيرهم فانها لاتخبر القوى السياسية او حتى مجرد اطلاعها على سير مباحثاتها وما توصلت اليه من نتائج وهذه قضية مفصلية بالنسبة للعراق وليست قضية نزهة.
*دكتور اياد علاوي ان هذه الاشكالية ذاتها تنطبق على علاقاتنا مع الكويت لأن القوى السياسية غير مطلعة على ما يجري كيف تنظرون لذلك؟
-اقول لك بمنتهى الصراحة ان القوى السياسية ليست غير مطلعة فحسب بل لاتعرف ماذا يحصل .. ان موضوع الكويت حساس وهناك جوانب عديدة منها وجود قرارات صادرة عام (1991) عن مجلس الامن الدولي والتي يجب التعامل معها وتنفيذها اما القول ان هذه القرارات خطأ ام صحّ فلا يقدم او يؤخر طالما انها تبقى قرارات دولية وملزمة التنفيذ كما يجب ان تكون هناك علاقات ثنائية وحديث ثنائي مابين العراق والكويت مبنياً على حسن النوايا والجيرة والاعتراف بسيادة الكويت وان المشكلات العالقة او الملفات يجب ان تغلق بالحوار الايجابي البناء وليس بالتصريحات وهنا اشير الى ان التصريحات الاخيرة للأخ رئيس الوزراء نوري المالكي في هذا الصدد كانت متوازنة لأنها تدعو الى الحوار والتهدئة واعتقد ان ذلك هو الطريق الصحيح للحوار مع الكويت اما النقطة المهمة الاخرى فهي ان هناك نقاط مشتركة بالامكان تعزيزها وبحثها مع الكويت وبخاصة الغاز فالمعروف ان الكويت دولة تعاني من شحة كبيرة وبحاجة قصوى للغاز اما نحن فالغاز المصاحب للنفط المستخرج لدينا فيحرق وبكميات كبيرة جداً وهو ما يشكل اهداراً اقتصادياً كارثياً للعراق جراء عدم استخدام هذه الثروة وعليه اقول انه بدلاً من ان يحرق الغاز عندنا يجب ان يمرّر الى الكويت مقابل تفاهم مع الكويتيين بصدد ايجاد حلول للثغرات والمشكلات وهكذا الحال مع تركيا وايران والسعودية والاردن وكل هذه الدول لدينا معها قضايا مهمة وملفات يجب ان تحل على اساس الحوار والمصالح المشتركة.
* يقال بانه طالما ان الحكم الاسلامي في العراق بيد الشيعة فأن الانفتاح العربي والخليجي وبالأخص السعودية لن يأتي سريعاً ولدينا معلومات تؤكد ذلك ماذا يتوقع الدكتور اياد علاوي .. هل نقدم تنازلات للكويت على حساب العلاقات العربية..؟
- لاتوجد تنازلات .. وبصراحة سواء كان الحكم بيد الشيعة في العراق او بيد غيرهم فأن الانفتاح العربي والخليجي اتٍ .. ولم المس خلال لقاءاتي العربية لا عند السعوديين ولا عند الكويتيين هذا الموقف المعادي.
*ولكن دكتور الاحزاب السلفية في هذه الدول لها مواقف معادية تجاه العراق وشعبه..؟
-انت عندما تستلم السلطة فانت لاتمثل هذه الجهة او ذاك الحزب او هذه الطائفة او تلك القومية انت تمثل العراق بكل شرائحه وكل مكوناته وكل مصالحه اي مصالح العراق ومن هذه المنطلقات علينا ان نبني علاقاتنا مع الاخرين بغض النظر عن ان الحكومات الاخرى راضية عنا فتركيا دولة جارة والكويت جارة وايران جارة والسعودية جارة وهكذا الحال بالنسبة لسوريا والاردن وعندما غزا صدام الكويت صار العراق محط ادانة واسعة وعليه فان الامور يجب الا تعالج بإشهار السيف خصوصاً وان اليوم ليس لدينا سيفاً ونحن لا نمتلك حتى طائرة عسكرية مقاتلة ولا نمتلك دبابة متطورة مثل (الاوادم) ولاعندنا جيش ولاعندنا شرطة فكيف اذاً تريد ان “تهاوش” الجيران؟!
*ولكن الكويت لم تعط مجالات للعراق لكي يترتب علاقاته معها كما يجب..؟
- لابدّ اولاً ان نعي حقيقة ان هناك قرارات صدرت بحق العراق من مجلس الامن الدولي وهي قرارات ملزمة ولكننا نستطيع من خلال الحوار وبالعلاقات الثنائية ان نغير بعضاً منها وهذا يجب ان يسري مع كل دول الجوار من دون استثناء اما الدخول في “مزايدات” لا يخدم احداً .. ولا العراق معافى وقوي وموحد حتى نقول اننا قادرون على المجابهة .. انا خوفي من هذه المزايدات من قبل البعض غرضها صرف النظر عن مشكلات داخلية من خلال تحويل الانظار الى مشكلات مع الكويت والسعودية وايران وتركيا .. ان كل بلدان الجوار قامت بحل المشكلات العالقة فيما بينها الا منطقتنا العربية ولا تزال هناك قرارات غير واضحة فهناك مشكلة حبايب بين مصر والسودان وهناك مشكلات بين الامارات وايران.
*ولكن الموقف يا دكتور مع الكويت شأن يختلف عما ذكرته من امثلة فهناك رأي عام وشعب يرى ان الكويت عراقية..؟
-لا.. ان القول بان الكويت عراقية هذا امر يحتاج الى شيء من الدقة .. هناك الخارطة السياسية العراقية مطلع القرن الماضي لايوجد فيها دولة الكويت وانما هناك فقط ولاية البصرة وولاية الموصل التي تمتد الى ديار بكر ونحن لايمكن ان نتعكز على التأريخ فقط .. المهم الان ان هناك قرارات صادرة عن مجلس الامن مطلوب من العراق تنفيذها .. ومطلوب ان نرسم الحدود مع الكويت بموجبها.. ولابّد من الحوار مع الكويت وتسمى الاشياء بمسمياتها انطلاقاً من مباديء اساسية هي الجيرة الحقيقية وسيادة الكويت والعراق والوصول الى نتائج ترضي الطرفين بشكل هاديء ومعقول وتحت الخيمة الدولية والاستئناس بموقف الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي .. وهذه المسائل لا اعتقد ان هناك غيرها.. وعلينا الابتعاد عن التشهير والتهديد لان سلوك كهذا يؤدي الى تعقيد الامور وتعكير الاجواء ويغلق ابواب الحوار .. وبودي ان اكشف لك قضية مهمة ولكن دعني ان اوضح اولاً انا لست موظفاً في الحكومة ولكن انا نائب في البرلمان (حالي حال الـ 275) نائباً . قبل شهر تقريباً زار السفير البريطاني في الكويت بغداد والتقى عدداً من المسؤولين في الحكومة وقد التقيته واستغربت طرحه حيث قال لي ان هناك ازمة بين العراق والكويت وشرح لي ابعادها رغم انني مطلع على ابعادها فقلت له :انتم لعبتم دوراً ليس بناءاً وهذا موضوع يجب ان يترك للعلاقات الثنائية والى الامم المتحدة ولابّد من تهدئة الامور وبناء جسور اخوة وثقة انطلاقاً من بعد عروبي واسلامي مع الكويت لاننا لا نريد ان نلجأ الى نفس اساليب صدام ونعتدي على الكويت ونفعل كذا وكذا وقلت للسفير البريطاني ان نصيحتي لكم ولو كنت اتمكن ولدي صلاحيات في الحكومة العراقية ان ابدأ سلسلة حوارات حقيقية مع الاخوان الكويتيين بعيداً عن الضجيج الاعلامي وقلت له ايضاَ ان هناك ملفات في الامم المتحدة تتعلق بغزو الكويت وتبعاته وهناك ملفات تتعلق بترسيم الحدود واخرى تتعلق بالنفط والغاز.
*ماذا عن البند السابع..؟
-دعني اقول لك :اسأل اولاً الذي جلس في المفاوضات مع الامريكان وناقش خروج قواتهم من العراق والاتفاقية الامنية ومصير البلد . ولابّد من الايضاح ان البند السابع ليس كله سلبي فهناك جوانب ايجابية منها حماية الاموال العراقية المجمدة في الخارج واكشف لك بأن الاخوان في الحكومة لم يأخذوا رأينا في موضوع البند السابع .. لقد جاء الامريكان الى منزلي وتفاوضوا معي عدة مرات وقلت لهم ان تناولكم للخطة الامنية فيه اخطاء.
هناك (3) جوانب اساسية في الاتفاقية الامنية مع امريكا وبحضور القائمة العراقية فهناك جانب سياسي يتعلق بايران وتركيا وهناك الجانب العسكري في مسألة انسحابكم وهناك ترتيبات من اجل ان يكون العراق قادر على اداء دوره وجاهزية قواته في مواجهة التحديات الامنية وكان لدينا اصرار على اعادة وثيقة الاصلاح بأطر واضحة ومحددة لمعالجة الجانب السياسي ومعالجة الجانب الامني ثم الاستفتاء وثالثا اننا نناقش موضوع البند السابع ومصير الاموال العراقية والحق يقال ان السلطة التنفيذية اي الحكومة الحالية هي التي تتحمل كافة تبعات الاتفاق الامني مع امريكا وكل من تفاوض مع الامريكان لان هناك امور كثيرة لم يحسب لها اي حساب لا قصة الكويت ولا قصة الاموال العراقية وان المفاوضات اتخذت جانباً واحداً وهو الحصول على وعد امريكي بالانسحاب من العراق وبالتاكيد فانه وعد غير ملزم للحكومة الامريكية الحالية او السابقة ويمكن القول ان الحكومة الامريكية الجديدة (متفضلة) عندما وافقت على تنفيذ الانسحاب في الموعد المحدد وباختصار ان مصلحة العراق كانت غائبة عن الاذهان وان هناك ثغرات مهمة منها الجانب السياسي والجانب المتعلق بقرارات الامم المتحدة والفصل السابع واذا مددت الادارة الامريكية الاتفاقية فأن (لحيتنا) ستبقى بيد الامريكان ولكن نحن نريد ان تبقى لحيتنا بيد مجلس الامن الدولي لانه اهون لنا ولانه مؤسسة تستطيع ان تتخذ قرارات معينة بطلب من العراق لحماية وضع العراق لحين قيام سياسة خارجية واضحة فيه ولحين توفر امكانيات عراقية واضحة ومحددة في استحصال حقوقه وفي تثبيت امن العراق وحدوده .. هذا للاسف لم يحصل الان .. اعود لاكرر ان نأتي اليوم لنستل خنجرنا وهو بالطبع خنجر كارتوني ونتكلم، فهذا لا يفيد ولابد ان نواجه الواقع ونحاول اقناع الاطراف الدولية وبضمنها دول الجوار من اجل فتح صفحة جديدة وافهامها بأن ما قام النظام السابق انتهى وصار للخلف وهذا تاريخ لا نريد ان يتكرر ولا نريد ان نمارسه ونعيده وان ما حصل في زمن صدام الحق ضرراً كبيراً وشق التضامن العربي ودمر التضامن الاسلامي والاهم انه دمر الشعبين العراقي والكويتي.
* وهل ترى دكتور اياد علاوي ان مطالبات البرلمانيين السلفيين في الكويت فيها احقية؟
- هذا الموضوع يجب الا يعالج بالاعلام وليس بالتصريحات من هذا الطرف او ذاك لان التصريحات من شأنها ان تلهب المشاعر سواء في الكويت او العراق ولابد من الاعتراف بان هناك ثلاث روابط تربطنا مع الكويتيين هي الجيرة والعروبة والاسلام ونفس الشيء مع ايران وتركيا .. هناك تصريحات نسمعها الان ان تركيا قطعت عنا المياه ولكن بالله عليكم هل قام احد بالجلوس الى طاولة المسؤولين الاتراك للتفاهم معهم حول تقاسم المياه وانتزع حقوقنا بطرق دبلوماسية؟ وعليه لا يجوز ان نستمر في التصريحات انها عملت كذا وكذا ومع الكويت لدينا حساسية اكثر بسبب ما حصل وان هذه الحساسية تحتاج الى وقت كي تذوب او تتلاشى .. ان احد واهم الوسائل هو الحوار البناء واقامة علاقات حقيقية واستغلال المساحات التي ممكن ان تعيد الثقة وتربط المصالح لا ان ياتي احدنا ويصرح بان الكويت هي جزء من العراق ولابد ان نأخذها عنوة..!!
ان كلا الشعبين العراقي والكويتي وكلا الحكومتين في البلدين مطالبتان ببناء جسور الثقة والعمل على جعل الشعوب تنعم بثرواتها وبامكانياتها وامتيازاتها التي انعم الله بها على شعوب المنطقة بدلا من ان تهدر وتضيع في امور لا داعي لها.
* دكتور اياد علاوي اسألك بصراحة هل مازلت تعول على البعثيين وعودتهم..؟
- اقول لك بصراحة متناهية ان البعث لن يعود ثانية بفكره وشكله التنظيمي وجهازه القمعي ولا يمكن ان نعود ثانية لنظام الحزب الواحد والقائد الاوحد ولكن لابد ان نكون منصفين في التفريق .
قلت العدد من الوزراء ومنهم وزراء اسلاميون رعوا قصة اجتثاث البعث جانباً واعتمدوا مقاييس عملية وجديدة في تقييم عمل الموظفين ولابد ان تكون هناك حدوداً فاصلة بين من يعمل بجد واخلاص وكفاءة وبين من هو متكاسل ولم يؤد واجبة في الوزارة.. وليس كل البعثيين لا يستحقون العودة الى العمل فهناك اناس غير بعثيين اجرموا بحق العراق والعراقيين. واقسملك بالله ان اول رسالة وصلتني من احد الوزراء (لا اسميه) ولكنه من الاسلاميين الشيعة تحديداً وقال لي: لدي مجموعة من الموظفين الاساسيين في وزارتي وهؤلاء لم يرتكبوا جرائم ولكني اريد توقيعك لتكون لدي ضمانة فوقعت له طالما ان الامر يتعلق بمصلحة العراق ومصلحة الشعب والخدمات للمواطنين.. ولابد ان تكون لدينا نظرة للاشخاص الكفوئين ولابد من التفريق بين بعثي واخر.. هناك بعثي اساء واجرم بحق الشعب وهؤلاء يجب ان ينالوا الجزاء العادلة وهناك بعثي اضطرته الاحوال ان ينتمي ولم يرتكب جرماً وعليه فشتان بين هذا وذاك ان الذين لم يرتكبوا جرماً علينا ان نتعامل معهم كعراقيين لهم حقوقاً وعليهم واجبات ومن الطبيعي ان يأخذ هؤلاء نصيبهم في العملية السياسية ومواقعهم كأشخاص وليسوا كفكر صدامي.
وهناك امثلة كثيرة على الانتهاكات الماسة بحقوق الانسان تحصل الان وهذا ما عرضته احدى الفضائيات العراقية مؤخراً وعرضت حالات لانتهاكات يجب ان تحصل في عهد صدام حسين وليس في عهد الحرية والعراق الجديد.. وأرى انه من الخطأ ان يعاقب انصار التيار الصدري وان يعتقلوا لانهم مؤمنين بفكر معروف بطروحاته الوطنية او ان احد منهم يحب السيد مقتدى الصدر او فلان.
*الدكتور اياد علاوي هل تتحمل القوى العلمانية (الشيعة تحديداً) مسؤولية ما جرى الان في العراق بسبب انها لا تملك برامج واضحة مما جعل القارب يقوده الاسلاميون المتطرفون؟
ـ ان غياب مؤسسات الدولة وطغيان الارهاب كان واحداً من اهم الاسباب التي ادت الى تعطيل المشروع الوطني الناجز ويكفي اننا في حركة الوفاق خسرنا (13) شخصاً قضوا نحبهم في اعمال العنف في الانتخابات الاولى التي حصلنا فيها على (45) مقعداً اما في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة فقد حصلنا على (25) مقعداً ولم استغل نفوذي كرئيس وزراء ولم نلجأ الى تعيين اعضاء الحركة في مفاصل الدولة واكرر ان حركتنا استطاعت ان تجتاز حقول الذبح والموت وتحقق مراكز متقدمة وهذا مؤشر كبير على اتساع قاعدتنا الجماهيرية وثقة الناس بنا. وبودي ان اشير الى حقيقة اساسية هي ان حركة الوفاق لم تنزع جلدها او تغير اسمها وظلت على امتداد سنوات طويلة متمسكة بأسمها وهويتها ومنهاجها واطروحاتها الوطنية بينما لجأت كثير من الاحزاب العراقية الى تبديل وجوهها واسمها وهذا ما حصل في المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وظلت حركة الوفاق بعيدة عن النزعة الطائفية وبعيدة عن تسييس الدين وهي تؤمن فقط بالمشروع الوطني بوصفه المشروع الوحيد القادر على انقاذ العراق. واقولها للامانة وللتاريخ ان حركة الوفاق جابهت تحديات كبيرة وظروفاً معقدة ففي الوقت الذي لدى الكل ميليشيات وأذرعاً عسكرية نحن ليس لدينا ميليشيات ولا نرتبط بأجندة خارجية او اقليمية وبرنامجنا واضح ولهذا فان قرارنا مستقل وهو استجابة حقيقية للهم الوطني العراقي.
*يدور حديث في الشارع بأن السعودية ودول عربية اخرى تدعم الدكتور اياد علاوي؟
ـ يزيدني شرفاً ان علاقتي جيدة ومتواصلة مع عدد من الدول العربية والاسلامية باستثناء ايران.. نعم لدي علاقات ايجابية بالمناسبة قبل سقوط النظام البائد وعليه فهي ليست وليدة مرحلة ما بعد عام 2003 وكانت لدي اذاعة في القاهرة وانا الوحيد الذي لديه اذاعة في الاردن وانا الوحيد الذي لديه مكاتب في سوريا وتركيا ومصر والامارات.. علاقاتنا قديمة لانني رجل قومي عربي ومن الطبيعي ان تكون لدي جسوراً من المحيط العربي والاسلامي.. ولابد من القول كنا احياناً نتفق واحياناً اخرى نختلف كما لدي علاقات مع قوى سلامية في تركيا وباكستان وان قسماً كثيراً من هذه القوى معارضة لنظام صدام حسين.. وطيلة تلك الفترة نتفاهم فعندما يكون هناك (غلط) نقول لهم هذا (غلط) وعندما يكون هناك موقفاً صحيحاً نقول هذا صحيحاً ومن دون الدخول في التفاصيل الكثيرة على مسائل مهمة تتعلق بالعراق ومصالح شعبه.. وارجو الا تفسر علاقتنا الواسعة هذه من زاوية الدعم المادي او المعنوي من هذه الدول (الله وكيلك.. محمد كفيلك) لا احد يدفع لنا ديناراً ولكن الدعم المعنوي فهذا امر واقع وليس فيه مثلبة وان الدعم السياسي هو ثمرة تعاون وعلاقات وطيدة وانا الحمد لله احظى باهتمام عربي فعندما احط رحالي في القاهرة يستقبلني الرئيس المصري حسني مبارك وعندما ازور دمشق يستقبلني الرئيس السوري بشار الاسد بالرغم من ان معظم زياراتي هي خاصة وليست رسمية ولطالما اتلقى اتصالات هاتفية من رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة وكذلك السيد نبيه بري.. نحن نعرف جيداً ان هناك قوى سياسية عندما تطلب سلاحاً يعطوها سلاحاً وعندما تريد فضائيات واذاعات يعطونها.
ـ مداخلة: رئيس التحرير ممازحاً الدكتور اياد علاوي ان شاء الله سنؤسس فضائية قريباً.. يضحك الاثنان.
*واعود بالسؤال ثانية وكيف اياد علاوي يقف على رجليه من دون دعم مالي.
ـ اقول لك بمنتهى الصراحة انني امتلك علاقات طيبة مع تجار عراقيين ليس لهم علاقة بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد وليس لهم علاقة لا بنظام سابق او حالي وان اغلب هذه العلاقات اساسها عائلي وقد طلبت من هؤلاء المشاركة من خلال الانتخابات بما يمليه عليهم ضميرهم السياسي وبالفعل كانت الاستجابات واسعة.. ومرة طلبنا (7) سيارات ذات دفع رباعي فتبرع بها رجال اعمال عراقيين ليس لهم علاقة بالسياسة لا من قريب ولا من بعيد نحن نقطة في بحر مما لدى الاخرين من امكانيات.
ولابد ان اوضح انني ارتبط بعلاقات جيدة مع مسؤولي او القائمين على ادارة بعض الفضائيات.
*دكتور في الشارع يتهمونك بانك مدعوم من قناتي الشرقية والعربية كيف ترد؟
ـ انت تعرف ان صاحب قناة الشرقية هو الشيخ وليد الابراهيم وهو احد اصدقائي الاعزاء منذ (20) سنة وهم نسباء العائلة العائلة المالكة في السعودية وهم اناس اثرياء واكيد انه لو كان الشيخ وليد صديقك فانه بالتأكيد يدعمك ويساعدك مجاناً. واقول لك بصراحة لو اني رفعت له مليون او عشرة ملايين دينار ماذا يشكل له هذا المبلغ انه يشربها في نهار واحد!! لذا اقول ان كل ما تلوكه الألسن هو مجرد هراء لا اكثر ولا اقل وهي محاولات معروفة للتشهير وانا (سامعها). اما بخصوص الاخ سعد البزاز فأرجو ان تسألة شخصياً اذا انا دافع له فلساً احمر وهو عندما ينظم لنا قائمة حساب ينزل 90% اي يحسبها حساب عرب ناهيك ان البزاز له خطه الوطني المعروف.
*هناك اتهام انك تركت العراق وادرت الامور من خارج الحدود بسبب عدم حضورك جلسات البرلمان كيف تفند ذلك؟
ـ لا انا سوف احضر للبرلمان وقد سبق لي ان قلت للأخ محمود المشهداني رئيس مجلس النواب السابق ان البرلمان فقد صفتيه التشريعية والرقابية وما يعار بالامكان ان يمارس دوره اما مغادرتي للعراق لبعض الوقت فهي لاسباب صحية لانني ارى ان الامور في البلاد تسير باتجاه خاطيء وان الامريكان وغير الامريكان لا يريدون ان يسمعوا الخطأ وقد تصيدنا للقاعدة ولا حماية معي وقد اتفقت لاول مرة ان نأخذ 5 او 6 بيوت كي انتقل يومياً في احداها خصوصاً ان الحكومة لاتعطيك حماية ولا لامريكان وانت امام خيار لانشاء ميليشيات ولكن كيف لك ذلك وانت لا تملك الامكانيات المادية.
والكل يعرف انا مريض وقد اجريت عمليتين في وقت سابق ويفترض ان اي رئيس وزراء سابق يجب ان توفر له حماية لهذا عمدنا الى اخذ عدد من البيوت ولكن رجع كل شيء الى وضعه بعد صدور قرار بتأمين حماية لكل المسؤولين السابق وان يصبح لهم وضعاً خاصاً.
اما القول بان اياد علاوي يدير الامر بـ(التلفون) فهو امر يدخل في خانة الدعايات المغرضة.

البينة الجديدة ليوم الاثنين 15/6/2009
Opinions