الذكرى ال 13 للراحل توما توماس من سيخلد ذكراه بنصب تذكاري ؟؟
cesarhermez@yahoo.comلم اكـن افهم لماذا تسمى منطقة في وسط بغداد باسم السعدون الا عندما كبرت ووقفت امام نصب تمثال عبد المحسن السعدون الذي ترأس الحكومة العراقية في بدايتها وهذا النصب يتوسط ميدان تلك المنطقة , والحال كذلك لمنطقة الرصافي الذي طالما وقفت امام النصب التذكاري لشاعر العراق معروف عبد الغني الرصافي وقراءت شيئاً عنه , كذلك الحال يندرج على منطقة المنصور حيث يوجد نصب الخليفة ابو جعفر المنصور الذي بنى بغداد ومن نهل الرياضة يوجد نصب اللاعب الدولي جمولي امام نادي الكرخ ولكثرة هذه النصب تيقنت بعدها ان النصب التذكارية لها تاثير مباشر وقوي على الحركة الثقافية والتاريخية لواقع اي بلد واي شعب واية امة فهي كما يقال شاهد على العصر تروى حكاياتها للاجيال وهي لاتتكلم .ففي احدى سفراتنا الى البصرة عام 1998 اخذنا اهل البصرة الطيبين بسفرة على الكورنيش ووقفنا امام نصب بدر شاكر السياب وحاولنا قراءة ابيات الشعر المكتوبة تحت هذا النصب مع انها لم تكن واضحة لشدة قدمها والاهمال الذي لحق بها وقد كان البصراويون الذين برفقتنا يعتزون بشاعرهم السياب كونه ابن مدينتهم ... ان النصب التذكارية للشخصيات المشهورة في بلدنا هي تعبير عن ذكريات تجسد لب هوية المدينة التي تنصب فيها، حيث تضفي عليها شخصية معينة .
واذا انتقلنا عالمياً فسنرى ان الكثير من شعوب العالم تقدر مكانة البطل الثائر جيفارا الذي اقيم له نصبا تذكاريا في منطقة سانتا كلارا في كوبا التي شهدت نضاله وانطلاقته حيث يتوافد على نصبه التذكاري ألاف من السياح كل عام. ونشأت أسطورة 'تشي' في سانتا كلارا عندما قاد 300 من رجال حرب العصابات وهاجم المدينة التي كان يدافع عنها آلالاف من الجنود •
في سنة 2003 خلال تواجدنا في قريتنا العزيزة القوش الكلدانية وبعد ايام من سيطرة قوات البشمركة على القرية بطريقة سلمية ..شهدت زفة عرس ,عرساً غريب الاطوار من صوت الدهول زرنا (الطبل والزنار) وجموع من اهالي القرية افواجاً فرحين حتى ان الوان الوجوه تغيرت كانوا يرحبون بعودة الاخ سمير توما توماس الى عرينه وبيته وشعبه وتقصدت الى رؤية هذا الرجل ولو من بعيد فتيقنت ان هذا الشبل من ذلك الاسد .واحسست ان الدم بدا بالجريان من جديد في قريتنا والحيوية دبت برجوعه وادركت الاثر الذي يحمله اسم توما توماس في نفوس الاهالي والشعب .
ذهبت لكي اقلب المراجع والرسائل والذكريات لكي اكتشف ولو الشيء البسيط عن السر الذي يحمله هذا الاسم طيب الذكر ولماذا يلقب بالمناضل ؟؟لماذا يشعر بالرعدة اعداء هذا الاسم ؟؟لماذا يشعر بالعزة والكرامة والفخر كل من يذكر اسمه ؟؟لماذا يقترن اسم القوش الكلدانية بالبطل توما توماس ؟؟
سبب واحد وواضح وبسيط يحمل في طياته الاجابة على كل تلك الاسئلة ..لانه حمل هموم شعبه ووطنه وقارع نظام الاستبداد من اجل قضية يؤمن بها هو ورفاقه والقاعدة الجماهيرية الواسعة التي يحظى بها ولانه حمل اسمه التاريخي والقومي محمل الجد مؤكدا على الوحدة الحقيقة للشعب الواحد في مكوناته المختلفة والمشتركة في الكثير من الامور .
لابد ان ان اقول ان مادفعني للكتابة بهذا الاتجاه هو ماقد كتبه الاخ رياض حمامة في مقالة تحت عنوان (الثائر توما توماس اسطورة كلدانية عريقة ) والمنشورة في جريدة الصباح العراقية .
في 15 تشرين الاول لهذا العام مرت الذكرى 13 لوفاة المناضل المرحوم توما توماس و لم اجد اية شيء يذكر او مناسبة تعيد بنا اثره وذكرى الراحل سوى دورة لكرة القدم اقامها نادي القوش اقيمت باسمه وهو امر جيد لكن لايكفي .فاذا تكلمنا عن القوش فهي (يمدماثواثا) اي ام القرى نسبة الى مواقفها البطولية وهي (ماثة قديش وساهذيه ونويه ) اي قرية القديسين والشهداء والانبياء ونصبهم ومواقعهم شاخصة للعيان لكن ماذا عن (القوش ماثة كوري وكباري) قرية الرجال والابطال ؟؟ لم اشاهد اية نصب تذكاري تخلد ابطالنا ومناضلينا الا يستحق شعبنا المسيحي ان يفتخر ويقيم نصب تذكارية لابناءه .. حيث لا يوجد اي نصب يخلد ابناء الشعب المناضلين الذين تزخر بهم هذه البلدة فبدلا ان يختصر الكلام وتروى الاحاديث عن هولاء الابطال لابد ان يخلدوا بنصب تذكاري يقيمه اهالي البلدة وبجهود ابناءها الغيارى وهم اهلاً لها ..اهالي البلدة هم الاولى لاقامة هذا النصب التذكاري, لا يقيمه حزب او منظمة او جمعية او شخصية ما لانه خالد الذكر, هو ابن الجميع وابن الوطن وابن هذه القرية العتيدة التي يعتز به اهلها عندما يذكر ..يقف امامه القريب ويشعر بعزة اجداده الابطال ويقف الغريب ليتعرف على ذكرى واثر من يحمل اسم هذا النصب ..وهنا اقترح ان تنظم مسابقة لاقامة هذا النصب وتقديم النماذج ويحمل هذا النصب نفحة الماضي والقرية والقضية التي دافع عنها المرحوم ويكتب باللغات المختلفة للتعريف به وان يكون موقعه على مرئى وايضا ان يكون مميز يجذب النظر كاْن يقوم على مشارف القرية .. ليكن النصب التذكاري لطيب الذكر من اول النصب التذكارية لشخصية وطنية مسيحية قومية مناضلة فعلى الجهات المختصة ان تولي الامر الاهتمام وتاخذه على محمل الجد وذلك باخذ الموافقات القانونية اللازمة والمباشرة بتشيد النصب .