الذكرى الثالثة لغزو العراق : أهالي تكريت يترحمون على أيام حكموا فيها البلاد
21/03/2006صلاح الدين-( أصوات العراق)
لا تمر الذكرى الثالثة للغزو الأمريكي- البريطاني للعراق على الناس في تكريت ،عاصمة محافظة صلاح الدين ،مثلما تمر على أي مدينة أخرى.. فأهل تكريت كانوا ،في عهد نظام الحكم السابق ،(سادة العراق.. وحكامه) كما يقولون هم عن أنفسهم.. فقد كان منهم رئيس الدولة وكبار مسؤوليها المدنيين والعسكريين .
لذلك ،غلب التشاؤم وعدم الثقة بالحاضر أو المستقبل على كلمات أهالي ( تكريت) ممن إستطلعت وكالة أنباء ( أصوات العراق) المستقلة آراءهم حول الوضع بعد ثلاثة أعوام على غزو العراق وإحتلاله ،ومقارنته بالماضي القريب...
نبرة الإستياء وعدم الرضى من كل ما هو جديد في عراق اليوم تبدو واضحة ،ففضلا عن الشكوى المعتادة عند جميع العراقيين من غياب الأمن وتدهور الخدمات.. يشكو أهل تكريت بالذات من التهميش والإقصاء وعلو نبرة الطائفية ،والقوانين المجحفة بحقهم.. وفي مقدمتها ( إجتثاث البعث)...
السيد علي عبد الكريم ،متقاعد ( 53 عاما ).. من تكريت ،يذكر لـ ( أصوات العراق) إنه لم يلمس أي تغيير " سوى في ضياع الأمن ،وتزايد التناحر الطائفي والصراع السياسي ، وفقدان أي نوع من الخدمات.. وبالتأكيد نحن ضحايا هذا الوضع البائس ،وضحايا ( ديمقراطية بوش) الفارغة.. وأنا فضل الموت جوعا على أن أموت من الخوف." وتقول ليلى إبراهيم ،24 عاما .. طالبة جامعية ،لـ ( أصوات العراق) إن "هناك بالفعل تغييرا.. ولكن نحو الخراب والدمار ،فالوضع سيء جدا.. والمستقبل مظلم ،وصرنا نتمنى ما يسمونه ( ظلم النظام السابق) على الإنفلات الحالي." وتتساءل "ما فائدة كوني أملك مالا.. ولا أستطيع أن أخرج إلى الأسواق للتبضع ،أوزيارة الأقارب ،خوفا على نفسي..؟"
لكن السيد رائد حماش ،( 40 عاما).. تاجر ،يرى أن "هناك تغييرا للأحسن.. فقد ازدادت القدرة الشرائية للمواطن من خلال الرواتب العالية ووجود مجالات عمل ،وإن كانت محدودة ، وهناك بضائع جديدة.. وبأسعار مناسبة." ومع ذلك يقول حماش لـ ( أصوات العراق) إن " إرتباط التجارة بالوضع الأمني جعلها تتدهور أحيانا.. وتنتعش أحيانا أخرى." ويتابع " أما عن المقارنة مع الأوضاع قبل 2003 ،فأقول أن الوضع السابق كان أفضل.. لوجود الأمان."
ويذهب الدكتور كريم حمود ،( 34 سنة).. طبيب عام ،إلى أنه " لاتوجد مقارنة ما بين ظلم النظام السابق.. ومآسي الوقت الراهن." ويوضح قائلا لـ ( أصوات العراق) " لاتعرف كم أشاهد يوميا من جثث لأناس مساكين فقراء مقتولين ،أو ما أسمع به من قصص مرعبة عن الإعتقالات والخطف والإرهاب المنظم ،أو الحالة المزرية لمستوى معيشة المواطن.. وفقدانه أبسط حقون الإنسان في خدمات أساسية." ويضيف د. كريم " أقول إن الوضع السابق كان أفضل بالطبع مما نن فيه الآن." أما السيد كنعان حسين ،( 32 عاما)..موظف ،فيقول لـ ( أصوات العراق) إن "حكام العراق الجدد يحاولون إدارة العراق بتهميش الأطراف المناهضة للإحتلال ،وإقصاء أي شخص في دوائر الدولة من أهالي تكريت أو محافظة صلاح الدين.. تحت دعاوى باطلة وحجج ضعيفة ، مثل إجتثات البعث وغيرها." لكن.. بالرغم من كل الآراء السابقة ، يرى أغلب المراقبين أن محافظة (صلاح الدين) تعتبر من أكثر المحافظات الساخنة تفاعلا مع الأحداث السياسية التي شهدها العراق في ظل الإحتلال ،حيث صوت أهالي صلاح الدين بنسبة ( 80% ) على رفض الدستور ،كما شاركوا في الإنتخابات النيابية الأخيرة بنسبة فاقت ( 90%) .
ويأمل المراقبون في أن يسهم هذا التفاعل وهذه الخطوات في مد الجسور التي تقطعت بين أهالي مدينة تكريت بخاصة ومحافظة صلاح الدين عامة مع حكومة المركز في بغداد ، وأن يكون لأبناء المحافظة دور في حكم العراق الجديد .