Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الرئيس طالباني يلقي كلمة في الحفل التأبيني لشهداء وزارة الخارجية

16/10/2009

شبكة اخبار نركال/NNN/
ألقى فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني، اليوم الجمعة 16-10-2009، في فندق الرشيد، كلمة في الحفل التأبيني الذي أقامته وزارة الخارجية في ذكرى أربعينية شهداء وزارة الخارجية الذين استشهدوا في التفجير الارهابي يوم الاربعاء الموافق 19-8-2009.
وحضر الحفل التأبيني رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس مجلس القضاء الاعلى مدحت المحمود ووزير الخارجية هوشيار زيباري وعدد من الوزراء والنواب وسفراء دول العالم المعتمدين لدى العراق واعضاء السلك الدبلوماسي وعوائل الشهداء وعدد آخر من المسؤولين الحكوميين.
وفيما يلي نص الكلمة:

"بسم الله الرحمن الرحيم

دولة رئيس الوزراء الاخ الكريم الاستاذ نوري المالكي المحترم
حضرات السفراء المعتمدين لدى العراق المحترمين

الأخوات والأخوة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حين نستذكرُ اليومَ الضحايا من شهداء وجرحى الأربعاء الدامية، فبالتأكيد أننا نتفقُ على أن هؤلاءِ الضحايا الأحرار الذين استُشهِدوا أو أصيبوا، في واحدٍ من أبشعِ الأفعالِ الإجرامية الإرهابية التي استهدفت أبناءَ شعبِنا في سنواتِ ما بعد الدكتاتورية، هم صفوةٌ تعبِّرُ في رمزيتِها وجوهرِها عن جميع الضحايا الذين طالتْهم اعتداءاتُ الإرهابيين في أماكن أعمالِهم وتجمعاتِهم وتسوّقِهِم وحتى في منازلِهم، وبهذا فإن استذكارَ ضحايا الأربعاءِ الداميةِ هو استذكارٌ لكلِّ الشهداءِ والجرحى والمتضررينَ من تلكَ الأفعالِ الإجرامية..وهو مناسبة مهمة للوقوف على الكثير من المعاني والدلالات التي تبرزها التضحياتُ في المقابلِ من إرادةِ الشرِّ والجريمةِ التي ابتُليَِ بها شعبُنا خلالَ هذه السنوات.ولعلَّ أكثر المعاني قيمةً ورمزيةً هو ما يمثلُهُ هذا الإصرار الشعبي على صنع الحياة ومواصلتها بشجاعة وحب وإصرار على البناءِ، بناءِ الحياةِ وبناءِ الدولةِ وبناءِ التجربةِ التي طالما حَلُمَ بها العراقيون، تجربةِ دولةِ الحريات والكرامة الإنسانية..وكلُّ ذلك وقف به العراقيون في المقابلِ من الإرادة السوداء،إرادةِ قوى الإرهابِ والظلامِ التي رفعت شعار احتقار الحياة وسعت لتكريسِ ثقافةِ الموت والانتحارِ والقتل وعملتْ على تدميرِ فرصِ البناءِ والعملِ والحرية ومحاولةِ عرقلةِ نموِّها وتواصلِها، ومن ثَمَّ الحط من قيمةِ الكرامةِ الإنسانيةِ والاستهتارِ بالمصيرِ الإنساني.
لكن لجريمة الأربعاء الدامية رمزيتها الأهم في مسلسل الإجرام.. وذلك أنها دفعت باتجاه حراك وطني أكد أهمية العمل على عدم الاستكانة والقبول بمبدأ ( الإستقرار الأمني المشوب بالحذر )، وإنما توفير كل الممكنات اللازمة لاجتثاث الإرهاب والجريمة نهائياً ومراجعة الخطط الأمنية التكتيكية والإستراتيجية وتعزيز الجهود الإستخبارية المطلوبة لإنجاز ذلك..كما كرّست أهميةَ العملِ، دولياً، على استحصالِ قرارٍ دوليٍّ باعتبارِ هذه الجرائم جرائمَ إبادةٍ جماعية وموجهةً ضدّ الإنسانية والسعيِ الحثيثِ إلى ملاحقةِ الجُناةِ ومموليهم وداعميهم ومحرضيهم حيثما كانوا..وسيكون الإجماعُ الدوليُّ الذي توفرَ عبر إدانةِ الجريمةِ من معظمِ الدولِ والمؤسساتِ الدولية وعبر التضامنِ الذي أبدته الأسرةُ الإنسانية مع شعبِِنا هو المُناخ الذي يساعدُ على استصدارِ مثل هذا القرارِ من المنظمةِ الدولية.
وحتى ننجح في تفعيل جهدنا على الصعيدين الوطني والدولي، وحتى لا تكون حوادث الجرائم الإرهابية وما ينجم عنها من تضحيات وخسائر مؤلمة مناسبة للحماسة الآنية
التي تفتر بعد حين ومادة للتنابز والسجالات السياسية والقاء التبعات والإتهامات، سواء جزافاً أو بوجه حق..لا بدّ من الوقوف على عدد من الثوابت التي تشكل منطلقا لعمل أمني وسياسي ودبلوماسي نراه مطلوبا من أجل تحقيق استقرار أمني حقيقي وقوي، يطمئن معه المواطن وتُجتَثُّ به كل بؤر الجريمة وخلاياها الناشطة والنائمة، وسيكون الموقف الوطنيُّ الموحّد المستند على قاعدة إجماع شعبي يدين ويحاصر ويمنع إرهابَ القاعدةِ والتنظيمات الموالية لها والصداميين هو أساسُ هذه الثوابتِ المطلوبة، كما سيكون العملُ، في الإطار السياسي والدبلوماسي، على قاعدةِ التفاهم والتشاورِ والعمل الجماعي، هو ضمانةُ الوصولِ إلى قراراتٍ ومبادئ عملٍ فاعلٍ ومُنتِج ومعبّر عن إرادةِ وطنيةٍ واحدة.

الأخوة والأخوات الأعزاء

لا يُخفى أن جريمةَ الأربعاءِ وما ترافق معها وأعقبها من جرائمَ إرهابيةٍ حدثت في العاصمة بغداد أو في مدنٍ أخرى كانت تهدف في ما تهدف إليه إلى إشاعةِ جوٍّ من العنفِ والقلق والفوضى بقصدِ التأثيرِ على استعداداتِ شعبِنا وقواه السياسية للإنتخاباتِ التشريعية المقبلة التي ندرك، كما يدرك ذلك الإرهابيون والصداميون ومَن يقف معهم، أنها محوريةٌ وحاسمة في ترسيخِ بناءِ تجربتِنا الديمقراطية، الأمر الذي يفرض على القوى المتنافسة خوضَ تنافسِها وتصريفَ




اختلافاتِها بأجواءَ ديمقراطيةٍ تتفهم طبيعةَ التحدياتِ وتؤمِّن أداءً تنافسياً يقظا إزاء هذه التحديات، كما يفرضُ على الأجهزةِ الأمنيةِ والإستخبارية تعزيزَ جهودِها لأعمالٍ استباقيةٍ ترصدُ المجرمين وتمنعهم من تنفيذ مآربِِهم الإرهابية..وهذا ما يتطلبُ تفعيلَ وتنشيطَ الجهدِ الشعبيِّ الداعمِ لجهدِ الدولةِ في مجال محاربةِ الإرهابِ والجريمة، ذلك أن الوصولَ إلى بيئةٍ وطنيةٍ آمنة ونظيفة من العنفِ هو عملٌ تضامنيٌّ مشترك بين الجميع، ومن واجبِ الدولةِ بجميعِ هياكلِها تأمينُ مستلزماتِ وجودِ هذا العملِ ونجاحِه، خصوصاً أن شعبنا الكريم في عطائه وصبره ومواجهته
للتحديات أبدى دروسا عظيمة في تحدي الإرهابِ وإصرارِهِ على بناء دولتِه الديمقراطيةِ الاتحادية المستقلة.
أحيي في هذا المقام جميعَ عائلاتِ الشهداءِ والجرحى والمتضررين من جرائم الإرهاب، وأؤكدُ أهميةَ تفعيلِ وتطوير جهدِ الدولةِ المؤازر لهم في مِحَنِهم وتوفير مستلزمات ما يعينهم ويضمِّد جراحَهم ويخفف من معاناتهم.
الرحمةَ والخلود للشهداءِ الأبرار..والشفاءَ العاجلَ للجرحى الصابرين.

والسلامُ عليكم ورحمةُ الله وبركاتُه".
October 16, 2009

عن: المركز الصحفي لرئاسة جمهورية العراق.

Opinions