الرئيس طالباني يوجه كلمة في افتتاح المؤتمر العلمي الأول للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات
03/04/2011شبكة أخبار نركال/NNN/
فخامة رئيس الجمهورية جلال طالباني كلمة في افتتاح المؤتمر العلمي الاول للمفوضية العليا المستقلة للانتخابات، والذي انعقد برعاية فخامته، والقاها نيابة عن فخامته المستشار فلاح موسى، وفي ما يأتي نص الكلمة:
"السيد النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي المحترم
السيد رئيس مجلس المفوضين المحترم
السادة المفوضون المحترمون،
السيد رئيس هيأة الاتصالات المحترم
السيدات والسادة الاساتذة الافاضل المشاركون
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
في السابع من شهر آذار الماضي، مرت ذكرى إجراءِ الانتخابات العامة الأخيرةِ في العراق، والتي كانت بحق انتصارا لـلإرادة الوطنية الحرة، وانتصارا للديمقراطية، وخطوةً مهمةً نحو الأمام في طريقِ بناءِ العراق الجديد، ودحر الإرهاب ودعم الاستقرار وتعزيز سلطة القانون، و حماية حقوقِ الانسان في العراق، و توفير الحياة الكريمةِ للمواطنين.
إن الانتخابات هي من أهمِ الآليات الدستورية التي يرتكز عليها بناءُ العراق الجديد، وقد باتت سمةً بارزةً من سمات نظامنا السياسي، الذي برهن على التزامه بالدستور، وصيانة مبادئه وقوانينه، بالإضافة الى الانفتاحِ على جميعِ القوى المؤمنةِ بالعملية السياسيةِ، والرافضة للعنف والارهاب والتخريب وتأجيج النعرات الطائفية والعنصرية.
لـقد أكد العراقيون مرارا إرادتهم المستقلة، من خلال مشاركتهم وإنجاحهم للانتخابات التي أُجريت في البلاد، وكانت مشاركتهم أيضا تأكيدا على خيارهم لإنهاءِ عهود الظلم والاستبداد والدكتاتورية، وعزمهم على تعزيز مؤسساتِـهم الديمقراطية، واختيارِهم الحر لمن يمثلهم، ووقوفهم الى جانبِ التداولِ السلمي للسلطة، بما يلبي مصالحهم وطموحهم في بناءِ مؤسساتِ الدولة، على أَساسِ المهنيةِ والشفافيةِ وخدمةِ الصالح العام.
إن اختيارَ العراق للنظامِ الديمقراطي المرتكزِ على الانتخابات، جعل من وجود هيئة مهنية مستقلة، تشرف على تطبيق وتنفيذ الأنظمة والقواعد والإجراءات المتعلقةِ بالإنتخابات والإستفتاءات، حجر الزاوية في بناءِ الدولة، وهكذا هو دور المفوضيةُ العليا المستقلة للانتخابات في العراق، التي يجب ان تغدو أداة فعالة، لا بديل عنها، في إرساء دعائم الديمقراطية والشفافيةِ في البلاد، وتأسيسِ دولة المواطـنة والحقوق والحريات.
ونحن نسجل في هذا السياق، تقديرنا للدور الذي لعبتهُ المفوضية، منذ تأسيسها وحتى الآن، رغمَ كلِ المعوقاتِ والهنات التي اعترضت عملها، كما نتطلع الى ان ترتقي المفوضية بعملها الى مستويات أعلى من المهنية والشفافية والحيادية، ما يجعلها نموذجا يُحتذى به في المنطقة.
أَن كبر حجم المسؤوليات المهنية والوطنية الملقاةِ على عاتق المفوضية، ولا سيما في بلد مثل العراق، عاش لعقود طويلة، من دون ممارسةِ انتخاباتٍ حرةٍ حقيقية، على شاكلة ما تم إنجازه، في السنوات التي تلت إسقاطِ الدكتاتورية، يفرضُ علينا تقديم الدعم الكامل للمفوضية، والتأكيدَ على أهمية المحافظة على حياديـتـها واستقلالها، وذلك بموجب ما نص عليه الدستور العراقي.
وبالنظر لخصوصية المهام التي تقوم بها المفوضية، في إدارةِ الانتخابات وتصديقِ نتائجها، وحساسية التزاماتها تجاهَ الناخبين والكياناتِ السياسية، ولرفع مستوى أدائها، ليكونَ مطابقا للمعايير الدوليةِ، في الشفافية والمصداقية والمهنية، نؤكـد على ضرورة الإسراع في سـن أو تعديل القوانين كافة ذات العلاقة بعمل المفوضية، أو بالانتخاباتِ العامةِ في البلاد، وإجراءِ التعديلاتِ الدستورية المطلوبة، بما يضمنُ التمثيل العادل لمكونات الشعب العراقي كافة، بالاضافة الى تطوير أداءِ المفوضية والارتقاءِ بالعملية الانتخابية الى أفضلِ المستويات.
ولانجاز هذه المهمة لابد من تـوَفر الإرادةِ السياسية الوطنية الصادقة، والالتزامِ الكامل بسيادة القانون، وبالوحدة الوطنية الحقيقية، والمصالحة الوطنية الصادقة، وإشاعة ثقافة الديمقراطية والتسامح، ونبذ الفئوية بكافة اشكالها الدينية والمذهبية والقومية والحزبية والعشائرية.
أن الارتقاء بأداءِ المفوضية، يتطلبُ أيضا مراجعة التجارب الانتخابية الأخيرة، التي مر بها العراق، وتحـليلها وتسليطِ الضوءِ على ما واجهته من عراقيل، وما شابَها من قصور وما رافقها من هفوات، وذلك لاستخلاصِ الدروس، ومعالجةِ النواقص، وفي هذا الأطار يأتي المؤتمر العلمي الأول للمفوضيةِ العليا المستقلة للانتخاباتِ في العراق، ليكون وسيلة إضافية مهمة لانجازِ ما اشرنا اليه آنفا، والأداة التي تسهم في تطويرِ عملِ المفوضية والارتقاءِ بالعملية الانتخابية الى المستويات التي يطمح لها ابناء شعبنا العراقي.
إن تصدينا للمسؤولياتِ التاريخية، في المرحلة الراهنة وفي المستقبل، يقتضي منا الإصـغاء بعناية لصوت ابناءِ شعبنا كافة، و لمطالبهم المشروعة، فهم مصدر السلطات وشرعيتها، وهم بناةُ العراقِ الجديد ودعائم نظامِه الديمقراطي التعددي الاتحادي، وهم نسيج وحدتهِ الوطنية، ودرعـه الحصين ضد الإرهاب والطائفية.
نسأل الله تعالى ان يجعل النجاح حليف مؤتمركم هذا وان يسدد خطاكم لتحقيقِ ما يصبو اليه شعـبـنا في ترسيخ الديمقراطية، وإنجاح الاستحقاقات الانتخابيةِ المقبلة، وبناءِ دولة القانون والمؤسسات.
أجدد لكم الشكر جميعا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاتـه.
جلال طالباني
رئيس الجمهورية"