Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الراقصون من وخزات الدنابيس

العجب العجاب في تصرفات بعض السياسيين والكتاب , اشباه كتاب وسياسيين كانوا او محترفين , يكمن في حرصهم باخلاص على استعراض امثلة حية على ازدواج الشخصية فيتكلمون عن الحرية ويلعنون الاقصاء في الوقت الذي يستخدمون ارخص الوسائل في التعامل مع الرأي الاخر , والمؤسف بحق ان يتطوع للقيام بهذا العمل او يُدفع للقيام به جريا على قاعدة ( خدعوها بقولهم حسناء ) مَن احتفظت له النفس بقيمة هي استحقاقه , مما يقف حاجزا امام اليراع ليسطِر ويفصِل على راحته الرد المطلوب.



منذ ان قررنا ولوج عالم الصحافة الالكترونية ومحاولة المشاركة في تقديم تحليل سياسي متواضع لما يحدث في المحيط فقد وضعنا نصب اعيننا هدفا محددا يتمثل في اجهاد النفس للترفع عن تقديم الانشاءات السقيمة التي تخبر القارئ بإسم من نقشها اكثر مما تفيده في مضمونها , والاتجاه الى معايشة الحالة بوصفها وتشريحها بما تستحق وقول ما نعتقده ونؤمن به دون مهادنة او تردد او خوف او اختراق لحدود الاداب والاصول , واضعين ورافعين ما نراه سلبا او ايجابا في الراية المخصصة له, نتعرض فيما نكتب الى مختلف المواضيع على مستوى شعبنا الكلداني السرياني الاشوري او في المجال الوطني فيما يخص شعبنا العراقي بشكل عام او في القضايا الاقليمية والدولية , مستخدمين نفس المشط مع الجميع ليس استعراضا للعضلات بل رغبة في التماس مانراه , خطأ او صوابا , انه الحقيقة , في الوقت الذي يحرص ( كتاب ميامين ) اخرون على الاستقواء واستعراض عضلاتهم على بعض ( المساكين ) من ابناء جلدتهم بينما يسحبون بنعومة بالغة مع غيرهم ! لذلك على هؤلاء الجلوس ( أعوجا ) والحديث ( عدلا ) عن الذي يمثِل بمهارة حركة النعامة والصوت النشاز ويصمت صمت القبور!. ان سعادة اي كاتب او سياسي تكمن في محاولته ليعيش معاناة شعبه ويكتب بقلمه ما تنطق به شفاه ابنائه , ولاينطلق في التعامل معه تعامل ( النخبة ) التي تسكن ابراجها العاجية وترسم له خارطة الطريق وتقول له اذهب انت وربَُك فقاتلا !



اننا نعي تماما اننا لانكتب جملا عابرة بل نقصد كل كلمة وحرف نسطره , ويشهد الله اننا نفعل ذلك بنية صادقة خالصة بعيدة عن كل اشكال التعرض الشخصي لكائن من كان , بل نتناول جوانب الموضوع سلبا وايجابا ونقصد فقط الدور والموقف السياسي لهذا او ذاك , فنتعامل مع العناوين وليس مع الانسان كشخصية اجتماعية مجردة من عنوانها السياسي , وانه لغريب حقا ان نلمس تفهما واضحا لقراءاتنا النقدية من جانب احزاب وقوى كبيرة ونافذة على الساحة الوطنية كحزب الدعوة والاحزاب الكردية والوفاق وحزب الله اللبناني وغيرها , يظهر ذلك جليا في نشر ما نكتب على مواقع وشبكات اخبارية محسوبة على هذه الاحزاب او تتعاطف معها , بل تراسلنا بريديا بكل مودة , بينما تفقد بعض دكاكين شعبنا السياسية القدرة على ضبط الاعصاب امام اراء تختلف معها . يا لبؤس وشقاء هؤلاء عندما يعتقدون ان ( فهلوتهم ) قد اتاحت لهم بجدارة فرصة رمي الكرة في الملعب المقابل بالادعاء بانه متورط بالاشتراك باحداث ارهابية تقع هنا وهناك في مدن قرى شعبنا في سهل نينوى او مستفيد منها , طالما انه لايذهب كليا فيما ذهبوا اليه. ترى هل يعلم هؤلاء الفطاحل ان اتهام الاخرين بهذه التهم الخطيرة دون ادلة ملموسة تترتب عليه مساءلة ومحاسبة قانونية ؟ اذا كان من حق المتحمسين للاسراع في ضم سهل نينوى لاقليم كردستان ان يرى في تفجيرات تلكيف وبغديدي سببا اضافيا للانطلاق باقصى سرعة في مشروعه , فلماذا يُحرم على المقابل ان يرى في تلك الاعمال الارهابية دروسا ينبغي تحليلها والاستفادة منها واعادة تقييم الحسابات التي قد يكون من نتائجها التريث في اتخاذ قرارات مصيرية بما يحقق فائدة لكل الاطراف التي تمسها تلك القرارات , اما المزايدة على الموقف من التسمية الموحدة فعلى المزايدين ان يكونوا اولا بقرارة انفسهم مؤمنين قلبا وقالبا بالتسمية الموحدة ويبرهنوا على ذلك في كتاباتهم التي تفوح منها رائحة الاقصاء والاستعلاء قبل ان يُجهدوا انفسهم بتسويق التسمية الى الاخرين الذين لم يكونوا يوما من عشاق السباحة والغوص في مستنقعها . اننا نتمنى على هؤلاء ان يكون خيارهم في التسمية الموحدة والحكم الذاتي خيارا استراتيجيا بالرؤية التي يتبناها اصحاب الجهد الاساسيين في التسمية ومشروع الحكم الذاتي وليس تكتيكا مرحليا او موقفا يعبرعن نظرة حزبية سياسية ضيقة كونه يمكن ان يندرج في خانة النكاية بطرف ما , خاصة وان بعض هؤلاء وكما يظهر لاي مراقب ومتابع بسيط يعانون حتى النخاع من مرض عقدة الحركة الاشورية فاصبح نشاطهم ينطبق عليه القول ( حيثما يغيب زوعا يرقصون وحيثما يحضر ينوحون ) . لسنا هنا في معرض الدفاع او انتقاد موقف الحركة الاشورية بقدر ما نهدف الى وصف اداء البعض .



ان استخدام التاريخ او النشاط السياسي من كائن من كان كقميص عثمان في مصادرة حق الاخرين في طرح ارائهم وافكارهم هو امر في غاية الاستهجان لان الحياة السياسية ليست حكرا على فلان اوعلان حيث لايدخل الانسان معترك الحياة السياسية ليحمِل المجتمع ( مِنًة ). وهكذا نرى ان الكثير من المخضرمين وشيوخ العمل السياسي الطويل حريصين على عدم اللجوء والمزايدة والتبجح بالماضي السياسي في الوقت الذي نرى بعض الكائنات الحية السياسية الصغيرة يحلو لها ان تعزف على هذا الوتر صباحا ومساء , وكأن هذه الكائنات قد وجدت في مخلفات الحالة السياسية الراهنة حصة خالصة لها تخشى ان ينافسها عليها احد ! ناهيكم عن ان هذه الكائنات هي بعيدة حقا من ان تمثل مرجعية سياسية لها حق تقييم ادوار الاخرين ومنح شهادات فيها . اما استخدام بعض الاسطوانات المشروخة والشماعات البائسة فانه دليل صارخ على افلاس سياسي صريح , خاصة وان تلك الاسطوانات والشماعات اصبحت من فرط استخدامها خلال السنوات الاربع الماضية اشبه بخرق بالية اقرب الى ان تكون اوراق توت اصابتها الشقوق في الوسط والجوانب ولم تعد تنفع لستر عورات مكشوفة .



اذا كانت قرية صغيرة هي ( بحزاني ) , مع الاحترام الشديد لاهلها , هي التي ستقرر مصير سهل نينوى واذا كان شعبنا في سهل نينوى ليس رقما حاسما في مصيره فلماذا يبعثر البعض جهده في ( اوراق ثانوية ) ولايذهب للعمل مباشرة في ( الاوراق الرئيسية ) . اننا ننصح هؤلاء السياسيين الاذكياء من ابناء شعبنا الذين يبدو قد اصابهم الملل والتذمر وهم ( يضربون الماء فيخرج لهم ماء ) ان يركزوا جهودهم على العمل بين صفوف الاخوة من الايزيديين والشبك فيحرزوا تقدما اكثرعلى طريق اهدافهم . ليس مبالغة ولا غرورا او تكبرا, لكن شعبنا الكلداني السرياني الاشوري في سهل نينوى هو مرأة المنطقة ووجهها الحضاري ومايمتلكه من امكانات بشرية هائلة في مختلف التخصصات كافية لتغذي وتدير مناطق جغرافية تتسع لاكبر من سهل نينوى .



حاشا لاي مخلص يمتلك نطفة من الانتماء ان يُطبِل او يُزمر او يُهلل او يشمت بمصائب اهله وشهدائهم وتضحياتهم , او يستثمر تلك المصائب لغايات سياسية رخيصة , ولكننا نبتسم ونشعر بالاسى في الوقت نفسه على اؤلئك الذين وجدوا انفسهم بقدرة قادر يقفون على شجرة الموز ويقدمون لوحة من الرقص بفعل الدنابيس التي تأتيهم من كل فجٍ عميق.
wadeebatti@hotmail.com Opinions