الزوعا والأنتخابات المقبلة وإرهاب الكتاب من ابناء شعبنا
habeebtomi@yahoo.noقبل أيام قابل السيد يونادم كنا غبطة البطريرك الكردينال عمانوئيل الثالث دلي ، وقد مرر اجندته الحزبية عبر ذلك اللقاء بوصف شعبنا الكلداني بالطائفة ، لقد قرأنا الخبر على موقع عنكاوا وكان هنالك رابط لموقع الزوعا الذي نشر الخبر بالأساس .
لقد كان من واجبي ان اتصدى لهذا الزعم وكما تصدينا سابقاً لمسؤولين عراقيين وصفوا شعبنا بالجالية او بالطائفة ، وإن الأستاذ يونادم كنا ليس مصوناً ضد اي نقد على كلامه ، وفي البداية عتبي على الأصدقاء في إدارة موقع عنكاوا لانهم حجبوا المقال من نشره على الصفحة الرئيسية ، ولم يكن في المقال ما هو خارج عن الرد على مزاعم رابي كنا بجعل شعبنا الكلداني طائفة ، وإن كان السيد كنا قد تطرق الى التسمية فإن ردي كان بحدود ما ردده السيد كنا وليس أكثر . ولكني مع ذلك فأحترم وجهة نظر الموقع رغم عدم قناعتي بوجود سبب وجيه ومقنع لحجب المقال عن الصفحة الرئيسية
، أكرر احترامي لوجهة نظر إدارة الموقع .
أقول :
السيد كنا كباقي الساسة العراقيين يصرح ويطرح أراءً سياسية ومن حقنا نحن الكتاب ان نحلل ونناقش تلك الآراء إن كان بالموافقة عليها او بتوجيه النقد لما ورد فيها ، وهذه عملية مشروعة لا غبار عليها ، بقي من حق الزوعا او احد المخولين بالرد على النقد الوارد او الأمتناع عن اي رد .
لكن الوجه المستهجن للعملية ان تكلف الحركة احد البلطجية التابعين لها ويرسل الشتائم والتهديدات ، وسط سكوت الحركة ، وغالباً ما يفسر السكوت بأنه من الرضا .
لقد وصلتي رسالة تهديدية وشتائم من احد الساقطين مدعياً انه ينوب عن يونادم كنا ، وأرسلت مضمون الرسالة لعدد من الأصدقاء وأرسلتها الى موقع زهريرا وزوعا . فهل تقبل الحركة بهكذا تصرفات ؟
وأنا اجيب عنها بأنها لا تقبل هكذا إساءات وهكذا اساليب إرهابية ، لكن السؤال يبقى مطروحاً وهو : لمذا تسكت الحركة عن هكذا تصرفات ؟
إن هذه الشكوك تبقى تحوم في مخيلتي ما لم تتجرأ الحركة وتستنكر مثل هذه الأعمال وهذا سيقّوي مرتكزاتها ومن مقام الحركة ومكانتها بين ابناء شعبنا . خلاصة المسألة انها ليست المرة الأولى التي استلم مثل هذه الرسائل وتحديداً وحصرياً من موالي الحركة الديمقراطية الآشورية إن كانوا اعضاءاً فيها او من مؤيديها او من كوادرها .
علماً إنني حينما اوجه نقداً للجهات الأخرى إن كان الحزب الوطني الآشوري او المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري فلا استلم مثل تلك التهديدات والشتائم والتي يبدو انها مع الأسف مقتصرة على جماعة الزوعا تحديداً كما قلت .
إن انتخابات مجالس المحافظات في اقليم كردستان على الأبواب ، وعلى الزوعا ان تعبّد الطريق وتبني جسور التواصل والعلاقات الودية مع الأحزاب والشخصيات والناس جميعاً ، لا ان ترسل لهم التهديدات والشتايم .
اكثر من هذا ينبغي على الحركة ان تتسم بقليل من الديمقراطية وتستمع على الآخر لا ان تحجبه فمثلاُ موقع زهريرا التابع للحركة الدمقراطية ، رغم اعتزازي بهذه الموقع ، إلا انه يتسم بسياسة عمياء إن صح التعبير عما اكتبه ، فهو لا ينشر حتى مقالات الرثاء التي اكتبها لبعض اصدقائي المتوفين ، بل إني كتبت لهم مقال عن مرقد النبي ناحوم في القوش امتنعوا عن نشره ، في حين نشروا لنفس الموضوع وهو مقال عن مرقد النبي ناحوم للصديق نبيل دمان فنشر بالكامل ، فماذا نفسر هذا السلوك الأنتقائي البغيض ؟ الا يتحتم على الحركة ان يكون لها منطلقات ديمقراطية في شأن
التعامل مع شعبنا لمختلف الأراء السياسية والمذهبية دون تمييز .
إذا نأت الحركة الديمقراطية الآشورية بنفسها عن تلك الرسائل الأرهابية سيزداد تقديرنا لمكانتها النضالية في الساحة السياسية العراقية .
حبيب تومي / اوسلو في 23 / 5 / 2009