Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

السعادة بين الوهم والحقيقة

السعادة هي شعور داخلي واحساس قوي يغير طبيعة الانسان من حالة الى حالة قد لا يعرف الانسان مصدره ولماذا يهتم به. السعادة شعور غير مرئي خارج عالمنا لا نستطيع ان نراه او نحتفظ به يمدنا بقوة لنستمر في بلوغ حياة افضل ملؤها الطمأنينة.
كل يفتش عن السعادة من حوله خارج ادراكه فأحياناً يلحقها ويحس بها واحيانا لا يستطيع الوصول اليها لانها صعبة المرتقى والمنال.
السعادة على انواع: اولاً، سعادة الغنى والثروة: كثيرون من يفكر ان سعادته في اقتناء الاموال وتحصيلها بأي طريقة كانت حيث يأمل ان يقضي أيامه في الحصول على كل ما يرغبه ويشتهيه بطريق الشراء والربح وهذه كثراً ما تكون نتيجتها الفراغ والمأساة.
ثانياً، السعادة السلطوية: كثيرون من يفتش عن سعادته بارتقاء المكاسب والوجاهة فيشعر بلذة كبيرة حينما يأمر وينهي بسلطة قوية ولكن الى متى تدوم هذه السلطة السنين ام لاشهر ام لايام؟
ثالثاً، السعادة الجسدية: كثيرون من يعشق جسده فيصاب بمرض النرجسية فكلما تباهى الانسان بقامته وجمال وجهه، فكل ذلك يدوم لاعوام قصيرة ثم يذبل ويؤول كالعشب الذي يزهو في الحقل بألوانه فما يلبث ان ييبس ويلقى في التنور هذا اولاً وثانياً هناك من يجد سعادته في شهوات جسده فيعبث كالاعمى لا يدري ما يفعل وكمن يقبض على عود من نار لا ينفك ان يشعل يداه.
رابعاً، سعادة الحب:كثيرون من يجد سعادته بالحب، وما يقدمه الشريك من عاطفة وحنان وطمأنينة. للحب مفهوم بشري معلوم وقد يغفل عن مفهوم المحبة فكلاهما له سعادته فالحب ارضي زائل والمحبة روحية باقية. والحب بين شخصين قد ينمو ويصل الى الاقتران وبعد الاقتران قد يخفت ويموت والمحبة بين الخالق والمخلوق كلما عتقت كلما نمت وازدادت عمقاً.
خامساً، سعادة الايمان: كثيرون من يجد سعادته في التوحد او التنسك او النرهب او خدمة الجماعة وسط الكنيسة ام مجموعة بشكل جمعيات دينية او مدنية او مؤسسات خيرية وغيرها.
واذا لم تتوفر هذه العوامل للسعادة هل يمكن ان يكون الوهم مصدر بقائنا على هذه الارض؟ فالوهم الحقيقي هو اعتبار الماديات سعادة والعيش من خلالها لنحقيق الذات!؟
امعقول ان نعيش بسعادة داخل الوهم؟ ام ان السعادة وهم. اذا لم تكن موجودة لاخترعناها لللاستمرار بالحياة، او ليس هناك سعادة حقيقية بل هناك فرح لان السعادة الحقيقية هي سعادة الفرح بالايمان.
ايقنت ان المحبة والايمان هما السعادة الحقيقية وباقي الاشياء ماديات ما تلبث ان تزول مع مرور الوقت، فان نظرة طفل يلعب وعجوز يبكي تجعل القلب يهتز اولاَ لفرح الطفل وثانياً لبكاء العجوز الوحيد، فالمحبة قوة جبارة فلولا وجود المحبة في الحياة لكانت الحياة فارغة، ليس لها طعم ولا لون، فهنيئاً لمن وجد سعادته الحقيقية في في الايمان فليحتفظ بها وينميها قدر الامكان لانها كنز باهظ الثمن.
ونختم كلامنا بقول القديس اغسطينوس : " يا الله لا يرتاح قلبنا الا فيك".

مارغريت خشويان
مديرة موقع طيباين الصادر عن الرابطة السريانية

Opinions