السفير الأميركي كريستوفر هيل يناقش نتائج الانتخابات الوطنية العراقية
06/04/2010شبكة اخبار نركال/NNN/
كريستوفر هيل يعقد مؤتمرا صحفيا عبر الأقمار الاصطناعية من العاصمة العراقية
وزارة الخارجية
مكتب المتحدث الرسمي
للنشر فورا آذار/مارس، 2010
إيجاز صحفي مصرح بنشره
السفير الأميركي لدى العراق كريستوفر هيل يتحدث عن
نتائج الانتخابات الوطنية العراقية
30 آذار/مارس 2010
واشنطن العاصمة
مؤتمر عبر الفيديو الرقمي
عريفة المؤتمر ريزايد: أسعدتم صباحاً، ومساء الخير، السفير هيل. يسرنا هنا في واشنطن ان ينضم إلينا السفير الأميركي لدى العراق كريستوفر هيل من مكتبه في السفارة الأميركية في بغداد. سوف يقدم لكم إيجازا حول نتائج الانتخابات الوطنية العراقية التي جرت بتاريخ 7 آذار/مارس. وسوف يجيب على أسئلتكم بعد تقديم ملاحظاته الافتتاحية. نطلب منكم التعريف عن أنفسكم قبل ان تتكلموا وان تتكلموا ببطء، فقط من أجل التكيّف مع التكنولوجيا.
يسرنا اليوم أيضاً ان نرحب في قاعة تقديم هذا الإيجاز بمجموعة من الصحفيين العراقيين الذين قدموا إلى الولايات المتحدة بموجب برنامج الزوار الدوليين. لذلك سوف نمهلهم مدة ثانيتين تقريباً للجلوس في أماكنهم. السفير هيل، أرجوك ان تبدأ بإعطاء ملاحظاتك ومن ثم سنحيلها إليكم لمناقشتها.
السفير هيل: حسناً، أشكرك شكراً جزيلاً. من دواعي سروري أن أكون هنا. اعتقدت بأن علي أن أبقي ملاحظاتي الافتتاحية موجزة جداً. أعتقد أن معظم الناس هنا يعرفون الوضع الإجمالي. لقد انقضت مدة ثلاثة أسابيع تقريباً على الانتخابات وحصلنا على كشف كامل غير رسمي للانتخابات التي فاز فيها ائتلاف "العراقية" بأكثرية المقاعد في البرلمان، حوالي 91 معقداً، وجاء بعده في المقام الثاني ائتلاف دولة القانون بقيادة السيد مالكي الذي فاز ب 89 مقعداً.
السؤال الكبير المطروح هنا يتعلق بما إذا كان هذان الائتلافان، عندما يحتل أعضاؤهما مقاعدهما في مجلس النواب في نهاية الأمر، وحيث نتوقع ان يتم ذلك في نهاية نيسان/أبريل، هل سيقومان، هل سيحصل نوع من إعادة الاصطفاف. من الممكن ان تحصل بعض الزيادة في عدد مقاعد ائتلاف أو آخر، ولذلك من المحتمل ان يُعطى ائتلاف آخر غير ائتلاف "العراقية" الفرصة الأولى لتشكيل الحكومة. فعلى سبيل المثال، إذا تمكن ائتلاف السيد مالكي ان يندمج مع ائتلاف آخر، يستطيع ان يفوز في النهاية بمقاعد أكثر من المقاعد التي حصل عليها ائتلاف "العراقية" ولذلك سوف تتسنى له الفرصة الأولى لتشكيل حكومة ائتلافية.
لكن يجب أن أقول بأن مسألة تشكيل الحكومة قد بدأت، مسألة الجمع سوية بين ائتلافات أوسع من أجل الحصول على نسبة تزيد عن 50 بالمئة من عدد المقاعد في البرلمان. وأصبح جميع الأطراف يتحدثون مع بعضهم بعضا. ويمكن تصور كل شكل من أشكال الائتلافات، ولذلك من الواضح اننا نتابع هذا الأمر بصورة وثيقة جداً. ننصت باهتمام إلى ما يجري على الأرض، ولكني أعتقد ان من الواجب على المرء أن يتابع الوضع بالكامل.
أما بالنسبة لمستوى العنف فقد حصلت بعض الحوادث. حصل حادث في كربلاء أمس شمل تفجير سيارتين مفخختين. ولكن بصورة إجمالية، يمكن اعتبار مستوى الحوادث متطابقا جداً مع المستوى الذي كان عليه خلال الأشهر الأخيرة، وفي خلال السنة الأخيرة. لذلك لا يبدو انه حصل ارتفاع في مستوى العنف في هذا الوقت.
لذلك قد تكون هذه هي تعليقاتي الافتتاحية، وربما نستطيع ان نتوجه للإجابة على الأسئلة.
سؤال: السيد السفير، أنا بوب بيرنز من وكالة الأسوشيتد برس. كما ترى الوضع في هذه اللحظة، ما هو اعتقادك بالنسبة لاحتمالات نجاح رئيس الوزراء المالكي أو إياد علاوي بتشكيل حكومة ائتلافية؟ وفي حال لم ينجحا فهل يوجد خيار ثالث؟
السفير هيل: حسناً، لست بالفعل – أعني ان مهمتي ليست تحميل السباق مضامين وأعباء أخرى وتحديد من هو الذي سينجح. يجب أن أقول، انه إذا تكلمت مع الكثير من المراقبين السياسيين هنا، فإنهم سوف يعطونك بعض احتمالات النجاح للسيد مالكي، وبعض احتمالات النجاح للسيد علاوي، ثم هناك بعض احتمالات النجاح لمرشحين آخرين غيرهما. لذلك تجري الكثير من الأحاديث حول ما إذا لن يتمكن هذان المرشحان الرئيسيان من تشكيل حكومة – آو هل سيكون هناك احتمال ثالث. لذلك أظن انه عند هذه النقطة لا زال الوقت مبكراً جداً لمعرفة ذلك.
سؤال: شكرا. اسمي شون تاندون من وكالة الأنباء الفرنسية. السيد مالكي – رئيس الوزراء المالكي انتقد بشدة الدور الذي قامت به منظمة الأمم المتحدة، مدعياً بحصول بعض التزوير ودعا إلى القيام بجهد أقوى بشأن هذا الأمر. فما هو موقف الولايات المتحدة في هذا الخصوص؟ هل تعتقد الولايات المتحدة بوجوب القيام بالمزيد للتخلص من ادعاءات التزوير هذه؟
السفير هيل: حسناً، كان هذا جهداً رئيسياً هنا. اعني ان الأمم المتحدة عينت فريقاً ممتازاً من الناس، الذين عملوا سوية مع مئات من المحترفين في المفوضية العليا للانتخابات. لقد عملوا في الواقع سوية مع عشرات الآلاف من المتطوعين. وجهة نظرنا هي ان عملية الانتخابات كانت ذات مصداقية كبيرة، كانت عملية انتخابات قابلة للتصديق جداً. ولذلك لا نشاطر أي انتقاد موجّه إلى الأمم المتحدة، بل على العكس دعمنا فعلاً إلى حدٍ كبير ما قامت به الأمم المتحدة. وكان ذلك جهداً هاماً فعلاً من جانبها.
أؤكد القول انه كما يحصل في أية انتخابات متقاربة النتائج، لا يكون من السهل قبول خسارة انتخابات متقاربة النتائج. إذا نظرت إلى الفرق الحاصل فقد بلغ حوالي 0.045 بالمئة. وليس ممتعاً خسارة انتخابات كهذه. لذلك لا أعتقد أن على الناس ان يندهشوا كثيراً من صدور بعض التعليقات التي تمثل لوعة الخسارة.
سؤال: السيد السفير، اليز لابوت من سي إن إن. كنت أتساءل ما إذا كان، في الواقع، لم يتمكن رئيس الوزراء المالكي – لم يستطع تشكيل حكومة ائتلافية وينتهي بأن يكون المرشح الخاسر، فهل تعتقد انه، على اعتبار ذلك الهامش الضيق المتقارب جداً في هذه الانتخابات، انه سوف يتنازل بالفعل، عن السلطة إلى – ما إذا كان الذي يتنازل له علاوي آو شخص ثالث؟ وما هي التداعيات في حال لم يقبل المالكي بالتنازل؟
السفير هيل: حسناً، من جديد هذه هي – إنه نوع من التخمين. ماذا لو؟ ماذا لو لم يفعل؟ ماذا لو فعل ذلك؟ ماذا لو انه – استقال من منصبه في حال لم يتمكن من تشكيل حكومة ائتلافية؟ جُلّ ما أستطيع قوله هو انه كان واضحاً جداً، جداً معنا في حديثه الخاص، وواضحاً جداً في العلن، بأنه سوف يلتزم بالقانون. أريد ان اجعل ذلك واضحاً جداً، انه شيء عندما تنظر إلي المشهد العام لهذا الجزء من العالم، لا ترى أمثلة كثيرة لحدوث ذلك بالفعل. مع ذلك اعتقد أن الشعب العراقي ذهب إلى صناديق الاقتراع بأعداد كبيرة وأعتقد ان الشعب العراقي يتوقع من كافة رجال السياسة في بلاده، أكان رئيس الوزراء الجالس على الكرسي أو منافسيه، ان يلتزموا بحرفية القانون. وأعتقد انه توقع منتشر بين الناس وأتوقع ان يفعل ذلك الجميع. أعني إذا حصلت لدينا مشاكل في المستقبل، سوف نتعامل مع هذه المشاكل في المستقبل. ولكن في هذه اللحظة بالذات أعتقد بأن ما يقوله الناس هو الشيء الصحيح، ان على السياسيين ان يلتزموا بأن ما يقوله الناس هو الشيء الصحيح، ان على السياسيين ان يلتزموا بالقانون وان يتقيدوا بالإجراءات القانونية.
سؤال: مرحباً، السيد السفير. انا سوزان كورنويل من وكالة رويترز. لقد قالت اليوم لجنة العدالة والمساءلة انه كان يجب عدم قبول مشاركة ستة مرشحين في الانتخابات فازوا بمقاعد في البرلمان، نظراً لارتباطاتهم المزعومة مع حزب البعث التابع لصدام حسين. وأنا فقط- وتقول هذه اللجنة انها سوف تعترض على هذه النتيجة لمنع وصول هؤلاء الفائزين إلى عضوية البرلمان. وأتساءل فقط هل ان ذلك يعتبر تحدياً مبرراً يأتي الآن بعد الانتخابات، بعد انتخاب هؤلاء الأشخاص؟ وهل تعرف من هم هؤلاء الستة وهل يهدد - أظن ان السؤال الكبير هو هل انه يهدد قائمة علاوي، قائمة مرشحيه؟ هل هناك أحد منهم على قائمته؟
السفير هيل: حسناً، دعيني أقول فقط بأن المعلقين السياسيين هنا في العراق ينظرون إلى مثل هذا التحدي ويتساءلون إلى أي مدى يعكس تحدياً سياسياً. بالتأكيد، اعتقد ان الأمم المتحدة أعلنت بصورة واضحة جداً ان هذا ليس الوقت لتحدي ناس فازوا بمقاعد في البرلمان. ولكني أعتقد ان الأمم المتحدة أعلنت بشكل واضح جداً ان المكان الصحيح لرفع هذه التحديات هو في المحاكم. فإذا أرادوا محاكمة المفوضية العليا للانتخابات يمكنهم فعل ذلك وترك المحاكم تبت في هذا الأمر.
أعتقد أنه إذا نظرنا إلى الأمام، بالتأكيد إلى الانتخابات التالية، وبالتأكيد للفترة التالية من تاريخ العراق، عليهم ان يتعاملوا مع هذه المسألة برمتها المتعلقة بالمساءلة والعدالة. يتوجب عليهم ان يتعاملوا مع مسألة ما يجب عمله مع أناس لديهم ارتباطات بنظام البعث في الماضي، كيف سوف يتعاملون مع هذه المسألة. أكان ذلك وفقاً للطراز الذي اتبع في انتخابات جنوب أفريقيا أو وفقاً لطراز آخر، لكن من المؤكد ان ما نريد ان نراه في المستقبل هو شيء يكون شفافاً، شيء لا يبدو في نظر ناس عديدين على ان السياسات الحزبية تؤثر فيه من كافة الجوانب.
سؤال: سمير نادر، من راديو سوا. شكراً لك، السيد السفير. سؤالي هو: هل لديك أي هاجس حول دور إيران في منع تشكيل الحكومة مما يخلق وضعاً مماثلاً لما جرى في لبنان؟ فقد جرت انتخابات ناجحة في ذلك البلد ولكن تشكيل مجلس الوزراء تطلب وقتاً طويلاً جداً، هل لديك أي هاجس حول ذلك؟
السفير هيل: نعم. أعني ان النقطة الأولى التي أود أن أؤكدها هي ان العراق يمثل أشياء كثيرة ولكنه ليس لبنان. وأيضاً هناك بعض الاختلافات الحقيقية في العراق عن لبنان. يوجد الكثير – هناك الكثير من الاختلافات في إجراءات التصويت. هناك الكثير من الاختلافات في شكل السوابق التاريخية التي أوصلتنا إلى هذا التصويت. لذلك أود أن أكون حذراً جداً مع مثل هذه الأشكال من المقارنات مع بلد أخر في المنطقة.
فيما يتعلق بنفوذ إيران أعتقد بالتأكيد ان كافة جيران العراق لهم مصالح في هذه الانتخابات. لقد وضع جميعهم ثقلهم بشكل أو بآخر في هذه الانتخابات. من الواضح، اننا كنا قلقين حول البلدان التي وضعت ثقلها فيها. ومن جهة أخرى، أعتقد اننا جعلنا من الواضح جداً بأننا نريد ان يكون للعراق علاقات جيدة مع جيرانه. والأمر هو مجرد وجوب ان يتصرف جيران العراق بشكل أفضل تجاه احترام سيادة العراق. لذلك فيما يخص إيران، عندما ننظر إلى الخارطة نرى ان إيران لها حدود هائلة جداً مع العراق. تجري عمليات تجارية كثيرة مع إيران. لديهم تاريخ طويل أحدهما مع الآخر. ولكن ما نريد أن نراه هو احترام إيران لسيادة العراق.
ولكني أود أن أؤكد على نقطة أخرى، هي انك عندما تنطلق هناك للتحدث مع الناس ولمعرفة ما هي توقعاتهم بالنسبة لهذه الانتخابات تجد ان ما يتحدث الناس حوله فعلاً هو انهم يريدون حياة أفضل لأنفسهم، لأطفالهم. يريدون ان يروا تزويد بعض الخدمات الأساسية. يريدون ان يروا زيادات في تأمين الطاقة الكهربائية. يريدون ان يروا الكثير من الأشياء التي لا علاقة لها بنوع السياسات العليا التي تتعلق في التعامل مع إيران، بل التي تتعلق بحياة الناس.
سؤال: بول ريكتر من صحيفة لوس انجلوس تايمز. لكي أكون أكثر تحديداً حول هذا الموضوع، السيد السفير، هل رأيت إشارات تدل على ان أي واحدة من الدول المجاورة للعراق خلال فترة ما بعد الانتخابات حاولت استعمال نفوذها للتأثير على نتائج المناورات السياسية التي تجري الآن؟
السفير هيل: حسناً، أعني، أعتقد أن معظم جيران العراق امتنعوا عن الإدلاء بأية تصريحات ملتهبة. بالتأكيد يجري العديد من الاتصالات، ولكن بصراحة، كانت تجري اتصالات عديدة قبل الانتخابات، لذلك أعتقد بأنك قد تجد صعوبة في القول بأنه تجري اجتماعات أكثر في إيران آو في المملكة العربية السعودية آو في تركيا آو في سوريا آو شيء من ذلك القبيل. أعتقد بأنك قد تجد صعوبة في القول بأنه يجري الآن عقد عدد من هذه الاجتماعات أكثر مما كان يحصل في السابق.
أظن، إلى حد كبير، ان الناس يعرفون أين يقفون، وأين تقف الدول إزاء هذه الانتخابات. لذلك لا أستطيع القول بأنه يوجد تغيير أو اختراق خاص في سرعة أو قياس الاهتمام التي أظهرته تلك الدول المجاورة في الانتخابات العراقية. أريد فعلاً ان أشدد على النقطة بأن هذه الانتخابات العراقية هي تاريخية بالفعل. أعني ان لا أحد في السابق قام بهذا النوع من الأشياء. أما القول بأنه جرت بالفعل انتخابات في العراق قبل ذلك، فأعتقد بأنه يغفل عن النقطة بأن هذه كانت فعلاً انتخابات عراقية، أدارها عراقيون، وأنها شكلت الآلية الأمنية بكاملها. لقد صنع العراقيون كل ذلك.
وهكذا أقول انه حصل الكثير جداً من مزايدات شراء أصوات الناخبين العراقيين في هذه الانتخابات، وأعتقد أن قدرة الدول الأجنبية على التأثير على تلك المزايدات كانت محدودة إلى حد ما.
سؤال: السيد السفير، وارن ستروبل من ماك كلاتشي نيوز بايبرز. لقد تحدث بعض مؤيدي علاوي بصورة علنية حول احتمال العودة إلى العنف في حال حُرم علاوي من رئاسة الوزراء آو في حال أكدت لجنة المساءلة على انه يأتي وراء السيد المالكي. هل تعتبر ان ذلك يُشكِّل هاجساً من احتمال اندلاع العنف من جديد بطريقة خطرة؟
السفير هيل: حسناً، أنظر، ان هذا بلد له تاريخ حديث مع العنف. اعني اننا جميعاً نعرف الشيء الكثير عن العنف في العراق. انه أمر كنا ندركه جيداً منذ بعض الوقت ولذلك من الممكن ان نتفهم إلى حد ما ان الناس ينظرون إلى هذه المسألة، ان الناس يخمنون حوله، وان مسألة العنف يجري التحدث عنها من جديد في الأنباء.
قد أقول، مع ذلك، ان علي أن أكون حذراً، مع ذلك، إذا قلنا بأن ائتلافاً فاز بأقل من ثلث عدد مقاعد البرلمان، يتوجب عليه السعي للحصول على نسبة 80 بالمئة أخرى مما حصل عليه ذلك الائتلاف، أي ائتلاف السيد علاوي الحاصل على 91 مقعداً. فهو يحتاج إلى أكثر من سبعين مقعداً آخر إذا كان سيشكل – إذا كان قادراً على تشكيل حكومة. حسناً، أعتقد أن قدرته على تحقيق ذلك تعتمد على قدرته العمل مع الائتلافات، لتقرير من يريد أية وزارة، للجلوس سوية في الواقع والتفاوض.
وهكذا أعتقد أنها مسألة سياسية حقيقية وإحساسي هو ان الناس يفهمون انها مسألة سياسية. أعتقد أن ما هو ضروري في نهاية المطاف هو رؤية كافة عناصر هذا المجتمع، أكانوا من الأكراد، من السنة، من الشيعة أو علمانيين، إن كافة هؤلاء الناس، كافة هذه المجتمعات الأهلية يملكون إمكانية المشاركة في الحياة السياسية في هذا البلد.
أعتقد أن كل الناس واعون لهذه المسألة في هذا البلد. اعني انني لم اسمع أي شخص يقول: "حسناً، لنشكل حكومة ونستثني أية مجموعة ذات شأن منها." إنك لا تسمع أي كلام كهذا. لذلك علينا ان ننتظر. ومن الواضح اننا نرصد هذه الأشياء بعناية كبيرة. نعي جيداً مستويات العنف، ولكن حتى الآن يسير العنف وفق مسار سياسي بدرجة كبيرة، وهو الموقع الذي نريد ان يبقى فيه.
سؤال: السيد السفير، نيكول غاوات من وكالة الأنباء بلومبرغ. أتساءل إذا كانت لديكم أية اتصالات مع علاوي منذ الانتخابات، كما أعتقد، ومدى علاقتك مع علاوي. انه ملتزم بتشكيل حكومة علمانية. كيف ستساعده الولايات المتحدة في تحقيق ذلك في حال فوزه؟
السفير هيل: حسناً، أريد أن أبين ذلك بوضوح كبير. ليس لدى الولايات المتحدة أي مرشح مفضل في هذه الانتخابات. نحن مستعدون للعمل مع من يتم انتخابه بصورة ديمقراطية؛ مع كل من يلتزم بالقواعد الديمقراطية ويكون قادراً على البروز من هذه العملية، كما قلت ذلك مرات عديدة، خلال أكثر من مجرد بضعة أسابيع. إذا كان ذلك ممكناً، من المحتمل ان تستمر هذه العملية مدة أشهر. ولذلك نحن مستعدون للعمل مع أي واحد يبرز. نقوم باتصالات مع كافة الأطراف، مع كافة الائتلافات. لدينا اتصالات جيدة ويمكنني القول باننا نتصل مع قادة سياسيين على أساس يومي. أعتقد أن من الإنصاف ان نقول ذلك. ونحن بالتأكيد على اتصال وثيق مع السيد علاوي كما مع ممثلي الائتلافات الرئيسية الأخرى.
السيدة ريزايد (غير مسموع)
سؤال: في الواقع لقد أجبت على هذا السؤال.
السيدة ريزايد: هناك في الخلف. نعم.
سؤال: شكراً لك. مينا العريبي من صحيفة الشرق الأوسط. السيد السفير، أريد أن أعود إلى النقطة حول الاجتماعات في إيران. أعني، لقد سمعت ما قلته بأن إيران تملك بالطبع علاقات تاريخية مع العراق وانها أثّرت على العراق، ولكن هناك قدرا كبيرا من القلق في العراق حول عمق الاجتماعات والعملية الطويلة. أعني، ما هو إحساسك فيما يتعلق بالنفوذ التي تمارسه إيران بالنسبة للتشكيل الفعلي للحكومة؟
السفير هيل: حسناً، مرة أخرى، أعتقد انه يوجد عدد من الدول التي ترغب في ان تكون مؤثرة جداً في تشكيل حكومة، دول لديها وجهات نظر قوية جداً حول شكل الحكومة التي ستكون للعراقيين. ولكني أعتقد أن للشعب العراقي وجهات نظر أقوى من تلك ولا أعتقد ان الشعب العراقي سوف يقبل بحكومة ليست مصنوعة في الوطن، لذلك فإن إحساسنا هو أن أي سياسي عراقي يتجاهل إرادة الناس الذين أظهروا قوتهم الكبيرة في عملية الانتخاب، اعتقد ان أي سياسي عراقي يفعل ذلك قد يرتكب غلطة كبيرة.
إذا تحدثت مع الناس في العراق، حول الفكرة بأن لإيران مصلحة خاصة، لا أعتقد بأن الناس سوف يوافقون على هذا المفهوم. واقترح بأن يكون الناس حذرين قليلاً حول المفهوم ان الأمر يتعلق نوعاً ما بإيران وبالولايات المتحدة. إنها عملية انتخاب، عملية انتخاب للشعب العراقي، ويقوم هو بالذات بتنظيمها. لذلك لا أعتقد ان المسألة الحقيقية هنا هي ما إذا كان يجري تشكيل حكومة خارج العراق. أعتقد ان المسألة الحقيقية هي ما إذا كانت العملية داخل العراق تولد ذلك النوع الشامل من الحكومة التي أظن ان معظم المراقبين يعتقدون بأنها الحكومة الأكثر استقراراً وقدرة لنقل البلاد إلى المستقبل.
كانت السنوات الأربع الأخيرة سنوات عظيمة الشأن. لقد كانت – لقد عنت الاسترجاع الكامل للسيادة العراقية. لقد عنت بداية العملية التي أصبح فيها العراق منخرطاً بدرجة أكبر من الوجهة الدبلوماسية مع جيرانه. انها عملية قائمة، إنها فترة من الوقت شاهدت انخفاضاً مبهرا في التهديدات الأمنية هنا في العراق. ولكني اعتقد ان السنوات الأربع القادمة سوف تشهد تطورات إضافية أيضاً، وعلى وجه الخصوص في النطاق الاقتصادي. لذلك أعتقد ان ما يتطلع إليه الشعب العراقي هو حكومة تهتم بمعالجة المشاكل الاقتصادية، تهتم بجذب نوع الاستثمارات الضرورية هناك، وتهتم بالتواصل مع جيرانها المختلفين. لذلك فان مسألة ما إذا كانت إيران آو دولة أخرى غيرها منخرطة بعمق هنا أمر لا تسمعه في الشارع. ان ما سوف تسمعه في الشارع هو ناس يريدون رؤية رجال السياسية لديهم يتقدمون إلى الأمام ويشكلون حكومة والسير بالأمور.
سؤال: السفير هيل، شارلي وولفسون من سي بي اس. هل تستطيع أن تحدثنا حول – حسناً أعرف ان تلك المسألة افتراضية نوعاً ما، ولكن هل تستطيع ان تتحدث حول الدور الكردي؟ وكما تجري الأمور، هل تتوقع حصول أية مشاركة أكثر أو اقل من جانبهم؟
السفير هيل: آه، أعتقد – كما دائماً، أعتقد بأن للأكراد دور مهم جداً في هذه الانتخابات. أولاً وقبل كل شيء، يبقى الطلباني رئيساً للبلاد إلى ان يتم اختيار رئيس جديد. لذلك أعتقد انك سترى الرئيس طالباني وهو يلعب دوراً مهماً.
يملك الأكراد عدداً كبيراً من الأصوات. يميلون إلى جمع هذه الأصوات سوية والعمل سوية كاتحاد كردي. قوتهم الانتخابية تقارب كثيراً ما كانت عليه في مجلس النواب السابق. لذلك قد أرى الأكراد يقومون بدور مهم للغاية وهم في طريقهم لتحقيق الهدف الرئيسي في إنشاء الائتلافات سوية لتأمين ليس فقط الغالبية، أي غالبية 163 مقعداً، بل وأيضاً، وحسب ما أعتقد، بأن الحكومة الجديدة سوف تحاول ان تجعل هذه الغالبية أعلى من غالبية 163 مقعداً فقط. وأعتقد ان من المحتمل ان تجد الأكراد منخرطين بدرجة كبيرة جداً في ذلك.
سؤال: مرحباً، السيد السفير. أنا كورتني كيوب من وكالة الأنباء ان بي سي. هل تستطيع تحديث معلوماتنا حول الدور الذي يلعبه مقتدى الصدر وأتباعه في الانتخابات وفي الفترة التي تعقب الانتخابات، وما نوع القوة التي لا يزال مقتدى الصدر يحتفظ بها في بغداد وفي المناطق المحيطة بها؟
السفير هيل: حسناً، أعتقد بأننا سوف نرى ذلك في الأسابيع القادمة عندما ينتقلون إلى تشكيل الحكومة، ويكفي القول بانه عند هذه النقطة نجح الصدريون بشكل أفضل من السابق. لقد زادوا بالتأكيد عدد مقاعدهم في البرلمان. وأعتقد ان معظم الناس يعتقدون بأنهم أداروا حملة انتخابية جيدة جداً. كانوا، حسب ما أعتقد، فعالين في استغلال القوائم الانتخابية المفتوحة لإدخال مرشحين رئيسيين لهم في مراكز رئيسية، في أقضية رئيسية لخوض غمار الانتخابات. لذلك اعتقد ان الإحساس الإجمالي هنا هو ان الصدريين نجحوا بصورة جيدة. اصبح لديهم أكثر من 40 مقعداً في البرلمان. وهذا العدد يزيد عما كان لديهم في السابق، وبالتأكيد اكبر بكثير مما كان لديهم في السابق. ولذلك أعتقد أنهم عندما يصلون إلى تشكيل الحكومة، ومن خلال تحالفهم مع المجلس الإسلامي العراقي، سوف يُشكِّلون عاملاً مهماً في هذا التشكيل. والآن، في الحكومة السابقة، شغل الصدريون بعض المراكز. كان لديهم على سبيل المثال منصب وزير الصحة، وكان لهم حسب ما أعتقد منصبا وزير التعليم ووزير النقل. اعتقد انهم سوف يصرون على نوع من هذا المزيج مرة أخرى. اما بشأن المدى الذي سيبلغونه فذلك سوف يتقرر خلال التفاوض ولذلك علينا ان نرى كيف ستتقدم هذه العملية.
السيدة ريزايد: حسناً، هل هناك أسئلة أخرى؟
سؤال: السيد السفير. وارن سترويل مرة أخرى. انها مسألة تتعلق بالانتخابات نوعاً ما. منذ حوالي الشهر ذهب مساعد وزيرة الخارجية بيرنز إلى دمشق. كان أحد المسؤولين الأميركيين الأعلى مستوى الذي يزور دمشق خلال فترة زمنية وأحتل موضوع محاربة الإرهاب مكاناً عالياً على برنامج العمل. كنت أتساءل فقط ما إذا لاحظت أنت والجنرال اوديرنو حصول أي تحسن فيما يتعلق بالرجال والمواد الحربية الذين يجتازون الحدود لدعم القاعدة آو تنظيم دولة العراق الإسلامية
السفير هيل: أعتقد أنه فيما يتعلق ببعض الناس الذين يجتازون الحدود، فقد كان المستوى منخفضا لفترة من الوقت. أعتقد أن المسألة الحقيقية التي كانت تثير القلق هي درجة سماح دمشق لرجال صدام/لنظام صدام السابق بجمع الأموال، وما إذا كان السوريون قد سمحوا باستمرار العمل التحريضي الذي تقوم به محطات التلفزيون، هذا الوجه من المسألة. وبدون الدخول في الكثير من التفاصيل، أقول لك بأنه يبقى هناك بعض العمل في طور الحدوث.
السيدة ريزايد: أية أسئلة أخرى؟ نعم. من فضلك.
سؤال: نعم. مرحباً السيد السفير. جويس كرم من صحيفة الحياة. أريد أن أعرف بغض النظر عمن سيكون رئيس الوزراء العراقي المقبل، ما هي توقعاتك بالنسبة للمسائل التي لم تحل في السابق- المصالحة، كركوك؟ ما الذي تود ان ترى الحكومة القادمة تقوم به حول هذه المسائل؟
السفير هيل: حسناً. أولاً وقبل أي شيء أخر، أظن بأني اشاطر بعض طموحات الشعب العراقي بالذات، أي اني أريد أن أرى الاقتصاد- الاقتصاد ينهض. أريد ان أرى وتيرة نهوض أسرع هناك. والآن، نفذت الحكومة الأخيرة بعض الأمور الجيدة فيما يتعلق بتراخيص التنقيب عن النفط، وأعتقد انها وضعت خطة لتوسيع عمليات استغلال بعض الموارد الطبيعية في العراق ولا سيما النفط والغاز. لذلك أعتقد ان أحد الأشياء التي أريد ان أراها هي الاستمرار في عمل ذلك، لأنه يؤمن القاعدة المالية التي تُمكن الحكومة من تأمين الخدمات المطلوبة بإلحاح من جانب الشعب العراقي الذي عاني بالفعل على مر السنين. لذلك فإن أول شيء أود ان أراه يتحقق هو مواصلة تنفيذ بعض هذه الأمور المتعلقة بالنفط، ولكن أيضاً توجيه اهتمام حقيقي شامل للاقتصاد.
والشيء الثاني هو تطلعاتي الشخصية لرؤية العراق وقد حاول بالفعل التواصل مع بعض جيرانه وتحسين الجو الإجمالي لدى جيرانه تجاهه. أعتقد ان المسؤولية تقع على جيران العراق القيام بذلك أيضاً. ولكن بالتأكيد هناك حصة للعراق يتوجب عليه ان يتولاها في هذا المجال. آمل بأن يحصل بعض الجهد من جانب العراق تجاه الحوار المباشر وان يعمل سوية مع بعض الدول المجاورة له.
وكما تعرف لا يزال العراق خاضعاً للعقوبات المنصوص عنها في الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة. هذا الأمر مرتبط بمسألة القرارات المختلفة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي من أوائل التسعينيات من القرن الماضي الناجمة عن حرب الخليج. ومن الواضح اننا نود ان نرى تقدماً في هذا المضمار.
ومن الناحية الداخلية، لقد وضعت إصبعك على إحدى المسائل الرئيسية التي هي مسائل المصالحة بين العرب والأكراد ولا سيما فيما يتعلق بما يسمى النزاع حول الحدود الداخلية حيث يوجد لديك حوالي 15 شكلاً مختلفاً منها على طول المناطق الخاضعة لسلطة حكومة إقليم كردستان وبقية أنحاء البلاد. ولذلك من الواضح اننا نريد ان نرى حصول بعض التقدم هناك. انها مسألة عويصة. وهذه المسائل لم تحصل في الأسبوع الماضي، فقد كانت موجودة منذ فترة طويلة جداً. الأمم المتحدة ملتزمة بالعمل الدؤوب لمحاولة مساعدة الأطراف على معالجة هذه المسائل، واعتقد أن الولايات المتحدة تستطيع ان تؤدي دوراً إيجابياً هنا أيضاً.
لذلك إنه برنامج عمل طموح بالفعل. ولكن مع تحسن الوضع الأمني الإجمالي، وقد تحسن بدون شك، اعتقد انك ستبدأ في رؤية مسائل عديدة أخرى تحتاج إلى بعض الاهتمام بالفعل. وهكذا يجب أن تكون هذه فترة انهماك شديد بالفعل.
السيدة ريزاند: أية أسئلة أخرى؟
(لا جواب)
السيدة ريزايد: لا أسئلة أخرى. شكراً لك جزيل الشكر، السفير هيل، لمشاطرة وقتك معنا.
السفير هيل: شكراً لك.
نهاية النص