السلطات العراقية مطالبة بالإفراج عن صحفي فرنسي معتقل لديها
شبكة أخبار نركال/NNNمرصد الحريات الصحفية/
يعبر مرصد الحريات الصحفية عن الأسف البالغ للسلوكيات والإجراءات التي إتخذتها السلطات الامنية بحق صحفي فرنسي يزور العراق لعمل تغطية صحفية والقيام بإعتقاله ولأكثر من أسبوع مضى، ويطالب مرصد الحريات الصحفية الحكومة العراقية باطلاق سراح نادر دندون مراسل مجلة لوموند ديبلوماتيك" الشهرية الفرنسية فوراً والإعتذار له رسميا عن هذا الإجراء الذي يشكل خطورة بالغة على سمعة العراق، والسماح للصحفيين المحليين والأجانب العمل دون موافقات مسبقة من الأجهزة الأمنية والعسكرية، التي يعدها المرصد اداة من ادوات الانظمة الدكتاتورية والتي لايجوز استخدمها في البلدان الديمقراطية.
ووفقاً لمصدر دبلوماسي في السفارة الفرنسية ببغداد، فإن "الشرطة العراقية اعتقلت الاسبوع الماضي صحافياً فرنسياً في بغداد لقيامة بالتقاط صور دون الحصول على موافقة رسمية وادخل احد سجون العاصمة دون صدور اي تهمة بحقه".
وقال المصدر الدبلوماسي لوكالة الصحافة الفرنسية ان "قوات الشرطة العراقية اعتقلت الاسبوع الماضي الصحافي نادر دندون (40 عاما) الذي يعمل لحساب مجلة "لوموند ديبلوماتيك" الشهرية الفرنسية"، موضحا ان دندون "اعتقل لقيامه بالتقاط صور دون الحصول على موافقة رسمية".
وتحصر السلطات في بغداد أمر السماح لحركة الصحفيين وتجوالهم بالقيادات العسكرية والأمنية في جميع المدن العراقية، ويتعرض الصحفيون في أغلب الأحيان للمنع من التصوير والتغطية الإعلامية ما لم يحصلوا على موافقات أمنية مسبقة تكون معقدة وكيفية في الغالب، وعلى حد تعبير صحفيين بارزين يديرون غرف الأخبار في المحطات المحلية فإن السلطات تتعامل مع كاميرا المراسلين كتعاملها مع الأسلحة غير المرخصة أو أصابع الديناميت والسيارات المفخخة.
وتابع المصدر الذي طلب عدم الكشف عن إسمه، ان "عملية الإعتقال نفذت من قبل الشرطة العراقية في منطقة الدورة في جنوب غرب بغداد منتصف الإسبوع الماضي" مؤكدا إنه "ما زال رهن الإعتقال ولم توجه تهمة ضده".
وبحسب المصدر، يحمل دندون كذلك الجنسيتين الجزائرية والأسترالية.
وشهد العراق حالات اعتقال الصحفيين الاجانب بعد انسحاب القوات الامريكية، حيث اعتقلت السلطات الامنية العام الماضي الصحفي الامريكي دانيال سميث لمدة 5 ايام من قبل الإستخبارات العسكرية، واطلق سراحه بقرار من رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، بعد تدخل مرصد الحريات الصحفية.
وكان سميث يعمل في العراق منذ عام 2003 بصفة مراسل حر لعدد من وسائل الإعلام العالمية و المنظمات الدولية، وهو باحث صحفي في مجموعة الأزمات الدولية و مقرها في العاصمة البلجيكية بروكسل، وعمل كذلك مع مرصد الحريات الصحفية (JFO) منذ عام 2008، ويتمتع سميث بعلاقات طيبة مع أغلب السياسيين العراقيين.
مرصد الحريات الصحفية يدعو السلطات الحكومية الى إلغاء الأوامر العسكرية لحركة الصحفيين والسماح للصحفيين الأجانب من العمل بحرية داخل المدن العراقية والكف عن إستخدام الأساليب التي تنتهجها الدول المنغلقة وعدم السماح للأجهزة الامنية والعسكرية العودة بالعراق الى الوراء والمحافظة على المكتسبات الديمقراطية.
وسجل مرصد الحريات الصحفية إرتفاعاً ملحوظاً في معدلات العنف والقيود المفروضة على عمل الصحفيين والإعلاميين، وأوضح مؤشر الإنتهاكات خلال الفترة الواقعة بين 3 آيار مايو 2011 و3 آيار مايو 2012 تصاعدا نوعيا ملحوظا، تسانده في ذلك السلطات التي تقوم بمساع مثيرة للقلق للسيطرة على التدفق الحر للمعلومات وممارسة الضغط على الصحفيين الميدانيين لمنعهم من ممارسة عملهم، وذلك بإصدار حزمة من القوانين المشددة التي تحد من الحريات الإعلامية وحرية التعبير، فيما لايزال العمل الصحفي الميداني وحمل الكاميرا أمرا معقدا للغاية.
29-1-2013