Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

السنة والشيعة وعراق اليوم

توفرت للعراقيين خلال الاعوام ( 1908-1911 ) فرصة للتعبيرعن ارائهم ومطاليبهم السياسية من خلال النواب العراقيين في البرلمان العثماني الذي تأسس سنة 1908 ,وفي القرن 19 ارتبط العراق بالسوق العالمية بمجيئ الاستعمار البريطاني مما نتج في ظهور التضامن بين فئات الشعب المختلفة ,بعد ان منح الانكليزشيوخ والباشوات والاغوات منزلة اجتماعية ( Status Factor) مع بقاء المرتبة الدينية مرتبطة بالنسب عبر ( السيد - الشريف - الشيخ الصوفي ) ,وسجل زعماء القبائل أراضي القبيلة باسمائهم ! بينما السادة ورجال الدين بشكل عام حولوا اوقافهم كمصادر للدخل الى حيازات خاصة ,مما خلق طبقة اقتصادية وسياسية التزمت خط سير السياسة البريطانية والبلاط الملكي . ( را / سلام كبة / المجتمع المدني في كردستان / الرئيسية)
الموضوع
--------- اثرت الرياح القادمة من الغرب انتشار الافكار الوطنية / القومية , مع تحريك الجماعات التقليدية نحو تبني والتزام فكرة الدولة / المجتمع في العراق , وهنا احتلت المؤسسة الدينية دور القائد والموجه والمرشد الروحي وزعامة هذه الجماعات ! حيث قامت عدة ثورات بوجه الانكلبز بسبب سياساتها تلك منها ثورة النجف 1918 التي ساهمت فيها " جمعية النهضة الاسلامية " برئاسة محمد علي بحر العلوم ,وتمكنوا من اجهاضها بعد حصار دام اكثر من اربعون يوما ,وتلتها ثورة العشرين المعروفة ,بعد ان لعبت الاحزاب الحديثة في تلك الفترة دورا في هذه الاحداث ( حزب العهد ورابطة الاستقلال ) اللذان لعبا دورا حيويا في تعبئة الرأي العام من اجل الاستقلال ,وبهذا تعاضم دور المعارضة اضافة الى تحقيق التقارب بين الطائفتين الاسلاميتين الرئيسيتين في رمضان / أيار/ 1920 , ( ما اشبه اليوم بالبارحة ! هل يا ترى نرى حزبين او اكثر يحققان التقارب بين الشيعة والسنة ؟ والله الذي يقوم بهذا ويحققه على ارض الواقع سيسطرالتاريخ ذلك باحرف من الماس ) اذن ادركوا قادة المعارضة اهمية وحدة الصف ! وكانت ثورة 1920 التي هزت البلاد ثمرة هذا التعاون ,مما اجبرت الانكليز الى التخلي عن الحكم المباشر لصالح الحكم الغير مباشر ,وهنا طهر حزبان معارضان هما ( النهضة والوطني ) ,وحزب موالي للانكليز ( الحر العراقي ) ,بعد هذا العرض تبين الن المجتمع المدني العراقي كان نشطا وقويا ( مما أدى الى قيام مظاهرات ,واطلاق حركة ثقافية تدعو الى بناء المنظمات المهنية ,وانشاء جمعيات للعمال / الصنائع / السكك / الميكانيك / اتحاد العمال تبعثرت 1932 نتيجة دورها في مقاطعة شركة بغداد للكهرباء , والنقابات تحت راية شيوعية / وجماعة الاهالي / والاحزاب السياسية على الساحة العراقية ( منها قومية - دينية - يسارية - اصلاحية ) .) حيث اهتمت برفع مستوى المعيشة ,, وخلق نظام سياسي واقتصادي صلب ... لذا كان لابد من هجرالماضي والسيرالى الامام !! وفق اسس جديدة باتجاه نهضة أصيلة تنبع من فلسفة اجتماعية وقوة روحية ! وفق منهج التعليم التي تبنته جماعة الاهالي التي انتهت بعد توريطها في انقلاب بكر صدقي , هنا لا بد من ملاحظتان : الاولى هو تشابه في الرؤى مع اختلاف الظروف الذاتية والموضوعية بين الامس واليوم بخصوص ( لا بد من هجر الماضي ,,,والسير الى الامام ) والثانية : هو ان العنف يسسب في سقوط وبالتالي في الانتهاء كما حدث لجماعة الاهالي عندما شاركت في انقلاب بكر صدقي ! ويبقى الفرق هو تطور الفكر الليبرالي وتاثيرات منظمات المجتمع المدني على الحكومات والبلدان وخاصة العربية باتجاه طلب الحرية والعدالة والمساواة والسلم الاهلي .
بعدها نقول مع سلام كبة ان أول برلمان عراقي تأسس في 16 / 7 / 1925 كان من بينهم الشاعر جميل صدقي الزهاوي ,وكانت النقاشات والتقارير عن مجريات البرلمان تنشر في الصحف , فكانت مصدر لانبثاق المجتمع المدني العراقي , وحتى ثورة 14 / تموز/ 1958 تألف 16 مجلسا نيابيا و 53 وزارة ,وحتى قادة ثورة 14 تموز 1958 لم يطوروا الاجهزة والمؤسسات المشوهة التي ورثوها من الحكم الملكي ,نعم كانت هذه القيادة وطنية ونزيهة ولكن هذا لا يكفي لبناء مجتمع مدني متطور تعددي تداولي يواكب الحضارة (حسب تعبيرعبدالكريم قاسم ) , بسبب غياب المنهجية والبرنامج للسلطة ,واستغلال الصراعات الداخلية والمظاهر الطائفية من قبل المعارضة انذاك مع بروز شعارات براقة غير واقعية مما ادى الى الابتعاد التدريجي عن الموضوعية والواقع السياسي , وكانت نتيجة ذلك انه في 28 / 10 / 1965 رفع محمد رضا الشبيبي مذكرة الى الحكومة انتقد تمذهب الدولة وطالب بالحكم الذاتي للاكراد ,وفي 11 / 11 / 1965 اجتمع مع كامل الجادرجي بعد ان اقترح الاخير اصدار ميثاق وطني حول الحريات ( وهنا تسجل هاتين الشخصيتين موقف اخر في تاسيس المجتمع المدني في العراق بعد ان تنضم اليهما عدة شخصيات مؤثرة على الساحة السياسية العراقية انذاك منهم ابراهيم كبة ومحمد سلمان ,,,, وبرز ذلك في مذكرة ابراهيم كبة في 3 / 8 / 1968 اي بعد ايام من حكم البعث تحت عنوان ( نصيحة للحكام الجدد - من اجل حل سلمي لازمة الحكم ) من اجل تاسيس جبهة اتحاد تقدمي تبثق عنها انتخابات عامة , تولد منها حكومة اتحاد تقدمي ,وهكذا ولدت الدولة العراقية من مجموعة مركبة من التنظيمات ذات مفردات ( الشعب , الامة , الانتماء القومي , الشرعية , المساواة ,البرلمان , الاحزاب , القانون , الدستور ) ويتبين من خلال قرائتنا لهذه المفردات ان هناج اختلاف في التوجهات والاتجاهات والايدولوجيات منها القومية والدين والاشتراكية , مما ادى الى التمدن واتساع التربية والتعليم ,,,وانتقل العراق من النظام الثقافي الروحاني الكتابي المقدس الى المعرفة والاعلام الحديث ودخل العراق الى عالم المعلوماتية , ولكن بعد دخول المشاعر الطائفية والولاءات العشائرية وهيمنة عوائل معينة على زمام الامورفي الدولة , تحول الوضع من تحالف تنظيمات الى تنظيم واحد قائد ! اي من جماعات الى جماعة واحدة ,وبهذا اصبحت الدولة في واد ,والمجتمع في وادي آخر,مما اشاع الفوضى في التشكيلات الاجتماعية لتعرضها للقمع والتسييس ,حيث اصبحت جميع التنطيمات النقابية والمهنية ومنظمات المجتمع المدني تابعة وواجهة للدولة بعد ان فقدت حريتها واستقلاليها !
اما بعد انهيارالديكتاتورية فقد بلغت مؤسسات المجتمع المدني 8200 منها 200 جمعية تعني بشؤون المرأة (را / هند آل شنين / رئيسة منظمة رعاية الطفولة / مؤسسات المجتمع المدني ) وعزت هذه الزيادة الى انفتاح العراق على الحياة الديمقراطية وحقوق الانسان والمحافظة على الحريات العامة ,مؤكدة اهمية هذه المنطمات في تطوير الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية .ولكن لقوى الظلام واعداء الحرية والديمقراطية والتعليم والثقافة والتطورلهم راي اخرفي احتواء هذه التحولات بعد انهيار النظام من القتل والذبح والتهجير والقتل على الهوية وكل شيئ ممنوع ! وهتك الاعراض الى تهديد الوجود والغاء الانسان من انسانيته , والسؤال الذي يطرح نفسه هو : بعد انهيار النظام اصبح لدينا ثمانية الاف ومائتان منظمة وجمعية كمؤسسات في المجتمع المدني! ماذا لو تمكنا من الانتصار (طبعا بعد التضحيات ) ونسير قدما فكم يبلغ عدد هذه المنظمات وتاثيرها على تقدم العراق نحو البناء السلمي والديمقراطي على قاعدة الحرية والحق والمساواة
الخلاصة
------- بعد هذا العرض حول الموضوع نقول ما العمل ؟
1- تأسيس خلق توازن مجتمعي على مستوى وعي الذات ( الشخصي والجماعي ) على مستوى الفرد والحزب والمنظمة والاتحاد والمؤسسة
2- تكون نقطة انطلاق التجربة المجمعية من الخاص الى العام لضمان نجاح التجربة العراقية قبل الحديث عن الاممية والقومية او اسلامية ( را/ حسن درويش العادلي / الامة العراقية والمجتمع المدني / مركز توثيق منظمات المجتمع المدني في العراق) )
3- عدم تحويل مشاريع منظمات المجتمع المدني الى واجهات لمشاريع سياسية معينة !مما ادى الى ضعف في التخطيط والعمل والمواصلة في الثقافة والتربية والعلوم
4- تبني فكرة مشروع وطني كامل يرتكز على الاصالة والحداثة والتنمية مع التعددية واخذ بنظر الاعتبار واقع وخصائص ومميزات مجتمعنا العراقي بكل طوائفه
5- اخذ بنظر الاعتبار تجارب الشعوب الايجابية في تطور المجتمع المدني مع ملاحظة خصوصيات العراقيين
6- النقد والنقد الذاتي , ووضع الرجل او المرأة (الانسان ) المناسب في المكان المناسب ,مهما كان دينه ولونه وشكله ( بعيدا عن المحسوبية والمنسوبية ) وبهذا نظمئن بأننا على السكة الصحيحة سائرون .
7- لا ننتظر الحرية والديمقراطية لكي يهبها او يمنحها لنا الاخر ( الحاكم ,الدولة ,,) وانما ننتزعها انتزاعا بالصبروالنضال الصبور ونكران الذات والانتخابات والتظاهرات والاحتجاجات السلمية
8- العمل على تأسيس ثقافة جديدة : ثقافة الحياة لا ثقافة الموت / ثقافة الحوار لا ثقافة الامر (ثقافة الاوامر) ثقافة الشخصانية والجماعية وليست ثقافة الفردية / ثقافة المحبة والحب وليست ثقافة الحقد والكره / ثقافة السماح والتسامح وليس ثقافة الثار بعد اربعين سنة / ثقافة الانفتاح وليس ثقافة الانغلاق / ثقافة قبول الاخر وليس ثقافة الغاء الاخرين / ثقافة البناء والاعمار وليس ثقافة الهدم / ثقافة الانا تصبح النحن وليس ثقافة الانا والانا فقط / ثقافة العلم والمعرفة وليس ثقافة الجهل والتخلف .هذا هو المناخ الملائم لصنع قيم جديدة للمجتمع المدني في العراق على اسس الحق والخير والجمال .فمن هم اللذين يقدرون التصالح والتقارب بين السنة والشيعة ؟ والله ننحني أمامهم وسيسجل التاريخ هذا الموقف بماء الماس وليس الذهب ,كونه ينتشل الوطن والشعب من الضياع والدمار ,وهذه الملامح تجلت بتوحيد الجهود في ثلاث محافظات ( الرمادي وصلاح الدين وديالى ) لايقاف وصد نشاط القاعدة أو ما يسمى بدولة العراق الاسلامية ! بارك الله بجهود كل الخيرين الذين يعملون من أجل العراق ,ونتمنى أن تلتحق كافة المحافظات لتنظيف الدخلاء من أرض الرافدين,وتصالح وسماح وتسامح وقبول بين السنة والشيعة وخلفهم المسيحيين والطوائف الاخرى,هو الخطوة الاولى والاساسية في وضع العراق كل العراق على السكة الصحيحة,نكرر من هو أو من هم الابطال الذين ستذكرهم الاجيال,وتسطرأسمائهم بحروف من دماء الشهداء؟
shabasamir@yahoo.com Opinions