Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

السيد الرئيس جورج بوش ... الرسالة وصلت ....!!

في مثل هذه الايام وقبل خمسة سنوات شنت قواتكم والقوات المتحالفه معها حربا على النظام الدكتاتوري الصدامي في العراق .. وحسمت الحرب بايام معدودة بدحرالدكتاتورية الصدامية وسقوط نظامه ...رغم كل تلك الهالة التي كان يضفيها على نظامه من قوه وجبروت وعظمه ، فبجهودكم سقط الدكتاتوروانتهى نظامه المقية ،، وهذا ما اكده صدام حسين في المحكمة عندما قال للقاضي الذي كان يحاكمه بانه ( لولا الامريكان لما كنت انت ولا ابوك ولا اية قوة تستطيع ان تزيحني عن الحكم ... ) .. فعلا لم يكن بمقدوراحد ازاحته عن الحكم لولا قوتكم انتم .....
ولكن ما الذي حدث بعد السقوط .؟؟ ان تقاطرالى العراق كل مجرمي العالم الاسلامي من ارهابي القاعدة والسلفيين والتكفيرين والجهاديين ، على اساس محاربتكم على ارض العراق ، الا ان العراق اصبح ساحة لتصفية الحسابات القديمة والجديدة بين الاطراف المتصارعة ،الارهاب والملشيات ، وشعبنا يدفع ثمن تلك الصراعات ، فهل كانت تضحياتنا التي تجاوزت مليون شهيد وضحية ضريبة تحررنا من صدام حسين ..؟؟ بالاضافة الى تدميرالبنية التحتية لكل مقومات الاساسية للفرد والمجتمع والدولة ...
صحيح امريكا وخلال خمسة سنوات من حربها في العراق قدمت بحدود اربعة الالاف من جنودها ضحايا قتلوا على يد الارهابين ، وهي خساربطبيعة الحال ...ولكن عند مقارنتها لخسائر11 سبتمبر وخلال ساعات فقط وليس لسنوات فهي اكثر بكثير من هذا العدد ، وكلفتهم ماديا اكثر مما صرفوه بحربهم في العراق ضد الارهاب ، ولكن استطاعت امريكا ان تتجنب جرائم الارهاب في اراضيها ، بعد ان حولت المعركة معه الى الاراضي العراقية ، فكان يجب ان يكون هذا التوجه موضع تقييم من قبل ساستنا ، لانه احدث خللا في توازن القوى المتصارعة في تحقيق مصالحها خلافا لااستراتيجية امريكا في العراق والمنطقة ، لان اسقاط صدام لم يكن لسواد عيون العراقيين بل لاهداف ابعد بكثيرمن ذلك ، وخاصة ان العلاقات بين الدول تقوم على اساس المصالح المتبادله ، وهذا ما نلاحظه حتى في تعاملات الدول الصغيرة كالقطر وبحرين وكويت وغيرهم تتعامل مع الدول الاخرى وفق مصالحها القومية والوطنية ، فما بال ساستنا ان غاب عنهم انهم يتعاملون مع اقوى واعظم دولة في العالم..؟؟
اسقاطها صدام حسين حقق لامريكا الكثير في تنفيذ استراتيجيتها في المنطقة .ولم يكن قرارالحرب خطا استراتيجيا مطلقا كما يعتقد البعض ، بل حقق اهدافه مما ساعد على التوجه في توسيع مهماتها وسيطرتها في دول العالم وخاصة في المناطق الملتهبه ، ولو كانت كما يدعى البعض بانها وقعت في المستنقع العراقي لما كانت لها اذرع طويلة هنا وهناك في العالم ...المعلومات التي يقدمها الاعلام العربي معروفه بعدم مصداقيتها وتشويهها للحقائق وهذا اربك وشوش الفكرالمتلقي العربي ، فعندما يتم تسويق خبران امريكا قدمتم العراق لايران على طبق من فضه ..فهم لا يعوا حقيقة الامر، اذ ان امريكا استطاعت حصرايران بزاوية الاتهام والادانه لتدخلها بالشان العراقي عندما جلست معها للتتفاوض حول الوضع الامني في العراق ..؟ وجرها الى الاقرارالضمني جرائمها الدولية ، في العراق ، ولبنان ، وفلسطين ، وسوريا ، ولتهديدها لاستقرارالخليج والمنطقة ، وزعزعتها للامن والاستقرارالعالمي ، مما دفع دول العالم الى الوقوف الى جانب امريكا ومساندتها بالادانه الدولية لايران.. ( فعلى نفسها جنت براقش .). وما القرارات الامميه الصادرة من مجلس الامن الا مقدمه لاتخاذ الاجراءات القانونية بحقها ، فايران على حافة الهاوية لانها سائربنفس طريق صدام حسين الى النهاية ... وهذه هي استراتيجية امريكا وسياستها التي بها استطاعت ان تكون القوى الوحيد في العالم ... علينا ان نقرا الواقع بموضوعية .......
كما ان اتهام امريكا بانها جاءت بالاسلام السياسي الشيعي ليحكم العراق .....الواقع يقرأ بان ضروريا كان ان نجد تجربة الاسلاميين في السلطة ..؟ ، فاثبتوا فشلهم وتعرية افكارهم امام الجماهير ، وهذا لكي لايراهن احد عليهم مستقبلا ،لان الكل وصل الى القناعة بان ما اصاب العراق كان بسبب سياستهم الغير المسؤوله ، صحيح استطاعوا تشكيل حكومة ، وفق الاستحقاقات الانتخابية التي يدعون تملكها ..الا انهم لم يستطيعوا بناء دولة وهذا هو الفرق ، الكل يتحدث عن تلك الانتخابات وما رافقتها ،الا انها تبقى خطوة متقدمه في الفكر والتوجه والسلوك المواطن العراقي على طريق البناء الديمقراطي ، وعلى الجماهيرالتعامل وفق هذا السياق الديمقراطي لانهاء دورالسلطة لفشها في ادارة دفت الحكم والسلطة .........
اما الحديث عن امريكا بانها اسقطت صدام للسيطرة على النفط والطاقة في العراق والمنطقة...وكأن صدام حسين كان امينا على هذه الطاقة لمصلحة شعبه وبلده .. ومع ذلك لا احد ينكر بان العالم اجمع بحاجة الى الطاقة وخاصة النفط ، فتكون هناك حاجة لتامين مصادر الطاقة في مناطق تواجدها لاستمرارية التقدم والتطور في الانتاج والصناعة والتكنولوجية في العالم.. وهذا لايعني بان سعى امريكا وهدفها من اسقاط صدام حسين كان للسيطره على نفط العراق ومنابع النفط والطاقة في المنطقة .. لان امريكا واثقة بان زمن الاستعمار الاقتصادي قد انتهى .. وان اقتصاديات الدول تبنى على اسس العلاقات التجارية الدولية،. ومنها سياسة اقتصاديات النفطية التي تقوم على العرض والطلب....
ومن ناحية اخرى الدولة التي تكون ميزانيتها لسنة 2009 فقط اكثرمن( اربعة ترليون ) دولار ،فهذه الميزانية ومثلها لاكثر من سنه تكفي لشراء كل نفوط العالم العربي ، وخسائرها المادية في حربها في العراق يتجاوز قيمة كل احتياطي النفط العراقي .. والواقع في السنوات الماضية لم يستطيع احد القول بان امريكا تسرق نقط العراق .. بل الكل يعلم بان امريكا تحمي نفط العراق من السرقة التي يتعرض لها من قبل قادة المليشيات والحكومة والاحزاب السياسية والدينية ، واحداث البصرة الاخيرة خير دليل على ذلك ...ومن ناحية اخرى ان كانت تريد سرقة اموال العراق لما سعت وضغطت على الدول الدائنة للعراق لااسقطاع ديونها او خفضها ، وهذا ما لم تقوم به او تصنعه اي من الدول العربية الشقيقة ولا الدول الاسلامية الرفيقة .....
وهذه الجهود بطبيعة الحال تتناقض مع القول بان امريكا تسعى الى تقسيم العراق وتجزئته ، فان كانت تريد ذلك ، من كان يمنعها بعد الفوضى العارمة التي عمت العراق بعد السقوط وانهيارالدولة العراقية .. فكان من السهولة ان تسمح للاكراد بمجرد غض الطرف عنهم ليضموا مدينة كركوك الى الاقليم وليعلنوا الانفصال بعدها ،ولا احد كان يستطيع منعهم ..؟؟ لعدم وجود اية قوة على الساحة غير القوة الامريكية ... ؟
اما بعد قيام احزاب وحكومة وبرلمان ومؤسسات دولة ومنظمات مجتمع مدني وغيرها يمكن تحقيق ذلك فهذا مستبعد ،، بدليل ان الائتلاف الشيعي والتحالف الكردي تحالفوا ليشكلوا الاكثرية في البرلمان لتمريرمطالبهم وتحقيق اهدافهم بوقوف كل طرف الى جانب الاخر .. منها ضم كركوك الى الاقليم بضمان تصويت الاكثرية على تطبيق المادة 140 من الدستور ، مقابل تصويت الاكثرية القانونية على قيام فدرالية الجنوب ، الا انهم لم يستطيعوا ان يحققوا اي من ذلك ... لماذا اليسوا هم الاكثرية البرلمانية والاكثرية في الحكومة ..؟؟ ببساطه لم يستطيعوا لسبب لان هذه هي خطوط حمراء في استراتيجية امريكا لا يجوز تجاوزها ...وسعي امريكا بعد فشل التحالف الحكومي والبرلمان من تحقيق المصالحة الوطنية فتحملت مسؤولية قيام الصحوات الجماهيرية في المنطقة الغربية وفي عموم العراق .. فهذه خطوة متقدمة نحتاجها في تحقيق توازن الاستحقاقات للقوى الفاعلة على ارض الواقع ، لانهاء صراع المصالح وقيام دولة وطنية بعيده عن الطائفية والمحاصصة كما هي الان ..
اذا فحوه الرسالة المراد توصيلها كانت..؟؟
1- وضع صدام حسين ونهائته ، ومال اليه امر الشعب العراقي ..
2- الارهاب والفكر الاسلامي المتطرف ..
3- العولمـــــــــة ...
4- الشرق الاوسط الجديد ....
5- امريكا القطب الاوحد ......
عكست على الواقع ما جرى ويجري في افغانستان والعراق من حرب فعليه في محاربة الارهاب والقاعدة والتطرف الاسلامي ،والقوى التي تهدد امن ومصالح امريكا ،، وهي نتيجة حتمية لما يؤول اليه الامرفي اي مكان اخر يهدد مصالحها... والرسالة اكدت على وضع صدام حسين وما وصل اليه من مهانه وذل وبعدها دفع راسه ثمنا لعناده وعدم استجابته ... فان كان الذي كانت تخشاه قادة العرب والاسلام ويهابونه هذا مصيره ..؟؟ فكيف سيكون مصير غيره ؟؟؟..
لذا مانجده في السعودية واليمن ومصروباكستان والجزائر والمغرب وغيرهم ..في محاربتهم للارهاب والاسلاميين المتطرفين في بلدانهم ، هو استجابه لقوة امريكا ووجودها في العراق ومايجرى فيه ،والا هل كانت هذه الدول تستجيب لدعوى محاربة الارهاب والتطرف الاسلامي والتيار السلفي والتكفيري ..؟؟ وهل كانت تعمل لرفع الكثير من الايات والاحاديث التي تسوق لثقافة الكره والحقد وتكفيرالاخرين لاختلاف الدين والمذهب وخاصة بحق اولاد القرده والخنازير ( اليهود والمسيحيين ) ...؟؟ فرفعها من المناهج الدراسية ، خطوة مهمه في محاربة الارهاب التربوي الطفولي في المدارس ، والديني الخطابي في المساجد والجوامع ؟؟ لم يكن يفعلوها لولا وجود امريكا في العراق ،التي تعلم علم اليقين بان المخفي في الدول العربية والاسلامية عموما هواكثر مما كان في العراق ، فهو كالنار تحت الهشيم فمجرد ازاحة القليل عنه فسيكون مصيرهم اكثر بكثيرلما جرى في العراق ..من هنا يمكن القول ان امريكا نجحت وحققة الكثيرعندما استطاعت تسويق الارهاب كفكر اجرامي يهدد الحضارة البشرية جمعاء.. وجعلت الكل يساهم في استئصاله ومحاربته اينما كان ووجد .....
فمسعاها في اقامة شرق اوسط جديد يتسع لكل الشعوب المنطقة ليعيشوا بامن وسلام ،يحقق للاستراتيجية الامريكية تسويق ايدولوجية العولمة ، لقيام حكومات ديمقراطية في المنطقة، وهذا يخدم مصالحها اكثربكثيرمن النفط ومشتقاته ...لان تحقق الامن والاسقراريساهم في البناء الحضاري والانساني .. وبخلافه يشكل خللا في توازن المصالح بين الدول وخطرا على الحضارة الانسانية التي كلفت البشرية مئات السنين في بناءها....من هنا تجد امريكا نفسها ملزمة ومسؤولة امام العالم لتوفر له الامن والاستقرار، ومن خلال منظومة التبادل المعرفي في بناء وتعزيز الحضاري..
ووفق هذا المبدأ وتلك الاستراتيجية فان رسالة امريكا قد وصلت فعلا واخذت مداها....بهذا الاتجاه ....
ولكن من دفع ثمنها هم العراقيين لما قدموه من التضحيات والمعانات ،وهكذا تتم قراءة الواقع وتفسيره ، فالمطلوب من امريكا بصفتها قوة فاعلة على ارض الواقع ... القيام بتغيرهذا الواقع في بناء مستقبل العراق .. وهذا البناء لايتم الا بالاعتماد على قوى علمانية ووطنية ودمقراطية.. فالعراق ومستقبله هو المعياروالمقياس الذي سيقيم الجهد الامريكي لاستثماره بايجابية بين الشعوب والامم الاخرى مستقبلا ........
يعكوب ابونـــا ...........................


Opinions