Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

السيد حبيب تومي والكوتا قبل الانتخابات وبعدها

يعتبر السيد حبيب تومي من الكتاب النشيطين في الاتجاه الذي يقسمنا الى قوميات مختلفة كلدانية وسريانية واشورية وله عشرات الكتابات بهذا الموضوع وهنا لست بصدد مناقشة كل ما يكتب فلي معه اكثر من تجربة غير مشجعة للنقاش احداها عندما كتب على السيد يونادم كنا الاعتذار للكلدان لانه قال أثناء زيارته للبطريرك مار عمانوئيل دلي تعبير (الطائفة الكلدانية) وكأنه مخترع هذا التعبير ولم يسبقه به أحد، فكتبت موضحا أن التعبير مستخدم من قبل الكل ودونت عشرات الشخصيات المختلفة كغبطة البطريرك نفسه وقداسة البابا والمسؤولين السياسيين ومختلف الشخصيات قولهم (الطائفة الكلدانية)، الى هنا والامر واضح ألا أنه رد قائلا ما معناه: وما علاقة هذا بما كتبته! وهل هناك أوضح من هذه العلاقة؟ وفي المرة الاخرى كتبت أن الذين لهم حق تمثيلنا هم الذين ينتخبهم شعبنا وحسب علمي أنهم يعتبرون الممثلين الشرعيين، وهنا أيضا رد متهما أياي بأنني أمنعه من الدفاع عن شعبنا وأنني على يقين تام بأن تغيير ما قلته من كلمة (التمثيل) الى (الدفاع) لم يكن سهوا. وهنا أوضح مرة أخرى أن الدفاع عن أي شعب هو من حق أي أنسان أما تمثيل أي شعب والتحدث باسمه فهو من صلاحية المنتخبين من قبل ذلك الشعب باستثناء الانظمة الدكتاتورية التي ترفض الانتخابات، أما في الانظمة الديمقراطية فنتائج الانتخابات هي وحدها التي تحدد من له حق التمثيل.
بعد هذه المقدمة لندخل في صلب موضوعنا فكما نعلم أنه قبل أجراء الانتخابات الاخيرة تم تخصيص كوتا بخمسة مقاعد لشعبنا بالاسم المسيحي وكلنا افرادا ومنظمات نعلم أن سبب ذلك هو عدم أتفاقنا على تسمية قومية واحدة ولم يكن في الافق اسما للكوتا نتفق عليه (لأن المسؤولين أحتاروا بنا) ولم تكن في أي حال من الاحوال كوتا دينية وأنما قومية والكل عرف هذه الحقيقة لذلك تقدمت خمس قوائم تمثل عددا اكبر من التنظيمات القومية لخوض الانتخابات، نعم كلها قومية ببرامج قومية ولم تتقدم أية قائمة أو تنظيم أو مؤسسة دينية، وعلى هذا الاساس تمت الدعاية الانتخابية بطرق واساليب وأماكن مختلفة ومنها الانترنيت وأحد الناشطين في هذا المجال كان السيد حبيب تومي فكتب عدة مواضيع داعيا لانتخاب القائمتين القوميتين الكلدانيتين ولأثبات ذلك أخترت بعض أقواله من موضوعين كتبهما ويظهر بوضوح نظرته على الكوتا أذا كانت دينية أم قومية وأترك الحكم للقراء:

قبل الانتخابات
في 18/12/2009 كتب تحت عنوان (لكن خوض الانتخابات بقائمتين كلدانيتين هو الخيار الاصعب) فقال:
نحن نتطلع باخلاص الى نجاح أي قائمة كلدانية ولا يهم من يفوز في هذه القائمة أو تلك فالمسألة بالنسبة لنا هي مسألة أثبات وجود قومي كلداني.
لكن بالنسبة للعمل القومي الكلداني فأن كلا الفريقين (في القائمتين) يسعيان لرفع المكانة السامية للقومية الكلدانية.
وبعدها كتب تحت عنوان ( الاتحاد العالمي للادباء والكتاب الكلدان يقف مع القائمتين الكلدانيتين) قال:
لذلك فنحن الكلدانيين نتوخى الامل في الشخصيات الكلدانية المرشحة فهؤلاء هم أملنا والمدافعين الحقيقيين عن شعبنا الكلداني.
اليوم على شعبنا الكلداني أن يثبت هويته ويثبت وجوده.
نناشد شعبنا الكلداني أن يقف مع النخبة المثقفة المؤمنة بحقوق شعبنا الكلداني.
كما نناشد الاخوة في الجنوب الذين يعتزون بهويتهم العراقية الاصيلة أن كانت كلدانية أو سومرية أو اشورية أن يقفوا مع الشعب الكلداني الاصيل.
والسؤال هنا للقارئ الكريم أن يجيب بحيادية تامة هل أفتهم من هذه الاقوال أنها كوتا دينية أم قومية؟ هل الحقوق القومية الكلدانية هي حقوق قومية أم دينية؟ وهل ما يعنيه بالهوية الكلدانية الهوية الدينية؟ وهل يقصد باثبات الوجود القومي الكلداني الوجود الديني؟ وهل باسم الكوتا الدينية ناشد الاخوة في الجنوب للوقوف مع الشعب الكلداني الاصيل؟
ورغم كل هذا فأنه كغيره من بعض الاطراف العراقية التي أستخدمت أسلوب العزف على وتر شبح الخطر القادم ليبلعهم وذلك لتخويف الجماهير وبعدها كسب اصواتهم فلقد كتب في الموضوع الاول: فالكلدانيون اليوم يتعرضون الى حملة شرسة تقودها الاحزاب الاشورية لدفن كل ما يتعلق بالشعب الكلداني وقوميته الكلدانية.وفي الموضوع الثاني كتب: تعمل الاحزاب الاشورية المستحيل لدفن كل ما أسمه كلداني. نعم استخدم هذه الاقوال كجزء من الدعاية للقائمتين الكلدانيتين. وبما يخص موضوعنا هل هناك أي شك في أن نظرته الى المنافسة الانتخابية كانت منافسة أو صراع بنظره بين قوميتين مختلفتين.
الى هنا والامر طبيعي كونها الانتخابات ولكل شخص الحق في دعم من يراه بكل حرية وللسيد حبيب تومي كما لغيره الحق في تأييد من يشاء فهذا حق مقدس. ألا أن موضوعي هنا هو عن التغيير الكلي لنظرته الى هذه الكوتا بعد الانتخابات وحال ظهور نتائجها ففي فترة ما بعد الانتخابات كتب عن الكوتا نفسها في موضوعين أقتطف منهما:

بعد الانتخابات
كتب في 18/3/2010 تحت عنوان (ألف مبروك لزوعا والمجلس الشعبي فكونوا أمناء لمطالب المسيحيين) حيث قال:
أن الفائزين بكوتا المخصصة للمسيحيين لا يمثلون أي قومية وليس تمثيلهم قوميا أبدا فهم يمثلون المكون المسيحي وليس ككلدان أو اشوريين أو سريان.
الكوتا هي للمسيحيين وليست كوتا لقومية معينة.
مكنت الحزبين من حصاد معظم الاصوات ليقاسما الكوتا المسيحية المخصصة لكل المسيحيين على الصيغة الدينية وليس على الصيغة القومية.
وفي موضوعه مؤخرا بعنوان (مغالطات ليست بريئة ترجمة الكوتا المسيحية على أنها قومية) يقول:
فالكوتا هي كوتا مسيحية وليست غير ذلك وبالعربي الفصيح أنها ليست قومية أي ليست كلدانية أو سريانية أو اشورية أو أرمنية.
وأنا أقول أن الكوتا المسيحية هي كوتا دينية.
لو قدر للكوتا أن تكون قومية لخصصت ثلاثة مقاعد للكلدان يتنافسون عليها في الاحزاب الكلدانية فقط ومقعد واحد للسريان ويتنافسون بينهم عليه ومقعد واحد للاشوريين وهذه أسمها العدالة وأسمها الكوتا القومية.
أي (مفصلة حسب الذوق) ماذا عن الذي يحمل ثلاثة أسماء كالمجلس الشعبي هل له حق المشاركة في ثلاثتهم أم يسقط حقه من الكل، وماذا عن حزب بيت نهرين الذي لا يحمل أي من الاسماء ماذا يكون مصيره، وماذا عن تنظيم كلداني يؤمن بأننا قومية واحدة؟ والمسكين الذي أباه من تخوما وأمه من تلكيف وزوجته من بغديدا فأي كوتا تقبله هو وأولاده. أن هذا الطرح يذكرني بالطالب الذي كان يرسب دائما بكل الدروس وعند توزيع نتائج درس الرياضيات كان قد حصل على 11 فقط، سأله المدير عن سبب تلك الدرجة الواطئة، رد الطالب: بسبب الاسئلة لا أعلم من أين جاء بها المدرس، فالتفت المدير الى المدرس وقال له: أستاذ دعه يضع الاسئلة كما يريد في الامتحان القادم ربما يرفع درجته الى 15. هذا ومن ناحية أخرى فبقوله هذا أجاب بصورة واضحة على أدعائه بأن الواوات التي يصر عليها بين تسمياتنا هي جامعة فأما هكذا جمع وألا فلا، وهل ينطبق هذا القول على مثاله المفضل (بسم الاب والابن والاروح القدس).
كما لاحظنا في أقواله بعد الانتخابات أنه لا يكتفي بالقول أن الكوتا مسيحية وأنما يؤكد أنها ليست قومية. ورغم ذلك لو كانت المسألة دينية مسيحية كما يدعي بعد الانتخابات فكيف تثبت القائمتين الكلدانيتين الوجود القومي الكلداني وترفع المكانة السامية للقومية الكلدانية وتدافع عن حقوق الكلدان وتثبت هويتهم ووجودهم ... دون باقي المسيحيين، ولو كانت مسيحية وكلنا نعلم أن المسيحيين في العراق موزعين على مذاهب عديدة فهل تمثلهم هاتان القائمتان في مرشحيها أو برنامجها؟ فالواضح للكل أنه كان يتحدث عن القومية.
أنه بطرحه الجديد هذا يناقض نفسه ورأيه بوجود قومية كلدانية وأخرى اشورية وثالثة سريانية تختلف أحداهما عن الاخرى فعندما يدعي بوجود خطر اشوري على الكلدان ضمن منافسة على كوتا دينية غير قومية ولما كان كلاهما على ديانة واحدة، الا يعني هذا أن الخطر المزعوم هو خطر مذهب ديني على مذهب ديني اخر. وأذا يقول أن أسم الكوتا كان دينيا، فأقول ألم يعرف بذلك ألا بعد الانتخابات؟
أن الموضوع واضح وضوح الشمس وليس بحاجة الى شرح وتحليل فالكوتا هي نفسها لم تتغير منذ اليوم الذي أقرت فيه والى اليوم فكيف كانت قومية وتحولت بيوم اعلان نتائج الانتخابات الى دينية؟ وكيف تكون قومية للطرف الخاسر ودينية للفائزين أو قومية للقائمتين الكلدانيتين ودينية للقوائم التي يسميها الحزب الاشوري أليس هذا الكيل بمكيالين؟ أن موقفه هذا يذكرني برد أبن عمي عمانوئيل شكوانا على كتاباته التي تقسمنا الى ثلاث قوميات وهو الذي كان قد قام بتنقيح كتابه قبل سنة من كتابة الرد وأشار في كتابه الى اننا قومية واحدة حيث خاطبه قائلا بما معناه: (قبل سنة عندما نقحت كتابك كنا قومية واحدة والان تقول أننا ثلاث قوميات فماذا حصل هل فَرَخَت)، وانا هنا أسأل: كانت الكوتا بمنظورك قبل الانتخابات قومية وأصبحت بعد الانتخابات وبمنظورك أيضا دينية فماذا حصل لها يوم أعلان نتائج الانتخابات هل تم صبغها بلون اخر؟
سؤال مباشر للسيد حبيب تومي أتمنى أن يجيبه: لو فازت القائمتان الكلدانيتان بجميع مقاعد الكوتا أو بعضا منها هل كنت ستقول ما قلته وبالعربي الفصيح أيضا أن الكوتا دينية وليست قومية؟ أعتقد أن كل القراء يعرفون الجواب.
قبل الختام لا بد من الاشارة الى أغرب ما كتب فبعد كل مجريات قبل الانتخابات من أقرار الكوتا وتشكيل القوائم والدعاية الانتخابية لها باشكالها المختلفة ولكن بعد أعلان النتائج التي لم تكن كما تمنى يحاول الغاء نتائجها وتفريغها من محتواها وصلاحياتها عندما يقول: أن من يمثل شعبنا الكلداني هي أحزابه وكنيسته ومنظماته ومفكريه وليس الحزب الاشوري أو الكلدانيين الذين يعيشون على فتات موائده. لم يذكر هنا أين يكون هذا التمثيل للاحزاب والمنظمات والمفكرين هل يكون في البرلمان أم على صفحات الانترنيت، فالتمثيل تحت قبة البرلمان له شروطه ويتطلب الفوز رسميا بالانتخابات وأذا كان في الانترنيت فهي مفتوحة أمام الكل، وأذا يحق له أن يقرر من يمثل شعبنا الكلداني فأذا لماذا الانتخابات؟ اننا لم نسمع بمؤسسة ثقافية أو فنية أو أجتماعية كردية أو تركمانية مثلا تقفز على نتائج الانتخابات وتدعي تمثيلها للشعب الكردي أو التركماني، فهل من الانصاف أن نأخذ بما يقرره ونلغي أصوات عشرات الالاف من شعبنا الذين أختاروا من يمثلهم شرعيا. وهنا لم نعد نعرف هل أشترك شعبنا في الانتخابات كان لهدف قومي كما قال قبل الانتخابات أم لهدف ديني لا قومي كما قال بعد الانتخابات أم كانت مشاركته شكلية للتسلية والترفيه لأن له من يمثله مدى العمر وليس بحاجة الى أنتخابات كما يقول الان، أنني على يقين أنه لو كان التمثيل الديمقراطي بهذه السهولة لما تحمل أحد عناء خوض الانتخابات ومتطلباتها وانما يكتفي بتشكيل تنظيم ويقرر حسب المزاج.أنه بهذا الخلط العجيب وزجه أسم الكنيسة في مسألة سياسية نقف في أكثر من حيرة أولا كيف يحق لفئة صغيرة عدديا أن تزج مؤسستها الدينية بالسياسة في الوقت التي تطلب من الفئات الكبيرة عدديا فصل مؤسساتها الدينية عن السياسة، وثانيا أي منطق هذا الذي يقول أن حركة قومية ومجلس قومي يمثلان الديانة والكنيسة تمثل القومية، وأخيرا بعد كل هذا الخلط فعلى من ينطبق المثل: عليَ وعلى أعدائي.

Opinions