Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

السيد سيزار ميخا ليس في إنتقاد السلطة الكنسية حرج

Zaidmisho@gmail.com

قبل الشروع في كتابة هذا المقال أعلن كإبن للكنيسة الكلدانية ، بأني أحب كنيستي وأخلص لها أكثر من أكثر مؤمن يحبها ويخلص لها أو مساوياً له .
قرأنا مؤخراً مقالتين متتابعتين للسيد سيزار ميخا ، وكانت الأولى تحت عنوان " صليب الكنيسة الكلدانية الثقيل " والثانية نشر جواب البطريرك الكاردينال دلي لمنتقدي الكنيسة الكلدانية في مقالات الانترنيت !!، والمقالين يصبان في جدول واحد وهو عدم وجوب نقد السلطة الكنسية الكلدانية عبر الأنترنيت .

وقد أتفق مع الصديق سيزار في بعض مما أشار له خصوصاً فيما يخص والظرف الحالي العصيب الذي يواجه كنيستنا ، والذي يدرك الجميع قساوته على شعبنا وكنيستنا ، لذا وجب على المؤمنين مؤازرتها في كل شيء وليس بالصلاة فقط ، لكن ، ومهما كانت صعبة هي الظروف ، فهذا ليس مبرراً لوجود خلافات ونزاعات في صفوف الكهنة والأساقفة . ففي هذا الوقت ، نحن بأمس الحاجة لمواجهة الخطر الخارجي لا أن نزيد على الطين بلة بإنقسامات والخلافات . وإن كانت تلك الصعوبات في العراق ، فماذا عن كنائس المهجر وهي مليئة ، لابل طافت من الشكاوى ، هل هم أيضاً يتعرضون للخطف والقتل والتهجير ؟

فإن كان هنالك ممارسات خاطئة يقترفها كاهن إحدى الرعايا في أرض من أراضي المهجر الواسعة ، ولايقبل من إصلاح ذلك بالرغم من وجود البعض الذي يأشر على الخطأ ، فهل على المؤمنين أن يخرسوا ويقفوا متفرجين بينما السوس يأكل في هيكل الكنيسة ( هيكل الكنيسة وليس أساسها المتين الذي لايتزعزع ) .

في إحدى لقاءات حل النزاع ، قال أحد الأساقفة للمشتكين ، " أنتم قلتم ما عندكم وأرحتم ضميركم ، والباقي ليس من شأنكم ، ومن لايعجبه فليذهب إلى مكان أخر " .

هذا كلام أسقف صفّق له البعض اللاواعي من الحضور لأبعاد تصريح مثل هذا ، فهل تقبل به السلطة الكنسية ؟ وإن وجد البعض صعوبة في فهم مغزى ذلك فسأقربه بلهجتنا العراقية " إللي معاجبة خللي يوَللي " وليس ذلك فحسب بل يوجد الكثير من المصطلحات العراقية الأخرى قادرة على أن تفسّر كلام الإسقف ، إلا إنه ولمكانته إكتفيت بتفسير واحد خفيف السمع .

في كندا وأميركا ، وبما يخص النظام المالي ورواتب الكهنة ، يوجد نظام كنسي لم يأتي وليد لحظة ، والكنائس الشرقية في أرضها تتبع تلك القوانين . وفي أحد كنائسنا الكلدانية كان هناك خلاف مع الكاهن حول الأمور المادية ، فذهب لمقابلة الأسقف اللاتيني التابع له إدارياً بصحبة شماس يجيد الإنكليزية ورئيس مجلس الكنيسة حينذاك ، وبعد ذلك بأيام إجتمع الكاهن مع أعضاء المجلس وكان الحديث للشماس الذي كان قد قام بعملية الترجمة بين الأسقف والكاهن في ذلك اللقاء ، وقال لهم " لقد قال سيادة المطران اللاتيني بأن كاهن الرعية يستحق أعلى راتب يتقاضاه الكاهن في تلك الدولة بسبب خدمته الطويلة ، وبما إن الكنيسة هي شرقية فيحق للكاهن أيضاً إستيفاء مبالغ أيضاً من زواج أبناء الرعية والتعازي والمعموذيات وحسنات القداس وغيرها إسوةً بالكنيسة الكلدانية في العراق .

بعد فترة ولشدة الخلافات ذهب البعض لمواجهة الأسقف اللاتيني والذي أنكر كل ذلك وأكتفى بالقول بأن كاهن الرعية يستحق الراتب فقط ولا شيء آخر غير ذلك . وعند مواجهة الشماس بما قاله سابقاً ، أجاب أعتقد بأن اللغة قد خانتني ولم أفهم كل شيء !! .

إنما لو إستسلمنا للقول بأن للنقد مردوده السلبي ، أو كما قال إحد الكهنة في عظة الأحد بأن كل نقد هو هدم ، فماذا سيكون عندئذٍ السكوت ، هل هو إيمان وإخلاص للكنيسة ، أم زيادة الطين وحل ؟

يقول غبطة أبينا البطريرك في جوابه " فليسأل الكاتب نفسه هل سـَيبني ويـَسهم في بناء الكنيسة في مثل هذهِ الكتابات ؟؟ " . وها أنا أسأل نفسي السؤال نفسه علماً إنني لم أنتقد الكنيسة يوماً بل الممارسات التي أراها غير صائبة لبعض الكهنة ، وأعتقد بأن فكرة النقد كنت ومازلت مجبراً عليها وكذلك غيري من الكتاب بعد أن طُرقت أبواب المراجع إلا إن كل الطلبات أهملت ، وبقي الحال على ماهو عليه ، لابل أصبح أكثر سلباً . وكان جواب نفسي للسؤال " غيرة بيتك أكلتني " .

فيا صديقي العزيز سيزار ، في جعبتي الكثير ، ولا يوجد شيء يخفى على السلطة الكنسية ، وهي على علم في كل شيء ، فهل حدث تغيير يبشّر بإصلاح ؟ .

غالبية كنائس الكلدان في أميركا وكندا مكتضة بالمؤمنين أيام الأحاد وفي المناسبات الكبيرة ، ويعتقد البعض بأن هذه الكنائس فعالة فعلاً ، لكن الحقيقة التي يدركها كهنة الرعايا تحديداً ، وهي إن أضعاف عدد الحضور لايحضرون وغيرهم أكثر يذهبون إلى كنائس أخرى ولأسباب يتعلق بعضها بالكهنة أنفسهم . وأيضاً لدى السلطة الكنسية علماً بالموضوع ، فما نصيحتك الآن للكتاب والمواقع التي تهتم بالشأن المسيحي ؟

أنّا نناشد السلطة الكنسية الكلدانية ومن هذا المنبر الحر الذي سيقبل نشر هذا المقال ، أن ترى بعين ثاقبة وعن كثب ، مايجري في كنائس المهجر ، وأن تحث الكهنة على أن يكون الهدف الأول والأخير في حياتهم هو المسيح والمسيح فقط . فالحالة إن لم تكن مزرية الآن فستكون وفي القريب العاجل ، وأبخس مكافئة يقدمها المؤمنين لربهم الذي مات من أجلهم على الصليب ، هو السكوت عن الخطأ الذي يحدث في كنيستهم ، ومن يدّعي بأن الصلاة فقط قادرة على عمل المعجزات ، فلا ينسى بأن الروح القدس يعمل من خلال المؤمنين بحريتهم وبإرادتهم إن كان بالقول أو بالعمل ، لذا لا نمنع عمل الروح من خلالنا .

في رسالة يعقوب الفصل الثاني ولا أعرف إن وفّقت بإختيار النص أم لا " ان كان اخ واخت عريانين ومعتازين للقوت اليومي ، فقال لهما احدكم امضيا بسلام استدفيا واشبعا ولكن لم تعطوهما حاجات الجسد فما المنفعة . هكذا الايمان ايضا ان لم يكن له اعمال ميت في ذاته " .

فإن إكتفينا بالصلاة أو السكوت فما نفعنا ؟
Opinions