السيد عمار الحكيم : الشراكة الحقيقية هي المدخل الصحيح والحصري لتحقيق الاستقرار لجميع الإطراف السياسية
06/05/2010ِشبكة أخبار نركال/NNN/
بغداد -المركز الخبري(المجلس الاعلى)/
اكد سماحة السيد عمار الحكيم رئيس المجلس الاعلى الاسلامي العراقي على ان تحالف الائتلافين الوطني ودولة القانون خطوة مهمة في طريق تحقيق الشراكة الوطنية بين جميع العراقيين والقوى الفائزة في الانتخابات ، كما انها خطوة اساسية لكسر الجمود السياسي الذي مرت به العملية السياسية في الايام والاسابيع الماضية ، مشددا على ان مثل هذه التحالفات لايمكن ان تكون لها خلفيات طائفية ولايمكن ان تكون لاستبعاد اي طرف من الاطراف الاخرى وانما هي خطوة في طريق سلسلة من الخطوات التي ستحقق حكومة الشراكة الوطنية .
جاء ذلك خلال المحاضرة التي القاها سماحته في الملتقي الثقافي الاسبوعي الذي عقد عصر الاربعاء 5/5/2010 في المكتب الخاص ببغداد ، بحضور جمع غفير من الشخصيات الثقافية والسياسية والعشائرية التي توافدت من مناطق العاصمة بغداد .
حيث استهل سماحته بعد الترحيب بالحضور أستكمال سلسلة الابحاث حول النظرية الاسلامية في القيادة والادارة ، مشيراً الى ان اهم نظرية ركزت على هذا الموضوع هو عهد امير المؤمنين ( ع ) الى عامله مالك الاشتر حينما ولاه مصر ، والذي ركز على الاصول والمبادء والسياسيات والسلوك والاخلاق المطلوبة التي نجدها مجتمعة في هذا العهد ، مؤكدا على ان هناك فرق وتمييز بين السياسة بمعناها الانتهازي وطرقها غير المشروعة للوصول الى السلطة وبين الطرق الاخرى التي تقود الى تحقيق طموحات الناس على اساس القيم والمبادىء والسياسيات التي تركز على العدالة الاجتماعية والحفاض على حقوق الناس ، قائلاً ان القيادة بهذا المعنى لسيت حكرا على احد وانما تشمل كل ابناء المجتمع وتحمل المسؤولية ، اذاً فالمفهوم القيادي في الفهم الاسلامي لا يتحقق بشخص واحد او في دوائر ضيقة او غرف مظلمة ، وانما يشمل الامة بكل مفاهيمه وابعاده .
ثم تطرق سماحته الى الاحداث السياسية المهمة التي تمر بها الساحة العراقية .
وفي ما يأتي نص كلمة سماحته بهذا الخصوص :.
تعودنا ان نقف عند بعض الاحداث المهمة التي تمر بنا والحدث المهم الذي افرح المؤمنين من ابناء هذا الوطن هو الاعلان عن تحالف الائتلافين الائتلاف الوطني وائتلاف دولة القانون ، جاء هذا الاعلان بعد جهود حثيثة ، ومشاورات مستفيضة واجتماعات مطولة ولقاءات متواصلة لتوحيد الرؤية ولتوفير المناخات المناسبة للأعلان عن هذا التحالف بين الائتلافين اذن هو ليس اندماج كما يسعى البعض لتسميته في بعض وسائل الاعلام التي تسعى الى ذلك ، الاندماج يعني ان يتحول الائتلافين الى ائتلاف واحد او كتله واحدة ومع تعدد الرؤى والقرارات من الصعب ان يتحول الائتلافين الى ائتلاف واحد ، كنا نسعى ان نكون ائتلافا واحدا وبذل عزيز العراق الجهود الكبيرة من اجل ان يكون الائتلاف ائتلافا واحدا وواصلنا الجهد الى اخر يوم من ايام التسجيل لدى المفوضية قبل الانتخابات لأجل ان يكون ائتلافا واحدا ولكن لم نفلح مع الاسف الشديد لأعتبارات معروفة لحضراتكم ، اذا لنسعى في ان نبحث عن الجسور التي توحد بين الأئتلافين مع الحفاظ على خصوصية كل ائتلاف ، نحن اليوم نتحدث عن التحالف وليس عن الاندماج ، وهذا التحالف هو خطوة مهمة في طريق تحقيق الشراكة الوطنية بين جميع العراقيين والقوى الفائزة في الانتخابات ، وهي خطوة اساسية لكسر الجمود السياسي الذي مرت به العملية السياسية في الايام والاسابيع الماضية ، وهو خطوة في سلسلة خطوات ستحقق لنا الشراكة الوطنية وحكومة الشراكة الوطنية بان الله تعالى ان مثل هذه التحالفات بين القوى الفائزة لا يمكن ان تكون لها خلفيات طائفية ، ولا يمكن ان تكون لأستبعاد اي طرف من الاطراف الاخرى ، وانما هي خطوة في طريق سلسلة من الخطوات التي ستحقق حكومة الشراكة الوطنية ، كيف يمكن لقوى حازت على هذا الحجم الكبير من ثقة الناخب العراقي كألائتلاف الوطني وائتلاف دولة القانون بشعارات واضحة ، وبرامج وطنية لا لبس فيها كيف يمكن لمثل هذه القوى ان تتهم بالطائفية وها نحن نتحدث بشكل مستمر قبل الانتخابات وبعدها عن حكومة شراكة وطنية يشارك فيها لجميع دون اقصاء او استبعاد لأي طرف من الاطراف اذا التحالف هو خطوة يراد منها الخير للعراق يراد منها كسر الجمود في الواقع السياسي يراد منها تشجيع الاطراف المختلفة الفائزة لأن تخطوا خطوات الى الامام في تشكيل حكومة شراكة وطنية يراد منها وضع حد لهذا التأخر الكبير في الاجراءات وفي تشكيل الحكومة بعد مرور شهرين على الانتخابات ، اننا نعتقد جازمين ان الشراكة الحقيقة هي المدخل الوحيد والحصري لتحيقيق الاستقرار لجميع الاطراف السياسية ولزرع الثقة بين جميع القوى الحائزة لثقة الناخب العراقي ولا يمكن ان نتخلى وان نحيد عن مبدأ الشراكة الوطنية في اي حال من الاحوال وفي اي ظرف من الظروف ، اننا سنعمل جاهدين لتعزيز هذه الشراكة وتعميقها والعمل الجاد يداً بيد مع جميع الأطراف الفائزة ، بل وحتى القوائم والقوى غير الفائزة في هذه الانتخابات لبناء هذا الوطن ، العراق بحاجة الى جميع ابناءه العراق بحاجة الى كل هذه الطاقات وكل هذه الالوان الطيبة من ابناءه ، حينما نتحدث عن الدور المحوري والاساسي للقائمة العراقية والتحالف الكردستاني انما نتحدث عن ادوار حصلوا عليها بحكم استحقاقهم الانتخابي وليس منة من احد ان يشرك هذه القائمة او تلك انما هو حقهم وسوف نقف معهم في الدفاع عن هذا الحق وفي استيفائه والحصول عليه ، اننا نؤكد ان هاتين القائمتين الكبيرتين هما شريكتان اسياسيتان في تشكيل الحكومة لطبيعة الاستحقاق الانتخابي وارادة الجمهور العريض الذي صوت لهم وسنقف معهم وسندافع عن حقوقهم انها ليست مكرمة وانما هو الاستحقاق الانتخابي واحترام ارادة اؤلئك الناخبين الذين صوتوا لهذه القوائم ، ان من المهم ان ننظر الى نتائج الانتخابات واحترام ارادة العراقيين كل العراقيين ومن الخطأ ان ننظر الى العراق بعيون بعض العراقيين دون البعض الاخر فكل من حاز على ثقة هذا الشعب لابد ان يضع احتراما لذلك المواطن وتلك الجماهير العريضة وتلك الأوساط الشعبية العراقية التي صوتت لهذه القائمة او تلك ، اننا سنقف وندافع عن حقوق جميع العراقيين بكل انتمائاتهم ومكوناتهم وقومياتهم وطوائفهم ولا يمكن ان نزهد بأي من هؤلاء لأن الزهد بهم هو زهد بالجمهور العراقي الذي صوت لهم والعراق ليس محتكرا على جهه دون اخرى او على طائفة او قومية العراق لجميع العراقيين وسوف نقف وندافع عن جميع العراقيين اننا سنعمل جاهدين لتحقيق التمثيل العادل لجميع القوائم الفائزة بما ينسجم مع ثقلها وحجمها التي حازت على ثقت ابناء شعبنا في الانتخابات .
ان التصيعد الاعلامي والحديث السلبي والاتهامات المتبادلة والتراشقات التي تحصل في وسائل الاعلام بين هذا الطرف او ذلك لا يمكن ان تخدم صفو العلاقة بين العراقيين ولا يمكن ان تساعد على بناء تجربة مثالية كما نطمح لها ونتمناها في العراق ولا يمكن ان تساعد على الاسراع في تشكيل الحكومة والتي هي المطلب الاساسي للمواطن العراقي ولذلك اسمحوا لي ان ادعوا جميع القادة العراقيين والقوى السياسية العراقية الى التحلي بالبصر وسعة الصدر وتحمل الاخر وابداء الاراء بطريقة غير انفعالية مما يساعد على تخفيف الاحتقان والسعي نحو عقد البرلمان وتشكيل الحكومة ان الشارع العراقي اليوم يتطلع الى قيادات عراقية توحد الكلمة وتطيب الخواطر وتقرب الناس بعضهم من بعض وتزرع الامل بين العراقيين ولا يتمنى ان يرى مثل هذه الاتهامات والتراشقات التي لا يمكن ان تكون سببا للخير ، جربت مثل هذه الوسائل واثبتت مدى تأثيراتها السلبية على بعض العراقيين ولا يمكن ان نقبل بالعودة الى مربعات سابقة نحن ابناء الحاضر وابناء المستقبل ونتطلع دائما الى ما فيه خير هذه الامة .
كما ننتهز الفرصة لنجدد دعوتنا للجلوس على الطاولة المستديرة ولازلنا على ايمان وعقيدة بأن الطاولة المستديرة هي المدخل الصحيح الذي يمكن من خلاله ان تعيد الرؤوية وتخفف الاحتقان وتشخيص الاولويات وتحقيق الضمانات ولا مناص لنا الى ان نجلس بعضنا مع البعض الاخر لنتدوال شؤون وهموم لا تخص جماعة اوطائفة او قومية من العراقيين انما هي هموم جميع العراقيين .
كما انني ادعوا بتواضع شديد اعزتي واخواني القائمة العراقية والتحالف الكردستاني والقوائم الفائزة الاخرى ان ينفتحوا على الائتلافين المتحالفين الوطني ودولة القانون ويضعوا يدا بيد من اجل الاسراع في تشكيل حكومة الشراكة الوطنية ويأخذوا فيها الادوار اللائقة والمناسبة بحجم الثقة التي منحها الشعب العراقي لكل هذه القوائم . ان ابناء شعبنا يتطعلوا الى حكومة خدومة ومتواضعة ومنسجمة تنطلق لتعالج هموم المواطن ومشاكلة وتطلعاته لبناء هذا الوطن ان ايادينا ممدودة وابوابنا مشرعة وقلوبنا منفتحه على كل شركائنا في هذا الوطن ونتطلع لعمل كبير تتضافر فيه الجهود وتتشابك فيه الايدي لخدمة الوطن والمواطن . اننا للجميع ومع الجميع وسوف لن نتخلى عن احد لأن مسؤوليتنا الوطنية تحفزنا للقيام بمثل هذا الامر .
اننا جادون في كل كلمة نقولها لأبناء شعبنا واننا حريصون كل الحرص على تحقيق حالة الوحدة والوئام والانسجام بين كل الاطراف السياسية وسوف لن ندخر جهدا في هذا الطريق حتى تحقيق حكومة شراكة وطنية .
لابد لي ان اتقدم بالشكر الجزيل لأخوتي في التحالف الكردستاني وذلك لتلبيتهم واستجابتهم لدعوتنا لهم في سحب الشكاوى والطعون التي قدموها بخصوص كركوك ونينوى بعد ان كانوا قد قدموا طلبا للفرز اليدوي لهذه المحافظات لكن استجابتهم لهذا الطلب وسحبهم لهذه الطعون اليوم تجعلنا امام المصداقة على نتائج الانتخابات لسبعة عشر محافظة من محافظات العراق وهذه خطوة مهم والانظار اليوم شاخصة الى المحكمة الاتحادية في ان تصادق على نتائج الانتخابات في هذه المحافظات ، وتمنياتي لأخوتي واعزائي في ائتلاف دولة القانون ان ينتهجوا نهجا متشابها وان يحذوا حذو واخوانهم في التحالف الكردستاني واني يسحبوا هذه الشكاوى والطعون مما يسهل انهاء هذه العملية والمصادقة على نتائج الانتخابات النيابية ، انها دعوة خالصة من اخ صغير لكل اولئك الشرفاء في ان يضعوا مصالح البلاد امام انظارهم وان يخطوا خطوات الى الامام لأننا بأمس الحاجة اليوم للمصادقة السريعة على نتائج الانتخابات وتشكيل البرلمان وتشكيل الحكومة والانطلاق في خدمة المواطنين .