Facebook Twitter YouTube Telegram

السيدة باسكال وردا تهنيء الام بمناسبة عيدها

شبكة اخبار نركال/NNN/بغداد/خاص/
تهنيء السيدة باسكال وردا وزيرة المهجرين والمهاجرين الاسبق ومسؤولة العلاقات العامة في منظمة حمورابي لحقوق الانسان ، جميع امهات العالم بمناسبة عيدهن العالمي ، وذلك في رسالة تهنئة وجهتها لهن وفيما يلي نص الرسالة:

عيد الأم
كلمة باسكال وردا
وزيرة المهجرين والمهاجرين الاسبق
في الحفل بادارة الكنيسة الانجيلية
بمناسبة عيد الأم 21/3/2009 بغداد

قبل كل شيء ومن هذا المنبر الكريم اود عن اعماق قلب أم تعيش مع أوسرتها في ظل تواصل التوتر للوضع الامني معكم في بغداد, ازف ارق عبارات التهنئة والامنيات العطرة الى جميع الامهات الحاضرات في هذا الحفل اللطيف . كما اهنئ جميع امهات العالم وبشكل خاص اللاتي تؤدي دورمزدوج للام والاب في آن واحد دون أن انسى تلك الأمهات التي تحول ظروفهن دون رؤية اطفالهن او تحرمن منهم لسبب ام آ خر.

تطور تكريم الام عبر العالم
يشهد العالم بتنوع وتطورالاحتفالات لاحياء عيد الأم منذ القدم الى ان اصبح عالميا في عصرنا وبتواريخ مختلفة. والأساطير عن المباشرة بهذا الحد الادنى من اللطف تجاه الامهات تختلف باختلاف الدول والحضارات حيث في وادي الرافدين الأم هي رمز الخصوبة والازدهار ويتم تكريمها في بداية الربيع ويتواصل اهل الرافدين باكثر من تشبيه لأرض بالأم كمدينة الموصل التي تلقب بأم الربيعين لتكرار فصل الربيع فيها ...
آسيا الصغرى في فريجيا كانوا يعتقدون الالهة Cybele هي ابنة السماء والارض وكانت ام جميع الآلهة و في كل عام كان يقوم شعب فريجيا بتكريمها ويعتبر هذا أول احتفال لتكريم الأم. كما جاء اليونانيون القدامى ليضع عيد الأم ضمن احتفالات الربيع و فازت الالهة رهيا بلقب الالهة الأم لانها كانت اقواهم على الاطلاق وكانوا يحتفلون بها ويقدسونها وكذلك الرومانيون وبعدهم دول اوربية مختلفة. للام مكانة مميزة في الحضارة الهندية حيث تقديس الأم يؤدي بالرجال والنساء الى الانحناء الى ارجل الأم الكبيرة وقبلتها اجلالا لجميع الامهات.
أما في الولايات المتحدة الامريكية بدأ يوم الام الفعلي مع امرأة تسمى أنا جارفيس التي ولدت سنة 1864 وعاشت في غرافتن غرب فيرجينيا خلال فترة شبابها حيث كان هناك كره بين الناس نتيجة لسنوات الحرب الاهلية . كانت أنا تسمع أمها تردد العبارة التالية: " في وقت ما و في مكان ما , سينادي شخص ما بفكرة الاحتفال بعيد الام" و تترجم رغبتها هذه في انه اذا قامت كل اسرة من هذه الاسر المتحاربة مع بعضها بتكريم الام والاحتفال بها سينتهي النزاع والكره الذي يملاء القلوب وعندما توفيت والدة انا اقسمت لنفسها انها ستكون ذلك الشخص الذي سيحقق رغبة امها وسيجعلها حقيقة . وبناء على طلبها قام المسئول عن ولاية فيرجينيا باصدار اوامره باقامة احتفال لعيد الام يوم 12 مايو ايار عام 1907 وهذا هو اول احتفال بعيد الام في الولايات المتحدة الامريكة حيث الى سنة 1909 اصبح الاحتفال بعيد الام تقليدا في جميع الولايات الى ان جاء الرئيس ويلسون في 9 مايو عام 1914 بتوقيع اعلان للاحتفال بعيد الام في الاحد الثاني من مايو في جميع الولايات
وواصلت آنا بخطاباتها وكتاباتها تنادي فيها ان يصبح الاحتفال بالأم عالميا تحتفل به شعوب العالم وتحقق حلمها حيث قبل وفاتها سنة 1948 انتشر الفكر في جميع انحاء العالم واخذت تحتفل بعيد الأم اكثر من 40 دولة في العالم الغربي والعربي.

كل ايامك أعيادا ايتها السر العظيم لتضحيات جمة. نعليك نحترمك نحبك ان كنت بيننا ام تنعمين بالحياة الجديدة في السعادة الأبدية , فقط لانك منبع للسروراليومي النابع من باكورة افعال العطاء على وجه الارض قاطبة بسخاء لا يقارن والكامن في اعطاء الحياة . والطريق المميز لذلك معجون بالمحبة والصبر الطويل في جسدك وفي ونفسيتك الى آخر يوم حياتك يتواصل عطاءك لجميع الاشخاص . لذا أيتها الأم , قليل بحقك كل ما يقال من الشعر والشكرو الرموز ألأخرى المعبرة عن واجب الجميع تجاهك ايتها المنبع النابض للحب والحنان والتفان. أ لست الأرض الخصبة التي وصفك أهل الرافدين القدامى وشجرة الحياة الحرة الخيرة ؟. في الحقيقة ما من كلمة تمكن الانسان من التعبير عن ما يجب قوله لوصف أمه .

في تاريخنا المسيحي تعظم معنى الأمومة بشكل فريد حيث نرى ان الله قد جعل من امومة مريم العذراء الشرط الاساسي الذي من دونه لا حديث عن سرالتجسد الالهي الذي هو اولى خطوات تنفيذ سر الفداء حسب ارادة و مخطط الله الأزلي حيث اصطفى لنفسه أما توصف بهيكل الروح القدس لتكون تلك الأم الزاهية والحبل بها بلا دنس لتكون الطريق لتجسد ومجئ المخلص يسوع المسيح الذي بموته وقيامته يعطي البشر ولادة جديدة لحياة ابدية في المعمودية . اذن كم هو عظيم دورالأم؟ الله بتعاليه لقي الحل لدى أمرأة بسيطة لتنفيذ سرمشروعه لفداء العالم بجعل مريم العذراء الأم المثلى وسيدة النساء .

وفي الختام اسمحوا لي أن أهنئ أمي التي في نعمة الله تنعم بالحياة السرمدية منذ 1999 حيث ختمت كلماتها الأخيرة بتكرار جوابها لأسئلة ابنائها وبناتها ماذا سنفعل دونك يا أماه؟ اما الجواب الممزوج بالابتسامة الملائكية والطمأنينة بهدوء فائق الطبيعة كان: المحبة بينكم , احبوا بعضكم بعضا, المحبة المحبة المحبة..هذه كانت آخر كلمات وجودها بيننا. نعم اعتبرها خالدة في فكري واحساسي بل وكما قال الكاهن الذي قدم لها الاسرارالأخيرة, لحظات بعد وفاتها لا تنسين منذ الآن لك شفاعة قديسة في السماء ستحرس على اولادها بقوة اكبر, لأنها في السماء أم . أطلب منكم الصلاة على راحة نفسها ونفس جميع الآمهات التي تركت هذا الفراغ بانتقالهن الى عالم الحق والمحبة السرمدية . أمين . وكل عام والأمهات العراقيات بالف خير!

باسكال وردا
وزيرة المهجرين والمهاجرين الاسبق
مسؤولة العلاقات العامة في منظمة حمورابي لحقوق الانسان
بغداد في 21/3/2009