السيستاني يطالب الوزراء بالقيام بواجباتهم أو التنحي
26/08/2006
وأوضحت منظمة "عراق ووتش" في دراسة نشرتها أن بقاء المعتقلين في السجون يشكل مصدر ربح مضمون لعدد من ضباط الأمن، وأن عبارة "ستعود لمنزلك بعد ساعة" والتي تستخدمها الميليشيات المسلحة التي ترتدي زي رجال الأمن العراقيين تعني في العادة الاعتقال لشهور "لذا لا تكن ساذجا وتصدِّق وعودهم"، وذلك وفقا لما نشرت صحيفة "الوطن" السعودية السبت26-8-2006
وسردت المنظمة عدداً من النصائح لتفادي التعرض للاعتقال، حيث أكدت أنه "في الغالب لا تعرف القوة المداهِمة أنكَ الشخص المطلوب حتى تُخبرهم أنتَ عن اسمك، وعليه تدرَّب على التقمص السريع لشخصية أخرى إذا استدعى الأمر".
كما رأت أنه "من المناسب أن يكون بمتناول يدك هوية تحمل صورتك لكن باسم آخر، ولقد تخلص بعض الأشخاص من الاعتقال بوقوفهم خارج منازلهم وادعائهم أن لا علاقة لهم بأصحاب الدار".
وحول توقع العمليات الانتقامية قالت إن "مقتل خبّاز المنطقة، مثلا، يعني أنه ستجري عملية ثأر في غضون أيام، رُبّما بقتل صاحب الدكان المجاور من قبل ميليشيات الأمن المسلحة، وإن كان كلاهما بريئين".
"التنحي" أو "تأدية الواجبات"
من جانب آخر، طالب الشيخ مهدي الكربلائي، ممثل اية الله علي السيستاني في كربلاء، وزراء المالكي بالتنحي عن مناصبهم في حال عدم قدرتهم على تأدية واجباتهم.و دعا الكربلائي اعضاء الحكومة العراقية الى الخروج من مقراتهم والتواصل مع العراقيين "للاطلاع على معاناتهم لانهم يعيشون ظروفاً قاسية".
وقال في خطبة الجمعة يوم أمس من الصحن الحسيني وسط كربلاء امام مئات المصلين "اقول لكم انه لا يمكن تحقيق الاهداف التي ضحى من اجلها هذا الشعب بالجلوس في قاعات محصنة والخوض في نقاشات لساعات متأخرة من الليل".
واضاف "اخرجوا الى الناس وعايشوا الظروف التي يمرون بها، عايشوا معاناتهم وقساوة الحياة وآهات المرضى وانين الجرحى وحسرات اليتامى وتفجيع الارامل".
وتساءل "ممن تخافون؟ من الموت الذي يتلقاه الان ابناء هذا الشعب الجريح كل يوم وساعة بصدورهم واجسادهم التي اثقلتها الام الحياة او من الجراح التي يئن منها كل المواطنين؟ هل ارواحكم ودماؤكم أغلى وأعز من ارواح المواطنين". واكد ان "من اهم مواصفات المسؤول التضحية والشجاعة وايثار الاخرين على نفسه".
وقال الكربلائي "نعم هناك معوقات وصعوبات تعترض طريق ذلك وعلى رأسها الاحتلال لكن هناك مساحة واسعة ممكن التحرك من خلالها لرفع معاناة هذا الشعب الجريح". ورأى ان "من الضروري ان يقوم الوزراء وكبار المسؤولين بزيارات ميدانية الى المحافظات (...) والانفتاح على جميع شرائح المجتمع وطبقاته للاطلاع على معاناتهم لانهم يعيشون الان ظروفا قاسية". ودعا الى "تفعيل دور المراقبة والاشراف على اداء الوزارات من اجل كشف التقصير المالي والاداري".
مؤتمر للعشائر العراقية
وبالمقابل، يبحث مؤتمر العشائر العراقية الذي سيعقد اليوم السبت مسألة حل الميليشيات والتهجير القسري واجتثاث حزب البعث السابق, وذلك حسبما قال مصدر في اللجنة التحضيرية للمؤتمر.وينتظر أن توقع نحو 600 شخصية عشائرية تمثل مختلف أطياف الشعب العراقي على وثيقة عهد تدعو إلى وحدة العراق وتنبذ فيه الطائفية والاقتتال والتهجير القسري الذي تشهده البلاد.
وأكد المصدر أنه سيتم أيضا خلال المؤتمر الدعوة إلى "حل الميليشيات على اعتبار أنها أساس الجريمة المنظمة, وتغيير هيئة اجتثاث البعث إلى هيئة اجتثاث المسيئين وتأسيس قوة مسلحة مهنية وحرفية ووطنية والاتفاق على أن ترتبط المحافظات بشكل لا مركزي مع بغداد".
ويعد المؤتمر واحدا من بين عدة مؤتمرات ستعقد في العراق لوضع توصيات تمكن الحكومة العراقية من "رأب الصدع في المجتمع وإيقاف أعمال التهجير القسري والاتفاق على نبذ الأعمال المسلحة والتبرؤ من الذين يمارسون أعمال القتل والتفجيرات التي تستهدف المدنيين".
وتأتي هذه المؤتمرات في إطار برنامج المصالحة الوطنية الذي دعا إليه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في يونيو الماضي. وتتولى الهيئة العليا للمصالحة الوطنية برئاسة وزير الدولة لشؤون الحوار الوطني أكرم الحكيم وعضوية 30 شخصية غالبيتهم أعضاء في البرلمان العراقي الإعداد لعقد المؤتمرات وتنفيذ البنود والفقرات التي حددها مشروع رئيس الوزراء