السينودس الكلداني ومائدة الحوار
عنوان ليس بغريب ولكنه يعبر عن واقعنا اليوم الذي لا يريدون قرائته كما هو بالرغم من معرفتهم الى اين وصل بنا الامر! كوننا نلعب في وقت بدل الضائع، الذي لم نستفد أبداً من الشوطين! (لا داعي للتكرار ولكن واقعنا الاسود يشير الى تشرذمنا وتفككنا لا بل قطيعتنا) وها ان بوادر نتيجة المباراة النهائية تشير الى هزيمتنا ان لم نستغل الدقائق الاخيرة من عمر المباراة! سبقونا اليهود وها ان اشقائنا واولاد خالتنا الصابئة المندائيين مرشحين لا سامح الله على ذلك، وبالرغم من هذا كله يقولون ويؤكدون انهم عراقيون أصلاء بالرغم من ان العراق تنكر لهم، من هنا تظهر الاصالة الحقيقية للأفراد والمجموعات، ولكن ما الفائدة ان كنا نسير نحو الهاوية! لا بل من يدفعنا اليها عن قصد ومكر وتصميم، ومصالحه الشخصية والحزبية والكنسية والقومية تتطلب ذلك، او هو اسقاط واعي ومع سبق الاصرار لذاته على الاخرين ربما كونه يريد التستر على ماضيه، او لم يصل الى هدفه المرسوم قبل ان ينتقل من الشمولي الى النسبي، او من اليسار الى اليمين، لهذا نقول اننا في وقت بدل الضائع الذين سيضيعوننا لا محالة ان لم نسحب البساط من تحتهم ان كانوا سياسيين او رجال دينلماذا لا نستطيع التفاهم بيننا؟
من اهم اسباب عدم استطاعتنا التفاهم مع الاخرين، هو وجود امثال هؤلاء الذين ذكرناهم في المقدمة، تعلموا عدة مفردات فلسفية ولاهوتية من هنا وهناك، وبدأوا بعملية غير مدروسة الا وهي فرض علينا ان نفكر مثلهم، متناسين ان معرفة الاخرين تكون من خلال تباينات واختلافات في الافكار والممارسات والعادات والتقاليد، لذا يكون لجم مثل هؤلاء عن طريق اكتشاف خصوصيات الاخرين من خلال معرفة ومعايشة فروقاته المحتملة، لذا ندعو كل شخص وحزب وقومية ومنظمة الانتقال الى العام عبر الخاص، وبوضوح اكثر "ان كنا شعب واحد بثلاث قوميات!!! او بقومية واحدة! او شعب واحد بثلاث تسميات! او ينبوع له ثلاث روافد كل رافد له خصائصه وتفرعاته وفروقاته عن اخوته في الاصل،" ولكن حتماً يشترك مع الاخرين في الحبل السري والمشيمة، الذي يعني (شعب واحد – كنيسة واحدة – تاريخ واحد ومشترك – حضارة واحدة ومشتركة – لغة واحدة – دين واحد – قيم واحدة) وهذا كاف جداً لكي نحافظ على الخاص (خصوصياتنا – كقومية او قوميات – عاداتنا وتقاليدنا – كنائسنا المحلية – مذهبنا – طقوسنا - طائفتنا – احزابنا – منظماتنا) وضرورة الانتقال الى العام من خلال ما يوحدنا في الاصل كما اشرنا الى المشترك والمتمازج بيننا، اننا امام حقائق لا يمكن ان تمحيها قلم ولا رجل دين ولا سياسي!
السينودس الكلداني
اذن لتبقى الكلدانية كما كانت الكلدانية – والسريانية كما كانت ايضاً – والاشورية طبعاً! انها ثلاث روافد من اصل واحد (دينياً – كنيسة المشرق !! تاريخياً وحضارياً – بين النهرين ) انه ينبوع صاف، ولكن تمازجنا تاريخياً من خلال حروب الامبراطوريات التي زالت والى الابد! تارة كنا تحت رحمة الاشوريين! وبعد 150 سنة اصبحنا تحت رحمة الكلديين او الكلدانيين! وبعد 200 سنة رجعنا عن طريق الاخمينيين والفينيقيين وهكذا لعب بنا التاريخ لعبة السلم والحية المعروفة، عليه كان قرار الكنيسة الكلدانية في السينودس الاخير التأكيد على الخصوصية القومية (الكلدانية) ولكنها لم تقل اننا شعب واحد بقومية واحدة هي الكلدانية كما يدعي البعض، والا كان لنا رأي آخر طبعاً! الا وهو (الانعزال والبقاء في الخاص دون اعطاء فرصة للعبور الى العام) لذا ندعو كنيستنا الكلدانية وفي سينودسها المنعقد لحد هذه اللحظة ان تعلن العبور من الخاص الى العام عبر الدعوة الى مؤتمر الحوار المقترح من قبل الكثيرين من الغيارى من ابناء شعبنا ومنهم كاتب هذه السطور قبل اكثر من 14 سنة وخاصة قبل 6سنوات من الان عبر سلسلة دعواتنا ودراساتنا حول الموضوع تحت عنوان (يا مسيحوا العراق اتحدوا – بسبعة اجزاء) وان تلبية دعوة رئيس اقليم كردستان المحترم هي فرصة تاريخية كي تضعون النقاط على الحروف بكل شفافية ونكران ذات وتنازلات ايضاً ما دامت تكون لصالح (شعبنا المسيحي – العام)
الخلاصة والنتيجة
"السمكة"
السمكة ايها الاخوة كما هو معلوم انها تعيش في الماء، ولكنها لا تعرف ما هو الماء حتماً كونها تعيش بداخله، متى تعرف ما هو الماء؟ عندما تموت! كيف ذلك؟ عندما نخرجها منه فتعرف حالا ما هو الماء! عندها تموت! وهكذا نحن الثلاثة (الكلدان والسريان والاشوريين) اننا مثل السمكة لا يمكن اي واحد ان يعيش لوحده وخارج بيته وان جرب يموت (يزول) حتماً، لذا عليه ان نجلس على مائدة واحدة (دون مُسبقات ) ودون (خطوط حمراء) لان مصلحة الشعب تقول: لاخط احمر ولا شروط مسبقة، لنتنازل جميعاً ونتعض من الماضي وما جرى لنا، لم يبقى امامنا سوى وقت بدل الضائع، فانتبهوا لصافرة الحكم واتركوا كبريائكم وتعنتكم ومصالحكم واذهبوا الى مائدة الحوار المستديرة بقلب صاف وعقل راجح
shabasamir@yahoo.com