الشماس والمعلم لويس منصورهوزايا
اقامت جمعية خابور الكلدانية حفلا تأبينياـ ليلة السابع من تموز 2008 وفي بادرة وفاء واستذكار لمناقب الفقيد الشماس والمعلم لويس منصور نيسان هوزايا ( رحمه الله)، الذي اجتمعت فيه خصال النقاوة والصفاء والتواضع، الى جانب حبه لامته وكنيسته وطقسها ولغته الحبيبة.وتقدم سيادة راعي الابرشية المطرافوليط مار جبرائيل كساب كوكبة الحضور برفقة مساعديه الابوان الفاضلان أدم وعمانوئيل وزملاء الفقيد شمامسة الكنيسة الكلدانية في سيدني، وجمهور غفير من محبيه وزملائه واقاربه وافراد عائلته الصابرة.
وبدأ التأبين بالصلاة الربية على روحه، ليناول معد ومقدم فقرات البرنامج الميكروفون لسيادة الحبر الجليل ليؤبن شماسه الفقيد بكلمة بليغة كلفته التفكير الطويل في هل يحزن لفراقه ام يفرح لانتقاله الى احضان العذراء التي استنجد بها في أخر كلمة نطق بها. وذكر سيادته انه لا يدخل الى الكنيسة الا ويبان مكان جلوس الشماس خاليا..ليذكره بما كان يعده سيادته والشمامسة في تحضيراتهم للمناسبات الطقسية الا والفقيد قد اعد عدته وهيأ ما كان يقلق سيادته.. حتى بات يطمئن في مرات اخرى الى ان الشماس قد وضع الخطوات وهيأ لتنفيذها.. واكد سيادته الى ات الشماس كان فاعلا في الحقل الوحدوي وكان سباقا لحضور ومرافقة وتلبية اوامر سيادته لزيارة الاساقفة الاجلاء الاشقاء في كنائس سيدني، والمشاركة في مناسبات مختلفة فيها.
وكانت الكلمة الثانية لجمعية خابور التي دعت ورعت هذا التجمع الكبير القاها الشماس اديب كوكا رئيس الجمعية اكد فيها ان هذه الامسية ليست لتقبل التعازي الا اتها للاحتفال بحياة معلم كبير ومثال للانسان الذي حمل الحب والسلام والعطاء بتواضع. واضاف :" كثيرة هي شهادات فخر حصل عليها الشماس في حياته، وكذلك الالقاب... نعم وكبيرة مكانته في قلوبنا.. كان فاعلا نشيطا في رسالته التي حملها وكاتبا دبج يراعه عشرات المقالات والقصائد الناضجة المفعمة بالحكم المعبرة.. وكان غيورا في تعليم اللغة الام ومشجعا رائعا لتلامذته." وفي ختام كلمته شكر راعي الابرشية الموقر على المحبة التي ابداها للشماس، ثم شكر الاباء الاجلاء والشمامسة وجمهور الحاضرين. واكد اننا في جمعية خابور نفتخر كون الشماس احد مؤسسيها ومشارك نشط في نشاطاتها.
في الفقرة التالية وقف الشماس سامي ديشو ليتذكر بكلمات دافئة نقاطا مضيئة من سيرة حياته، اعقبه ارتقاء الشمامسة الذين رافقوه سنوات طويلة منصة القاعة ليزمروا بصوت رقراق مدراش " عٍدةا فوشي لٍيكٌي بشلما". وتوالت فقرات المنهاج بارتقاء عدد من اصدقائه ومحبيه ليذكروا مناقب الفقيد ابتدأها الشماس كريم صاتي بقصيدة وتبعه الشماس شابا بقصيدة اخرى. ثم قدم جوق كنيسة مار توما الرسول في سيدني انشودة كتب كلماتها الشاعر الياس متي من ملبورن، ولحنها روجر ايليا. واعقب ذلك كلمة الشمامسة القاها الشماس اسحق اشاد فيها بزميلهم الفقيد. وكما في مثل هذه المناسبات فان اصدقاء الفقيد الذي ترك فراغا في نفوسهم قالوا شهاداتهم الحزينة والمفتخرة برفيق دربهم في مرحلة ما ومنهم السيد فيلمون درمو الذي كان رفيق رحلته الى انكلترا للدراسة. والسيد الشماس بطرس شمعون ادم الذي يقيم في كندا، ارسل رسالة فيها ذكريات وتوقيرللخصال التي تحلى بها الشماس الفقيد، وقد قرأها طارق بولص.
وشاهد جمهور الحاضرين فيلما قصيرا عن مشاركات الشماس في احتفالات ابناء الجالية في سيدني ثم تابع القصيدة التي القاها في مهرجان خابور الثقافي الاول الذي كان اول بادرة ثقافية للجمعية قبل اشهر.
واستمع الجمهور الى قصيدة للشماس داود ابونا، وكلمة شاعرية للشماس جورج ديشو، واعقبه عيسى قلو بكلمة اخرى عبر فيها عن مشاعره بذكريات جمعته مع الفقيد رغم قصرها وقلتها. وتلاه الشمس يوسف شامايا ليسمعنا مدراشا كتب كلماته بلحن حزين وليقرأ مقطعا شعرا وينشد اخر. ولم يشأ تلامذة دورة الشماس لويس منصور لتعليم اللغة الام، وقد سميت باسمه اكراما له ولجهوده، الا ان بعيروا عن مشاعرهم تجاه معلمهم المتواضع وما تعلموه من خصاله قبل علمه الغزير في اللغة ودهاليزها.وقرأ الشماس اوشانا انطون بالنيابة قصيدة بالمناسبة كتبها الشاعر مايكل سيبي.
وفي نهاية المطاف عبر السيد جورج الشماس لويس ابن الفقيد رحمه الله بالنيابة عن عائلته الصابرة عن عميق امتنانه لراعي الابرشية الجليل والاباء الكهنة والشمامسة والاصدقاء والاقارب وكل من شاركهم همهم، ووقف الى جانبهم في مصابهم، واكد انه ما كان يتصور ان يحضر مثل هذا الحشد ليتذكر مناقب وخصال والده الذي كان متواضعا حتى مع اولادهـ وانه كان يريد لابنه ان يكون احسن منه.
واخيرا وقف الجميع ليبدأ معالي راعي الابرشية صلاة عن راحة نفسه رافقته فيها حناجر الشمامسة والحضور وعطرت الاجواء بالرجاء الذي رسمه لنا معلمنا الاول يسوع المسيح له المجد.
قالوا عنه قنديل المذبح وعميد الشمامسة وغيرها من الالقاب وهو اهل لها، فحين التعرف الى المزايا التي تحلى بها والخصال التي شكلت شخصيته وسيرة حياته، فان ما قاله المشاركون هو غيض من فيض.
ويذكر انه في تجمع احتفالي في نادي نينوى يوم 25\5\ 2008 لمناسبة مرور أثنا عشرة سنة على نيل سيادة مار جبرائيل كسّاب الدرجة الاسقفية، وبعد أن أنهى الشماس القدير (لويس) من القاء قصيدته لهذه المناسبة , اصابته جلطة دماغية لم تمهله الا لكي ينطق كلمته الأخيرة ( يا يمي مريم ) وليتمم ارادة الرب بعد ايام من رقاده في المستشفى.
ولد عام 1939. وعلى غرار والده كان ضليعا باللغة والطقس الكلداني. وقريبا من الكنيسة. دخل معهد مار يوحنا الحبيب في الموصل للتهيؤ للكهنوت ولكن الرب رسم له طريقا اخر، فترك المعهد ليلتحق بشقيقته في كركوك. دخل مركز التدريب في شركة نفط الشمال وتخرّج بتفوق وتعين في دائرة الحسابات في نفس الشركة.
بعد اكماله عام 1959 الخدمة العسكرية أرسلته الشركة الى أنكلترا لأكمال دراسته العليا. وبعد عودته ظل يعمل في الشركة حتى ارتقى الى منصب مدير الدائرة المالية في الشركة. وطوال فترة عمله كان قريبا من الكنيسة ونشاطاتها. ولم يهدر وقته وعمل على تثقيف نفسه وتطوير قابلياته في الطقس الكنسي واللغة. ألف الكثير من القصائد لمختلف المناسبات وبلغة ثرة وامكانية كبيرة في الكتابة بالفصحى واللغة الادبية المعاصرة. كما كتب العديد من المقالات بالسريانية والعربية، وكان يعمل بصمت القديسين وقلبه مفعم بالمحبة والفرح.
بعض مما نشر:
- تأمل بصلاة" السلام عليك با مريم" http://www.chaldean-church.com/Lewis_mansoor_Arabic.htm
- "خصلات حسنة" http://www.chaldean-church.com/Lewis%20Mansour-April%2005.pdf
- القيامة في الطقس الكلداني http://www.chaldean-church.com/Lewis%20Mansoor%20Nissan-Resurrection.pdf