الشيوعيـــــون ونعش السلطــــة ..!!؟
مئات العمارات والعقارات والبيوت والقصور وقصور الرئاسة العائدة للدكتاتور وازلام وعصابات العهد الصدامي قد تم الاستيلاء عليها بعد 9 /4 /2003 من قبل الاحزاب والشخصيات السياسية التي ظهرت بعد 2003 على الساحة السياسية العراقية ، الا انه لم نسمع بان السلطة قد امرت احد من هولاء والزمته بتخلية تلك العقارات او اجبرتهم على ذلك .. الا الحزب الشيوعي الذي يشغل بنايتان من مجموع المئات من البنايات التي يشغلها حزب الدعوه والمجلس الاعلى والاحزاب والشخصيات القيادية في الاحزاب الاسلامية بشكل خاص فاين هم من تنفيذ القانون كما يدعون بتخلية العقارات المشغوله من قبلهم ..؟؟ ام ان القرارات ملزمة التطبيق على الشيوعيين فقط وغيرهم غير مشمولين بها ..؟؟ فاي ازدواجية هذه لدى السلطة في تطبيق القانون ..؟؟ ان كانت فعلا حجتهم قانونية والتي يستبعدها كل مطلع على سير الامور في الساحة السياسية ، لان العملية الاعتداء والتجاوز على الحزب الشيوعي لها ابعاد سياسية ولاعلاقة لها بالقانون الذي يدعونه ويتبجحون به خاصة وانهم لا زالوا ممتنعين عن تسليم واعادة العقارات العائدة للحزب الشيوعي والتي كان النظام السابق قد استولى عليها بدون وجه حق .. فلماذا لا يعيدون الحق لاصحابه قبل ان يتجاوزوا ويعتدوا على ذات الحق واصحابه ..هذا المعطيات تكشف بان السلطة كان لها هدف اخر وراء ذلك ، وهو الضغط على الشيوعيين واحراجهم في موقفهم الداعم والمتضامن مع التظاهرات والاحتجاجات الجماهيرية التي تعم عموم العراق من مطالبين تحسين ظروفهم المعيشه وتقديم الخدمات والقضاء على الفساد المالي والاداري الذي يعم كل مفاصل الحكومة العراقية من رئيسها الى ابسط موظف فيها بالاضافةالى مطاليب اخرى كثيرة ...
(( استعمل مصطلح الحكومة بدلا من الدولة لان وبعد مرور سبعة سنوات على تغيير النظام الدكتاتور المقبور لازال العراق بدون دولة ، صحيح هناك حكومات ولكن هذه الحكومات لم تنشأ دولة لانها حكومات محاصصة طائفية ومحاصصة سياسية في بدعة الشراكة الوطنية وهي بعيد كل البعد عن الوطنية ، فكل همهم الحصول على المنافع والامتيازات وتقسيم الكعكة العراقية فيما بينهم ليس الا ...فلا زلنا بحاجة الى دولة وبالتاكيد بناءها سوف لا يستطيعوا هولاء القيام به لان كل مقومات بناءها معدومه لديهم .))
ما تطرحه جماهير شعبنا في تظاهراتها واحتجاجاتها مطاليب انية وجدية هي ذات المطاليب التي كان ولازال الشيوعيون يناضلون من اجلها فقدموا الكثير من التضحيات عبر تاريخهم الطويل من اجل تحقيقها ، لذلك فالسلطة اعتقدت بان الشيوعيين هم بقلب الحدث ووراء ما يحدث ، صحيح التطابق في الهدف والمضمون بين طلبات الجماهير ومطاليب الشيوعيين هو ذاته الا ان الواقع لا يستطيع احد ان ينكره بان الحدث الذي يسود الساحة العراقية هو الذي احتضن الشيوعيين والتقدميين والوطنيين وكل الشرفاء والطيبين في عموم العراق لان صوت الجماهير كان وسيكون اعلى من صوت كل المكونات والاحزاب السياسية في الساحة العراقية فان كانت الاحزاب تناضل من اجل تحقيق اهداف الجماهير فالوضع الان اختلف وتغيرلان الجماهير قد اخذت المبادره في نضالها وتضحياتها محتضنه تضحيات ونضالات تلك الاحزاب من اجل تصحيح المسيرة الساسية في البلد ...فلا يستطيع احد تجير هذه التظاهرات لحسابه ، وجد المالكي واهما بان الضغط على الشيوعيين سيحدهم من التضامن وتاييد مطاليب شعبنا في تظاهراته الوطنية ، بعد ان رفضوا الاستجابه له واستمرارهم بالوقوف وتاييد مطاليب المشروعة للمتظاهرين متناسيا بان لايمكن للسمكه ان تعيش خارج المياه فكيف يعيشوا الشيوعيين خارج نطاق عمل الجماهير ..؟؟ فاجبارهم على تخلية العقارات المشغوله من قبلهم سوف لا تاتي ثمارها وتحد من مساهمتهم ومساندتهم وتاييدهم للمتظاهرين ، في الوقت الذي اعترف المالكي باحقية وشرعية وقانونية مطاليب المتظاهرين ووعد بالاستجابه لها والالتزام بتنفيذها وتلبيتها ، اي تناقض هذا لذي يعيشه رئيس وزرائنا اذا ....؟
لا بل كيف ستطمئن الجماهير وتثق بوعود المالكي التي قطعها على نفسه بعد ان تصرف هكذا تصرف ارعن مع الشيوعيين الذين اتهمهم بانهم وراء التظاهرات .. فان كان مجرد اتهام فارتكب بحقهم هذا الذي حدث فكيف سيكون الموقف مع اصل الحدث وهم المنتفضين والمتظاهرين ؟؟ طبيعي ان يكون الشك في سلوكية واجراءات المالكي متوقع في تنفيذه لاي من المطاليب الاساسية للجماهير ..
ربه سائل يسال فما الذي حققه المالكي من هذا التصرف هل سيبعد الحزب الشيوعي عن جماهيره .؟؟ . طبيعي ان يكون الجواب بالعكس لان المالكي قدم للشيوعيين خدمة كبيرة واقرار واعتراف بان هذا الحزب هو حزب الجماهير بدون منازع ومنافس وصوتهم مسموع في الشارع وهذا هو المطلوب .. الجماهير ستستمر بالتظاهر وتطالب بتحقيق مطاليبها ؟؟ بعد ان اثبته المالكي بانه غير مؤتمن وغير جاد بما وعد بيه لتنفيذه ..؟؟
ما اقدم عليه المالكي كان فشلا ذريعا ودق بنفسه اكبر مسمار في نعش سلطته التي هي في طريقها الى الانهيار وسوف يرفع نعشها عن قريب على اكتاف الجماهير الى مثواها الاخير .....
وهذه هي النهاية الطبيعية لمن لا يتعظ ....
يعكوب ابونا .....................................9/ 3 /2011