الصقر العربي الحزين / قصة قصيرة
أردت تهنأته بمناسبة عيد الفطر المبارك السعيد وان يعيدها الله عليه باليمن والبركة ، ولكن كان ليس كعادته المعروفة والمألوفة أو كبقية أصدقائه وأقاربه ! اٍذ رأيته حزينا وعبوسا وكئيبا ولولا هطول المطر الناعم ورداءة وبرودة الطقس في مدينة برلين ، لتراءى للناس أنه يبكي من شدة الألم والغربة والعزلة ، ولكن بعد هنيهة من الوقت والشد على أزره ورفع معنوياته ، بدأنا بالكلام ذو شجون.... وأخيرا خرجت ألابتسامة الحلوة من شفتيه لتظهر أسنانه الطبيعية الناصعة البياض ، ولكن الايتسامة كانت ناقصة نوعا ما وفيها قليل من الغصة في البلعوم أثناء كلامه الهاديء والموزون ، فأراد أن يقصح ما بداخله من خلجات وأرهاصات فكرية وضغط نفسي يومي والقلق والوسواس الذي يوسوس في قلوب الناس ! فأخذ بالكلام عن ما وصله الانسان المعاصر من العلم والمعرفة والابحاث التكنولوجية الحديثة والمتطورة وكنتيجة حتمية للأشتقاقات الأيجابية من الأيات الدينية العديدة والمذكورة في الكتب السماوية كافة (العهد القديم - التوراة - والجديد - الأنجيل المقدس - المصحف الكريم -القرأن ) ، ثم دعم قوله باعجوبة الخالق في خلقه للكون ، وتقسيمه الزمني الدقيق بحيث جعل لليوم 24 ساعة وقارن الرقم بجمعه لكافة الاحرف المكونة للكلمات الشهادة في الدين الاسلامي ( لا أله اٍلا الله محمد رسول الله ) لكان حاصل جمع مجموعها الجبري = 24 أيضا ، ثم أستمر في طرحه لوجهة نظره الدينية بأضافة الرقم ( 24000مرة ) يشهق ويزفر الانسان أثناء عملية التنفس الطبيعية يوميا ! بعدها جاء دوري في الحديث فذكرت له قصة الرجل الألفية للقرن الماضي الأمريكي والعبقري المخترع ( توماس أديسون ) حيث أطفأت الولايات المتحدة الامريكية مصابيحها الليلية كافة وعاشوا في الظلمة لوفاته في يوم 31 أكتوبر 1931م .... حيث كان صغير الجسد وضخم الجثة منذ صغره وبمقولته المشهورة بعد أكتشافه المصباح الكهربائي الذي نور فيه العالم أجمع ، اٍن أمي هي التي صنعتني ، لأنها كانت تحترمني وتثق بي ، أشعرتني أنني أهم شخص في الوجود فأصبح وجودي ضروريا من أجلها .....بعدها لاحظت على تقاطيع وجه البارزة نوع من الارتباك وعدم الرضا ! فأجابني بكلمة نعم ياصديقي أمريكا تربي وتنتج الابطال والعباقرة والعظام من البشر في العالم......وكيف لا ؟ وأردف قائلا تبحث وتستغل الاخطاء المرتكبة في أصقاع العالم كافة ! ( ومن أخطائهم نستفيد ) فكيف بالاحري تهجم وتدمر البنايتين الناطحتين للسحاب مركز التجارة العالمي في قلب مدينة نيويورك ! ولا تستغلها فورا في أحتلال الدولتين الكبيرتين الغنيتين بالنفط والغاز الطبيعين( أفغانستان والعراق ) بحجج واهية وغير مقنعة ! فما هو رأيك في هذه التجارة اللآنسانية الرابحة .....وأستمر في حديثه الممتع بقوله حيث اٍن كلمة تاجر في اللغة العربية الفصحى والجميلة لها معانيها الانسانية الرائعة بعد شرح مدلاولات الاحرف المكونة لهذه الكلمة والتي لا تقدر ثمنها بكنوز الدنيا كافة وكالأتي ( ت = تقي ، أ = أمين ، ج = جريء ، ر = رؤوف ) ، فقلته مازحا ...لكل زمان دولة ورجال...ودوام الحال من المحال ...وكل عام والكل بخير ....والى الملتقىعامرحناحداد
amirhaddad@hotmail.de
برلين