الطفل العراقي .. إلى أين ؟
جاء في تقرير اليونسيف لعام 2005 ما يلي : ان حقيقة الوضع في العراق فرضت على الاطفال ان يعيشو اسرى ووضع متقلب لا يمكن التنبؤ به , كما كرس عزلتهم وافتقادهم الى ابسط حقوقهم الانسانية , ونقل التقرير عن ممثل اليونسييف بالعراق روجرت رايت قوله " رغم استمرار البرامج الموجهة للاطفال التي يصل تمويلها الى نحو مائة مليون دولار سنويا في شتى انحاء العراق منذ عام 2003 والتي تنفذها الحكومة العراقية بدعم من الامم المتحدة , إلا أن هناك تباينا مؤسفا في مستويات التنفيذ وتاثيراته الايجابية وقال : ان الجهود اللازمة لسد حاجة الاطفال , ولا سيما في المناطق الاكثر حرمانا في محافظات الجنوب لا تتناسب مع تلك الامكانيات المتاحة , كما ان تفاقم حالة انعدام الامن والاستقرار بسبب القتال الدائر هناك ، يشكل تحديا انسانيا كبيرا يواجه اطفال العراق " .اما التعليم : فنسبة الالتحاق بالتعليم الاولي الاساسي في العراق يبلغ 86% الا ان الاخفاق يكمن في تفاوت معدلات الالتحاق في البلاد , كما تشير الاحصاءات الحالية الى ان نسبة 21% من الفتيات في سن الدراسة معظمهن في المناطق الريفية لا يذهبن الى المدارس بسبب الافتقار للدعم الكافي من قبل المجتمع المحلي . ان الوضع الراهن في العراق يحرم الطفل من حرية التفكير , وكذا يكرس حرمانه من حقه في اللقاء مع اقرانه وسط مناخ امن لا تهدده المخاطر .
في 12 ايار 2005 نشر تقرير صادر من وزارة التخطيط والتعاون الانمائي العراقية مع برنامج الامم المتحدة الانمائي اوضاع مأساوية يعيشها الطفل العراقي. 18% من الاطفال العراقين يعانون من سوء التغذية , 8% من سوء التغذية الحاد 23% من سوء تغذية مزمن : وجاء في التقرير مايلي :
يقدر عدد الاطفال الايتام في العراق بحوالي 4-5 ملايين طفل و 900 الف معوق , واكثرمن مليون ونصف المليون ارملة , اضافة الى مئات الالاف من المطلقات واغلب هؤلاء النساء يقمن بأعالة نحو 7 ملايين طفل ويعشن في مستوى مترد دون الحد الادنى للمستوى المعيشي , ويعانين من امراض عديدة مزمنة وخطيرة . نتيجة الحروب المستمرة وعدد الايتام في تزايد نتيجة الاعمال الارهابية التي تقوم بها القوى الارهابية غالبا ما يذهب ضحيتها الوالدين وهم في طريقهم للعمل .
بسبب سياسات النظام الصدامي العسكرية المستمرة كان العراق ينتهي من حرب ليدخل اخرى ، و نتيجة الوضع الامني غير المستقر اخذ يتغلب مظهر عسكرة المجتمع وهذا اثر على الاطفال اذ يحس الطفل ان رجولته تتكامل بتقلد الزي العسكري وحمل السلاح والتعلم على استعماله وهو في سن مبكر . لابل منذ ان يعي الطفل على الحياة فهو يفقه على اللعب الحربية وهي الدبابات والمصفحات وانواع البنادق والمسدسات وهو يقلد ما يشاهده في التلفزيون ، من مظاهر الحرب والارهاب والعنف. هذا ينطبق على الذكور . اما الاناث فيزرع في اذهانهن الخوف والحذر من الاختطاف والابتزاز والاغتصاب والقتل والخ . مما ادى الى تدني واضح في نسب التسجيل بالمراحل الاولية والى انطواء وعزلة الطفلة في البيت وفي رأسها هاجس الخوف والرعب مما ينعكس بشكل سلبي على نفسية الاطفال من الجنسين..
علما ان قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 52/107 الصادر في 12 كانون الاول 1997 يؤكد على حماية الاطفال المتأثرين بالنزاع المسلح . لذا نطالب كل الجهات المعنية بالنزاع والارهاب حماية الطفل العراقي واحترام حقوقه وتقديم مساعدات صحية للاطفال الضحايا ، وثانيا تقديم حماية ومعاملة خاصة لهم واعادة تأهيلهم .
كما نطالب الاطباء والمستشفيات العالمية ان تخصص بعضا من مشاريعها الصحية لوضع برامج لمعالجة هذه الفئة الكبيرة من اطفال العراق .
وعلى الدولة العراقية تكثيف برامج خاصة للاطفال اليتامى والمشردين واحتوائهم في ملاجئ خاصة والا فإن مصيرهم سيكون اما القتل من قبل الارهابين او استغلالهم من قبلهم وفي النهاية سيكونون لقمة رخيصة لتنفيذ مشاريع الارهاب والاجرام ليس في العراق فقط بل خارج العراق ايضا .