Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الطوفان آتٍ…لاشيء مستحيلْ

هذه المقالة أو ماذا تريد تسميتها. كنا قد كتبناها منذ عام 1992م.ونشرنا بعضاً منها.....وأرى اليوم في نشرها خدمة لواقعنا.
الرد على إلغاء المادة 50 من قانون الإنتخابات في المحافظات العراقية والعديد من القضايا الحيوية في حياة أمتنا على طول وعرض المعمورة.
أيها السرياني الآرامي الآشوري الكلداني .

على اختلاف مشاربكمْ،وتنوع آرائكمْ ومذاهبكمْ ولهجاتكمْ، أينما كنتمْ،ومن أين جئتمْ،تبقون وحدة في الجسد الواحد،وفي اللغة الواحدة،ومن أرضٍ واحدة، ومصيركم هو واحد،كنتمْ منذ فجر البشرية وستبقون شعلة تُضيءُ دروب الظلمات.إنَّ مجد أمتكمْ التليد لن تستطيع قوى الشر على خنقه،بل سيصعد من بين عوادي الدهر وحطام السنين.صارخاً أنا الإنسان الآرامي الأشوري الكلداني لغةً وأرضاً ووجوداً وعلماً وحضارةً.أنا الدم الواحد والقربان الواحد الذي سُفِكَ على معبد آراميتي وآشوريتي وكلدانيتي ولكوني أُدين بدين المسيح.
أيها الإخوة:من أجل أن نبدأ مسيرة أمتنا الخالدة في العصر الحديث.وأن نبني لنا معبداً أرضياً قوياً في بنائه وأركانهِ،وأن تبتسم شفاه الحزانى من ظلم وجور السفاحين ومنبوذي التاريخ وأقزامهِ.ولكي نزيل من ذاكرتنا الجمعية الخوف من المصير المجهول لأمتنا.والخوف المتوارث أثر النكبات والمذابح المتتالية على مدى أكثر من ألفي سنةٍ.
من أجل أن نوقف زحف الصحراء والتصحر إلى واحاتنا الغناء،وأن نقطع هذا النزيف الوطني المهاجر دائماً عن أرض الأجداد إلى أرض التيه والغربة،ولكي ينطلق النبع قوياً.وكي لا يتفرع فيضعف الأصل ويذوي الجذر والفرع.
من أجل أن يظل خفاقاً يشع للعالم الفكر القومي لأمتنا.بكل تنوع وزخم قوته ومراحل عطاءاته.ونشارك في صنع الحضارة البشرية والتاريخ الإنساني كما كانت أمتنا على مدى آلاف السنين.ومن أجل دماء شهدائنا الأبرار الذين ماتوا على مذابح كرامتهم ومسيحيتهم.ظلماً وعدواناً.دفاعاً عن وجودهم وكيانهم وقوميتهم.ودفاعاً عن مسيحيتهم.ومن أجل من ماتوا وهم في بطون أمهاتهم.قبل الولادة بسكاكين أبناء البغي والعدوان وأقزام التاريخ وسفاحيه.
من أجل فتياتنا العذارى اللواتي اغتصبت أعراضهنَّ في وضح النهار وعلى مرأى منا وكنا نعتصم بالصمت والخوف والقهر من جور الجيران الذين عميت أبصارهم عن الحق فحولوه إلى باطل. أو من ظلم الحكومات الجائرة والمتسلطة على شعبنا.
ومن أجل كنائسنا ونواقيسها الحزينة الصارخة إلى الرب.والتي تحولت بفعل البغاة إلى حضائر للدواب.وتهشمت صلبانها على طول وعرض أرض أجدادنا السليبة.وحتى قبورنا لم تسلم من بطشهم.من أجل قرانا التي استباحها الفجرة،ومزارعنا وبساتيننا وكرومنا.التي أكلها الجراد البشري العنجهي.ولكي يبقى أسم أمتكم ،ورموزها( أشور،وآرام وكلدو).خفاقاً بين الأمم والشعوب.وكي يعترف العالم بحقنا الأزلي والشرعي في تراب أجدادنا مابين النهرين وغيرها.ومن أجل أن يُزهر الفرح على شفاه أجيالنا المقبلة أينما كنا.علينا أن نؤمن أنَّ أرادتنا لم تزل وستبقى قويةً.تُزهرُ وتصنع المعجزات كما صنعناها من قبل.صنعنا مجداً تليداً لأجيالنا وللبشرية جمعاء.
من أجل وحدة الكلمة.التي تجمع ولا تفرق،قوةً في المعنى والمبنى،لغةً شماء،ومجداً تليداً وعلماً يقيناً…كُنا ونكون،ومهما حاول الضعفاء الجبناء أن ينالوا من مسيرة شعبنا السرياني بكل فصائلهِ.المؤمن بحقه القومي. والهوية القومية والوجود السياسي.لن يجد هؤلاء الأقزام.إلاَّ عاصفةً هوجاء وطوفاناً آتٍ لا محالة.وليس هناك من مستحيل أمام إرادة الشعب إذا صمم على تحقيق وإرجاع حقوقه جميعها.عاصفةً بدأت وستقتلع من أمامها كل جذرٍ يابس،وكل صخرٍ نابت،وكل موجٍ هائج لا يخدمنا،وكل ربيعٍ لا يُزهر من أجل ربيعنا.ولن نقبل بعواصف وثلوج شتاءٍ إن لمْ تكن من أجل جميع مقهورينا،مسيرة شعبنا السرياني الآشوري الكلداني بكل فصائله وتنوع مذاهبه الفكرية والحزبية.هي الطوفان.ولاشيء مستحيل أمام إرادتنا الواحدة المؤمنة بقدرها التاريخي ومصيرها الواحد نحو هدف الوجود السياسي.وحتى لا نوصم بالتعصب العرقي الذي ليس منا بالأصل ،ولكي لا نخرج عن حركة التاريخ الإنساني والفعل السياسي السليم،حاضراً ومستقبلاً.علينا أن نؤمن بعلمانية أهدافنا وحركتها وفعاليتها،في مختلف المستويات.وأن نوضح لمن لا يعرفنا.بأننا شعبٌ حضاري كنا وسنكون.نؤمن بحقنا الشرعي والأزلي في أرض بلاد مابين النهرين وغيرها.كما يجب أن يتصف سلوكنا بالواقعية والعلمية والمنطقية.ومن أهم الصفات التي يجب أن تتحلى بها مسيرة شعبنا بكل فصائله وعلى اختلاف مشاربه .هي علمنة تلك المسيرة.ومن أجل هذا وأكثر علينا أن نصرخ في وجه الطغاة المجرمين. السارقين، القاتلين والمغتصبين،والماحين هويتنا القومية واعتبارنا على أساس أقلية دينية، أو طائفة ما،السارقين حقنا وصوتنا وأفراحنا،وابتسامات أطفالنا أيام الأعياد وغيرها، ابتسامتنا المقهورة على شفاهنا.ونحن نجوب دروب قرانا ومدننا وكأننا غرباء .لا بل غير مرغوبٍ بنا وبفعلنا التاريخي بين المجتمعات التي تسلبنا حقنا،علينا أن نقول لحكام أرضنا. أنَّ قانونكم لا غبار عليه في أكثر مواده، وإنما الواقع والمحاكم ليس كما ترون، بل نحن نعيش القهر والظلم،وإذا لم تعالجوا مشاكلنا الحيوية.سيأتي الوقت الذي ستندمون على وجودنا الحالي، لأننا نور لمجتمعاتكم،والمعلم الذي بذل حياته من أجل تلك المجتمعات،فكان أس نهضتها وعمرانها،وأس لكل منجزاتها الثقافية والعلمية والرياضية والموسيقية وحتى الزراعية ، أننا حقاً أبناء سلام لا ظلام وبغي.ونعلنها للعالمين وللدول التي تدعي أنها ديمقراطية وأنها تحمي وتبني المجتمعات الضعيفة، سنقولها بكلمة واحدةٍ( أننا شعب عريقٌ وحضاري ولنا خصائصنا وهويتنا القومية ولغتنا الأم التي فقدناها منذ زمنٍ بعيد.وأجبرنا على تغيير معالم شخصيتنا ولغتنا وهويتنا،ولنا كنيستنا التي كانت أم الكنيسة المسيحية قاطبةً،وفي غفلةٍ من تاريخ الهمجية والوحشية،سُرقتْ كنوز حضارتنا،وهُدم كياننا السياسي وإمبراطوريتنا الآشورية المجيدة،وقُتلَ شعبنا،وسُلبتْ أرضنا وانتهكتْ كرامتنا وأعراضنا،وسُلختْ أرواحنا عن أجسادنا،وأُجبرَ شعبنا على ترك معتقده الديني،وإلاَّ كان القتل مصيرهُ وفي أفضل الحالات كانت تؤخذ أرضهُ وممتلكاتهُ ويُجبر على الرحيل والتهجيرْ،فهل أنتم بحق تدعون إرجاع الحق لأصحابه الشرعيين كما تطالبون شعوباً عديدة بهذا؟وهل تستطيعون تعويضنا عن المآسي التي حلت بنا…وإذا كنتمْ ونعتقد أنكمْ لستم كذلك…لأننا واثقون أنَّ شقاء شعبنا في شرقنا أنتم سببهُ الأول والأخير.ومن لا يعلم منكم تعالوا نراجع سياسة بلدانكمْ في تلك الحقب من التاريخ وأخرها المذابح التي أنهت وجودنا والوجود الأرمني في تركيا العثمانية المحتلة.في أحداث سفر بلك(1915)م.وإذا كنتمْ شرفاء عاملين بما تدعون وتقولون بعيدين عن مصالحكم الذاتية ،نطالبكمْ أن تطرحوا مسألة شعبنا الآشوري السرياني والشعب الأرمني، المتناثرين على وجه المعمورة وهو يعيش سنوات التيه والضياع.وإذا لمْ تؤمنوا بقضيتنا وقولنا، دعوا علماء آثاركمْ ومن قرأ تاريخ منطقتنا،ليؤكد لكمْ،وعندكم قرّاء مكتباتكمْ فليقرؤوا لكمْ تاريخنا وأمجاد حضارتنا،وحقنا الشرعي في تلك الأرض،ونحملكمْ مسئولية عذاباتنا على مدى التاريخ الذي يمتد إلى أكثر من ألفي وخمسمائة عام.إنْ لم تدافعوا وتدعموا حقنا الطبيعي والمشروع في إقامة دولتنا الآشورية الآرامية الكلدانية ، فإقرار حقنا القومي والسياسي والوطني في شرقنا هو أهم مطالبنا العادلة.
أما نحنُ أيُّها الأخوة:ولكي نكون واقعيين وعاملين بالكلمة ،متمتعين بعزيمة وإرادةٍ، ولكي يسمع العالم صوتنا ويحترم وجودنا وحقنا علينا أن نعمل على:
1= أن نوحد كلمتنا وهدفنا ونبتعد عن صغائر الأمور فيما بيننا.
2=أن نوحد كنيستنا(كنيسة السيد المسيح).ونوحد أقلامنا وصحفنا،وأهداف مؤسساتنا الاجتماعية والثقافية والفنية والرياضية والحزبية .
3=أن يؤمن الآرامي الآشوري السرياني الكلداني الماروني .أننا شعب واحد، ولنا لغةٌ واحدة،وأن لا يدعي أي من أبناء العمومة أنهُ هو الأساس،فإنَّ إلغاء فصيلٍ من فصائل شعبنا هو مرض المؤسسة التي يجب أن تكون هي الداعم للوحدة الوطنية بين أبناء شعبنا المشرد والهائم في بلاد الضياع والعبودية،وأن قراءة التاريخ بدقةٍ وروية توضح رأينا، فقورش عندما استولى على بابل واسقط إمبراطوريتنا العظيمة(وبمعاونة الخونة من أبناء جلدتنا).عام 539قبل الميلاد.لم ينتهي شعبنا الآشوري والكلداني الذي يتكلم اللغة الآرامية ومنا من يسميها الآشورية لا ضير في التسميات،وكذلك عندما استولى اسكندر المقدوني بلاد سوريا(الشام).لم ينتهي شعبنا الآرامي،فمن يقول: بإنهاء أحد الفصيلين الشرقي أو الغربي هو يخون القضية القومية،ويريد إثبات أنه هو الذي بقيَّ.وهذا بعيدٌ عن الحقيقة والمنطق وحركة التاريخ،ومن لا يعرف التاريخ أو يتجاهل الحقائق ويزيفها،فليأتِ لنتجادلْ.لأنني سمعتُ العديد من أفراد شعبنا الذي كان ساكناً طور عبدين،أو أشور بهذا الادعاء الخطير،.لأننا لا نريد أن تتجذر مفاهيم هدامة في جسد الأمة.أنا لستُ نسطورياً، أو أرثوذكسياً، أو كلدانياً، أو آرامياً سريانياً،أو مارونياً،بل أنا هذه التسميات جميعها.فأمتنا الآشورية(السريانية) التي يعرفنا العالم بهذه التسمة، لغتها آرامية أو لنقل سريانية بلهجتيها الشرقية (منطقة أشور وبابل).والغربية منطقة سوريا ومنطقة طور عبدين والرها.وحتى أبناء شعبنا المارونيين، ومنا أيها الأخوة من ينكر وجود فصيل من فصائل شعبنا من هم عرب اللغة،ومن لا يقرأ التاريخ أن يعود فليقرأ كتاب تاريخ كنيستنا الأرثوذكسية، سيجد من بين المسيحيين الشرقيين قبائل تعود في جذورها إلى أبناء آرام وأشور وكلدو،مثل القبائل التي عاشت في جنوب بلاد الشام(الأنباط).وفي الشام الغساسنة،وفي جنوب العراق(المناذرة).وقبائل بني ربيعة ،وبنوعقيل، ونمر، وشيبان، وتغلب، وطيء،وبنوبكر بن وائل، والتنوخيون،والحميريين في اليمن ومنهم الشهداء الحميريين،ثمَّ نريد أن نؤكد على مفهومٍ هام مفاده هو من منا يستطيع أن يؤكد صفاء نسبه للآشورية أو غيرها؟! ولهذا فالانتماء القومي ليس وراثياً بقدر ماهو شعور مقدس وتكريس للقومية،وأنه يُكتسب من خلال الإرادة الحرة والمشيئة المشتركة،لذلك علينا توضيح نقطة هامة ،لازالت مبهمة بين القليل من أفراد شعبنا،وهذا القليل هو الذي يهمنا أن ندخل إليه ونحاور معهُ.
نقول لكمْ أيها الأخوة…أنَّ القومية يجب أن تُسمى آرامية.نسبة إلى اللغة.واللغة نسبة إلى آرام.ولكن عُرفت قوميتنا في المحافل الغربية باسم القومية الآشورية،والآشورية مهما اختلفت مشاربها وتنوع أبنائها، فهي إمبراطوريتنا الأم، التي احتضنت جميع الممالك الآرامية في الغرب والجنوب من سوريا،كما أنها كانت تمتد على أرض أجدادنا بلاد الرافدين من الشمال إلى الجنوب،وأما عن اللغة القومية لأمتنا الآشورية،فقد كانت في الشرق(أقصد العراق الحالي).لغة أكادية،(وليست ببعيدة عن اللغة الآرامية).تخلينا عنها لصعوبتها منذ ما يُقارب ثلاثة آلاف عام،واتخذنا لغة أولاد عمومتنا الآراميين.الذين طوروا الأبجدية الآرامية من خلال تقاربهم مع أولاد عمومتهم الفينيقيين،(وهنا نذكر بشأن الفينيقيين بأنّ سكان فينيقيا الشمالية(من صيدا إلى عرقا) كانوا آراميين،أما الجهة الجنوبية من فينيقيا فكان أهلها من الكنعانيين،وهذين الشعبين اختلطا مع الزمن،ولكن بقي سكان فينيقيا من الآراميين ،كون الآراميين سكان سوريا ولبنان ، إلاَّ أن الكنعانيين احتلوا الجهة الجنوبية من فينيقيا،من صيدا نحو2250 قبل الميلاد .إلى أن ظفر بهم يشوع بن نون وأبادهم جميعاً،كما يتضح ذلك من سفر الخروج،وأقوال المؤرخين هيرودوت واسترابون والأب اليسوعي مرتين،وجميعهم ونحن نؤكد هذا القول:وللتأكد أكثر من ذلك فأن اللغة الفينيقية لهجة آرامية.وحروفها 22حرفاً كما في الآرامية وفيها العديد من الأحرف الآرامية،وأن أسم ساحل لبنان وسوريا قبل تسميته فينيقيا،هي أرض فدان آرام.).نعود للقول كانت اللغة الآرامية،في بابل وأشور تمازجها حروف ولهجة أكادية لذا نستطيع تسميتها بالهجة الشرقية،وأما لهجة الرها فسميت غربية،وهكذا مرَّ الزمن ليأتي وقت نقول عنها أنها سريانية،فإذا كنتُ سرياني المذهب( أقصد أرثوذكسي).فلغتي هي الآرامية(السريانية)، وإذا كنتُ نسطورياً أو كاثوليكياً فلغتي هي الآرامية( السريانية).والسيد المطران والكاتب (أوجين منّا) في مقدمة قاموسه يؤكد على أن الجميع هم آراميون لغةً وجنساً،وإذا رحلنا بعيداً نجد أن لغتنا الآرامية(السريانية) هي أقدم لغة موجودة حتى أنَّ الله سبحانه وتعالى كلم آدم بالآرامية(السريانية).وقد بدأت تتوضح معالمها مع شيت بن نوح الذي وضع صناعة الكتابة كما نجد ذلك في كتابات المفريان ابن العبري،وغيره من الكتاب القدامى، ولعلنا نذكر هنا بأن الرسول العربي(محمد).قال: لحسان بن ثابت(الذي اتخذه فيما بعد ليسجل الآيات.)قال: له أتجيد السريانية؟ قال: لا قال: أذهب وتعلمها لأنها لغة الملائكة، فذهب وتعلمها في سبعة عشر يوماً،هذا ما جاء في كتاب القلم والدواة لمحمد بن عمر المدائني وفي كتاب صبح الأعشى للقلقشندي مج1 ص165،ونقول: أن الذي تعلمه حسان هو النحو والصرف والكتبة، لأن أهل الجزيرة قاطبةً كانت تتكلم الآرامية ولهجاتها،فلغتنا الآرامية التي تحدث بها ربنا يسوع المسيح.هي أساس الخط العربي والنبطي،ولن نتحدث عن كم من العصور كانت لغة رسمية وشعبية من الجزيرة العربية إلى بلاد الشام وبلاد الرافدين وإيران وحتى الهند.وهي اللغة الطقسية في أغلب كنيستنا الجامعة المقدسة(كنيسة المسيح،وإن كان هناك كنيسة أرثوذكسية للسريان، أو للآشوريين الكلدان، أوللروم ، أو للمارونيين، ).وعلينا أن نصونها ونغني حقولها المتناثرة عبر أصقاع العالم ،بأن نعود لتعليمها في مدارسنا الخاصة أقل ما يمكن.وأن نسعى للوقوف في وجه كل الدعوات التي تحاول تمزيق شعبنا عبر مذهبيةٍ حاقدة، أخي الآرامي الآشوري الكلداني الماروني النسطوري، أنىَّ كانت وجهتك المذهبية.لك لغة واحدة،وأبجدية واحدة،وتاريخ واحد،وأرض واحدة،ومجد واحد متنوع وغني كان ونريده أن يعود بعد طول غياب،وقوتنا تكمن في توحدنا وإزالة خلافاتنا الهامشية مهما كانت وحيث وجدت،عندها سنكون قوةً وعظمةً وتياراً يقتلع كل عدوٍ متغطرس،ولابدَّ عندها أن يحترم العالم جانبنا ويرهب حضورنا،وعلينا أولاً أن نتطهر من كل الجبناء من شعبنا.وأن نقتلعهم عاجلاً أم آجلاً.لأنهم عثرة في طريق خلاصنا الأرضي،وعلينا في البداية أن نأخذهم بروح الأخوة التي قال: عنها سيدنا يسوع المسيح.
إنَّ الطوفان آتٍ وعلينا أن نتوحد في سبيل الهدف المقدس، لأننا كنا في نظر سفاحي العالم واحداً،وكنا فريسة واحدة للقتلة السارقين المارقين.ولم يفرقوا بين نسطوري، أو آشوري، أو كلداني، أوطوراني، أو ممن يتحدثون العربية من شعبنا،(الموارنة،والقبائل المسيحية التي عاشت في ديار بكرٍ أو ماردين وقراهم.أو في القرى المسيحية في بلاد الشام والعراق).وإذا كنا حكماء،ونريد أن نحيا ـ واعتقد أننا كذلك ـ تعالوا نقرأ تاريخنا بهدوءٍ ورويةٍ وموضوعيةٍ مرةً ثانيةً،فتراثنا غني وشامل ومتنوع.والذي على أنقاضه قامت أمم وشعوب دخيلة ومحتلة لأرضنا،وعندها سنجد أن من استطاع أن يحطم مدنا هو خلافاتنا التي كانت قد بدأت بين الكهنة والملوك والعلمانيين في بابل.تعالوا نقولها بصراحةٍ، علينا ألاَّ نحذف أدوار بعضنا البعض،علمانيين كنا أم روحيين،ويكفي الآباء الغيورين أنهم كانوا ولازال أحفادهم يدافعون ويكتبون أمجاد الأمة .هذا بالإضافة إلى الجانب الروحي الذي يرعون فيه الإنسان الداخلي،فإذا أراد العلمانيون أن يستغلوا إمكانات الآباء الروحية والفكرية ويوظفوها في حركتهم السياسية فهذا ممكن، وهنا لا نقول: أن يتحول الآباء إلى سياسيين.بل المقصود أنهم قوة لأمتنا وليس ضعفاً لنا،هو المخزون الثقافي والروحي ،وهم القادرون على توجيه أغلب فصائل شعبنا الذي يعتقد أن (الحضور إلى الكنيسة، يتعارض مع تحقيق الذات سياسياً).متناسين أن لسيدنا يسوع المسيح في اختياره اثني عشر تلميذاً كان جانباً سياسياً بالإضافة إلى مفهوم (الأسباط ـ أي القبائل اليهودية سابقاً).كما علينا أن نقرأ المسيحية قراءة جديدةً وعلمية ،لأنَّ هناك العديد من المفاهيم المسيحية السائدة التي تخالف الإنجيل المقدس،وكما في الجانب الإنجيلي (لا نقصد العقيدة الإيمانية).بل تفسير الآيات تفسيراً سليماً لها، ثمَّ أن تنظر الكنيسة إلى العديد من التشريعات الصادرة عن المؤتمرات المسكونية(المجامع ).السابقة لأنها لا تخدم مسيرة المؤمنين حالياً ،كانت في حينها سليمة تعالج مشاكل ذاك الوقت ولكنها اليوم.غير قادرة على تحقيق وتخديم للحياة الروحية للمؤمنين.وهنا نقول ونذكر ونطالب بالعمل في قول الرب يسوع المسيح له كل المجد.(كل ما تحلوه على الأرض يكون محلولاً في السماء،وكل ماتربطونه على الأرض يكون مربوطاً في السماء)…أين نحنُ من هذه القدرة والإمكانية الديالكتيكية والإستراتيجية القادرة على أن تكون صالحة لكل زمانٍ ومكان،وهنا لا نريد الخوض فيما يحتاجه المؤمنون من تشريعاتٍ دنيوية وممارسات طقسية تجابه حركة التاريخ وتخدم الواقع الحياتي ،لا أن تكون الطقوس عبئاً على المؤمنين،ونقول: بهذا حتى لا يكون هناك تناقضاً بين المؤمن وبين الحياة التي يعيشها.خاصة في هذه الأيام القاسية.
أما ما يجب ذكره إلى أخوتنا كافة خاصة في الأحزاب والفصائل الحزبية والمنظمات التي هدفها الجانب القومي لدى شعبنا.هو في توحيد الرؤية السياسية.وأن نوحد الكلمة بشأن بلادنا بلاد مابين النهرين،وأن نوحد لهجتينا الشرقية والغربية،وأن نتوحد روحياً كما وحدنا المسيح يسوع له كل المجد.ومن أجل إلاَّ تبكي لنا امرأة واحدة على أرصفة التغرب والضياع والموانىء وبين الحقول والسهول والجبال،من أجل فلاحنا الذي يُعاني القهر والذل وسلبه حقه في أرضه،تعالوا نؤمن وبدون شك.أنَّ قوميتنا سابقة على ديننا المسيحي (بإيمانٍ قويم)وأن مسيحيتنا هي التاج والمجد لقوميتنا،سنبقى نؤمن بربنا يسوع المسيح.وقيامته من الموت في اليوم الثالث بعد صلبه في عهد بلاطس البنطي،وبالأقانيم الثلاثة في وحدانية الله،ونؤمن كما جاء في قانون إيماننا(نؤمن بإله واحد…).وكما أعتنقنا ونعتنق المسيحية بدون إكراهٍ.وضحى أجدادنا.ويضحي شعبنا لها حتى هذه الأيام.لأنها خلاصنا الروحي والسماوي،وكما يجب علينا احترام آراء آبائنا الروحيين.خاصة أولئك الذين يجاهدون على الصعيدين الروحي والسياسي.والغيورين على أمتهم وشعبهم لأنهم رعاة حقيقيين،كذلك علينا أن نؤمن أنَّ خلاصنا الأرضي لا يمكن أن يتم إلاَّ في أن نتوحد قومياً وسياسياً.وعلينا أن نحقق قول السيد المسيح( أحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم…)نحن نور العالم روحياً وتراثياً ومجداً تليداً،وإذا نورد قول السيد..(ويلٌ لكم أيها الرعاة إذ تبددون غنم رعيتي،..)نقول للساسة أو من يقودون حركاتنا القومية…ويلٌ لكم أيها القادة السياسيون إذْ كنتم من أجل المناصب وغيرها تبعدون الشعب عن المشاركة الفعالة في حركة النهضة القومية لشعبنا،ويلٌ لكم أيها الأخوة ما لم نعمل على ترجمة أقوال مفكرينا وأدبائنا وشعرائنا،وويلٌ لكلٍ منا ما لم يقم بواجبه في دعم حركاتنا مادياً ومعنوياً وكل بما يستطيع على إلاَّ يتعارض مع اهتمامه بأسرته.لأنها أساس مجتمعنا المقبل،كما يجب أن نعلم أن الزوال في طريقه إلينا ما لم نعمل على توحيد صفوفنا.واعلموا أن أرض أجدادنا هي الأطهر والأغنى والأرحب من كل هذه البلاد التي ضعنا بها،وأن شمس وطننا وسهوله وجبالهُ ونسيمه المنعش وشتاؤه وأمطاره وثلوجه…وربيعه شقائق النعمان.وسنونو يجوب القرى حيران،فلا أجمل ولا أروع من أرض أجدادنا…خلقها الله تبارى وتبارك.وعاش به آدم وأمنا حواء،وجاء نوح وخلده ذكر الطوفان،وطنكم أغلى من كل الأوطان، أنهاره جارية…ذُكرت في التوراة والإنجيل والقرآن،وعينا إلاَّ ننسى وحدة صفوفنا من أجل الظلم والطغيان.
ملاحظة :
نُشر بعضاً من هذه المقالة في مجلة شوشوطو(التقدم) بهولندا
شتاتلون: ألمانيا في عام 1992

اسحق قومي
شاعر وأديب سوري مقيم في ألمانيا
Sam1541@hotmail.com


Opinions