Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الظالم

  

                                                    

لابد ان يكون للظالم يوم يقع تحت طائلة الحساب لينال العقاب وهذا الرجل الذي وجدت والدي يتوسل به كي يعفيه او يصبر عليه من تسديد ما عليه من ديون ,الاسم كان يخيفني ويبعث الشؤوم والسواد في داخل روحي ,كلما سمعت كلام امي وأبي عليه طوال بقائهما ساهرين أكثر الليالي يتحادثون عن زواج أختي فاطمة ذات السبعة عشر ربيعا و الوجه الطفولي البريء الذي كلما أتمعن فيه اشعر بالحقد والكراهية صوب هذا الإقطاعي القذر الذي أصبح مصيرنا متوقف على شهواته وملذاته ,كانت أختي جميلة الوجه حسنة القوام ذات عيون زرقاء وشعر مائل إلى الاصفرار,حقا كانت الأجمل الموجودة داخل قريتنا الصغيرة ذات البيوت الطينية بسقوفها التي بنيت بجذوع النخل ,لم تكن هي موافقة بالأساس على هذه الزيجة رغم صغر سنها لكنها كانت ترتعد وترتجف عند سماع صوت الإقطاعي الماجن ,حقا بصدور الموافقة سيتغير حالنا ونتحول من أسوء إلى حسن لكن التي ستدفع الثمن هي وحدها التي كثيرا  ما اسألها لا تجيب

_هل أنت موافقة على الزواج ..

كنت اقرأ الرفض من خلال نظراتها لي ليس لوحدي بل حتى لوالدي ,ماذا تعرف هذه البريئة من هذا الرجل الذي كان يأمر وينهي فهو المتسلط على القرية بأكملها وأكثر إفرادها مستجيبين له ولأقواله وإرادته التي كانت أحداها ان تكون شقيقتي الوحيدة من بين أحلامه الحقيرة ,اليوم موعد الزفاف وعند الصبيحة الحزينة وجدتها  كورت جسدها واخفت وجهها بقطعة القماش بينما كل حاجياتها قد وضعتها أمامها واقصد كل ما اشتراها الظالم تلبية وترغيبا لفريسته التي اشعر بإحساسها الميت تجاه كل شيء ,أمسكتها بقوة وقلت لها 

_لن ادع هذا الزواج يتم ...؟

كأنني انتشلتها من حاضرها الحزين لأمل بسيط ,لكنها ماتت كل ما تبقى من أمانيها وقالت لامي

_دعيني أريد الذهاب مع صديقاتي إلى النهر ,أنها أمنيتي ...

 ظلت امي ساكتة ما بين رافضة وموافقة قلت لها 

_لك ما تشائين ....

أخذت مسدس ابي الذي ورثه من جدي وخرجت لأنفذ الأمر الذي شغل فكري ليلة أمس ,خرجنا سوية وأختي تتخطى مع صاحباتها كأنها مقتادة إلى الموت الذي ينتظرها كانت تنظر لي بعين يائسة لكن ابتسامتي هدأت من روعها ,حتى غابت عن أنظاري, بينما كنت الوحيد  الذي يرتقب طريق خروج الرجل النتن متجها إلى جولاته التفقدية بمفرده ,كان تصويبي ناجحا وباطلاقة واحدة صوبتها إلى صدره ,عدت إلى صوب النهر الذي ذهبت اليه شقيقتي لكنني وجدت الناس متجمعين بالقرب منه حتى تلقتني والدتي صارخة 

_ألحقنا يا ولدي ان شقيقتك قد غرقت ...

بينما ركض كل الموجودين صوب الصرخات التي كان معناها ان الإقطاعي القذر قد قتل ,كانت عيني مملؤة بالدموع لان الحدث الذي قامت به شقيقتي كان أسرع مني ,لكن رغم موتها ان كان متعمدا أم لا ألا أنها نفذت ما كانت تعترف لي بالقيام به ولن تكون زوجة لذلك الرجل الظالم..

 

 

Opinions
المقالات اقرأ المزيد
مغالطات التطرف جاسم الحلفي/ حينما تستهجن فتوى ختان النساء التي اعلنتها «داعش» وجعلتها من سنن «دولة الخلافة الاسلامية». يسارع المتطرف الطائفي الى ما بين البيضة والدجاجة تتراوح تسميتنا ما بين البيضة والدجاجة تتراوح تسميتنا لان البيضة والدجاجة لهما جذور تمتد الى اعماق التاريخ لذا حين نتحاور في شأن اسبقيتها ندخل في حلقة مفرغة ... الا ان تسمياتنا رغم كونها هي الاخرى تمتد لالاف السنين الا ان ذلك لم يكن هو السبب لدخولنا في الحلقة المفرغة بل لان هذه التسميات فرضت علينا من الخارج وحين اردنا التشبث فيها وكأنها (التسمية) اهم من مصير شعبنا المسكين دخلنا هذه الحلقة ... فتاريخ العراق وشعبه وحضارته عريق يمتد لالاف السنين اما الفكر القومي فلم ينشأ الا قبل بضع مئات من السنين ... بموجب الدراسات العلمية سنقول كانت بلاد النهرين مسكونة بالبشر قبل السومريين ولان السومريين انشأوا الحضارة لذا يبتدأ التاريخ من عندهم ، فالسومريون هم سكان العراق الاصليين والذين يقولون انهم جاءوا من مكان اخر كانت لهم غايتهم لان هذه النظرية جاءت بعد فشل النظرية القائلة بان الاكديين مُؤتمَرُ أربيل؛ عربيٌّ أَمْ سُنّيٌّ؟ نــزار حيدر/ لاادري لماذا تراجع منضّموا (مؤتمر أربيل) الذي ختم أعماله قبل قليل، تراجعوا في اللحظة الاخيرة عن تسميته الاولى ليسمّونه يوسف البار ... صامت كبيروإيمان مُعاش يوسف البار ... صامت كبيروإيمان مُعاش حَدَثُ تجسد المسيح يسوع في تاريخ البشر هو الذي يعطي التاريخ معناه. فالتاريخ ليس تراكمَ سنين وأجيالاً تمضي وتفنى بل هو مسيرة خلاصية تتمحور حول الكلمة الذي تجسد بيننا "ولما تمّ ملء الزمان أرسل الله ابنه". (غلا4:4). فالتجسد حدث نحياه في إنسانيتنا، ونعيش أبعاده عبر إيماننا وصبغة عماذنا
Side Adv2 Side Adv1