Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

العـلمانيّون وسِـنهادُس بعـض المطارنة الكـلدان

مَن هي الكـنيسة ؟
لقـد أقـر المجـمع المسـكوني الثاني في مطلع السـتينات مبدأ مشاركة العـلمانيّـين في العـمليّـة الكـنـَسـية ورسم سـتراتيجـيّـتها ، هـذا المبدأ الذي لم يفـصح به سادتـنا المطارنة لنا إلاّ بعـد مرور أكـثر من 30 عاماً ( بالإضافة إلى توصيات أخـرى ظـناً منهـم أن هـيـبتهـم تـتضاءل لدى أبناء الرعـية ) ، وفي الحـقـيقة فإن جـمهـور المؤمنين هـم جـسم الكـنيسة وليس الكاهـن بل هـو مرشـدهـم وقائدهـم في حـياتهـم الروحـية وبهـم ينـتصر أو يخـسر . إن أبنية الكـنيسة وإدارتها بُـنِـيَـتْ لشعـب الله وليس للكاهـن كما أن القـوانين الكـنسية وُضعـتْ لتـنظيم حـياة المؤمنين الروحـية والزمنية أفـليس من الحـكـمة أن يكـونوا من بـين المشاركـين الفـعّـالين فـعـلاً في رسم وبناء هـذا الجـسم الشامخ وصيانـته وترميمه لا فـقـط عـندما تـتطـلـّب الحاجة وإنما دائماً وبكل ما تعـنيه هـذه العـبارة من معاني وعـلى كافة الأصعـدة ؟ وإلاّ فهـناك حاجـز معـتم بـيننا والإكـليروس ، وعـندئـذ سـيكـونون غـرباء عـنا . ومجـمل القـول هـو أنّ المؤمنين هـم الكـنيسة فهكـذا يقـول لنا الإكـليروس حـينما يحـتاجـون إلينا ، ولكـنهـم يملكـونها بسـندات الطاﭘـو حـينما نحـتاج إليهـم .

القـدوة :
كـثرتْ مآثـرالـﭘـطاركة الكـلدان عـبر الزمن الماضي ولكن منذ أن غادر شـيخـو إلى الديار الأبدية صار الـﭘـطـرك يقـضي أكـثر أيام حـياته متجـولاً بـين العـواصم الأوروﭘـية متذرّعاً بحـجّـة أو بأخـرى حـتى جاء مِسْـك الخـتام - مطـران متـقاعـد - ذلك الأسقـف الذي بقي أكـثر من خـمس وثلاثين سـنة معاوناً ﭘـاطـيركـياً . وبفـضل عـلاقاته وشـبكة معارفه أقام نفـسَه ﭘـطـركاً رغـم تجاوزه السـن القانونية والذي بموجـبه لا يُسـمح له أن يتسـنـّم منصب راعي أبرشـية واحـدة عـلى إعـتبار أنه لم يعـد بمقـدوره رعايتها بسبـب تـقاعـده ، فهـل يُـعـقـل أن يكـون قادراً عـلى قـيادة ما يقارب الـ (20) أبرشـية ؟ إنه غـبطة الـﭘاطريرك مار عـمانوئيل دلي .

رجـوعاً إلى السنهادس السابق ( شقـلاوة 2006 ) :
تميّـز سنهادس 2006 في شقـلاوة بحـضور كافة المطارنة الكـلدان الذين تباحـثوا في أمور شـتى وإتخـذوا قـراراتهـم جـماعـياً بدون خـلاف أو إخـتلاف ، ومنها ترشيح أحـد الكهـنة للإرتقاء إلى درجة المطرانية لسد الكـرسي الشاغـر في أربـيل ، إلا أن غـبطة الـﭘاطريرك عـمانوئيل دلـّي حـين سافـر بعـد السنهادس المذكـور إلى روما إستطاع أن يلغي أي إحـتمال للموافـقة الـﭭاتيكانية عـلى ترشيح الكاهـن المتفـق عـليه بالإجـماع. إنّ ذلك سبـّب إشمئزازاً لدى جـميع المطارنة وجـعـل الحـيطان تصرخ وتـتكـلـّم.

السِنهادُس الأخـير 2007:
إن درجات المطارنة واحـدة ولا فـرق بـين هـذا وذاك ، ولكن هـناك فـرقاً في حـجـم الأبرشيات ، كما أنّ هـناك مطراناً يرعى أبرشـية وآخـراً إدارياً بدونها إضافة إلى فـروق أخـرى ليست في باب مقالنا هـذا ، ومن هـنا نقـول وبدون شـك أن مطارنـتـنا الكـلدان في شمال الوطن لهـم مكانـتهـم المتميّـزة وعـليه فإن غـيابهـم عـن السنهادس الأخـير في ديـر السـيدة ( 2007 ) ترك فـراغاً لا يمكـن تعـويضه أو تجاهـله ، لأن عـدم حـضورهـم لم يكـن لأسباب صحـية أو بُعـد المسافة أو شخـصية مثلما ذكـر سيادة المطران وردوني ، وإنما كان أشـبه بإحـتجاج له أسـبابه المنطقـية والتي أعـلنها السادة المطارنة تعـليقاً عـلى بـيان وردوني ، والتي كان المطارنة الأجـلاّء قـد عـرضوها عـلى غـبطته قـبل السنهادس ولم يعـطِ أذناً صاغـية لهـم ولم تعالج حـتى اليوم . إن مبدأ الـ ( ½ العـدد الكلي + 1 ) يكـون متراخـياً لا يصلح للإتـّـكاء عـليه عـند غـياب قادة أبرشيات يمثـلون مركـز ثـقـل الكـلدان . إن غـيابهـم يعـني الكـثير وتأثيره أكـبر مِن تجاهـله فـهـل يعـرف المؤمنون أين العـلة ؟ .

العـلــّة :
إن غـبطة الـﭘاطريرك لا يستمع إلى رأي ورؤية غـيره من إخـوانه المطارنة الذين يساوونه بالـ ( درغا ) أما الفـرق بـينه وبـينهـم فـهـو منصب إداريّ فـقـط ( كالهـيئة التدريسية والمدير ) ، وعـليه فـهُـم لا يقـلـّون عـنه هـيـبة ومقـدرة وكـفاءة وحـصانة وتأثيراً ، لابل إنهـم أكـثر منه شباباً . وعـليه فإن تجاهـل مطـلبهـم والتصرف بما يناقـض إتفاقـهـم الجـماعـي سـيدفـع الأمور إلى كارثة لا نريدها لكـنيسـتـنا وسوف لن يتحـملها تاريخـياً إلاّ مَن سـبّـبها . كما لا يخـفى عـلى أحـد أنـنا نحـن العـلمانيّـين نعـرف أموراً بشأن الكـنيسة وظروفـها قـد لا يعـرفها السادة المطارنة الأجـلاّء ولا غـبطة الـﭘاطريرك كالرئيس الذي لا يعـرف كل تفاصيل المشاكل في البلد وعـليه فـمن الضروري عـقـد سنهادس كلداني عام يحـضره العـلمانيّـين أيضاً ليُـبدوا رأيهـم وإقـتراحاتهـم في إصلاح بُـنية الكـنيسة . إنـنا مع أصحاب السيادة مطارنة الشمال في رفـع صوت الحـق والسـير في طريق الحـق ومسيحـنا هـو الحـق .

دريد شمعـون - ديتروت Opinions