العذراء اليتيمة !
أفكرُ بريحِ اليأسِ
واسألُ الطيرَ :
هل هو مثلُ الحياةِ ؟
في الأربعين حينَ يرحلون
نكونُ قد اجبنا الصبرَ
عن سؤالهِ !
السنونُ تفكر
بانهزامِ العتمةِ
أو قهرِ حكاياتِ الحنين
كلُ ما في الأمرِ
وكلُ ما في النفسِ :
أن الأربعينَ تكتوي
ألماً كلما هزها الزمانُ
مثل قارورةِ عطرٍ ندي
أتعلمُ منها كيف يضوي برائحتهِ الزكيةِ
فأتعلمُ موتي ببطيءِ النارِ بالحديدِ
ابحثُ عن ملائكةِ الرحمةِ حينَ يحطون
على جفونِ الحزنِ الذي يتحولُ
إلى لمسةٍ من بقايا سرورٍ
في ليلٍ طويلٍ مفاجئ ..
فيتحولُ بعدَ حينٍ إلى جوابٍ حزينٍ
جوابٌ لا يَسعُدني مداهُ
أظلُ اطوي التوردَ في لُجةِ البحرِ
عَليَ أجدُ من يحمي لوعتي
أنها البلادُ التي دارت معي
في فلواتي
ودارَ معها عنفوانُ الكلامِ
هي مداري الراكضُ
بخفةِ الريحِ
نحوَ مجاهلٍ بعيدةٍ
أيتُها البلادُ
هبي لنركضَ
معاً حولَ مجانين الخرابِ
أنها لوعةُ اليبابِ الذابلِ
في جفونِ الكلامِ
هي تشبهُ عرائشَ كرمٍ اسودٍ
لكن مذاقَها كانَ ابيضاً
هي الريحُ تلفني
هي الشوقُ في إنحاءِ البصرِ
بلادٌ , هجعت في ليلٍ طويلٍ
وكانت مثلَ بذرةٍ تنتظرُ المطرَ
قالت غيرَ آسفةٍ :
إني أتلوى من دخانٍ يُعمي لهفتي !
قالت :
لا أبصرُ ما تبصرون !
قالت :
لا أبحرُ في مراكبَ معطوبةٍ !
قالت :
لا اركضُ في دهاليزِ العتمةِ !
هي البلادُ التي لا تُحبُ غيرنا
فاطوي مسلاتي
وأعودُ لأساُلَ الطائرَ وحيداً :
هل من ضحكاتٍ على جذوعِ الشجرِ؟
فيسمعني الرعاةُ في برٍ موحشٍ :
يا هذا , لملم حطامَك وابحثْ عن مثواك !
اركضُ وحيداً في غابةِ النهارِ
حينها لا أجدُ من يكلمني
عن البحرِ والساترِ الزجاجي
فاخرُ صريعاً
ويحملَني طائري
إلى البلادِ
التي غنيتُ لأجلهِا
ومتُ ..
majidalkabi@yahoo.co.uk