العراق: العمال الكردستاني يسحب قواته من مخيم مخمور في نينوى
المصدر: العربي الجديد
أعلن حزب العمال الكردستاني، الذي يوجد في مناطق عدة من شمالي العراق سحب قواته بشكل كامل من مخيم مخمور، الذي يضم أكراداً نازحين من تركيا، الذي تعرض مرات عدة لضربات بطائرات تركية استهدفت عناصر وقيادات مسلحي العمال التي كانت داخل المخيم.
وفقاً لبيان، للقيادة المركزية لحماية الشعب، وهو الجناح العسكري لحزب العمال، صدر مساء أمس الخميس، فإنها "أصدرت أمراً بسحب جميع عناصرها المسلحة من مخيم مخمور للاجئين"، مؤكدة "نقل العناصر إلى جبال قنديل ومناطق أخرى في إقليم كردستان".
وأوضحت أن "هذا الانسحاب يأتي بعد انتهاء خطر تنظيم داعش، حيث نقل عدد من مقاتلي الحزب إلى المخيم في عام 2014 بهدف محاربة عناصر التنظيم"، مشيرة إلى أن "إدارة المخيم وصلت إلى قناعة أن مهمة هذه القوات قد انتهت في المنطقة، لذا تم نقلهم خارج المخيم".
وتستخدم القوات التركية طائرات مسيرة بشكل منتظم لتنفيذ غارات جوية على المخيم بين فترة وأخرى، بهدف ملاحقة قادة ومقاتلي حزب العمال الكردستاني.
من جهته، قال عضو رئاسة حزب العمال الكردستاني مراد قريلان، في تصريح نقلته محطات إخبارية كردية، إن "المخيم للاجئين السياسيين، وقد أرسل حزب العمال الكردستاني قواته إلى هناك بعد هجمات داعش 2014 لحماية الأهالي"، مضيفاً أن "تلك القوات نفذت مهمتها وبدأت خطوات الانسحاب منذ مطلع سبتمبر/ أيلول الماضي ولم يتبق للحزب أي قوة في المخيم الآن".
من جهته، أكد العضو في الحزب الديمقراطي الحاكم في إقليم كردستان العراق، محمد بابان، أن "انسحاب عناصر الحزب لا علاقة له بداعش، وأن الحزب لم يدخل بأي معارك ضد التنظيم". وقال بابان، لـ"العربي الجديد"، إن "القصف التركي طاول عدداً من عناصر وقيادات الحزب في المخيم، وقد وجد الحزب أن المخيم غير آمن لهم فلجأ للإلى خطة الانتشار والانسحاب من المخيم".
وحذر من "خطورة انتشار عناصر الحزب في مناطق الإقليم، وأنهم سيتسببون بقصف تركي، لا سيما أنهم (العناصر) يطبقون سياسة الاحتماء بالمدنيين وبمناطق تواجدهم"، مشيراً إلى أن "حكومة بغداد يجب أن تتحمل مسؤوليتها إزاء هذا الملف، وأن تعمل على إخراج عناصر الحزب من البلاد، لأنهم تسببوا بأذى وأضرار كبيرة".
وفي 20 مايو/ أيار الماضي تحرك الجيش العراقي في محيط مخيم مخمور، وحاول دخوله، لكنه واجه رفضاً ومقاومة من الموالين لـ"العمال الكردستاني" الموجودين في المخيم، والذين هاجموا قوات الجيش بالحجارة ما أدى إلى إصابة 4 جنود.
من جهته، أكد ضابط رفيع في وزارة الدفاع، عدم وجود أي تفاهمات للجيش مع العمال الكردستاني بشأن قرار انسحابه من المخيم، وقال الضابط لـ"العربي الجديد"، طالباً عدم الكشف عن اسمه، أن "قرار الانسحاب هو قرار عمالي بحت، وقد حاولنا قبل فترة إخراجه من المخيم إلا أنه رفض، وتجنبنا الاشتباك معه حفاظاً على حياة المدنيين داخل المخيم".
وأشار إلى أن "المخيم سيكون من اليوم تحت حماية الجيش، وأن الأهالي سيكونون بمأمن من القصف التركي بعد أن انسحب عناصر الحزب".
ويضم المخيم أكثر من 12 ألف شخص، ويقع في مركز قضاء مخمور الواقع بين محافظتي نينوى وأربيل، عاصمة إقليم كردستان. وجغرافياً يبعد المخيم عن مدينة الموصل نحو 105 كيلومترات بينما هو أقرب إلى أربيل، حيث يبعد عنها 70 كيلومتراً. ويخضع المخيم لسيطرة مسلحي حزب "العمال"، فلا سلطة للقوات العراقية ولا لقوات البشمركة (حرس إقليم كردستان) عليه من الداخل.
ويعود تاريخ إنشاء المخيم إلى العام 1998، حيث أنه خصص، بإشراف أممي، لإيواء اللاجئين من أكراد تركيا، لكنه تحوّل اليوم إلى بلدة صغيرة بعد استبدال الخيم بمنازل مبنية من الإسمنت.