Skip to main content
 العراق في مرمى الزلازل .. تهديد جديد ينغص عيش الأهالي Facebook Twitter YouTube Telegram

العراق في مرمى الزلازل .. تهديد جديد ينغص عيش الأهالي

 

لم يخطر ببال العراقيين أن تصل الزلازل إلى قلب مدنهم الآمنة تماماً من هذا النوع من الكوارث الطبيعية المدمرة، حيث ضربت هزات متعاقبة بغداد وكركوك ومحافظات أخرى، وسرعان ما دب الخوف لدى الناس، وبدأ التساؤل، ماذا لو كانت هذه الهزات ستفتح الباب أمام منغصات إضافية على العراقيين؟!.

بعد أن اهتزت الأرض تحت أقدامهم عاد الكثير من سكان كركوك ليتحدثون عن الزلزال، وبدءوا يطلقون العنان لوصف اللحظات التي عاشوها أثناء الهزة، بينما السيناريوهات "المرعبة" لا تكاد تفارق مخيلتهم، وآخرون اعتبروها رسالة تحذير إلهية لإجبار الناس على العودة إلى جادة الصواب بعد أن "أمعنوا" بالذنوب.

كانت تلك طريقة ردة فعل العراقيين عامة والكركويين خاصة، لإيضاح أن الهزات التي طالت مدنهم ليس مجرد حادث عابر، وإنما "تحذير" ممكن أن يقلب حياتهم رأساً على عقب ويهدم سقوف منازلهم على رؤوسهم.

خوف وترقب للأسوأ

في شارع الأطباء بقلب كركوك تحدثت أم محمود (65 عاماً) وهي امرأة مسنة ومريضة لـ"السومرية نيوز"، قائلة، إن "عائلتها تركت الشقة التي تسكنها بحي طريق بغداد، بعد أن سيطر عليهم الهلع خشية تساقط سقوف العمارات على رؤوسهم".

وترى أم محمود أن "الله سبحانه وتعالى يحذر العراقيين ويذكرهم بأن الزلازل والكوارث هي رسالة ربانية للاتعاظ"، لافتة إلى أن "الهزات التي شهدتها كركوك كانت قوية بما يكفي لجعل الأبنية تخض كأنها كاروك أطفال، وهو أمر غير معهود في العراق منذ عقود طويلة".

ويشاطر سلام محمد (45 عاماً) وهو أحد مواطني كركوك، ما ذهبت إليه أم محمود، لكنه يشير إلى أن "الكثير من سكان المحافظة سهروا عدة أيام، خوفاً من تكرار النشاط الزلزالي في المحافظة".

ويضيف محمد لـ"السومرية نيوز" قائلاً، إن "الله سبحانه وتعالى يريد تذكير البشر بأنه قادر على تدمير أي بقعة في الأرض إذا نسى أهلها أنفسهم ونسو الله واقتتل الإخوة بينهم"، مشيراً إلى أن "هناك أناس لا يعون الدين وينتهكون الحرمات".

الصفائح الأرضية تتصادم

مدير المراكز الخارجية في دائرة الأنواء الجوية والرصد الزلزالي عبد الكريم عبد الله التقي أكد في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "تلك الهزات تأتي ضمن النشاط الزلزالي على الشريط الحدودي بين العراق وإيران من جهة محافظة ديالى، وهي بخط متوازي يبدأ من منطقة بدرة في الكوت".

ويبين التقي أن "الهزات الأرضية في حدود إقليم كردستان ومناطق الشريط الحدودي الواقعة على خط زاكروس بدأت تنشط خلال الفترة الماضية، نتيجة التكسرات التكوينية، ما يؤثر على مناطق الشريط الحدودي".

ويؤكد أن "مراصد الزلازل سجلت خلال أيام الجمعة والسبت والأحد، أكثر من 8 هزات، أربع منها تجاوزت قوتها الـ 5 درجات على مقياس ريختر"، مبيناً أن "أقوى تلك الهزات، سجلت، أمس الأحد، وكانت بقوة 5،7، والأخرى حصلت مساء الجمعة بقوة 5،6، فضلاً عن أربع هزات ارتدادية بقوة ثلاث درجات في قضاء خانقين ومحافظة كركوك".

من جانبها توقعت المتخصصة بعلم الزلازل في دائرة الأنواء الجوية بكركوك سفانة عبد الكريم، "حصول هزة أعنف نتيجة استمرار النشاط الزلزالي الناجم عن تصادم الصفائح الأرضية في تركيا وإيران والعراق".

وتوضح عبد الكريم أن "مركز النشاط الزلزالي الأخير مركزه، منطقة قصر شيرين في إيران وتؤثر على قضاء خانقين وكركوك وبغداد وإقليم كردستان".

يشار إلى أن كركوك وبغداد وديالى ومعظم المحافظات العراقية، شهدت حصول سلسلة هزات أرضية أحس بها السكان وأثارت "استغرابهم" لأنهم لم يعتادوا على رؤية ما تسببه الهزات الأرضية إلا في وسائل الإعلام، كون العراق أمن تماماً وعلى مدى مئات السنين من مثل هذه الكوارث الطبيعية.

يذكر أن كركوك تعرضت لهزتين أرضيتين في يوم الجمعة (22تشرين الثاني الحالي)، واستمرت الهزات الارتدادية على مدى الأيام الثلاثة الماضية، حيث امتد تأثيرها إلى معظم من العراق، وأثارت الخوف في نفوس بعض الأهالي إلى درجة جعلت بعضهم ينامون في العراء كما حصل في قضاء خانقين قبل يومين. 


 

Opinions