Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

العراق يترنح بين أزمة تشكيل الحكومة وتصاعد العنف

18/04/2006

بغداد ـ وكالات الأنباء‏:‏
في الوقت الذي اعترضت فيه لائحة الائتلاف العراقي الموحد الشيعية علي ترشيح جبهة التوافق العراقية السنية لأمين عام الحزب الإسلامي العراقي طارق الهاشمي لشغل منصب رئاسة مجلس النواب العراقي‏,‏ توقع السفير العراقي لدي الولايات المتحدة سمير الصميدعي أن يخلف علي الأديب‏,‏ العضو في حزب الدعوة الشيعي‏,‏ إبراهيم الجعفري في منصب رئاسة الوزراء‏.‏
وفي بغداد‏,‏ قال محمود عثمان عضو التحالف الكردستاني إن الأزمة السياسية أصبحت أعمق بسبب عدم حل العديد من المشكلات‏,‏ موضحا أن أول هذه المشكلات هو عدم الاتفاق حول ترشيح الجعفري‏.‏ وأضاف عثمان أن المشكلة الأخري هي أن لائحة الائتلاف تعترض علي ترشيح طارق الهاشمي‏(‏ الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي‏)‏ لمنصب رئيس مجلس النواب‏,‏ وأكد وجود العديد من المشكلات الأخري لا يعرف كيف سيتم حلها قريبا‏.‏
وكان المتحدث الرسمي باسم جبهة التوافق السنية قد أكد أن مرشحي جبهة التوافق هم قيادات الجبهة الثلاثة عدنان الدليمي لمنصب نائب رئيس الجمهورية‏,‏ وطارق الهاشمي لمنصب رئيس مجلس النواب‏,‏ والشيخ خلف العليا لمنصب نائب رئيس الوزراء‏.‏
ومن جهة أخري‏,‏ أرجئ اجتماع مجلس النواب العراقي‏,‏ الذي كان مقررا انعقاده أمس الأول‏,‏ إثر فشل الكتل البرلمانية في التوصل لاتفاق سياسي حول تعيينات المناصب القيادية بالدولة‏.‏
وعلي الصعيد نفسه‏,‏ توقع السفير العراقي في الولايات المتحدة سمير الصميدعي مساء أمس الأول أن الأديب العضو في حزب الدعوة الشيعي قد يخلف إبراهيم الجعفري في منصب رئيس الوزراء العراقي‏.‏ وقال الصميدعي ـ في تصريحات أدلي بها لشبكة‏(‏ سي‏.‏ إن‏.‏ إن‏)‏ الإخبارية الأمريكية ـ إن هناك أسماء مطروحة لتشغل منصب رئيس الحكومة‏,‏ لكن الأوفر حظا هو علي الأديب الذي ينتمي لحزب الجعفري‏.‏
وشدد علي أن الحكومة التي ستتولي الأمور خلال الأعوام الأربعة المقبلة‏,‏ يجب أن تكون مقبولة من كل الأطياف في العراق‏.‏
وعلي صعيد متصل‏,‏ أعرب وزير خارجية العراق هوشيار زيباري عن أمله في أن تتشكل الحكومة العراقية الجديدة بنهاية أبريل الحالي‏.‏ وقال ـ في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية‏(‏ بي‏.‏ بي‏.‏ سي‏)‏ ـ إنه يدرك تماما نفاد صبر الجميع داخل البلاد وخارجها‏,‏ ويدرك أيضا أهمية الوقت‏,‏ لكنه أضاف‏:‏ لكي يكون واقعا في أمل تشكيل الحكومة بنهاية الشهر الحالي‏.‏
علي الاديب عضو حزب الدعوة الشيعي الذي توقع السفير العراقي لدي واشنطن ان يتولي رئاسة الحكومة العراقية
وفي الوقت نفسه‏,‏ نفي راسم العوادي المتحدث باسم القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق إياد علاوي ما تردد من أنباء عن إبرام القائمة العراقية لاتفاق سياسي مع الائتلاف الموحد‏,‏ يقضي بأن تسحب قائمة علاوي اعتراضها علي ترشيح الجعفري لرئاسة الوزراء مقابل الحصول علي دعم الائتلاف ـ أكبر الكتل النيابية ـ في ترشيح إياد علاوي لمنصب نائب رئيس الجمهورية‏.‏ وأعرب المتحدث ـ في تصريحات أدلي بها لهيئة الإذاعة البريطانية‏(‏ بي‏.‏ بي‏.‏ سي‏)‏ أمس عن أمله في أن ينجح الائتلاف خلال اليومين المقبلين في تسمية مرشحه‏,‏ والبدء في تشكيل الحكومة‏.‏
ومن جانبه‏,‏ حذر السيناتور الأمريكي جورن ألن عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري من احتمال أن يسهم عدم الإسراع في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة في تعقيد الوضع الأمني بالعراق‏.‏ وقال ألن ـ في حوار مع شبكة‏(‏ سي‏.‏ بي‏.‏ إس‏)‏ التليفزيونية الأمريكية ـ إن عدم الاستقرار في العراق يصب في مصلحة من سماهم الإرهابيين‏.‏ وأكد أن العراقيين لا يريدون حكومة علي غرار حكومة طالبان أو العودة إلي القمع الذي مارسه نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين‏.‏ وعلي الصعيد الأمني‏,‏ أعلنت الشرطة العراقية أمس أن قتالا عنيفا اندلع في منطقة الأعظمية التي تقطنها أغلبية سنية في العاصمة بغداد فجر أمس بين أفراد من الشرطة ومجهولين‏,‏ وذلك بعد أن هاجم مسلحون مركزا للشرطة‏.‏ وذكر شهود عيان أن الاشتباكات أدت إلي مقتل وإصابة العشرات‏.‏ وقال متحدث باسم الشرطة أنه تم إرسال تعزيزات من القوات الخاصة التابعة للشرطة‏,‏ لكن لم يتضح بعد الأطراف المشاركة في الاشتباكات‏,‏ وإن أشار شهود العيان إلي أنهم مسلحون سنة‏.‏ وأضاف أن القوات العراقية رافقتها أعداد من الميليشيات الشيعية‏,‏ وأن سكان الأعظمية حملوا السلاح لمنع الميليشيات الشيعية من الدخول إلي المنطقة‏.‏ وأضاف أن هناك جثثا في شارع عمر بن عبدالعزيز‏,‏ لكن قوات الشرطة لا تستطيع دخول المنطقة‏.‏ وذكر سكان المنطقة أن عربات الإسعاف هرعت إلي تلك المنطقة الشمالية‏,‏ ولم يتمكن أهالي المنطقة من الذهاب إلي وظائفهم‏,‏ وأغلقت المدارس أبوابها أمس‏.‏ ومن جانبها‏,‏ طالبت هيئة علماء المسلمين بالعراق الجامعة العربية والأمم المتحدة بوقف ما سمته المسلسل الإجرامي الآثم‏,‏ الذي تقوم به قوات الشرطة معززة بالميليشيات أمس في مدينة الأعظمية‏.‏ وشنت الهيئة‏,‏ في بيان لها‏,‏ هجوما حادا علي الحكومة العراقية والقوات الأمريكية‏,‏ قائلة إنه في الوقت الذي تتشح هذه الحكومة البائسة بالصمت علي ما يجري وتلتزم قوات الاحتلال الأمريكي والجيش العراقي الحياد وتكتفي بموقف المتفرج‏,‏ تتوالي التعزيزات لقوات الشرطة ومن معها من الميليشيات بما يوحي بوجود نية مبيتة لإلحاق أكبر أذي بهذه المنطقة‏.‏ وأشار البيان إلي أن قوات من الشرطة العراقية معززة بالميليشيات تقوم بمهاجمة الأعظمية ببغداد ومازالت الاشتباكات العنيفة مستمرة وسقط خلالها عدد من أهالي المنطقة بين قتيل وجريح‏.‏ كما ذكرت الهيئة أن القوات الأمريكية اعتقلت سيدة عراقية عندما داهمت منزلها في قرية الجدادة بمنطقة الرضوانية غرب بغداد‏,‏ وأطلقت الكلاب البوليسية التي هاجمتها بشراسة فمزقت ملابسها‏..‏ وأضافت الهيئة في بيان لها أن القوات الأمريكية اعتقلت بعد ذلك عراقيا وأبناءه الأربعة وأطلقت النار علي اثنين منهم‏,‏ مما أدي إلي إصابتهم بإصابات خطيرة‏,‏ وأشارت إلي أن الطائرات الأمريكية قامت بعد ذلك بقصف المنزل‏,‏ مما أدي إلي تدميره‏.‏ وفي بغداد‏,‏ أعلنت الشرطة العراقية أنه تم العثور علي‏12‏ جثة مصابة بأعيرة نارية وبدت علي بعضها آثار تعذيب في أماكن متفرقة من بغداد‏.‏ كما أعلن مصدر أمني عراقي أمس أنه تم العثور علي جثة شقيق رئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني‏(‏ سنية‏)‏ صالح المطلك بعد أن مر علي اختطافه أكثر من أسبوعين في بغداد‏.‏ وقال المصدر إن أقارب المطلك تعرفوا علي جثة الضحية‏,‏ كما قتل أربعة أشخاص من بينهم امرأة وأصيب خمسة آخرون بجراح عندما هاجم مسلحون حافلة صغيرة أمس في شمال شرق بغداد‏.‏ وفي كركوك‏,‏ أعلن ناطق باسم القوات المتعددة الجنسيات في المدينة أن قواته قتلت اثنين من المسلحين عندما كانا يحاولان زرع عبوة ناسفة علي الطريق الرئيسي جنوب بلدة الحويجة‏.‏ Opinions