العراق يترنح بين أزمة تشكيل الحكومة وتصاعد العنف
18/04/2006بغداد ـ وكالات الأنباء:
في الوقت الذي اعترضت فيه لائحة الائتلاف العراقي الموحد الشيعية علي ترشيح جبهة التوافق العراقية السنية لأمين عام الحزب الإسلامي العراقي طارق الهاشمي لشغل منصب رئاسة مجلس النواب العراقي, توقع السفير العراقي لدي الولايات المتحدة سمير الصميدعي أن يخلف علي الأديب, العضو في حزب الدعوة الشيعي, إبراهيم الجعفري في منصب رئاسة الوزراء.
وفي بغداد, قال محمود عثمان عضو التحالف الكردستاني إن الأزمة السياسية أصبحت أعمق بسبب عدم حل العديد من المشكلات, موضحا أن أول هذه المشكلات هو عدم الاتفاق حول ترشيح الجعفري. وأضاف عثمان أن المشكلة الأخري هي أن لائحة الائتلاف تعترض علي ترشيح طارق الهاشمي( الأمين العام للحزب الإسلامي العراقي) لمنصب رئيس مجلس النواب, وأكد وجود العديد من المشكلات الأخري لا يعرف كيف سيتم حلها قريبا.
وكان المتحدث الرسمي باسم جبهة التوافق السنية قد أكد أن مرشحي جبهة التوافق هم قيادات الجبهة الثلاثة عدنان الدليمي لمنصب نائب رئيس الجمهورية, وطارق الهاشمي لمنصب رئيس مجلس النواب, والشيخ خلف العليا لمنصب نائب رئيس الوزراء.
ومن جهة أخري, أرجئ اجتماع مجلس النواب العراقي, الذي كان مقررا انعقاده أمس الأول, إثر فشل الكتل البرلمانية في التوصل لاتفاق سياسي حول تعيينات المناصب القيادية بالدولة.
وعلي الصعيد نفسه, توقع السفير العراقي في الولايات المتحدة سمير الصميدعي مساء أمس الأول أن الأديب العضو في حزب الدعوة الشيعي قد يخلف إبراهيم الجعفري في منصب رئيس الوزراء العراقي. وقال الصميدعي ـ في تصريحات أدلي بها لشبكة( سي. إن. إن) الإخبارية الأمريكية ـ إن هناك أسماء مطروحة لتشغل منصب رئيس الحكومة, لكن الأوفر حظا هو علي الأديب الذي ينتمي لحزب الجعفري.
وشدد علي أن الحكومة التي ستتولي الأمور خلال الأعوام الأربعة المقبلة, يجب أن تكون مقبولة من كل الأطياف في العراق.
وعلي صعيد متصل, أعرب وزير خارجية العراق هوشيار زيباري عن أمله في أن تتشكل الحكومة العراقية الجديدة بنهاية أبريل الحالي. وقال ـ في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية( بي. بي. سي) ـ إنه يدرك تماما نفاد صبر الجميع داخل البلاد وخارجها, ويدرك أيضا أهمية الوقت, لكنه أضاف: لكي يكون واقعا في أمل تشكيل الحكومة بنهاية الشهر الحالي.
علي الاديب عضو حزب الدعوة الشيعي الذي توقع السفير العراقي لدي واشنطن ان يتولي رئاسة الحكومة العراقية
وفي الوقت نفسه, نفي راسم العوادي المتحدث باسم القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء السابق إياد علاوي ما تردد من أنباء عن إبرام القائمة العراقية لاتفاق سياسي مع الائتلاف الموحد, يقضي بأن تسحب قائمة علاوي اعتراضها علي ترشيح الجعفري لرئاسة الوزراء مقابل الحصول علي دعم الائتلاف ـ أكبر الكتل النيابية ـ في ترشيح إياد علاوي لمنصب نائب رئيس الجمهورية. وأعرب المتحدث ـ في تصريحات أدلي بها لهيئة الإذاعة البريطانية( بي. بي. سي) أمس عن أمله في أن ينجح الائتلاف خلال اليومين المقبلين في تسمية مرشحه, والبدء في تشكيل الحكومة.
ومن جانبه, حذر السيناتور الأمريكي جورن ألن عضو مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري من احتمال أن يسهم عدم الإسراع في تشكيل الحكومة العراقية الجديدة في تعقيد الوضع الأمني بالعراق. وقال ألن ـ في حوار مع شبكة( سي. بي. إس) التليفزيونية الأمريكية ـ إن عدم الاستقرار في العراق يصب في مصلحة من سماهم الإرهابيين. وأكد أن العراقيين لا يريدون حكومة علي غرار حكومة طالبان أو العودة إلي القمع الذي مارسه نظام الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين.
وعلي الصعيد الأمني, أعلنت الشرطة العراقية أمس أن قتالا عنيفا اندلع في منطقة الأعظمية التي تقطنها أغلبية سنية في العاصمة بغداد فجر أمس بين أفراد من الشرطة ومجهولين, وذلك بعد أن هاجم مسلحون مركزا للشرطة. وذكر شهود عيان أن الاشتباكات أدت إلي مقتل وإصابة العشرات.
وقال متحدث باسم الشرطة أنه تم إرسال تعزيزات من القوات الخاصة التابعة للشرطة, لكن لم يتضح بعد الأطراف المشاركة في الاشتباكات, وإن أشار شهود العيان إلي أنهم مسلحون سنة. وأضاف أن القوات العراقية رافقتها أعداد من الميليشيات الشيعية, وأن سكان الأعظمية حملوا السلاح لمنع الميليشيات الشيعية من الدخول إلي المنطقة. وأضاف أن هناك جثثا في شارع عمر بن عبدالعزيز, لكن قوات الشرطة لا تستطيع دخول المنطقة. وذكر سكان المنطقة أن عربات الإسعاف هرعت إلي تلك المنطقة الشمالية, ولم يتمكن أهالي المنطقة من الذهاب إلي وظائفهم, وأغلقت المدارس أبوابها أمس.
ومن جانبها, طالبت هيئة علماء المسلمين بالعراق الجامعة العربية والأمم المتحدة بوقف ما سمته المسلسل الإجرامي الآثم, الذي تقوم به قوات الشرطة معززة بالميليشيات أمس في مدينة الأعظمية. وشنت الهيئة, في بيان لها, هجوما حادا علي الحكومة العراقية والقوات الأمريكية, قائلة إنه في الوقت الذي تتشح هذه الحكومة البائسة بالصمت علي ما يجري وتلتزم قوات الاحتلال الأمريكي والجيش العراقي الحياد وتكتفي بموقف المتفرج, تتوالي التعزيزات لقوات الشرطة ومن معها من الميليشيات بما يوحي بوجود نية مبيتة لإلحاق أكبر أذي بهذه المنطقة.
وأشار البيان إلي أن قوات من الشرطة العراقية معززة بالميليشيات تقوم بمهاجمة الأعظمية ببغداد ومازالت الاشتباكات العنيفة مستمرة وسقط خلالها عدد من أهالي المنطقة بين قتيل وجريح. كما ذكرت الهيئة أن القوات الأمريكية اعتقلت سيدة عراقية عندما داهمت منزلها في قرية الجدادة بمنطقة الرضوانية غرب بغداد, وأطلقت الكلاب البوليسية التي هاجمتها بشراسة فمزقت ملابسها..
وأضافت الهيئة في بيان لها أن القوات الأمريكية اعتقلت بعد ذلك عراقيا وأبناءه الأربعة وأطلقت النار علي اثنين منهم, مما أدي إلي إصابتهم بإصابات خطيرة, وأشارت إلي أن الطائرات الأمريكية قامت بعد ذلك بقصف المنزل, مما أدي إلي تدميره.
وفي بغداد, أعلنت الشرطة العراقية أنه تم العثور علي12 جثة مصابة بأعيرة نارية وبدت علي بعضها آثار تعذيب في أماكن متفرقة من بغداد. كما أعلن مصدر أمني عراقي أمس أنه تم العثور علي جثة شقيق رئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني( سنية) صالح المطلك بعد أن مر علي اختطافه أكثر من أسبوعين في بغداد.
وقال المصدر إن أقارب المطلك تعرفوا علي جثة الضحية, كما قتل أربعة أشخاص من بينهم امرأة وأصيب خمسة آخرون بجراح عندما هاجم مسلحون حافلة صغيرة أمس في شمال شرق بغداد.
وفي كركوك, أعلن ناطق باسم القوات المتعددة الجنسيات في المدينة أن قواته قتلت اثنين من المسلحين عندما كانا يحاولان زرع عبوة ناسفة علي الطريق الرئيسي جنوب بلدة الحويجة.