العراق يحتج على قصف تركي لشمال العراق
09/06/2007 بغداد (رويترز) - اتهمت وزارة الخارجية العراقية تركيا يوم السبت "بقصف مركز" لشمال العراق الاسبوع الماضي مضيفة أنها سلمت مبعوث تركيا في بغداد رسالة احتجاج.
وذكر بيان لوزارة الخارجية أن القصف أحدث "أضرارا بالغة" في المنطقة بين محافظتي دهوك وأربيل في شمال العراق.
وقال متحدث باسم الوزارة ان القصف استمر ثلاث ساعات مساء يوم الاربعاء وصباح يوم الخميس.
وجاء في بيان وزارة الخارجية ان الهجوم "أدى الى احداث حرائق واسعة وأضرار بالغة في المنطقة والى بث الرعب بين المواطنين."
واضطرب أداء أسواق المال بعد ورود تقرير في وقت متأخر من مساء يوم الاربعاء بأن تركيا شنت عملية توغل كبيرة عبر الحدود في شمال العراق لسحق المتمردين الاكراد.
ونفت تركيا التقرير لكن مصدرا عسكريا قال ان القوات التركية نفذت عملية محدودة في توغل نادر في شمال العراق حيث يقال ان أربعة الاف من متمردي حزب العمال الكردستاني المحظور يختبئون.
وسلم وكيل وزارة الخارجية محمد الحاج حمود رسالة الاحتجاج التي دعت الى اجراء محادثات بين حكومتي البلدين الى المبعوث التركي في بغداد.
وأضاف البيان "مثل هذه النشاطات تقوض الثقة بين البلدين وتؤثر على أجواء الصداقة بين الحكومتين."
ودعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي والرئيس جلال الطالباني مرارا الى اجراء حوار مع تركيا في الايام الاخيرة لنزع فتيل التوتر المتزايد. ودعت واشنطن تركيا لعدم اللجوء لعمل عسكري من جانب واحد.
ومن المعروف أن جيش تركيا يقصف أحيانا أهدافا لحزب العمال الكردستاني داخل العراق كما ينفذ عمليات "مطاردة" محدودة عبر الحدود.
ولم يتسن على الفور الاتصال بوزارة الخارجية التركية للتعقيب. وعادة ما ترفض أنقرة التعقيب على تقارير بشأن أنشطة عسكرية على الحدود مع العراق او عبرها.
وسلمت رسالة الاحتجاج في الوقت الذي خرج فيه الاف من المتظاهرين الى الشوارع في جنوب شرق تركيا الذي تسكنه أغلبية كردية يوم السبت في مظاهرة ترعاها الدولة ضد أعمال العنف التي ينفذها انفصاليون في بلدة سيرناك على بعد 50 كيلومترا من الحدود العراقية.
وتزايد غضب تركيا بسبب الهجمات التي ينفذها حزب العمال الكردستاني على أراضيها وبسبب فشل القوات الامريكية في التصدي لمتمردي الحزب. وأرسلت أنقرة مزيدا من الدبابات والجنود الى المنطقة الحدودية مما أثار المخاوف من احتمال تنفيذ عملية توغل كبيرة نحو العراق.
وسبق أن قالت رئاسة أركان الجيش التركي أنها سترد على أي هجمات ينفذها حزب العمال الكردستاني ضد أهداف مدنية وعسكرية في تركيا.
لكن محللين يقولون ان احتمال شن عملية توغل واسعة النطاق ضئيل بسبب المخاطر السياسية والدبلوماسية والامنية.
وتلقي أنقرة باللوم على حزب العمال الكردستاني في مقتل أكثر من 30 ألف شخص منذ أن شن الحزب عام 1984 حملته المسلحة لاقامة دولة للاكراد في جنوب شرق تركيا