العراق يُرفد لبنان بـ75 طنّاً من المساعدات الإغاثية ومراكز لاستقبال النازحين عند الحدود
المصدر: القدس العربي
تتواصل الحملات الشعبية في العراق، لإغاثة الشعب اللبناني الذي يتعرض منذ أكثر من أسبوع إلى قصف إسرائيلي عنيف خلف أكثر من ألفي شهيد وجريح، وفيما بلغ حجم المساعدات الغذائية والطبية التي أرسلتها بغداد إلى بيروت أكثر من 75 طنّاً عبر جسور جوية وبرية قررت الحكومة العراقية افتتاحها منذ اندلاع الحرب، بدأت مؤسسات حكومية ودينية ومدنية بنصب مراكز استقبال اللاجئين اللبنانيين الفارين من الصراع، فضلاً عن معالجة الجرحى في المستشفيات العراقية.
وفي مطلع الأسبوع الماضي، أعلنت الحكومة عن جسر جوي وبري إلى لبنان وتقديم المساعدات الأغاثية والإنسانية له دعماً لشعبه في مواجهة العدوان الإسرائيلي.
وحسب الأمانة العامة لمجلس الوزراء، فإن 75 طناً من المساعدات والمستلزمات الطبية العراقية وصلت بالفعل إلى لبنان. وقال المتحدث باسم الأمانة حيدر مجيد للوكالة الرسمية، إن «العراق أكمل إيصال 75 طناً من المساعدات الطبية والعلاجية والإنسانية إلى لبنان عبر 5 طلعات جوية، تضمنت شحنة لوزارة الصحة وثلاث شحنات لهيئة الحشد الشعبي وواحدة لجمعية الهلال الأحمر».
وأضاف أن «العتبة الحسينية تستعد- خلال الساعات المقبلة- لإطلاق أول قافلة مساعدات برية إلى لبنان، وهي كبيرة جدا وتحتوي على أجهزة طبية ومعدات ومواد إغاثية».
ووفق المسؤول الحكومي العراقي فإن «هناك حملات في المحافظات لتجميع مواد غذائية إلى لبنان».
وسبق للزعيم الشيعي البارز علي السيستاني، أن دعا إلى إغاثة الشعب اللبناني ودعمه في مواجهة العدوان الإسرائيلي، كما تبنّت شخصيات سياسية ودنية أيضاً حملات مماثلة.
ويؤكد الأمين العام للعتبة الحسينية في كربلاء، حسن رشيد العبايحي، الاستمرار بتجهيز القوافل لإغاثة الشعب اللبناني، وذلك امتثالا وتنفيذا لبيان السيستاني.
وأوضح أن «العتبة الحسينية أرسلت قافلة إغاثية تضمنت مواد طبية طارئة للمستشفيات اللبنانية، إضافة إلى مواد غذائية جافة» مشيرا إلى أن العتبة «وضعت آلية لإستلام التبرعات بمختلف أنواعها استجابة لبيان المرجعية الدينية العليا في النجف، حيث بادرت إلى تشكيل اللجان، وإرسال أول قافلة إغاثية يوم الأربعاء الماضي، لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الشعب اللبناني الشقيق».
وأضاف أن «القافلة تضم مواد طبية طارئة، لحالات الطوارئ التي يتعرض لها الأخوة اللبنانيين خاصة الجرحى، وكذلك مواد غذائية جافة، وسترسل مواد طرية كاللحوم والأسماك وبيض المائدة وبقية منتجات الألبان وغيرها».
وأشار إلى أن «التبرعات سيتم استلامها من عامة المؤمنين الذين يبتغون تقديم التبرعات لدعم وإغاثة الشعب اللبناني، وقد حددنا آلية لاستلام هذه التبرعات وتحديد المواقع للاستلام في شارع الشهداء بالقرب من الصحن الحسيني، وتم تحديد أيضا التوقيتات، فضلا عن استلام التبرعات النقدية من خلال الأقسام المعنية كقسم الهدايا والنذور، وأيضا الاستلام المباشر في مخازن العتبة التي ستكون مفتوحة على مدار (24) ساعة».
وكان عبد المهدي الكربلائي، ممثل السيستاني في كربلاء، قد استقبل، نهاية الأسبوع الماضي، الجرحى اللبنانيين في مستشفى الإمام زين العابدين وسط كربلاء، ضمن وجبة أولى من الجرحى التي تستقبلها مستشفيات العتبة، على أن تكون هناك وجبات أخرى.
وحسب المسؤول في العتبة الحسينية، حيدر العبادي، فإن «مستشفيات العتبة الحسينية لديها تجربة كبيرة في التعامل مع الأزمات خاصة خلال الزيارات المليونية والمبادرات الكبيرة، حيث أن الكوادر مهيئة للتعامل مع مثل هذا الظرف الموجود في لبنان» مبينا أنه «بمجرد صدور بيان السيستاني بتقديم كل أنواع الدعم للشعب اللبناني الصامد، وجه الكربلائي بتوحيد جهود العتبة الحسينية وتسخيرها لهذا الغرض في المجال الطبي وغير الطبي».
وأضاف، أنه «في المجال الطبي فتحنا عدة قنوات تواصل، وهناك لجنة عليا للإغاثة في بيروت باشرت في شراء المعدات الطبية والأدوية لتوزيعها على المؤسسات التي تقدم الخدمات الطبية للجرحى، فضلا عن لجنة في كربلاء بمثابة مركز لاستلام التبرعات في المجال الطبي وشراء ما يمكن من أجهزة ومعدات طبية».
وأشار أيضاً إلى «اللجنة العليا للإغاثة في بيروت» بالإضافة إلى «دعم المستشفيات الموجودة هنا، وبعد أن أجرى القسم المالي في العتبة الحسينية التحويلات المالية إلى اللجان، وبعد شراء المعدات من العاصمة اللبنانية بيروت، شكلت فرق جوالة لممارسة ذات التجربة التي طبقت خلال زيارة الأربعين».
ويؤكد العبادي أن «هذه الفرق الجوالة زودت بحقائب إسعاف خاصة تحتوي على أدوية طوارئ وبعض الأدوية المزمنة، تذهب إلى المناطق التي فيها النازحون، إذ أن بعضهم لديهم أمراض مزمنة كالضغط والسكري والقلب».
ومن بين الإجراءات الإغاثية التي اتخذتها السطات العراقية والمؤسسات الدينية والاجتماعية، استقبال العائلات اللبنانية الفارة من مناطق النزاع.
وأعلنت جمعية الهلال الأحمر العراقي، نصب مراكز لاستقبال العوائل اللبنانية في منفذ القائم الحدودي مع سوريا.
وذكرت الجمعية، في بيان، أن «فرق الهلال الأحمر العراقي، قامت بنصب مراكز لاستقبال العوائل اللبنانية في منفذ القائم الحدودي».
وأضاف البيان، أن «هذه المراكز مجهزة بمستشفيات متنقلة وعيادات طبية وأطباء، فضلاً عن توفير محطات استراحة مجهزة لوجستيا للعائلات».
كذلك، كشفت العتبة العلويّة في النجف، عن استقبال العوائل اللبنانية النازحة جرّاء الظروف الصعبة التي يعاني منها لبنان نتيجة العدوان الصهيوني.
رئيس لجنة الإغاثة في العتبة سلام الجبوري، قال في بيان صحافي، إن «مجموعة من العوائل اللبنانية وصلت إلى النجف، وتم توفير أماكن إقامة لهم في فنادق العتبة العلويّة والمباشرة بتهيئة أربعة فنادق في المدينة القديمة، بالإضافة إلى أماكن الضيافة الأخرى، لاستيعاب الأسر المتضررة».
ولفت إلى أنه «في حال اكتظاظ الفنادق، سيتمّ استقبال العوائل في مدن الزائرين مثل مدينة الإمام الحسن ومدينة الإمام الرضا وقاعات صحن فاطمة الزهراء».
وأكّد الجبوري أنّ «العتبة تعمل على تجهيز أماكن الإقامة بالمعدّات الطبية والدوائية والغذائية لضمان تلبية احتياجات العوائل اللبنانية» منوهاً بأن «اللجنة الخاصّة بالإغاثة تواصلت مع أكثر من 100 عائلة، وتم استقبال عشرات العوائل منهم حتى الآن».
وانتشرت في شوارع العراق وتحديدا في مدن الكاظمية والنجف وكربلاء، خيام لجمع التبرعات لإغاثة الشعب اللبناني.
ورفعت الخيام لافتات تدعو المواطنين إلى التبرع بناء على دعوة السيستاني، كما رفعت المحال التجارية وعدد من المنازل في بغداد والمحافظات الأعلام العراقية واللبنانية والفلسطينية بناء على دعوة زعيم «التيار الوطني الشيعي» مقتدى الصدر، تضامناً مع ما يمر به اللبنانيون والفلسطينيون من جرائم قصف وقتل للأبرياء بواسطة آلة الموت الصهيونية.