العراق يسحب جميع الامتيازات من اللاجئين الفلسطينيين
المصدر: وكالة الرأي الفلسطينية للإعلام
اتخذت دوائر ومؤسسات حكومية عراقية، إجراءات جديدة بحق اللاجئين الفلسطينيين المشردين من النكبة 1948م، فيما دعت حركة حماس الحكومة العراقية إلى عدم الإضرار بهم والعمل على مساندتهم حتى عودتهم إلى ديارهم المحتلة.
وتشمل الإجراءات الجديدة : حجب البطاقة الغذائية الشهرية عن الفلسطينيين، والتي تمثل عصب معيشة العائلة في العراق، ومنع الحقوق التقاعدية للفلسطيني المتوفى، وحرمان ورثته من امتيازاته، فضلاً عن قرارات أخرى تتعلق بالطلاب، والتنافس على الوظائف والخدمات، وإعادة فرض رسوم الصحة والتعليم والخدمات المختلفة على الفلسطينيين.
كما تشمل حرمان اللاجئين الفلسطينيين من التقدم بطلبات للحصول على سكن ضمن المشاريع الحكومية، وحرمانهم من القانون (21) الخاص بتعويض ضحايا العمليات الإرهابية والأخطاء العسكرية التي ارتكبتها القوات الأميركية خلال احتلالها للعراق أو القوات العراقية، وهو ما يعني ضياع حقوق آلاف الفلسطينيين في العراق.
يأتي ذلك بعد نحو عام فقط من إقرار البرلمان العراقي نهاية عام 2017، القانون رقم (76) الذي ألغى القانون رقم (202) الذي نظّم وضع الفلسطينيين في العراق، إذ كان ينص على أنّ الفلسطيني يتساوى مع العراقي بأيّ شيء وكلّ شيء إلى حين تحرير كامل التراب الفلسطيني وعودته إلى وطنه، واستثنى القانون من ذلك حصوله على الجنسية أو تأديته خدمة العلم العسكرية.
وبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين في العراق سابقاً نحو 40 ألفاً، لكن بعد الاحتلال الأميركي عام 2003 قتل منهم المئات على يد القوات الأميركية ومليشيات عراقية، كما اعتقل مئات آخرون على يد القوات الأميركية والحكومية العراقية، تحت ذرائع مختلفة، ومات عدد غير قليل منهم داخل السجون.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحدّ، إذ أُخطر الآلاف منهم بالرحيل من العراق برسائل تهديد أرسلتها المليشيات، وحوصر الآلاف منهم، وغالبيتهم من النساء والأطفال بين عامي 2005 و2007 عند الحدود العراقية- السورية، والحدود العراقية- الأردنية، ورفضت دمشق وعمّان استقبالهم، كما رفضت بغداد إعادتهم مجدداً إليها، وتوفي عدد كبير منهم قبل أن تتبرع دول أجنبية، غالبيتها من أميركا اللاتينية، باستقبالهم برعاية من الأمم المتحدة، ما أدى إلى تراجع عددهم إلى نحو 6 آلاف لاجئ فقط كعدد كلي من أصل 40 ألفاً.
وأكد سفير السلطة في العراق، أحمد عقل، أن الحكومة العراقية طبقت إجراءاتها بحق اللاجئين الفلسطينيين الذين باتوا حاليا جزءاً من العرب والأجانب المقيمين في العراق وفق القانون الجديد.
ودعت حركة المقاومة الإسلامية، حماس، الحكومة العراقية، إلى عدم إدخال أي تغييرات على أوضاع الفلسطينيين في العراق.
وأوضح رئيس دائرة شؤون اللاجئين في حماس، د. عصام عدوان، في بيان، أمس، أن سحب الامتيازات من اللاجئين الفلسطينيين سيلحق الضرر بحقوقهم، معربا عن أمله بالاستمرار في تطبيق القرار (202) على الفلسطينيين وعدم شمولهم بالقرار (76) لعام 2017م.
وأشار عدوان إلى أن الحكومة العراقية رفضت عام 1950 استلام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، "أونروا" مهمة تقديم الإغاثة والتشغيل لفلسطينيي العراق على أساس أن الدولة العراقية ستقوم بالواجب على أكمل وجه. "وهو دورٌ مقدَّرٌ للعراق، ونأمل بالاستمرار فيه".