العراق يعالج تحديات عملية إعادة مواطنيه من مخيم الهول في سوريا
المصدر: ديارنا
خالد الطائي
على الرغم من عودة قرابة الـ 5000 عراقي من مخيم الهول في سوريا خلال العامين الماضيين، لا تزال عمليات إعادة النازحين إلى ديارهم بطيئة وسط المناشدات الداعية للإسراع في إنجازها.
وقالت السلطات العراقية إنها ملتزمة بالعمل على إعادة جميع المواطنين العراقيين من المخيم بأسرع وقت ممكن ذلك أن المسألة "تمس الأمن الوطني في الصميم"، مشيرة في الوقت عينه إلى أن التحديات لا تزال قائمة.
يذكر أن المخيم الذي يديره الأكراد في محافظة الحسكة يضم أكثر من 50 ألف شخص، بينهم أقارب لمقاتلين يشتبه بانتمائهم إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وإن أكثر من نصف سكان المخيم على الأقل هم من الجالية العراقية.
وفي حديث للمشارق، قال مدير إعلام وزارة الهجرة العراقية علي جهانكير إن العراق اعتمد إجراءات أمنية صارمة لضمان أن الأشخاص العائدين غير منتمين لداعش، وهو ما تسبب بتأخير في عملية إعادتهم إلى ديارهم.
وبمجرد إعادتهم إلى البلاد، ينقل العراقيون مباشرة إلى مخيم الجدعة جنوبي الموصل حيث يتلقون الإغاثة الطارئة والرعاية الطبية ويخضعون لبرامج إعادة تأهيل من شأنها تسهيل إعادة اندماجهم في المجتمع.
وذكر جهانكير أن التحديات لا تزال قائمة في تلبية متطلبات إعادة تأهيل أعداد كبيرة من الأفراد الواصلين من مخيم الهول في الوقت عينه.
وأوضح أن مخيم الجدعة هو حاليا المخيم الوحيد الذي يضم مركزا لإعادة التأهيل وخصص لتقديم خدمات الصحة البدنية والنفسية للعائدين من الهول.
تحديات أمنية
وحتى اليوم، تفاعل أكثر من نصف العائدين من الهول بصورة إيجابية مع برامج إعادة التأهيل التي تقدم في الجدعة بدعم من الأمم المتحدة، وأعيد دمجهم في مجتمعاتهم السابقة.
وخلال زيارته للعراق في آذار/مارس، أشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بجهود العراق في مجال إعادة مواطنيه إلى الوطن، وشجع السلطات العراقية على مواصلة العمل من أجل تسريع الاندماج المجتمعي للعائدين.
وأكد التزام الأمم المتحدة الكامل ودعمها لما أسماه "هذا الجهد الحيوي".
وبدورها، أصدرت وزارة الخارجية الأميركية بيانا يوم 23 آذار/مارس بمناسبة الذكرى الرابعة لهزيمة داعش في العراق وسوريا، جددت فيه التزامها بتحديد ودعم الحلول لعشرات الآلاف من الأشخاص الذين لا يزالون في مخيمي الهول وروج.
ويضم مخيم روج نساء وأطفالا أجانب يتحدرون من عدد من البلدان.
وجاء في البيان "نحن مستعدون لمساعدة الدول الأخرى بما يتعلق بالخدمات اللوجستية لإعادة الأفراد إلى الوطن ومشاركة خبراتنا في تسهيل إعادة تأهيلهم وإدماجهم ومقاضاتهم في الوقت المناسب".
وفي هذا السياق، قال النائب في البرلمان العراقي شريف سليمان للمشارق إن "ملف إرجاع العراقيين من مخيم الهول لا يزال يثير هواجس أمنية لدى كثيرين رغم أن لا أحد يعارض أي خطوة إنسانية تتخذ".
وشدد على أهمية أن تتخذ إجراءات الأمن والتدقيق في عملية إعادة التأهيل.
والعام الماضي في أعقاب تصاعد عمليات القتل والخطف داخل المخيم، قادت قوات سوريا الديموقراطية وقوات الأمن الداخلي الكردية (الأسايش) حملة واسعة لتطهير الهول من خلايا داعش.
واكتشفت القوات الأمنية أن خلايا داعش كانت تستخدم الخيم في المخيم لتدريب الأطفال على حمل السلاح واستخدامه ونشر الفكر الإرهابي.
واستخدمت بعض الخيم كـ "محاكم شرعية"، حيث اعتقل المتطرفون السكان المعارضين لداعش وعذبوهم.
وعثر خلال الحملة الأمنية على أدوات تعذيب، بالإضافة إلى عبوات ناسفة وهواتف وأجهزة كمبيوتر محمولة تابعة للتنظيم.
ملاحقة خلايا داعش
وتواصل قوات سوريا الديموقراطية ملاحقة خلايا داعش داخل المخيم بدعم من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة.
وفي 2 أيار/مايو الجاري، اعتقلت قوات سوريا الديموقراطية 5 نساء من جنسيات مختلفة بتهمة الانتماء لداعش، بحسب ما أورده المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ونفذت قوات سوريا الديموقراطية أيضا عمليات تمشيط لتأمين البلدات والقرى القريبة من مخيم الهول.
وفي أحدث عملياتها التي جرت في 1 أيار/مايو، نفذت وحدات خاصة من قوات سوريا الديموقراطية مدعومة بغطاء جوي أمنه التحالف الدولي، غارة على بلدة الهول في الريف الشرقي لمدينة الحسكة.
وقال المركز الإعلامي لقوات سوريا الديموقراطية في بيان إن العملية أسفرت عن اعتقال عنصرين من داعش اتهما بتهريب الأسلحة إلى خلايا التنظيم في المخيم.
وكان المعتقلان يهربان أيضا عناصر داعش بصورة نشطة من المخيم ويسهلون نقلهم إلى مناطق أخرى.