العراق يندمج بنظام الطيران الدولي بأحدث 30 طائرة من الجيل المقبل
في خطوة عملية تعيد الحياة إلى خطوطه الجوية بعد 10 سنوات من التلكؤ والمشاكل، فقد تسلم العراق اليوم الأربعاء في احتفالية رسمية أول طائرة من 30 أخرى من الجيل المقبل تعاقد على شرائها من شركة بوينغ الأميركية بكلفة 5.5 مليارات دولار سيجري تسلمها تباعًا حتى عام 2017.
أسامة مهدي: تسلم العراق اليوم الأربعاء أول طائرة من طراز الجيل المقبل من نوع بوينغ (737- 800) لتعزيز أسطول خطوطه الجوية، وهي الأولى من أصل 30 طائرة كانت قد طلبتها الشركة العراقية خلال عام 2008 مع 10 طائرات أخرى بكلفة 5.5 مليارات دولار.
وأكد وزير النقل العراقي هادي العامري خلال احتفال رسمي بهذه المناسبة في مطار بغداد الدولي غرب العاصمة أن طائرات الجيل المقبل 737- 800 ستلعب دورًا رئيسًا في تعزيز جهود العراق لتحديث أسطوله الجوي والاندماج ضمن نظام الطيران التجاري الإقليمي والدولي. وافتتح العامري ثلاثة أنفاق حديثة داخل المطار لتسهيل انسيابية الحركة بداخله.
وكان تنفيذ عقد شراء هذه الطائرات قد تعرّض للتوقف بسبب الدعوى القضائية للخطوط الجوية الكويتية ضد نظيرتها العراقية، لكنه تم استئناف العمل به بعد تسوية هذا الملف، حيث أكد العراق في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي أن خطوطه الجوية قد بدأت تستعيد عافيتها بعد إسقاط الديون الكويتية عنها. وكان مجلس الأمة الكويتي أقرّ في 22 كانون الثاني (يناير) الماضي بالغالبية على اتفاقية تصفية ديون الخطوط الجوية العراقية، التي قامت بدفع نصف مليار دولار لنظيرتها الكويتية، لإنهاء خلاف عمره 22 عامًا بين شركتي الطيران في البلدين.
طائرات أخرى تنتظر التسليم
مع عملية التسليم هذه، تبلغ حاليًا الطلبيات التراكمية للخطوط الجوية العراقية 39 طائرة بوينغ قيد التسليم، تشمل 29 طائرة من طراز الجيل المقبل 737- 800، و10 أخرى من طراز 787 دريملاينر بقيمة 5.5 مليارات دولار.
من جانبه، قال مارتي بينتروت، نائب الرئيس لمبيعات الطائرات التجارية لمنطقة الشرق الأوسط وروسيا وآسيا الوسطى في شركة بوينغ "تشكّل هذه الخطوة إنجازًا تاريخيًا لعلاقتنا مع الخطوط الجوية العراقية ودليلًا على القيمة الكبيرة التي ستقدمها طائرات الجيل المقبل 737-800 لأسطولها.
وأكد: "إننا في شركة بوينغ فخورون بالثقة التي تضعها الخطوط الجوية العراقية في منتجاتها، ونتطلع قدمًا إلى مواصلة تعزيز هذه العلاقة لتلبية احتياجات الطيران التجاري للخطوط الجوية العراقية في المستقبل".
وأوضح معاون مدير عام الخطوط الجوية العراقية مجيد العامري بالقول إن هذه الطائرة المستلمة اليوم تمثل أول واحدة من صفقة تضم 30 طائرة، سيتم استلامها تباعًا لغاية عام 2017. وأشار إلى أن هذا النوع من الطائرات يعتبر ذا مواصفات حديثة وتكنولوجيا متطورة، ويحتوي على 12 مقعدًا درجة ممتازة، و150مقعدًا سياحيًا، وهي تمثل جزءًا من برنامج مهم، بدأته الخطوط الجوية العراقية بإضافة طائرات حديثة من نوع بوينغ، وإيرباص، بما يجعلها في طليعة الشركات المتقدمة في هذا المجال.
وأضاف أن هناك خطوات مهمة ستقوم بها الشركة انسجامًا مع التطور الكبير في عملها، منها افتتاح العديد من المكاتب خارج العراق، وتعيين أكثر من 200 مضيف ومضيفة، وفتح دورات تطويرية للطيارين والمهندسين الجويين، ودورات خاصة للطيارين الجدد، إضافة إلى تسيير رحلات بخطوط إضافية إلى العديد من دول العالم.
كما تعتزم الخطوط العراقية التعاقد مع شركة فرنسية لتجهيزها بثلاثة رادارات للمراقبة بكلفة 32 مليار دينار (حوالي 30 مليون دولار) لغرض مراقبة حركة الملاحة الجوية في عموم البلد. وستقوم الشركة بنصب هذه الرادارات في ثلاث مناطق هي: الغربية والموصل والنجف، حيث كانت الوزارة قد نصبت في وقت سابق رادارين في كركوك الشمالية والبصرة الجنوبية.
وتعتبر الخطوط الجوية العراقية أكبر خطوط للملاحة الجوية في العراق، وهي عضو في الاتحاد العربي للنقل الجوي، وتأسست عام 1937 من قبل جمعية الطيران العراقية، وكانت تستخدم في بداية نشأتها الطائرات البريطانية. وفي السبعينيات سمحت الولايات المتحدة لطائرات الخطوط الجوية العراقية باستعمال مطار جون كينيدي العالمي في نيويورك. ولدى تأسيسها فقد تمكنت الخطوط العراقية من شراء ثلاث طائرات بريطانية وصلت إلى بغداد في مطلع عام 1938، وباشرت رحلاتها إلى كل من إيران وسوريا.
الحروب أعاقت تطور الخطوط العراقية
لم تؤثر حرب الخليج الأولى مع إيران بين عامي 1980 و1988على رحلات الخطوط الجوية العراقية، ولكن بعد حرب الخليج الثانية التي أعقبت احتلال العراق للكويت في صيف عام 1990، توقفت الرحلات بصورة شاملة، نتيجة فرض الحصار الدولي على العراق من قبل الأمم المتحدة.
وقبل غزو العراق 2003، كان العراق يمتلك 17 طائرة لنقل المسافرين، وتم نقل معظمها إلى أماكن سرية أو دول مجاورة، مثل الأردن وتونس وإيران. وبعد الغزو، وتحديدًا في 30 أيار (مايو) عام 2003 قررت الخطوط الجوية العراقية مزاولة رحلاتها العالمية. وكانت أول رحلاتها في 3 تشرين الأول (أكتوبر) عام 2004 من بغداد إلى عمّان عاصمة الأردن، وفي 6 تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2004 تمت رحلة بين بغداد وطهران.
ومنذ آب (أغسطس) عام 2005 قامت الخطوط الجوية العراقية برحلات إلى دمشق وعمّان والكويت وبيروت والقاهرة وطهران ومشهد ودبي وإسطنبول وأنطاليا وستوكهولم وكوبنهاغن ودوسلدورف وجدة وأثينا وكراتشي والمنامة وفرانكفورت ولندن، إضافة إلى الرحلات الداخلية بين المدن الرئيسة الكبيرة في العراق، مثل بغداد والبصرة والموصل والنجف وأربيل والسليمانية.
وتمتلك الخطوط الجوية العراقية في الوقت الحالي 20 طائرة بوينغ 727-200 وبوينغ 737- 200 وبوينغ 767- 200 وبومبارديه CRJ900. وفي عام 2008 قامت الحكومة العراقية بالتعاقد مع شركة بوينغ لشراء 40 طائرة جديدة من طرازيها الجديدين 737 و787 دريملاينر مع حق شراء 15 طائرة إضافية، على أن يبدأ تسليمها خلال عام 2013، وبقيمة كليّة للعقد بلغت 5.5 مليارات دولار.
كما وقّعت عقدًا مع شركة بومباردييه الكندية لشراء 10 طائرات من طراز CRJ900 ذات الحجم المتوسط أو الإقليمي مع حق شراء 10 طائرات أخرى مستقبلًا. وقد بدأ تسليم أول طائرة من طراز بومبارديه CRJ900 آتية من زيورخ إلى مدينة أربيل في تشرين الأول (أكتوبر) عام 2008.