Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

العراقيات يمزقن ثوب العبودية ويستعدن للمعركة الفاصلة

لم تكن زميلتي في العمل هي المحجبة الوحيدة في المؤسسة بل ان معظم الموظفات كن من المحجبات ،اما غير المحجبات فكن حالات خاصة بين النساء ،اما بين المتزوجات فكن حالات استثنائية ورغم ان لم اكن يوما مقتنعا ان ما يلبسونه عن قناعة الا اني لم اكن احاول فتح موضوع الملابس والحجاب بشكل خاص لاني كنت احس انهم لم يكونوا يرحبون بفتح هذا الموضوع معي انا التقدمي الوحيد في تلك المؤسسة والحقيقة ان ما كان يثير غرابتي ليس الحجاب بالضبط بل اللبس الذي كان يرافق الحجاب حيث كانت معظم النساء المحجبات يلبسن ملابس طويلة الى الارض وبنفس الوقت لا تلامس الارض وذلك بإرتداء احذية تفصلهم عن الارض بضعة سانتمترات ويبدو ان صناع الاحذية انتبهوا لحاجة المحجبات الى مثل تلك الاحذية فقاموا بصناعة الكثير منها حيث اني كنت استغرب هل ان نساء مثقفات مثلهم فعلا يعتقدن ان هناك ضرر ان ظهرت اقدامهم ام جزء من سيقانهم وهل فعلا يعتقدن ان الجسد هو شيء نجس لهذه الدرجة . الحقيقة لم يكونوا يعتقدون كذلك فمن حديثي معهم اكتشفت انهم ليس بتلك الدرجة من التخلف بل ان هناك تيار فكري يضغط عليهم ليكونوا هكذا فمعظم ما كانوا يلفون به نفسهم لم يكن بدافع القناعة (على الاقل بين المثقفات) بقدر ما كان بدافع الضغط المسلط عليهم من قبل المجتمع والحكومة بشكل غير مباشر ويبدو ان تأثير الحكومة الخفي اقوى من تأثير المجتمع الظاهر حيث ما ان سقط النظام حتى سقطت الاليات الخفية التي كان يستعملها للضغط على النساء حيث بدأت المحجبات بثورتهم للتخلص من ملابس العبودية التي فرضت عليهم فلم تعد المحجبات يمتنعن عن لبس الجينس مثلا وهو ما كان يعتبر قبل السقوط من المحرمات، كما لم يعودوا يقيسون لحد المليم طول البستهم بل اعطوا الحرية لاقدامهم وسيقانهم لتنعم بضوء الشمس مرة ثانية اما عن الحجاب نفسه فلم يسمحوا له بأن يبقى ملتفا على رقبتهم كالحية الملتفة على فريستها بل فكوا طوقه وسمحوا للريح بأن تلعب نسائمها بخصلات شعرهم مرة ثانية وهكذا يتاكل الحجاب وما يتبعه كل يوم عند العراقيات المثقفات وانا بإنتظار اليوم الذي سيرمونه نهائيا في اتون النار الى الابد .

ان هذا يقودنا الى استنتاج ان المجتمع وحده غير قادر على اخضاع المرأة المثقفة بدون مساعدة من الحكومة فأنا برأيي لو ان الحكومة المقبلة تركت النساء بحالهم واهتمت بأمور اهم اعادة نظام العبودية للمرأة لاستطاعت المرأة العراقية بأقل من ثلاث سنين (برأيي) ان تساوي نفسها مع باقي النساء في العالم المتحضر من حيث الحقوق والحريات.

اعتقد ان المعركة الحقيقية للمرأة ستبدأ بعد تشكيل الحكومة المقبلة لان وقت المجاملات وضبط النفس قد انتهى وسيظهر كل طرف على حقيقته، لان الانتخابات قد انتهت والدستور قد كتب ووصلنا الى مرحلة التطبيق وهنا ستسن القوانين ويعاد تشكيل الثقافة العراقية بما ستراه الاطراف العراقية مناسب وسيكون على القوى الديمقراطية واللبرالية مراقبة كل ما يحدث للتنبيه على اي محاولة للالتفاف على الديمقراطية او قوانينها .

من هنا ادعو جميع النساء المثقفات و المنظمات النسوية الى الاستعداد للمعركة الفاصلة التي برأيي لو اجتزتموها فلن يكون النصر عليكم سهلا بعدها Opinions