العسكرى : طفرة نوعية كبيرة لتدعيم الجيش العراقى الجديد فى 2007
04/01/2007أصوات العراق/
قال العميد محمد العسكرى المتحدث بإسم وزارة الدفاع العراقية اليوم الخميس إن العام الحالى سيشهد طفرة نوعية كبيرة لتدعيم الجيش العراقى الجديد من بينها 16 طائرة مقاتلة ستصل خلال الأشهر القادمة وأربعة آلاف ناقلة أشخاص مدرعة و 1800 عجلة (همفى) أمريكية.
وأوضح العسكرى فى حديث مع وكالة أنباء (أصوات العراق) المستقلة بمناسبة ذكرى تأسيس الجيش العراقى التى توافق السادس من كانون الثانى يناير من كل عام أن "الحكومة العراقية تبذل جهودا كبيرة لتسليح وتجهيز الجيش باسلحة ومعدات حديثة ومتطورة، وأن العام الحالي الجديد سيشهد طفرة نوعية كبيرة في مجال التسليح والتجهيز ورفع القوة القتالية للجنود."
وأكد أن "الجيش العراقي الجديد بحالة نمو وبناء بعد أن أصبح قوامه عشرة فرق عسكرية." مشيرا إلى أن وزارة الدفاع "استحدثت فرقتين اخرتين ليكون قوامه 12 فرقة." وأِشار إلى أن "الاسلحة والمعدات تتوافد الى العراق، وهي متنوعة برية وجوية وبحرية." وقال ان "16 طائرة مقاتلة ستصل الى العراق خلال الاشهر القليلة المقبلة ،وهي مساعدات من وزارة الدفاع الامريكية , وان هناك عقودا لشراء اربعة الاف ناقلة اشخاص مدرعة و1800 عجلة امريكية نوع (هفمي) واسلحة اخرى متنوعة من بولندا ودول أوربية اخرى.", مشيرا الى ان "عمليات التدريب والاعداد مستمرة لقوات الجيش."
من جهته ، قال الفريق الركن المتقاعد وعضو مجلس النواب عن كتلة التوافق العراقية عبد مطلك الجبوري بهذه المناسبة " إن الظروف التي احاطت بالجيش العراقى تتطلب حرية القرار و الاعتماد على الخبرات العسكرية العراقية ,حيث ان من اساسيات اعادة بنائه إعادة خدمة العلم، واعادة مراسم رفع العلم العراقي، واعادة مؤسساته الاساسية مثل الكليات العسكرية وكلية الاركان ومراكز التدريب لكافة الصنوف."
وأضاف لـ(أصوات العراق) ان "الجيش يجب ان يكون بعيدا عن الحزبية والطائفية، وتكون قراراته ذاتية واوامره من قادته، ويجب ان يكون فوق الميول والاتجاهات كما قال من قبل الزعيم عبد الكريم قاسم، ويجب ان يبدأ بنائه من القمة لا من القاعدة حيث يقوم وزير الدفاع او رئيس اركان الجيش بعملية البناء."
وتابع الجبوري "الجيش يجب ان تكون مهمته الاساسية حماية حدود العراق لا أن يقوم بعمليات عسكرية داخلية هي بالاساس من مهام قوات الامن الداخلي والشرطة , لان كل دول العالم لديها جيوش تقتصر مهامها على حماية البلد من المخاطر الخارجية وتدافع عن حدوده واراضيه وتشارك في مهمات خاصة في حالة الكوارث الطبيعية."
ويقول الفريق الاول الركن نجيب الصالحي، امين عام حركة الضباط والمدنيين الاحرار إن "الجيش العراقي يحتاج الى تدريب وتسليح وتجهيز ليكون جيشا متكاملا من حيث العدة والعدد، ولكن الامر يحتاج الى وقت طويل والى سياسة مستقرة، كما يحتاج الى مبالغ كبيرة تساعد في تجهيزه تسليحه."
ويضيف الصالحي الذى يشغل في ذات الوقت رئيس لجنة الجيش العراقي والكيانات المنحلة التي تمخضت عن مؤتمر المصالحة الوطنية الذي عقد في بغداد مؤخرا "ان الجيش العراقي يحتاج لتجهيز مؤسسلاته وقوته الجوية والبحرية اضافة لقواته البرية , ويجب ان يكون تسليحه حديثا ، وعدم الاستعانة بالاسلحة والمعدات القديمة لان جيوش العالم في حالة تطور دائم."
ورأى ان "الجيش العراقي الجديد يحتاج الى مهارات قتالية وميدانية عالية تمكنه من انجاز مهماته العسكرية ، ولا بأس في الاعتماد على الخبرات العسكرية العراقية وقادة الجيش العراقي السابق خصوصا في مجالات التدريب , كما يمكن الاعتماد على خبرات القوات المتعددة الجنسيات."
وتأسس الجيش العراقي فى عام 1921 من القرن الماضي في اعقاب تولي الملك فيصل الاول زمام الحكم في العراق بعد ثورة العشرين الشعبية التي طردت الجيش الانجليزي من العراق .
وأعلن عن تأسيس اول فوج سمي بفوج "موسى الكاظم" في 6 كانون الثاني يناير عام 1921 .
وعلى الرغم من أن تأسيس الجيش العراقي تم بعد تشكيل الحكومة المؤقتة عام 1921 ، إلا أن بلاد ما بين النهرين عرفت الجيش المحترف في ظل الحكم العثماني حيث كانت بغداد مقرا لجيش عثماني كبير يخضع مباشرة إلى الحكم في اسطنبول، ولعب هذا الجيش دورا أساسيا في فرض سيطرة الدولة على ولايات الموصل وبغداد والبصرة للحيلولة دون نجاح الحركات الاستقلالية .
وقد حظي جيش العراق باهتمام الدولة حينذاك، فأنشأت المدارس العسكرية ومدرسة لتدريب الضباط ،وتم قبول العديد من أبناء الولايات الثلاث في الكلية الحربية في اسطنبول ، وبلغ بعضهم رتبا عاليه في الجيش العثماني وتقلدوا مناصب كبيرة نتيجة كفاءتهم ومقدرتهم العسكرية.
واسهمت ثورة العشرين في تغيير استراتيجية الإمبريالية البريطانية الخاصة بالعراق من استعمار مباشر إلى استعمار غير مباشر، وذلك خلال تأسيس المملكة الهاشمية في العراق عام 1921، بقيادة الملك فيصل الاول، وتكوين الدولة العراقية الحديثة، في ظل تراجع الحركة القومية العربية عن تحقيق أهدافها وبخاصة هدف الوحدة العربية.
وقضت ثورة 1958 بزعامة عبد الكريم قاسم على الحكم الملكي، وعصفت بحلف بغداد، وانتقلت طبيعة الجيش العراقي من جيش محترف إلى جيش عقائدي تحكمه أيدولوجية الحزب الحاكم.
وعرف حكم صدام حسين فى الفترة من 1968 الى 2003 بالدور الأساسي الذي منحه إلى قوات الحرس الجمهوري والتوسع في (تبعيث) الجيش على مستوى الضباط وضباط الصف والجنود بشكل عام، وتسليم مسئولية قيادة الفرق والفيالق والمفاصل المهمة في الجيش والدوائر الأمنية بشكل عام إلى ضباط بعثيين أحداث ، لم تكن لديهم الخبرة القيادية الكافية سعيا منه للتخلص من تهديدات الانقلاب والتمرد.
وفي عام 1980 دخل الجيش العراقي في حرب استمرت ثمانية اعوام مع ايران بعد نجاح الثورة الاسلامية هناك والقضاء على شاه ايران, ووقعت خلال هذه السنوات معارك طاحنة بين الطرفين وقعت خلالها الكثير من الخسائر البشرية والمادية.
وفي الثاني من اب اغسطس 1990 اجتاحت القوات العراقية الكويت , واعلنت الحكومة العراقية في حينها ضم الكويت الى العراق، وبعد خمسة اشهر قامت قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة الامريكية بشن هجوم عنيف، وسميت معركته في حينها" عاصفة الصحراء" واجبرت الجيش العراقي على الانسحاب من الكويت .
وعلى الرغم من كل المحاولات لاعادة بناء الجيش على ماكان عليه، إلا ان الحكومة فشلت , حتى بدأت حرب الخليج الثانية بقيادة الولايات المتحدة للاطاحة بحكم صدام عام 2003 , وأعلن الحاكم المدني للعراق وقتها بول بريمر حل الجيش العراقي وتاسيس جيش جديد اطلق عليه يعد تولي اول حكومة مؤقتة بزعامة الدكتور اياد علاوي في اعقاب احتلال العراق "الحرس الوطني."