العلاقات الجنسية المحرمة والمخدرات هما منبع الإيدز
11/05/2009شبكة اخبار نركال/NNN/الموصل/
يبلغ العدد الإجمالي للمصابين بمرض فقدان المناعة المكتسبة ( الإيدز ) على مستوى العالم 36 مليون شخص بينهم 1.5 مليون طفل دون الخامسة عشرة بينما بلغ عدد وفيات المرض منذ اكتشافه بحدود 21 مليون شخص بحسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية , والإيدز يعد اكبر مشكلة صحية تواجه البشرية ورغم كل الجهود المبذولة للحد من انتشاره إلا ان أعداد المصابين به في تزايد مستمر ويقدر ان هناك 1600 إصابة جديدة بالمرض كل يوم , وفي أفريقيا وصل عدد المصابين بحدود 17 مليون شخص , أما في بلدنا فما زالت عدد حالات الإيدز محدودة جدا ولكن ذلك لا يعني اننا بعيدون عن الخطر , فالأرقام التي أعلنتها وزارة الصحة تشير إلى ان هناك بضع عشرات من الإصابات نتجت اغلبها بسبب مصول دم ملوثة استوردت بثمانينيات القرن الماضي ,
ان أسئلة مثل ماذا يعني الايدز ؟ وما هي العوامل التي تسبب المرض ؟ وكيف تنتقل العدوى ؟ هي حقائق لا بد أن يعرفها جميع شرائح المجتمع لان المعرفة الصحيحة هي الخطوة الأولى للوقاية من هذا المرض الفتاك ,
اكتشاف المرض
تم التعرف على مرض الإيدز للمرة الأولى عام 1981 في أمريكا وابلغ عن وجود المرض في بلدان أوربية في عامي 1982 -1983 واكتشفت مسبباته الفايروسية عام 1984 وأقيمت الفحوصات المختبرية التشخيصية عام 1985 ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم تقام البحوث والاختبارات في محاولات جادة لإيجاد دواء ينقذ حياة الملايين دون جدوى , فالمرض الذي كان محصورا في البداية ضمن فئة من الأشخاص الذين يمارسون الشذوذ الجنسي وتعاطي حقن المخدرات بدأ يتفشى ويصيب أطفالا وفئات اجتماعية أخرى وأصبح عدد الضحايا يزداد بصورة مرعبة وينتشر بسرعة كبيرة وبدأ بالظهور في آسيا وأفريقيا وسرعان ما تطاير شروره الى كافة أنحاء العالم خلال بضع سنين ,
الدكتور وليد المولى اختصاصي أمراض الدم يعرّف مرض الايدز بالقول : هو متلازمة عوز المناعة المكتسب ويعني عدم قدرة الجسم على الدفاع ضد الجراثيم ومسببات الأمراض المختلفة حيث يعمل فايروس المرض على تعطيل جهاز المناعة بصورة تدريجية عندما يدخل جسم الانسان , وعن طرق العدوى يوضح الدكتور المولى للمدى " أهم طريقة لانتقال العدوى هي الممارسات الجنسية الشاذة ف 95% من الإصابات هي نتيجة إذا كان احد الطرفين يحمل الفايروس فانه ينتقل أثناء الممارسة الجنسية إلى الطرف الآخر , أما الحالة الثانية للعدوى فهي عن طريق نقل الدم الملوث ونسبتها لا تتعدى ال 3% لانه لايتم نقل أية عينة دموية دون إجراء فحص للدم بالاضافة الى الأدوات الطبية الملوثة وخصوصا أدوات طبيب الاسنان والجراحة , أما الحالة الثالثة فهي انتقال العدوى من ألام إلى طفلها إثناء فترة الحمل , ويضيف , ان مريض الإيدز بحاجة الى معاملة خاصة فبعد اكتشاف المرض يتم إخضاع المريض لتحاليل دورية بشكل دائم ومنتظم ويتم متابعة حالته والإشراف على نظامه الغذائي لان مريض الايدز يعاني من فقدان الشهية وطبعا لا يتم عزل المريض وانما يعامل كأي شخص مريض عادي بل يجب المحاولة لتخليصه من حالة اليأس التي تسيطر عليه , فأغلب مرضى الايدز يرغبون بالعزلة وعدم مقابلة الآخرين لأنهم يعتبرون مرضهم بمثابة ( وصمة عار ) بالنسبة لهم , والشيء الوحيد الذي يستطيع الطب تقديمه إليهم هو إطالة مدة دورة الحضانة لأنه حتى الآن لا يوجد لقاح أو علاج فعال للمرض ,
وعن مراحل المرض قال أوضح المولى : يمر الشخص الذي يصاب بفايروس الايدز بالعديد من المراحل , في المرحلة الأولى لا تظهر عليه علامات المرض ولا يشكو من أية أعراض ولا يدري هو نفسه انه يحمل فايروس الايدز وتدوم هذه المرحلة ( دورة الحضانة ) من ستة اشهر حتى عشر سنوات , وهنا تكمن الخطورة , فقد يراه الناس سليما معافى ولا يدرون انه يحمل الفايروس وبالتالي يمكن أن تنتقل العدوى دون أن يشعر بذلك , ومما يبعث الطمأنينة ان مرض الايدز لا ينتقل من شخص لآخر من خلال المخالطات اليومية العارضة كالمصافحة والمحادثة والمجاورة في مقعد العمل او الدراسة وفي وسائل المواصلات كما لا تنتقل العدوى عن طريق أدوات المائدة والطعام والشراب ولا عن طريق السعال أو العطاس , ويختتم المولى بالقول : ان المعلومة العلمية تقول : ان العدوى لا تنتقل من الشخص المصاب الى السليم إلا بطرق محدودة جدا خلافا للأمراض السارية الأخرى ومصدر العدوى هو الدم ومفرزات الأعضاء التناسلية ولهذا يجب الابتعاد عن العلاقات الجنسية المحرمة والمخدرات لانهما منبع مرض الايدز كما ان المجتمع بحاجة الى الصراحة والروح العلمية لمجابهة المرض ولعل اللقاح الوحيد الفعال للمرض هو التمسك بالأخلاق الفاضلة .