العمارة الإسلامية تستنطق الحجارة الصماء
لكل أمة ثقافتها، وهي مدعاة فخر لها، في وسطها الإجتماعي والأوساط الأخرى، فالمفاخرة دون تعال أو تكبر مسألة طبيعية فطرية وفي غاية من الأهمية لأجيال هذه الأمة أو تلك، إذ يعتز كل جيل بما ورثه من جيله السابق فينمي الصالح من ثقافة الأمة ويشذب الطالح وما علق من شوائب خلال مسيرتها.والثقافة لا تعني التراث المكتوب من منثور أو منظوم فحسب، فدلالات المفردة أوسع بكثير من المسطور على الرق والورق، فهي تشمل السلوك وطريقة العيش وكيفية التعامل مع المحيط من حيوان ناطق أو غير ناطق، وكيفية التعاطي مع الطبيعة، وهي في حقيقة الأمر كل صغيرة وكبيرة تدخل في تنظيم السلوك الإنساني بما فيه خير الأمة وصلاحها وبما ينمي التعايش الآمن مع الأمم الأخرى، ويغذي عملية التعاطي الإيجابي المزدوج مع ثقافات أمم غيرها دون إفراط أو تفريط، ودون غلو إلى حد تهميش الآخر بزينه وشينه، ودون إقلال إلى حد الذوبان في الآخر بخيره وشره.
والتعاطي مع الحجارة والألوان والريشة في إقامة البناء والعمارة وزخرفتها، هو جزء من معارف الأمة، بخاصة إذا كانت العمارة وزخرفتها فيها استلهام للتراث، لأن رصيد كل أمة بما تحمله من تراث تقدمه لأجيالها وللآخرين، وهذا التراث هو عين هوية الأمة بها تعرف وبها تميز على بقية الأمم، فالحجارة وإن كانت هي صماء في ظاهرها تصنف ضمن الجمادات، ولكن يد الفنان وريشته لها القدرة السحرية على بعث الروح فيها واستنطاقها فتحكي بلسان التراث ولسان الحال، وتكون رسول الأمة إلى الأمم الأخرى، فطريقة البناء دالة على الأمة وثقافته، فنقول هذا بناء روماني وذاك يوناني والآخر إسلامي، والرابع ساساني والخامس فرعوني، وهكذا، فكيفية وضع اللبنة فوق أختها تحكي عن هوية الأمة، والزخرفة المستعملة بوصلة إلى تراث الأمة.
والعمارة وزخرفتها في مسجد أو مرقد أو مقام، هي من أبرز عطاءات الثقافة العربية والإسلامية على مدى خمسة عشر قرنا، متوزعة على الدول العربية والإسلامية، وعادت وانتقلت من جديد إلى أوروبا والأميركيتين منذ سقوط الأندلس، مع تزايد هجرات العرب والمسلمين إلى هذه البلدان في المائة سنة الأخيرة.
وهذا العطاء الثقافي الزاخر والحي، دلع المحقق والبحاثة الشيخ الدكتور محمد صادق الكرباسي لسان بروزه في باب المراقد من دائرة المعارف الحسينية ذات الستين بابا، فصدر الجزء الأول من (تاريخ المراقد .. الحسين وأهل بيته وأنصاره) ثم الثاني والثالث والرابع، وصدر حديثا (1430هـ/2009م) الجزء الخامس منه عن المركز الحسيني للدراسات بلندن في 594 صفحة من القطع الوزيري، وهو يغطي بالتفاصيل الدقيقة ظاهرها وباطنها: مقام أم كلثوم بنت علي (ع) في دمشق، مرقد حبيب بن مظاهر الأسدي في كربلاء المقدسة، مرقد الحر بن يزيد الرياحي في كربلاء المقدسة، مقام حميدة بنت مسلم في المدينة المنورة، ومرقد السيدة خولة بنت الحسين في بعلبك.
حديث الصور
تعتبر الصورة مرآة تعكس للناظر ما التقطته عدسة الكاميرا أو ريشة فنان أو وصف مراقب، وهي ذات روح تملك لسانا تحدث عن نفسها بنفسها، ولأن الصورة تملك عينين ولسانا وشفتين، فإنها حاضرة في هذا الجزء من تاريخ المراقد بشكل مكثف، مؤرخة لعمارة المراقد والمقامات بالنص والصورة، إذ لا غنى لكتاب يتحدث عن العمارة الإسلامية وزخرفتها، عن الصور، ففي الأمس حيث كانت ريشة الفنان هي العدسة الوحيدة التي تستظهر العمارة والزخرفة والخط، فكان الرسم أو اللوحة محل تشريح وتدقيق الباحثين والمحققين يستنطقونها لتوثيق المرحلة وبيان معالم التراث في فترة من الفترات وفي مكان من الأمكنة، أما اليوم فان الصورة الثابتة والمتحركة أخذت موقعها في عالم التوثيق، وتملك من فصاحة اللسان والنطق ما يفقده الرسم.
والصورة كما هي أداة توثيق لثقافة الأمة وتراثها، فإنها تحمل جناحين تطوف في أنحاء العالم تعرف بنفسها للآخر، من دون أن يأتيها، كما أنها تبقى شاخصة في بطون الكتب للأجيال القادمة والأمم الأخرى، ولها قدرة التأثير على ذهنية الفنان أو المعماري أو الخطاط في أن يستوحي منها ما ينطبع في نتاجه حتى من غير قصد.
ونجد في هذا الجزء إضافة إلى صور المراقد والمقامات من أهل بيت الحسين (ع) وأنصاره التي يتابعها المحقق الكرباسي وفق الحروف الهجائية، صورا حديثة عن المرقد الحسيني الشريف ومقتنياته من تحف وسجاجيد ومزهريات، بذل المحقق جهدا كبيرا في التحقق من مُهديها والمتبرع بها واستظهار الكلمات والعبارات والأشعار المنقوشة أو المنسوجة وإرجاعها إلى أصحابها وبخاصة القصائد المنسوجة على السجاجيد باللغات غير العربية.
التاريخ يتكلم
لازال الكتاب والخطباء والباحثون يأتون على حركة الإمام الحسين (ع) من الحجاز إلى العراق واستشهاده في كربلاء ورحلة الأسر لما تبقى من أهل بيته وعيال صحابته إلى الشام والعودة إلى المدينة المنورة، وهم يتوقفون طويلا عند مكة المكرمة وكربلاء المقدسة ودمشق، كون الأول منطلق النهضة الحسينية على طريق إصلاح الفساد في الأمة الإسلامية والثانية محط الشهادة والثالثة المكان الذي وضع فيه الرأس الشريف للإمام الحسين (ع) ونهاية الأسر، ولاشك أن المقام لدى كتب السير والمقاتل يطول في كربلاء.
هذا هو السائد في الحركة التاريخية لسبط النبي الأكرم محمد (ص)، ولكن ما هي المنازل والمحطات التي نزل فيها الإمام الحسين (ع) حتى استشهاده، ومنازل الأسرى، ومتى انطلق الركب الحسيني وركب الأسرى؟ ومتى توقفا في هذا المنزل أو ذاك؟ ومتى تحركا عن هذا المنزل أو إلى الآخر، وما هي الجادة التي سلوكها صباحا أو نهاراً، كل التفاصيل استطاع المحقق الكرباسي بمنظار الحقيقة المعرفية التثبت منها ولأول مرة في تاريخ النهضة الحسينية، مستعينا بالخرائط القديمة والحديثة، متبحرا في متون الكتب التاريخية والجغرافية يفتح مغاليق نصوصها، واضعا الخرائط الدقيقة في المكان والزمان للمراحل الخمس التالية:
- حركة الإمام الحسين (ع) من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة.
- حركة الإمام الحسين (ع) من مكة المكرمة إلى كربلاء المقدسة.
- حركة الأسر من كربلاء المقدسة إلى الكوفة.
- حركة الأسر من الكوفة إلى دمشق.
- حركة ما تبقى من أسرة الإمام الحسين وأصحابه إلى المدينة المكرمة مروراً بكربلاء المقدسة.
فالدكتور الكرباسي وإن وضع الخرائط الدقيقة في المكان والزمان على الورق كأول خرائط تدون مراحل النهضة الحسينية، فإنّه يأمل أن تصاغ هذه المراحل على الأرض وتحيى معالمها من جديد: (بحيث تشيّد جادة على هذا المسار وتحدد المواقع التي توقف بها الإمام الحسين (ع) وتعاد معالم الخيم التي نصبها الركب الحسيني ليتمكن كل حر أبي أن يتعاهد هذه الأمكنة ويجدد عهده بالإمام الحسين (ع) ونهضته المباركة).
أبناء الدليل
من الصفات المهمة التي يتميز بها المحقق والباحث أن تكون قراءاته للحدث التاريخي قراءة واعية ومتأنية، لأن القطع بالشيء قبل استحكام أدلته ورسو آياته يبعد الباحث عن ساحل الحقيقة ويرمي ببصره خارج دائرة الصواب، فيضيع في متاهات التاريخ ومساربه، ويجر الآخرين معه إلى وادي الضياع المعرفي.
يقف المحقق الكرباسي ثابت القدم لبيان الحقيقة وإن كانت مرة عند شريحة كبيرة تسالمت على ما يراه الكرباسي خطأ تاريخيا، ولا ينساق إلى عواطف الناس إذا ما توضحت لديه الصورة، لأن بيان الحقيقة عنده أهم من العواطف، والانجرار خلفها بعيدا عن الواقع هو إغراء بالجهل وتعمية للأمة، وهو ما تحاربه رسالة الإسلام الداعية إلى إعمال العقل والركون إلى الحقيقة إذا ما بانت خيوطها للباحث، فديدنه الدليل وهو ابنه يتعبد في محرابه رافضا أصنام الجهل والتجهيل.
وفي هذا الإطار وعلى سبيل المثال ومن خلال دراسة مرقد السيدة حميدة بنت مسلم بن عقيل بن أبي طالب التي حضرت واقعة كربلاء، يرى الشيخ الكرباسي أن القبر الموجود في دمشق إنما هو مقام أسرها وليس مرقدها، ويرجح أنها دفنت في مقبرة البقيع في المدينة المنورة، كما يرفض المراقد الموجودة في دمشق إلى جانب قبر حميدة والتي منها ما تشير إلى زوجتي النبي محمد (ص) السيدة أم سلمة والسيدة أم حبيبة، فعنده أن أم سلمة هند بنت أبي أمية بن المغيرة المخزومية المتوفاة سنة 61هـ دفنت في البقيع وقبرها يزار بالقرب من مرقد عقيل بن أبي طالب، وأما أم حبيبة رملة بنت أبي سفيان الأموي المتوفاة سنة 42 هـ هي الأخرى دفنت قرب أم سلمة. وعلى خلاف الشائع فإن المدفونة في السيدة زينب كما توصل إليه الكرباسي هي السيدة أم كلثوم بنت علي وفاطمة المتوفاة عام 61هـ وليست السيدة زينب الكبرى بنت علي وفاطمة المتوفاة عام 62هـ فهي مدفونة في القاهرة. وهكذا الحال في مرقد سكينة بنت الحسين (ع) واختها فاطمة بدمشق، فهو مقامهما أثناء الأسر وليس مثواهما، وهكذا الأمر في عدد من المراقد الأخرى.
عند سهل البقاع
تشمخ بعلبك كمدينة تاريخية تقع شمال سهل البقاع عند سفح جبال لبنان، وهي بلد الرب (بعل) ومدينة الشمس (هيليوبولس)، وهي مدينة خولة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب (ع)، حيث ينسب المرقد الموجود فيها إلى طفلة الحسين المولودة بحدود 56هـ والمتوفاة عام 61هـ في مدينة بعلبك عندما كانت في ركب الأسر الحسيني وقد أرهقها الأسر وشدة الصدمة لفقدان والدها في كربلاء ورأسه فوق رمح طويل يتقدم الركب، إمعانا في جلب الأذى لنساء أهل البيت (ع) وحرق أفئدة الأطفال.
يمثل المرقد في الوقت الحاضر واحدا من المعالم المعمارية الذي يجمع بين الفن المعماري والخط والزخرفة، وعلى الرغم من الكم الهائل من المعلومات والصور الحديثة والقديمة التي كانت تحت يد المحقق الكرباسي ساقته إليه أشخاص عدة انتدبهم لمعاينة المرقد عن قرب، فإنها لم تشف الغليل المعرفي لديه مما جعله يحزم أوراقه والسفر مباشرة إلى بعلبك والتجول في باحات مرقد السيدة خولة بنت الحسين وسد النواقص، بل تطلب الأمر إتصالا مباشراً بالشركة المعمارية التي قامت بتزيين جدران المرقد بالكاشي ونقشها بالآيات والأحاديث والمشربيات للوقوف على تفاصيل البناء.
وهو في الوقت الذي يتسقط المعلومة أينما كانت، ولا يقتصر على الكتب، ويستفاد من وسائل الأعلام والإتصالات ووكالات الأنباء كمصدر من المصادر الحديثة، ويتنقل بنفسه للوقوف على المعلومة إذا تطلب الأمر، فإن كل هذه الأمور لا تمنعه من التواضع، في أن ينسب المعلومة إلى أهلها عظم شانها وشأنهم أو قل، ولهذا فإنه في هذا الجزء وتحت عنوان (من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق)، تقدم بشكره وامتنانه إلى: (الذين قاموا بمد يد العون في تزويدنا بجانب من المعلومات التي وردت في هذا الجزء وبالأخص بالنسبة إلى الصور التي زينت صفحات هذا الكتاب، وأخص منهم بالذكر الأخت سهام بنت علي عساف والأستاذ عبد الحسن بن راشد دهيني والحاج علي بن قاسم التميمي والدكتور نضير بن رشيد الخزرجي والحاج هاشم بن سلطان علي صابري).
ولا يخفى أن متابعة المراقد والمقامات لأهل البيت في دمشق ولبنان، يظهر حجم المسؤولية التي تحملتها أسرة آل المرتضى في تعمير المراقد والمقامات وحفظها من الخراب والنسيان، ولاسيما الشريف سليم بن حسين المرتضى المتوفى سنة 1349هـ، ومن قبل أجداده، ومن بعد أولاده: رضا وحسني ومحمد ووائل، وعدد غير قليل من أبناء هذه الأسرة الشريفة، منهم الدكتور السيد هاني مرتضى الذي يشرف على مرقد السيدة زينب (ع) في دمشق.
طبول الإعلام
تعتبر الديانة الزرداشتية، نسبة إلى زرادشت في القرن السادس قبل الميلاد، من الديانات القديمة التي انطلقت من بلاد فارس وانتشرت في شبه القارة الهندية، وللزرادشتيين كتابهم (الأفيستا) الذي فيه بقايا تعاليم الديانة.
وحيث يحاول البعض زيادة رقعة التنافر بين المذاهب الإسلامية من جهة، وبين الإسلام وغيره من جهة أخرى، أرضية كانت أو سماوية، فإن الفقيه والمحقق الكرباسي يبذل جهده في إطار تقريب وجهات النظر، وكسر الحواجز في محيط الدائرة الإسلامية والدائرة الإنسانية، لإيمانه أن الإسلام ذات رسالة إنسانية عالمية، وأن رجالات الإسلام يتحركون من دائرة الإسلام نحو الدائرة العالمية وهدفهم الأسمى سعادة الإنسان، تمهيدا لخروج المهدي الموعود الذي يملأ الأرض عدلا وقسطا بعدما ملئت ظلما وجورا.
من هنا، فان المؤلف لا يرى غضاضة من الاستعانة بأقلام غير مسلمة لبيان وجهة نظرهم في الحركة الإصلاحية للإمام الحسين (ع)، بوصفها حركة إجتماعية إنسانية تبحث عن حرية الإنسان وكرامته وترميم جدار وجدانه قبل بناء سلّم مجده، وعلى هذا الطريق، فان الجزء الخامس من تاريخ المراقد قدّم له وباللغة الفارسية القديمة الطبيب المتقاعد في لندن والدكتوراه في الفلسفة الأستاذ ونديداد، وهو إيراني من الديانة الزرادشتية، ومن عقيدته في النهضة الحسينية: (إن نجل علي الشريف، تقلد وسام "سيد الأحرار" و"شهيد طريق الحق"، وبه ختمت الأوسمة، وإن فداء روحه وأرواح الأنصار كان بحق رأسمال هذا الانتصار، فالحسين هو قدوة للمؤمنين ولطلاب الحق وللأحرار).
ويتساءل الدكتور ونديداد: (كيف نثّمن الذكرى -ذكرى الشهادة- ونخلدها؟ كيف نحرس ذكرى طلاب الحق ونحفظ وصاياهم الثرّة وبالشكل اللائق، فهم الذين فدوا أرواحهم العزيزة ونشروا راية الحق عاليا؟) فيجيب: (إن جواب النهضة هذه محقق وعقلائي، كلنا وبقوة معاً نرفع الراية عاليا، ولا نقلل من شأن طلاب الحق، ونعلنها برفيع الصوت. علينا أن ندق طبول الاعلام الهادف لنوصل صوت الحق والحقيقة الى الأمم وطلاب الحق، حتى تفتخر الأجيال القادمة بهذه النهضة المباركة، وتدرك حقيقة الثمن الباهض لنمو النهضة وديمومتها).
وحول الجزء الخامس من تاريخ المراقد، يرى الدكتور ونديداد: (إن ابراز المحبة لأصحاب التضحية والفداء في طريق الحق والحقيقة واجزال الشكر لهم، يظهر جليا من خلال احترام مضاجعهم وتقدير مراقدهم، وهذه المحبة والاحترام والتقدير لمراقدهم دليل على احترام الأجيال لتضحيات أصحاب الحق والحقيقة).
وفي ختام قراءته الأدبية وجد: (أن العمل الجبار الخاص بقضية الإمام الحسين، الذي قام به العالم الكبير ومقتدانا الشيخ محمد صادق الكرباسي، لهو بحق موضع شكر وتقدير).
وفي الحقيقة ان من يتنقل في البلدان العربية والإسلامية ويحط رحاله عند عمارتها سيكتشف القيم الجمالية التي أودعها السلف في خزانة الخلف كما اكتشفها الدكتور ثروت عكاشه في كتابه (القيم الجمالية في العمارة الإٍسلامية)، وسيكتشف معالم الحضارة التي تركها الأجداد كما اكتشفها الشيخ طه الولي في كتابه (المساجد في الإسلام)، وسيصافح اليد المبدعة التي أظهر أناملها الماسية الشيخ محمد صادق الكرباسي في (تاريخ المراقد).
*الرأي الآخر للدراسات – لندن
إعلامي وباحث عراقي
alrayalakhar@hotmail.co.uk