Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

" العَوسَجْ "

مِثلَ العَواصِفِ نَضرِبُ أوراقَ الشَجَرْ
في عُرضِ الحَائِطْ
وَكَالمَوجِ الشَرِس
نَلتَهِمُ سَفحَ الجِبالِ
بأنيابِ القِرشِ الأبيَضِ
نُفَكِرُ وَنحلُم بِقَوسِ قُزَحٍ
فَقط في سِرِنا وَفي سَراديبِ
البيوتِ وَالجُدرانِ الداكِنةَ الكَئيبةَ
نَرسِمُ على شُرُفاتِ رَبيعِنا الأخضَرِ
طِفلة صَغيرة تُسَرِحُ شَعرَها
وَتُرَتِبُ فُستانَها الأبيض
المُزركَش بِزهور البنفسج
كُل شَيءٍ في مَدينتنا
كانَ لونهُ ابيضٌ احمرٌ ازرقُ
ساحاتنا كانت تحملُ
أقدام الأطفال وهي تلعب
أزقتنا فاحت بعطر الخُبز
وَضِحكَتِ الجاراتِ مع بعضهنَ
ولن ننسى تلك المجادلات والشجارات
كل شيءٍ في مدينتنا
كان له رونق ...عروسة بطرحة بيضاء
لكن على غفلة صرخ النهر
ونحن مستودعون أسرتنا
نضاجع أحلامنا المعروفة
جاءنا الظلام جاءنا الخريف
طاغوت طاغوت طاغوت
لو ضَحِكنا في وجهِ الشَمس
إعدام جاء بحق السماء
لو فَكرنا بِغَدٍ يحمل الأمل
ذَبِحَ الكتاب والكلمات
من الوريد إلى الوريد
قَطع الأوتار عن أعوادنا
وأصبح يلحن سيمفونيته
لا كلام لا حب في مدينتنا
اغتصب رحيق الزهرة
قتل أجنحة الرفيق الرابع
اقفل جميع مدارسنا
وفتح مدرستاً له وحده
أصبح يعلم فيها
نشيد الانتماءِ للطاغوت
والعازفون نحن بالصمتِ
نَكبِتُ أنفاسنا وكلماتنا
داخل أجسادنا وصدورنا وعقولنا
المفرغة من الأمل

فهل يا ترى...سنموت نحن
أم سيموت العوسج في سنابل بساتيننا

" العَوسَجْ "
" فادي البابلي "
Opinions