الغاء البند 50 له إيجابياته أيضاً
إضطهاد يليه تهميش وبينهما سلب حقوق وقبلهما إلغاء هوية ومن ثم إنتهاك كرامة ، كل ذلك أصبح مألوفاً لدينا . برلمان عراقي لا عراقي يصوِّت بالإجماع على إلغاء البند 50 حالة شاذة جديدة لكنها ليست مستغرَبة . لعبة طائفية مستحدَثة ذات رائحة نتنة أنتن من رائحة السمك الفاسد دليل على لاعراقيَّة لاعبيها ، أصبح أمراً بديهياً غير قابل للشكوك . كل جديد عراقي سلبي ، وأحدث سلبي هو إلغاء البند 50 . فما الجديد في سلبي مثل هذا ؟غضب جماهيري عارم وإستنكارات ومظاهرات في كل بقعة يسكنها مسيحيون وأصوات إستغاثة ، ماهي إلا ردّات فعل طبيعية .
وأنا أتابع كل ذلك وإذا بأمل ينتعش بداخلي مرة أخرى بعد أن كان في سبات . المسيحيون صوت واحد والأحزاب السياسية المسيحية متفقة ولأول مرة لإيصال صوتها للعالم أجمع ، هذا جديد . ماذا أفعل ، هل أشكر برلماننا اللاّ عراقي على إجماعه بتصويته المتخلِّف ، هل أذهب وأقبُّلهم على جبينهم الممسوخ كونهم جمعوا أبناء شعبنا المسيحي لأجل غاية نبيلة واحدة ألا وهي كرامة العراقيين الأصلاء ؟
في قصة يوسف نستشف كيف أن الله يحوِّل الشرّ إلى خير ، وبقصة البرلمان اللا عراقي أشعر بتدخل الله لتحويل الشر إلى خير . فمَن أراد لنا التهميش قرَّب الشعب المسيحي أكثر ، ومن أراد إلغاءنا ، لملَم تشتتنا وهو لايعلم ، فهل نحتاج للظلم كي نعود عائلة مسيحية واحدة ؟ فإذا كان كذلك فمرحى بكل القرارات المجحفة ، فما سنناله ونحن متَّحدين أكثر بكثير مما نطالب به وصراع الكراسي على أوجه ، والتفرقة التي نلتمسها كل يوم وتزيد من قبل مكنونات الشعب الواحد والتي هي إزدياد طردي . فما نفع كراسي في البرلمان لمسيحيين مختلفين ؟ وماذا تعني حقوقنا والهوة تكبر مساحاتها بين أبناء الشعب الواحد .
هذه فرصتنا سادتي وإخوتي ، هذه فرصتنا لتسوية الخلافات الكلدانية الآشورية السريانية ، هذه فرصتنا لإلغاء التسميات الثلاثة التي أُبُتكِرت لتفرقتنا . نحن مسيحيّون عراقيّون شعب واحد وعائلة واحدة بإختلاف مرجعيتنا الدينية . كل محاولة تشتيت لنا خارجة عن مسيحيتنا يسهل إجتثاثها ، لكن المشكلة عندما تكون هذه المحاولة منا وفينا وبنا .
لنطالب ونطالب ونطالب بحقوقنا على أن تكون هذه المطالبة نتيجة وحدتنا ومحبتنا لبعضنا ولعراقنا . فهذه فرصتنا لنكون واعين أكثر ، فهل سنفعل ؟
zaidmisho@gmail.com