الفاشيون المجرمون يوغلون بدماء الشعب العراقي...!
المجرمون القتلة يمارسون مهنتهم يومياً وينجحون في اختطاف أرواح الأبرياء من نساء ورجال وأطفال بالجملة, هؤلاء القتلة الأوباش يمارسون فعلتهم ويقبضون عليها إما المال الحرام, وإما الأجر الذي وعدوا به من شيوخهم, الأكثر خسة ودناءة وكراهية منهم لبني البشر, في السماء ويوم الحساب!!يفترض أن لا نتوقع من هؤلاء المنحطين سلوكياً والمتحجرين عقلياً والمتخلفين حضارياً أن يكفوا عن ارتكاب جرائمهم كلما تسنى لهم ذلك وكلما وجدوا أناساً أغبياء مشوهين دينياً ومؤمنين كقطعان الغنم ومعوزين مالياً على استعداد لتنفيذ مثل تلك المهمات الحقيرة, مهمات قتل الناس الأبرياء في شوارع العراق وفي عاصمة السلام الغائب بغداد.
ولكن ماذا على الحكومة والشعب والقوى السياسية أن تفعله؟ ما هي مهمات هذه القوى التي تتحدث ضد هؤلاء المجرمين؟ ما هي مهمات الجيش وقوات الأمن والشرطة؟
ليس في العراق من يقف أمام طلسم لا يفك أو سر غير مكشوف, فالجميع يعرف ما يفترض فعله, وخاصة الحكومة وأجهزتها المختلفة. فلماذا إذن لا يمارس ما ينبغي القيام به لوأد الإرهاب في العراق؟
نحن أمام عدو مصمم على تخريب كل شيء في العراق, والعدو ليس واحداً بل عدة أطراف متشابكة ومتعاونة. وهذه الأطراف تستند في ذلك إلى الوعد الذي قطعه الدكتاتور صدام حسين بأنه لن يترك العراق إلا وهو أنقاض وخرائب وأشلاء. وهو نفس الوعد الذي قطعه المجرم أسامة بن لادن على نفسه في أن يشعل نار الفتنة الطائفية في العراق ليدمر العراق وأهله. كما أن هناك من يحاول أن يعيد تأهيل نفسه عسكرياً للعودة غلى الساحة العراقية, وأن كان لم يخرج منها أصلاً!!
ومن هنا تبرز المهمة الكبيرة والصعبة والمتعددة الوجوه التي لا أعجز ولا أمل من تكرارها وتأكيدها باعتبارها الطريق الوحيد والضامن للنجاة من إرهاب القتلة المرسلين من دول الجوار وقوى فيها ومن جماعات داخلية متعاونة معها لتخريب الحياة العامة في العراق.
نحن أمام الواقع التالي:
** حكومة تصريف أعمال معطلة في أعمالها عملياً؛
** أحزاب وقوى سياسية ذات خلفيات ومصالح طائفية وشخصية تتصارع في ما بينها على رئاسة الحكومة لتنفيذ أجندتها الخاصة؛
** أجهزة أمنية منشغلة لوحدها بمطاردة القتلة وهي في بعضها مخترقة؛
** ولكن الشعب بأغلبيته بعيد عن هذا وذاك لأنه مبتلى بأوضاعه ويسعى إلى تأمين خبز يومه وتدبير أمور حياته.
وحين يغيب تعاون الشعب مع الحكومة وأجهزتها, عندها يصعب حقاً على أجهزة الأمن والشرطة والجيش وضع يدها على هؤلاء القتلة والقبض عليهم قبل تنفيذ مخططاتهم الإجرامية, خاصة غذا كان هناك من هم في الحكم أو حواشيه يدعمون قوى الإرهاب بصيغ شتى.
لن تستطيع الحكومة العراقية إنهاء الإرهاب في العراق وإيقاف نزيف دم الشعب ما لم تعمل الحكومة والأحزاب التي تقف خلفها على تأمين جملة من المهمات التي يفترض تنفيذها دفعة واحدة, فهي أهداف سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وإعلامية, إنها السبيل الوحيد لمواجهة قوى الإرهاب بقوى الشعب وليس بغيره. وهي الأداة التي لم تتحقق حتى الآن, لأن الشعب ورغم منحه الأصوات لهذه القائمة أو تلك, لا يزال غير واثق منها, وهي إشكالية تكمن في غياب المصداقية لدى الشعب إزاء الحكومة وتلك القوى.
لم يكن المحرك لمنح أصوات الناخبات والناخبين برامج وأهداف تلك القوى والأحزاب, بل انتمائها المذهبي أو الطائفي السياسي, وهو ما تجلى بصيغة توزيع الأصوات بين جنوب العراق وغربه, حتى أن قوى ديمقراطية راحت لتلتحق بها من منطلقات عدة.
ما لم يتحرك الشعب ضد قوى الإرهاب سيصعب حقاً على الحكومة العراقية تحقيق الأمن والاستقرار في البلاد. ولا يمكن كسب الشعب بالنداءات الطيبة وإثارة المشاعر الوطنية, إذ لم تعد كافية قطعاً, ما دام الفساد سيد الموقف, وما دام الصراع على المقاعد يحتل مركز الصدارة في عمل القوى السياسية وما دام المواطن والمواطنة منزويان في ركن مهمل من برنامج الحكومة أو القوى السياسية التي تمتلك الأكثرية وبيدها زمام المبادرة, ما دامت البطالة واسعة والفقر منتشر والفجوة بين الأغنياء والفقراء في تفاقم, وما دام الإنسان المستقل عن الأحزاب الحاكمة لا يجد له موقعاً في هيئات وأجهزة الدولة ووظائفها العليا, وما دامت المحسوبية والمنسوبية والحزبية والمذهبية الضيقة هي سيدة الموقف في كل ذلك.
تشعر المواطنة ويشعر المواطن في عراق اليوم أنهما غريبان في وطنهما, إنه الاغتراب الفعلي الذي يعاني منه الإنسان العراقي, الاغتراب عن الحكومة ومجلس النواب ومجلس الرئاسة وعن سياسات هذه الرئاسات ومواقفها.
على حكومة تصريف الأعمال والحكومة القادمة, وعلى الأحزاب والقوى السياسية الفاعلة في البلاد أن تعيد النظر بسياساتها ومواقفها وبرامجها وأساليب وأدوات عملها, أن تسعى إلى معرفة الأسباب الكامنة وراء هذه الغربة التي تحكم العلاقة بينها وبين الشعب رغم الأصوات الممنوحة لها, فهذه الأصوات ليست تزكية لها, بل ناجمة عن استقطاب طائفي سائد في العراق والذي اشتد من جديد قبل الانتخابات العامة الأخيرة بأسابيع وبفعل سلوك رئيس الحكومة والقوى المنافسة له وما طفح من ذلك في الإعلام العراقي وعلى الصعيد الإقليمي.
سيبقى القتل ديدن القوى الإرهابية, فكيف نحرك الشعب كله لمواجهة هؤلاء المجرمين؟ إنها مهمة الحكومة وكل القوى السياسية العراقية, إنها المهمة العاجلة والملحة التي تجمع بين المهمات السياسة والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتنويرية والإعلامية والتي على الحكومة والقوى السياسية استيعابها والتفاعل معها وممارستها. علينا أن ندرك بأن مؤامرة تحاك خارج الحدود لخلق ما يماثل حزب الله اللبناني في العراق. ولن يكون بعيداً تلمس ذلك ممن لم يتلمسه إلى الآن.
24/4/2010
كاظم حبيب