الفضائية العراقية اين نحن منها ؟
معروف على مستوى العالم الديمقراطي ان القنوات التلفزيونية او محطات الاذاعة او الصحف الرسمية الناطقة باسم الدولة, انها تمثل الجميع دون تحيز لآيديولوجية معينة اوجهة سياسية او طرف ديني دون غيرة,فهذه القنوات تمول من الشعب نفسه عن طريق الضرائب المفروضة على الشعب في الدول الرأسمالية مثل تلفزيون أي أر دي الالماني او تلفزيون تي ار تي التركي وغيرها من القنوات او انها تمول من ايرادات الدولة مثل النفط وغيرها من الموارد مثل تلفزيون العراقية الفضائي في العراق, لهذا فهذه القنوات لاتملك نهج سياسي محدد بقدر ماهي انعكاس لواقع الدولة المعنية,عدا بعض الخطوط الحمراء في هذه الدول كالتحريض على الارهاب او العنف او العنصرية لانها تهدم كيان هذه الدول ولاتخدم السلم الاجتماعي القائم فيها , وتعارض القيم الديمقراطية التي كافحت الدول طويلا من اجل الوصول اليها.ملاحظ ايضا ان وسائل اعلام الدولة تمنح الفرص المتكافئة لجميع ابناء الشعب(من خلال ممثليهم) في التعبير عن ارائهم دون النظر الى كون فئة معينة تمثل اقلية او أغلبية في هذه الدولة.
نحن كأيزيدية نمثل مكونا مهما من مكونات الشعب العراقي بغض النظر الى كوننا اقلية لايستهان بها, فنحن من سكان بلاد مابين النهرين الاصلاء وجذورنا تضرب في العمق في هذه الارض, ولسنا غرباء عن هذه الارض فهي ارض ابائنا واجدادنا كما هي ارض اباء و اجداد العراقيين جميعا, كما قدمنا التضحيات الجسام في سبيل هذه الارض حالنا حال العراقيين, فكنا جزء من آلام وافراح العراقيين وجزءً من كل حركة عراقية ناضلت في سبيل العراق,كما كنا حالنا حال العراقيين جميعا حطبا لحروب الطاغية, فأنفلت عوائلنا ودفن اهالينا في المقابر الجماعية كما انفل العراقيون ودفنوا في المقابر الجماعية جنبا الى جنب دون تفريق و و و و. مع كل ذلك كان أضطهاد الأيزيدية ربما اكثر من بعض النواحي,هذه النواحي التي اثرت في مجرى حياتنا , فقد اضطهدنا لكوننا اكراد الى جانب كوننا غير مسلميين والفقت بنا التهم الباطلة من قبل وعاظ السلاطين مثل عبادة الشيطان أو عدم التوحيد بالله سبحانه وتعالى أو عبادة يزيد ابن معاوية, وكل تهمة من هذه التهم كانت كافية لاصدار فتاوي ابادتنا وتاريخنا حافل بهذة الفتاوي التي قادت الى حملات ابادة جماعية راحت ضحيتها مئات الألاف من ابناء الايزيدية الى وقت قريب. في عهد الطاغية استمرت هذه الحملات ولو بشكل اخر ربما اكثر خباثة فراح بعض الكتاب يشوهون صورة الفرد الأيزيدي في اذهان الشعب العراقي كالاتهام بالوساخة والقذارة,لذا اصبح في ذهن الكثير من العراقيين صورة مرتبكة عن الفرد الأيزيدي وكملت حالة اللاوعي المتجذرة اصلا في الذهنية العراقية المستمدة من الفتاوي و حملات التشويه التي ذكرناها سالفا, فلقد كان الى وقت قريب يعتقد البعض ان الايزيدية يملكون ذيولاً.مع ذلك يجب ذكر بعض المنصفين الذيين عاشروا الايزيدية عن قرب ودافعوا عنهم مثل الاخ زهير كاظم عبود,الا انه من القلائل ونتمنى ان يزداد امثاله في القريب العاجل.واكثر من ذلك كله فقد غيرت قوميتنا من الكوردية الى العربية وطالتنا يد الترحيل والتهجير القسري وأسكاننا في مجمعات لاتتوفر فيها شروط الحياة الكريمة وصودرت اراضينا واهديت الى المستوطنيين العرب,كما دمرت الكثير من مقدساتنا وأماكن عبادتنا و و.
بعد كل هذا الا يفترض بقناة العراق الفضائية وغيرها من وسائل اعلام الدولة باعتبارها ملكا لجميع العراقيين ومنبرا لكل العراقيين ان تنصف الايزيدية بشكل أفضل عن طريق تقديم برامج خاصة بهم, فلقد مرت اعيادنا مرور الكرام دون الاشارة اليها,كما لم نرى مقدساتنا يوما على هذه الفضائية, وكأننا لسنا عراقيين .
ان مهمة الاعلام الحر والنزيه هو نشر روح التسامح والاخوة بين ابناء الشعب الواحد,كذلك رفع الضغائن,كما كنا نطمح له من خلال النفس الديمقراطي الذي وصلنا بعد تحرير العراق. من هنا فاننا ندعوا هذه الفضائية الى تعيين او تكليف احد الأيزيدين بمهمة اعداد برامج تاريخية ودينية وجغرافية متنوعة عن الأيزيديين حيث لنا اعيادنا واحتفالتنا الدينية التي تعود الى الآف السنيين فنحن في النهاية جزء من تاريخ وثقافة العراق التي ينبغي للشعب العراقي التعرف عليها على وعسى ان يساعد ذلك في اعطاء صورة منصفة عنا لاتشوبها الشوائب ودعايات المغرضين التي تضرب الوحدة الوطنية.
في النهاية اني ارى مسؤولية المطالبة بهذا الموضوع هي من مهمة الاحزاب الكوردية ومن داخلها بالذات ألايزيديين من اعضاء البرلمان لان المفترض بهم ممثليين لنا في الدولة , وكما أرى انها من مسؤولية رئيس الدولة أو اي مسؤول حكومي على اعتبار إنهم ممثليين لجميع العراققين وليسو فقط ممثلي الفئة أ الطائفة التي انتخبتهم.
المانيا