Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الفقر والدين وثقافة الموت/ العراق نموذجاً

قدمنا عشرات المقالات والدراسات في الفترة الأخيرة تخص حقوق الإنسان، منها حقوق الفقراء في العراق، مستندين على : قوانين واعلانات الأمم المتحدة بهذا الخصوص (الاعلان العالمي لحقوق الانسان 1948، اعلان الحق في التنمية 1986، اليوم الدولي للقضاء على الفقر - مؤتمر فينا 1993، اعلان الالفية والعشرية الأممية للقضاء على الفقر 1997 و 2006)، وكذلك إعتمدنا على واقع حال مستوى المعيشة في العراق، حيث ارتفعت نسبة الذين يعانون من نقص او عجز في تأمين الاحتياجات الاساسية كالغذاء والمسكن والملبس والتعليم والصحة،،،، من 21 % الى 72 %، وهذا يعني ان ثلاثة ارباع سكان العراق تقريباً يعيشون بين خطين : مستوى الفقر الذي يمثل40% من الشعب، والمستوى الذي يشير تحت خط الفقر وهي نسبة 32 % او أكثر بقليل! انهم عوائل وأطفال القِمامة! وأطفال الشوارع، نعم جاءت هذه النسب من خلال دراسة ميدانية شملت 21 ألف عائلة من مختلف مناطق العراق، نشرت هذه الدراسة في 18 / فبراير / 2007 من قبل شبكة بي بي سي، فهل يُعقل أيها الحكام وأصحاب القرار أن يكون دخل الفرد اليومي هو دولار واحد فقط!! نعم لا تتعجب ان هذا الرقم "دولار واحد فقط" يشمل الـ32- 72% المشار اليها! بعدما كان أكثر من مائتا دولار عام 2002، اما الباقي من الشعب وهي نسبة 38% الذين بيدهم ميزانية الدولة المقدرة بـ 13 مليار دولار، وبيد تجار الحروب وبيدهم 55 - 60 مليون دولار يومياً من تصدير النفط، وهذا الرقم يرتفع عندما تشمل السوق السوداء تجارة الدولة ومرافقها! فكم هو يا ترى دخل الفرد عند هؤلاء التي نسبتهم لا تتجاوز الـ ثلث من مجموع الشعب العراقي؟

الموضوع : انها طاهرة تستحق الدراسة من قبل الاختصاصيين والباحثين في مجال الصراع الطبقي! نعم لننظر الى ما آلت اليه نتائج الحرب – وتدخل الدين في السياسة – وتهميش دور اليسار – إزدياد وهيمنة اليمين (بكل أشكاله) على مقدرات الشعب وخاصة خلال الخمس سنوات الماضية – بقاء منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان تلامس الحدث فقط بسبب إصطدامها بحائط المُقَدسات والمحرمات – تناقض في الدستور العراقي الجديد بوضوح وخاصة المادة الاولى والثانية والعاشرة، (نكرر – لا يمكن ان يعيش في بيت واحد، او في مكان واحد، الديمقراطية والفيدرالية والتعددية والتنوع، مع ان يكون الاسلام (دين واحد) هو المصدر الوحيد للتشريع! لكي نكون أكثر وضوحاً هذا يعني (دولة اسلامية ذو مقدمتين ونتيجة : اما ان نكون باتجاه ولاية الفقيه! أو باتجاه السلفيين والشريعة،، والنتيجة بالنسبة للآخرين (الاقليات) واحدة)، إذن من المستحيل ان يقبل المسلمون الذين هم اقلية في بلدان كثيرة من العالم ان تطبق عليهم المسيحية ولا نقول "الشريعة المسيحية"! او تطبق عليهم العاداة والتقاليد الهندوسية الذي لم يفعل ذلك الزعيم "غاندي"، لماذا؟ لانه يحمل القيم الانسانية، ويؤمن بالتعدد والتنوع للأديان والأفكار والتواريخ والحضارات.

*** نطلب من الباحثين وذوي الاختصاص ان يجاوبوا على : هل نحن في العراق أمام زوال أو إندماج أو إبعاد طبقة إجتماعية بكاملها؟ يعني ان مجتمع عراق اليوم يحوي طبيقتين رئيسيتين (الأغنياء والفقراء) نعم نعرف ان لكل طبقة فروع متعددة، مثلاً الاغنياء هم درجات في الغنى وهذا معروف، وكذلك الفقراء هم جزء منهم فوق خط الفقر والاخرون تحت الخط، والقسم الاخر يعيشون في بيوت الصفيح وبين المزابل، والاخرون يعيشون في الشوارع ويمارسون الجنس لسد لقمة العيش، ووصل بقسم من العوائل الامر الى بيع أطفالهم من اجل ان يعيشوا الاخرون! إذن أين أصبحت الطبقة المتوسطة يا ترى؟ يمكن لاحدهم ان يجاوب ويقول انها موجودة، نعم نحن لا نتكلم عن الوجود ككيان، بل عن الوجود كطبقة فعلية، لان الكثير منها اتجهت نحو الفقر والقليل القليل منها اتجه نحو الغنى وعلى حساب الاولى حتماً، اليس بالاحرى دراسة هذه الظاهرة واسبابها؟ اهي ظاهرة موقتة ام ماذا؟ وكيف نرى أماننا طبقة بكاملها تتحول من طبقة وسطى تساهم في بناء المجتمع سياسياً واقتصادياً وثقافياً وتعليمياً الى طبقة مستهلكة، تعاني ما تعانيه الطبقة الفقيرة وأكثر، وأقل ما نقول عن هذه الطبقة انها أصبحت مسجونة من قبل الطبقة العليا ان صح التعبير التي تضم التجار ورجال الدين والميلشيات والمافيا والشركات التجارية الغريبة التي تتاجر بالأطفال والسلاح والنفط والمخدرات،،،،

** الفقر يولد الارهاب، وهذه كلمة كبيرة في القاموس السياسي اليوم، وهذا يعني إستغلال الفقراء وخاصة الاطفال، وبالأخص أطفال القمامة والشوارع، من قبل الذين يدعون التدين! أصحاب الدولة الاسلامية المرتقبة – أبطال الممنوعات – فرسان قتل واستغلال الاطفال وتحويلهم الى قنابل موقوتة لارهاب الشعب وقتل اكبر عدد منهم، وكان آخر البطولة هو تفجيرعن بعد طفل بعمر 10 سنوات فقط!!! ماذا يقولون الملوك والزعماء والشيوخ المجتمعين في السعودية اليوم،؟ انه مؤتمر الحوار! حوار مع من؟ إن كان مع الذات فهذا يكون حسن، ونتمنى منه نتائج طيبة، وبعدها يمكن الانطلاق بالحوار مع الاديان الاخرى، نعم وحدوا خطابكم أيها المسلمون، وبعدها نجلس الى مائدة واحدة، أنظروا الى ارقام التي تتكلم عن نسبة الفقر في العالم، نرى ان الدول الاسلامية في الشرق الاوسط وافريقيا هي النسبة الاكبر في العالم، هل من المعقول ان يكون في العراق لوحده أكثر من 8 مليون فقير يضاف اليها أكثر من ثلاثة ملايين طفل جديد انضموا الى اطفال الشوارع! وفي الوطن العربي هناك 28 مليون فقير، و 22 دولة في دائرة الخطر بسسب المجاعة وخاصة في افريقيا، و865 مليون انسان يعانون الجوع في العالم، 90 % منها في قارة اسيا وافريقيا! لا نقل لماذا! لان الجواب معروف للملوك والرؤساء ورجال الدين قبل ان يدرسه ويعرفه العامة عن الامن الغذائي واستغلال الموارد الوطنية لصالح الشعب، فهل من المعقول أيها السادة أن تكون ثالث دولة مصدرة للنفط في العالم "العراق" يكون نصيب الفرد من الناتج الاجمالي الحقيقي حسب تقديرات عام 2002 هو في أسفل القائمة "225 دولار فقط"، أقل من موريتانيا "334 دولار" والسودان 443 دولار واليمن 508 دولار،،،، مرورا الى الكويت 14597 دولار والامارات 20509 دولار للفرد الواحد، أنبكي دماً أم نقول ما العمل؟

العمل : أطلقوا سراح العراق يا رجال الدين، انه مفتاح السر، انه بداية التخلص من الفقر ومن ثقافة الموت – من تجار الحروب – من نهب الثروات الوطنية – النفط – انه مفتاح باب اطلاق جهود الاعمار والتعليم والصحة والخدمات والمرافق العامة وتوفير الماء والكهرباء والامان، انه امل القضاء على البطالة وازدهار البناء والتجارة والاستثمار وفرص العمل، انه الانتاج والتجارة والتكنولوجيا، الثلاثي الذي يؤدي الى الاستقرار السياسي وينتج عنه الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي، ماذا عملنا لاستقبال الازمة العالمية الغذائية؟ هل هناك خطة استرتيجية لمواجهة الأزمة؟ كيف تقبلون يا صناع القرار ان شعب تصدر حكومتها ما يعادل 60 مليون دولار يومياً من عائدات النفط وأكثر من 75 % من شعبها فقراء، متى حدث ذلك في تاريخنا المعاصر؟ "عندما استلم الدين الحكم"، في إستغلال لظرف موضوعي، لم يستغله الآخرون كما ينبغي، عندها اصبح القرار بيد رجال الدين، عندما تم تقسيم العراق بين السنة والشيعة، عندما قالوا هذه وزارة فلان وتلك مديرية علان، عندما سُوِقَ للدين الواحد والفكر الواحد والمذهب الواحد والطائفة الواحدة، عندما شكلت فرق الموت المختصة بكل حزب ورجل دين، عندما استقبلوا الغرباء في بيوتهم، عندما وضعت الاغلال بمعصم الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، أتركوا ثقافة الموت ولنمارس ونجرب ثقافة الحياة وعندها نرى النور في نهاية النفق، بعدما وضعنا "الانسان المناسب في المكان المناسب"


Opinions