الفنان علي الشيباني : المسرح لا يمكن إلغاؤه مهما بلغت الظروف من السوء
08/11/2006أصوات العراق/
فنان لا يعشق غير المسرح ممثلا ومخرجا ، وإذا ما شاغله عشق آخر فإنه لا يبتعد عن المسرح حيث ينشغل مرغما بالمسلسلات التلفزيونية..وهو يرى أن المسرح لا يمكن إلغاؤه مهما بلغت الظروف من السوء..إنه الفنان المسرحي الكربلائي علي الشيباني.
يقول الشيباني في حوار مع وكالة أنباء (أصوات العراق ) المستقلة ،عن واقع المسرح الكربلائي المعروف بكونه واقعا محافظا ، إن "هذا الواقع لا يعني عزوف الناس عن ارتياد مسرح ملتزم ثقافيا واجتماعيا وحتى سياسيا ..فالتاريخ هو التاريخ والأحداث التي يمكن تجسيدها كملاحم مسرحية بأعلى مستوى تقني وفني يفهمها الشارع الكربلائي."
واضاف الفنان الذي إستلهم من واقعه الكربلائي ميزة ومن بيئته الدينية حافزا لكي يعتلي خشبة مقدسة ، أن " السؤال هو هل المؤسسة السياسية التي تستند على الدين تمتلك الرغبة والاستعداد لدعم الأعمال المسرحية؟."
ويجيب بقوله " اعتقد إن فقدان الثقة بين الفنان وهذه المؤسسة يضاف إليها نظرة فاقعة تعتبر المسرح حالة كمالية وربما طارئة وترى أن الثقافة المسرحية عموما وسيلة إعلامية رخيصة تخدم مصالح حزبية ضيقة ، تجعل الفنان وهذه المؤسسة على طرفي نقيض."
وتابع "من هنا يسعى كل طرف إلى إيجاد صيغ تخدم نفسه بعيدا عن الطرف الآخر فلا يتم التعاون."
وعن قدرة المسرح على زراعة بذرة لجيل متفتح ثقافيا وغير معقد فكريا ومنحه الحصانة اللازمة لتطلعاته ،قال الشيباني إن "الحياة بكل تفاصيلها تعتمد على الملقي والمتلقي وهذا المفهوم يجعلني أقول إن المسرح هو الملقي دائما والمتلقي هو الجمهور وان دور المسرح في الحياة لا يمكن إلغاؤه مهما بلغت الظروف من سوء وتحطمت مستويات الثقافة والمعرفة والجمال."
واضاف " ما أراه هو العكس فالذي يبدأ بالنهوض هو المسرح لأنه أولا يمتلك وسائل الإيصال البسيطة والسريعة بما يتعلق بمكوناته وعناصر العرض المسرحي ، وثانيا لأنه يزرع البذرة الحقيقية لمجموعة الأفكار والحقائق مستخدما عوامل الدهشة والإيماء والتأويل."
واشار الشيباني إلى أن "المسرح يملك الريادة والسيادة في خلق وعي متقدم عند الناس بكل فئاتهم العمرية وهنا سيكون للطفل حصة كبيرة من الوعي التربوي والوطني والجمالي."
وردا على سؤال حول الإفادة من التجربة المسرحية التي خاضها في جمهورية اليمن قبل أن يغادرها في مطلع التسعينيات من القرن الماضي ، أجاب بالقول "تجربتي المسرحية في بلاد اليمن امتدت لست سنوات قدمت خلالها عدة أعمال مسرحية إخراجا وتمثيلا بمشاركة بعض الزملاء العراقيين واليمنيين واذكر منهم الفنان الراحل كريم جثير."
واضاف "خلال هذه التجربة وجدت أن المتلقي في دولة اليمن لديه الرغبة في مشاهدة الأعمال المسرحية بحب ونهم شديدين إذ كانت لنا فرصة نقل التجارب المسرحية العراقية الرائدة والعمل على تشكيل فرق مسرحية محترفة وتأسيس نمط حديث بالتعامل الفني والإداري شكل طفرة نوعية في نقل المسرح اليمني من مسرح هواة الى مسرح محترفين."
وتابع " وتبقى تجربتي الخاصة في مسرح المعوقين ذات طبيعة مميزة فقد وجدت في فئات الإعاقة البشرية المختلفة ، واقصد المعاقين حركيا والصم والبكم والمكفوفين ، مادة وأفقا جديدين ، ومن ثم دفع هذه الفئات للاندماج بالمجتمع وتشكيل حضور مميز لهم جميعا من خلال التجارب المسرحية التي قدمتها لهم."
واستطرد الشيباني ان "الفرص تحدد بالزمان والمكان والفرصة قائمة طالما بقي الفنان متواصلا يستنشق هواء نقيا..ونحن الآن نتنفس جزءا من هذا الهواء الذي فيه هامش بسيط من الحرية ولا زالت بعض الأسماء الفنية تعمل وقد بلغت سن الثمانين كما إن الفرصة تنتزع ولا تمنح."
واضاف " الفرص متاحة أمام أي فنان شريطة أن يمتلك الحد المقبول من الوعي والثقافة سيما وان كثرة الفضائيات وانتشارها تجعله مطلوبا دائما." ولكنه إستدرك قائلا إن "المسرح نافذة جذب بغض النظر عن أي واقع اجتماعي واقتصادي وسياسي حيث ان المسرح له قاعدة جماهيرية واسعة ومن كل الفئات وسوف تبقى المحطات الفضائية ومهما بلغت من الأهمية والتفرد لجذب المشاعر ، مكانا لبث المعلومة والخبر والتقرير والإنتاج الفني على حد سواء..وعليه سنرى أن الحصة الأكبر ستكون للسينما والمسرح في هذه الفضائيات كي تواصل ديمومتها."
والفنان علي الشيباني عمره في المسرح أكثر من خمسة وعشرين عاما ،وهو خريج أكاديمية الفنون الجميلة عام 82 ، وحاصل على جائزة أفضل ممثل واعد من المركز العراقي المسرحي عام 81 عن دوره في مسرحية ( الزنوج) التي أخرجها الفنان سامي عبد الحميد..
وأخرج الشيباني للمسرح (نمور في اليوم العاشر) و (الملياردير) و (قطعة العملة) ومسرحية (الحر الرياحي) التي قدمتها فرقة مسرح كربلاء الفني.
كما قدم في اليمن حين ضاقت به سبل الابداع في العراق العديد من الأعمال المميزة منها ( آه ..أيتها العاصفة) للشاعر عبد الرزاق الربيعي و (اللؤلؤة) للمخرج الرحل كريم جثير.
كما قام بتأليف وإعداد العديد من الأعمال عن قصص وروايات وشخصيات تتناول حياة المعاقين ..وله في التلفزيون عمل أنجزه في مطلع الثمانينات من القرن المنصرم بعنوان (النبع) ، وشارك كذلك في مسلسل ( المتنبي) عام 2001 ..وكانت آخر أعماله مشاركته في مسلسل "كوبرا " لصالح قناة السومرية الفضائية والذي تم انجازه هذا العام وعرض في شهر رمضان الماضي وهذا المسلسل من تأليف وإخراج احمد هاتف.